سارة المهيري: التطورات على الساحة الفنية والثقافية الإماراتية جميلة وتبشّر بالأفضل
مع اقتراب يوم المرأة الإماراتية، الذي يحل في 28 أغسطس، نحتفل بنساء الإمارات ونلقي الضوء على الإنجازات التي حققنها ويحققنها في مختلف المجالات، وقد سلطنا الضوء على فنّانتان تبرعان في عكس صور جديدة ومبتكرة عن العالم من حولهما، هما المها جارالله وسارة المهيري، كما تعرّفنا على رائدة الأعمال مها مبارك التي تقدّم صورة جديدة عن سيدات الأعمال الناجحات والملهمات.
لأنّ طريق الفن هو الأكثر صدقاً وشفافية للتعبير عن الذات، اختارته سارة المهيري طريقاً لها، فأجادت تقديم محتوى راقٍ ومميز عكس الكثير عن شخصيتها وما يحمّسها ويحرّكها. هي الحاصلة على بكالوريوس في الفن وتاريخ الفن من جامعة نيويورك في أبوظبي، والتي شاركت في عدّة معارض مثل "انتيميت دايمنشنز" في معرض حافظ في جدة و"استحواذ الشباب" في مركز فن جميل في دبي، وتحضر اليوم لمعرض فردي جديد، وتتحدث على صفحاتنا عن رؤيتها الفنية الخاصة وتوجّه رسالة إلى النساء من بنات جيلها لمناسبة يوم المرأة الإماراتية.
اخترتِ الفن لتعبّري من خلاله، فما هي القصص أو الرسائل التي تسعين لإيصالها للمتلقي؟
طريق الفن هو الأكثر صدقاً ووضوحاً وشفافية للتعبير عن الأفكار. ففي عملي يتكشف خطاب جديد حول مواضيع المادية والأنظمة والعلاقات المتبادلة واللغة. أحب أن أحكي قصة يطريقة غير مباشرة، فتجعل الجمهور يطرح أسئلة واستفسارات حولها، فهي تتطلب الهدوء لبعض الوقت، وربما الجلوس لاستيعاب الرسالة التي أريدها أن تصلهم، ومن خلال إدراك معاني وأبعاد المواد المستخدمة، ستبدأ القصة المبطنة في الكشف عن نفسها أمامهم.
لكلّ فنان بصمة تميزه تماماً كبصمة اليد الفريدة، فكيف تصفين أسلوبكِ الفني؟
أسلوبي بسيط للغاية، فأنا أستمد الكثير من الإلهام من الأشكال الهندسية والتجريد والجماليات من حولنا. في عملي أحاول اختبار الحدود بين الأعمال الثنائية الأبعاد وتلك الثلاثية الأبعاد. أتمنى أن تصل أفكاري للآخر وأن يجد في أسلوبي ما يحركه ويبعث فيه أحاسيس جديدة.
من يلهمكِ من محيطنا العربي ومن العالم الغربي؟
ألهمني العديد من المبدعين من جميع أنحاء العالم، سواء من الماضي أو الحاضر، منهم المصممين والفنانين والكتاب والشعراء والفلاسفة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، على المستوى الإقليمي، أستمد الإلهام من تجارب شيخة مزروعي وباسم مجدي وإيتيل عدنان. وبعيداً عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هناك أغنيس مارتن وراشيل ويتريد وسارة كننغهام وجيرترود شتاين.
حدّثينا عن الأحاسيس التي تنتابكِ في خلال الإعداد لعمل فني جديد؟ هل تستشيرين أحد خلال مرحلة التحضير، أم أنّك فقط تثقين بصوتكِ الخاص؟
أعيش في خلال فترة التحضير شيء يشبه التوازن المفيد بين مشاعر الخوف والحماس. أحب التحدّث عن أفكاري ومشاركتها مع أشخاص أثق بهم في محيطي، ولكن هناك مرحلة معينة من العمل تتطلب الوثوق في رؤيتي الخاصة وفكرتي الأولية لكي أتمكن من الحكم على العمل ومعرفة إن كان بإمكاني الانتقال به إلى مرحلة التنفيذ.
ما هي القضايا الاجتماعية التي تسعين للتركيز عليها في أعمالكِ الفنية في المستقبل؟
لا أتطرق إلى القضايا الاجتماعية في أعمالي الفنية، فهي بعيدة عن اهتمامي حالياً، لأنني في الغالب أستمد مواد مواضيعي من بيئتي الضيقة.
