ريا أبي راشد: الأفلام شغفي والحياة ليست أبيض أو أسود فقط!
حوار: طونينا فرنجيّة تصوير: David Reiss إدارة فنيّة: Kate Hazell تنسيق: Krishan Parmar مكياج وشعر: Violet Zeng
قد لا تعني النجوميّة نجوم الفنّ فقط! فهي أحياناً تطال أيّ شخصيّة لمعت وبرزت في مجالها ولقب النجمة تستحقّه ريا أبي راشد بامتياز. فهي نجمة الشاشة ونجمة عالمنا العربي بين نجوم العالم كما أنّها نجمة المهرجانات الدولية والإطلالات العالميّة بين أوساط هوليوود. أيضاً، إنّها سفيرتنا إلى النجوم، نجوم السينما تحديداً. بعفويّتها، بساطتها وحيويّتها، استطاعت أن تحلّق عالياً فباتت مثالاً أعلى يُحتذى به في عالم الإعلام وحلماً للكثير من الشابات اللواتي يعشقن العالميّة والتلفزيون وهوليوود. معها نجول العالم ونتعرّف على أهمّ الشخصيات الهوليووديّة ومن خلالها ندخل عالم هوليوود ونشعر وكأنّ لنا فيه مكاناً.
عشقها للأفلام هو الذي أوصلها إلى ما هي عليه اليوم وعشق جمهورها لها ولبرنامجها صنّفها نجمة إعلاميّة من الصفّ الأوّل... معها تحدّثنا عن السينما طبعاً والحياة والأمومة ومواقع التواصل الاجتماعيّ...
عندما نقول السينما أو الأفلام أو حتّى المشاهير، يأتي على ذهننا فوراً اسم ريا أبي راشد، ما أكثر ما تحبّينه؟ السينما، الأفلام أو المشاهير؟ أو هي مجموعة من تلك الأمور التي تلفتك؟
بالتأكيد السينما والأفلام. كبرت على شغف الأفلام وحبّها وحتّى الآن هي أكثر ما يعجبني ويجذبني وأنا شغوفة فعلاً بها. إنّ مقابلة المشاهير تأتي نتيجة لحبّي للأفلام ولكن بالتأكيد تبقى الأفلام الرقم الأوّل على لائحة ما أفضّله. وحالياً وبسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا والمشاكل التي تواجهها صناعة السينما، أتعاطف أكثر وأكثر مع الأفلام وصناعتها.
حياة الشهرة والمشاهير والأضواء إذا صحّ التعبير هي حياة تسعى إليها الكثيرات وتحلم بها الكثيرات، ما الذي تقولينه لهنّ؟ ما هي إيجابيّاتها وسلبيّاتها؟
رغم أنّني أصبحت مشهورة ولكن لم يكن هذا هدفي أبداً. ممّا لا شكّ فيه أنّني أستمتع جدّاً بما تقدّمه الشهرة وأقدّر محبّة الناس لي ولكن الهدف الأوّل كان صنع حياة مهنية أفتخر بها وأخبر ابنتي عن تفاصليها وهذا هو الشيء المهمّ بالنسبة إليّ. طبعاً، هناك إيجابيات كبيرة تنتج عن الشهرة وكونني تحت الأضواء وعلى الشاشة ولكن وفي المقابل، هناك سلبيات أيضاً لا سيّما من ناحية الوقت والتضحية التي يجب أن أقوم بها كأمّ أو امرأة عاملة. فالسفر والعمل الدائم والإرهاق هي من الأمور التي تنتج عن حياة الأضواء وهناك سلبيات كثيرة لا يراها الناس لأنّ ما نعيشه يمكن وصفه بالصناعة البراقة التي لا تعكس إلّا ما هو جميل ولا تسمح للناس أن يروا منها سوى الإيجابيات.
لا أنصح أحد أن يبدأ حياته المهنية بالعمل في الإعلام بهدف الشهرة فهذا ليس صحيحاً. يجب على كلّ من يريد ذلك أن يبدأ حياته المهنية حبّاً منه للمهنة وامتلاكاً للموهبة في المجال الإعلامي أو الفني مثل التمثيل أو الإخراج أو غيره.