التعبير عن نفسكِ من خلال الكتابة يختلف كثيراً عن الفن. ماذا يعني لكِ أن تتمكني من بث الورق بأفكاركِ وآرائك؟ وكيف تختلف سارة الكاتبة عن الفنانة وأين تلتقيان؟
يشعرني التعبير عن نفسي من خلال اللغة والكتابة بمزيد من الصلابة، فهو إحساس أكثر عمقاً، في حين أنّ التعبير من خلال الفن يبدو أكثر مرونة. وفي إطار ممارستي للكتابة والفن، فإنّ هذين المجالين يتكاملان في داخلي لأنّهما طريقتي في الإبطاء قليلاً وإخراج الافكار التي تعتريني ومشاركتها مع الآخر.
ما هي العادات والقيم التي تفتخرين بها في دولة الإمارات وترغبين بنقلها إلى الأجيال الجديدة؟
إنّ احترام ودعم وتقدير قيمة بعضنا البعض هي الأمور التي تميزنا في الإمارات والتي أرغب بأن تستمر وتنتقل إلى الأجيال المقبلة. إنّها القيم الأساسية لمجتمعنا وبلدنا وهي تميز الدولة وقادتها والشعب أيضاً.
ما هو أكثر إنجاز تفتخرين به وترين أنّه عكس هويتكِ الخاصة وتفرّدكِ كامرأة إماراتية؟
لأكون صادقة، أنا فخورة بكل إنجاز أو عمل قمت به في هذا الطريق الذي اخترته لنفسي، فمع كل فرصة حصلت عليها تسنّى لي أن أنمو وأتطور، ليس فقط كفنانة بل كإنسانة ملتزمة بأن تنمّي وتطوّر نفسها كفرد له حضور وأهمية في مجتمعه.
ما هي رسالتكِ للشابات في يوم المرأة الإماراتية؟
أطلب من كل امرأة شابة أن لا تتوقف عن تحسين نفسها وتطوير مهاراتها، فتنمو وتزهر لتحقيق كل ما تسعى إليه. وأقول لها: افعلي ما تحبين بكل قلبك وروحك لأنّك بهذا الشغف وحين تكونين سعيدة، ستجاهدين لتكوني أفضل نسخة ممكنة عن نفسك.
من هي الشخصية التي تلهمكِ من قادة الإمارات؟
إنّ القيادات الإماراتية لطالما كانت داعمة وحاضرة في حياتنا كفنانين وفي حياة كل الشباب الموهوبين، لكن إذا كان عليّ أن أذكر شخصاً واحداً قام بالعديد من التغييرات الإيجابية فيجب أن يكون سعادة نورا الكعبي.
ما رأيكِ بالحضور النسائي في المشهد الثقافي في الإمارات اليوم؟
ما يحصل في الساحة الفنية والثقافية الإماراتية جميل وواعد ومبشّر بالأفضل، وإنّه أمرٌ مدهش أن نرى القوة والنجاح في فرديتنا ولكن أيضاً في اعتراف المجتمع بإنجازاتنا ونجاحاتنا كنساء قويات ومميزات بإبداعنا وأفكارنا الخلاقة.
ما الذي يمنع الأسماء العربية الفنيّة من التميّز على المستوى العالمي؟
لطالما كان التركيز عالمياً على المواهب الغربية وليس تلك التي تتواجد في الدول الشرقية. ولكن بصفتي فنانة، فأنا أسعى لتغيير هذا التوجّه ولتحويل الأنظار عالمياً إلينا، على أمل أن يتعرّف المزيد من الأشخاص على أسماء لامعة من العالم العربي، لا تقل مستوى أبداً عن أهم الأسماء الغربية. لدينا ابتكارات رائعة في جميع المجالات والتي يجب الاعتراف بأهميتها وإعطاءها التقدير الذي تستحقه.
ما هي أحدث مشاريعكِ التي تحضِرين لها للفترة المقبلة؟
أعمل حالياً على إقامة معرض فردي لشهر سبتمبر في سيول في كوريا الجنوبية حيث أعيد صياغة سلسلة قديمة قمت بها، إنّما بمفهوم جديد يتماشى مع شخصيتي الحالية كفنانة.