إن أردنا وصف الحياة، كيف تصفينها وعنوان أيّ فيلم تطلقين عليها؟ وهل من دور معيّن تحبين أن تلعبينه فيها؟ أو أنّك مكتفية بدورك وكيف تصفينه؟
من الصعب الإجابة على مثل هذا السؤال. ولكن إذا أردت وصف حياتي فيمكن القول أنّها مليئة بالطاقة والعمل ولا تتوقف وتيرتها كما أنّها سريعة. قد يكون عنوانها الأنسب «الأدرينالين والحبّ والحياة العائلية».
هل تؤمنين بأنّ الحياة لونين فقط: أبيض أو أسود؟
بالتأكيد ليست كذلك! فالحياة متعدّدة الألوان ولا تقتصر على الأبيض والأسود فقط. هي متعدّدة الألوان والأشكال والعواطف ولا يوجد شيء معقّد وغنيّ ومختلف مثل الحياة وهي حتماً لا يمكن أن تقتصر على لونين.
كونك تعشقين الأفلام، هل من قصّة أو موقف معيّن في فيلم ما أثّر فيك واتّخذت منه عبرة في حياتك؟
لا يوجد موقف واحد أو معيّن، فأنا أتأثر بالأفلام جميعها ولكنّني أحبّ أن أحلم في الأفلام. على سبيل المثال، المشهد الافتتاحي في فيلم Lala Land حيث يقف الجميع على السيّارات وظهرهم للكاميرا يرقصون من المشاهد التي تجعلني أحلم. فأنا أحبّ أن تكون حياتي كذلك وأحلم بهكذا لحظة، كأن أتوقف وسط زحمة سير ونخرج جميعنا من سياراتنا ونرقص.
يا ليت حياتنا كلّها هكذا وبدل من مأساتنا في لبنان والوطن العربي، تكون مليئة بالرقص والألوان، هذا ما أطمح له.
تعيشين نمط حياة سريع ولكن ومع جائحة كورونا، اضطرّ بنا الأمر أن نبطئ من سرعة وتيرتنا، ما أكثر ما اشتقت إليه خلال تلك الفترة؟ ما الذي تعلمّته؟
ما تعلّمته أنّه أينما كنت وحتّى لو اضطررت لإيقاف نمط حياتي بعض الوقت بسبب كورونا سيظلّ مليئاً بالطاقة. خلال تلك الفترة، قمت بالكثير من الأشياء في المنزل ومارست الرياضة، كذلك أنهيت أموراً لم يكن بمقدرتي القيام بها بسبب ضيف الوقت. باختصار، يمكن القول أنّني استفدت فعلاً من فترة الحجر الصحيّ حتّى أنّني تعملّت أنّه مهما كانت الظروف يجب أن أشغل وقتي فأنا لا أذكر يوماً واحداً شعرته بطيئاً.
بالعودة إلى حياتك المهنيّة التي تعدّ مميّزة وملفتة، ما الذي يجعل أيّ لقاء يعدّ «Scoop” وهل من لقاء معيّن لا زلت تتذكّرينه لسبب ما؟ ومن أكثر نجم أو نجمة تحبّين مقابلتها ولماذا؟ وهل من نجم أو نجمة معيّنة لا ترتاحين لماقبلتها ولماذا؟
أي لقاء يعدّ Scoop، وهو سرّ تسمية البرنامج بهذا الإسم. كذلك، إنّ أيّ لقاء يعدّ كذلك خاصّة إذا أجريت مقابلة حصريّة مع نجم كبير لم يسبق لأحد في العالم العربي إجراء مقابلة معه وهذا ما يميّز برنامج مثل سكوب منذ بدايته وحتى الآن حيث أنّه البرنامج الوحيد الذي يملك أكبر عدد من المقابلات مع عدد كبير من نجوم هوليوود.
أرتاح مع كل النجوم لكن أحياناً أكون متعبة أو متعبين وبالتالي لا تكون النتيجة أفضل ممّا يجب أن تكون عليه.
على سبيل المثال، إنّ نجوم مثل هيو جاكمان، ساندرا بولوك، جورج كلوني أو توم كروز من الصعب عمل مقابلات سيئة معهم، لأنّهم لطفاء وظريفون ويعرفون كيفيّة إجراء مقابلة تلفزيونيّة. في المقابل، هناك نجوم أصعب لأنّهم لا يشعرون أنّه يملكون كاريزما في المقابلات كتلك الموجودة لديهم على شاشة السينما ومنهم أذكر روبرت دي نيرو الذي أعتبره رجلاً لطيفاً وممتعاً ولكنّه يفتقد إلى الكاريزما في المقابلات رغم أنّها يمتلكها حين يمثّل وهي تظهر في الأفلام.
لعلّ برنامج Scoop With Raya هو أكثر البرامج متابعة من قبل كلّ من يحبّ السينما وحياة المشاهير، ما هو سرّ نجاحه واستمراره؟ هل من وصفة نجاح معيّنة؟
صحيح أنا أفتخر بأنّ الناس يشاهدون سكوب ويعتبرونه مرجعاً للسينما والمشاهير. إنّ سرّ نجاحه واستمراريّته هو أنّه ما زال يستضيف عدداً كبيراً من النجوم حتّى مع ظهور وانتشار فيروس كورونا ما زلنا نجري مقابلات معهم عبر تطبيق Zoom وهو أمر ممتع. وأعتقد أنّ ما يجعله برنامجاً ناجحاً، بساطته فهو سهل المشاهدة كما أنّ الناس يشعرون بأنّه يجمع باقة من نجوم هوليوود من أجلهم، وهذا هو الأمر الذي أحبّه تحديداً ألا وهو أن ندخل النجوم إلى بيوت المشاهدين.
نعيش اليوم عصر مواقع التواصل الاجتماعيّ ورأيناك خلال فترة الحجر ناشطة على تيك توك تحديداً، ما الذي لفتك في هذا التطبيق تحديداً وهل تعتبرينه سيفاً ذو حدّين لا سيّما للذين يلجئون إليه لعرض مواهبهم؟ وهل تؤمنين بأنّ مواقع التواصل وسيلة لإطلاق المواهب؟
لا شك أنّ السوشيل ميديا سيف ذو حدّين لأنّه يجب على الفرد معرفة أنّ حياته الشخصيّة لها حدود على مواقع التواصل الاجتماعي والمعروف أنّ الجمهور يتفاعل أكثر مع الحياة الشخصيّة الخاصّة بالنجوم والشخصيات العامة. ولكن ورغم ذلك من الضروري أن نتذكّر أنّه يمكن الاحتفاظ بخصوصيّة حياتنا وحياة أولادنا. أنا لا أحبّ مثلاً أن يدرك أشخاص غرباء الكثير عن ابنتي وهذا يزعجني، لذلك أفضّل وضع حدود لما أنشره عن حياتي الشخصيّة رغم أنّني أحب نشر مقتطفات ولحظات عن حياتي أكون سعيدة فيها طالما أنني أحافظ على خصوصيّة ابنتي طبعاً.
ممّا لا شكّ فيه أنّ السوشيل ميديا تساعدنا في الترويج لوظائفنا وبرامجنا ومشاريعنا التي نشترك فيها ومع Tiktok وتحديداً خلال فترة كورونا والحجر المنزلي، سيطرت روح الدعابة على الأجواء واستمتعت بمتابعتها مع وجود فيديوهات مرحة سجّلتها ونالت إعجاب الكثير من الناس. أعتقد أنّ المنصّات هذه تساعد في اكتشاف المواهب وفي نفس الوقت تساعد من لا يملكونها للانطلاق، وفي النهاية هناك متّسع للجميع.
كيف تقيّمين علاقتنا اليوم بعالم السوشيل ميديا؟ وإلى أيّ مدى ترينها ضروريّة للنجم ومن هم تحت الأضواء؟ ومتّى تعتبر نقمة بالنسبة إليهم؟
أعتقد من المهم التواجد على مواقع التواصل الإجتماعي وأن تكون الحسابات ناشطة حتّى جوني ديب أطلق مؤخراً حسابه على إنستغرام. كلّ الشخصيّات العامّة وتلك التي تحت الأضواء تدرك أهمية السوشيل ميديا وصعوبة عدم التواجد عليها.
أعتقد أيضاً أنّ أكثر ما يستمتعون به، وأنا شخصياً كذلك، هو التواصل المباشر مع الجمهور. فالنجوم بحاجة إلى معرفة توجيه الرسائل مباشرة للجمهور ومعرفة ردود فعلهم وأنا أدرك أنّ النجوم يحبّون ذلك وأنا أحبّ معرفة ما يفكر فيه جمهوري بشكل مباشر.
يعيش لبنان اليوم أيّاماً حزينة وصعبة ورأيناك تدعمين وطنك في الكثير من البوستات، ما الذي تقولينه اليوم للشباب اللبناني، لا سيّما أنّك مثال على نجاحه عالميّاً؟
يعيش لبنان أسوأ فترة في تاريخه. فأنا عاصرت الحرب وكما من عاشها، ونؤكّد أن ما نمرّ به أسوأ من الحرب وهذا أمر مؤسف لأنّني كنت أحلم أن يتجاوز لبنان الحرب والمشاكل. مؤسف جداً ما يحدث لكن نفتخر أنّ هناك شباب لبناني يرغب في بناء وطنه بأيديه. لذا أصلّي أن ينجحوا في توفير مستقبل أفضل لأنفسهم رغم أنّني كنت أتمنّى أن يوفّر لهم بلدهم لبنان مستقبلاً أفضل وإلّا يكونوا هم من عليهم العمل على بناء بلد أجمل ومستقبل أفضل. من المؤسف ألّا يكون هناك فرص لهم وألّا يكون هناك مستقبل واضح لكنّني أفكر بإيجابية والأمور ستتحسن مع تلك الطاقة الجميلة التي شاهدناها في الشباب اللبناني ومن خلالهم سنرى مستقبلاً أفضل وأكثر إيجابيّة والتغيير آتٍ وهذا ما أتمنّاه لا سيما أنّني لبنانيّة وما يحدث في لبنان موجع.
لنتحدّث قليلاً عن ريا أبي راشد الأمّ، كيف هي في الحياة اليوميّة؟ وما هو أكثر شيء تخافين منه على ابنتك لولا؟ وكيف تصفين علاقتك بها؟ وهل من عراقيل تواجه المرأة العاملة؟ وكيف تنظّمين وقتك لتحقيق التوازن ما بين عائلتك ومهنتك؟
أن أكون أماً لـلولا يعطيني الكثير من السعادة في حياتي. وخلال الأشهر الستّة الماضية تمكّنت من رؤيتها يوميّاً وهذا لم يكن بالأمر المعتاد نتيجة السفر الدائم والمستمر وهو من الأمور الإيجابيّة التي نتجت عن فرض الحجر المنزلي. خلال الفترة المقبلة سأسافر إلى البندقيّة وسأبتعد عنها لمدّة 3 أيّام ممّا يحزنني.
أحبّها كثيراً وأعتبر أيّ دقيقة معها لا تعوّض. فعلى عكس الكثيرات من اللواتي يبحثن عن إيجاد وقتهنّ الخاصّ بعيداً عن أولادهنّ، أشعر أنّني لست بحاجة إلى ذلك فأنا أحبّ أن أستمتع بوقتي برفقتها. المهمّ لديّ، تحقيق وإيجاد التوازن ما بينها وبين مهنتي. فعلى سبيل المثال، أحرص على وضعها في سريرها ومن ثمّ إجراء مقابلة Zoom مع شارليز ثيرون في نفس الوقت. إنّ هذا الأمر تحديداً أساسيّ في حياة أيّ امرأة تريد النجاح في أمومتها ومهنتها.
في المقابل، أعتقد أنّه وبهدف إيجاد هذا التوازن الحقيقيّ بين حياتي المهنية والعائلية سيتوجّب عليّ الابتعاد عن الحياة الاجتماعية الناشطة وهو أمر ضحيّت به ولكن لا بأس بذلك.
أخيراً، كيف ستعاود ريا أبي راشد نشاطاتها وما هو أوّل نشاط ستقومين به؟ وهل ترين أنّ الحياة ما بعد كورونا لن تكون كما قبلها؟ أخبرينا قليلاً عن مشاريعك المستقبليّة وجديد Scoop with Raya؟
أوّل نشاط سيكون مهرجان البندقيّة السينمائي وإن شاء الله ستعود المهرجانات خلال الربع الأخير من 2020 مثل مهرجان لندن والجونة وسأتواجد فيها بإذن الله. ذلك إلى جانب المقابلات التي نجريها عبر Zoom التي قلّلت من سفري لإجراء المقابلات وأعتقد أنّ الجمهور تقبّلها وهذا ما جعلنا نفكّر في الاستمرار بها. أشعر أنّ نشاطاتي خفّت خلال الحجر الصحيّ أو ربّما اختلفت ولكن لم تقلّ أبداً. هي فترة صعبة طبعاً ولكنّها لم تخلو من الإنشغالات، ولكن هناك إيجابيّات وأعتقد أنّ الحياة لديها رسائل معيّنة توجّهنا من خلالها وتقودنا في مسار حياتنا.