ديمة قندلفت: التمثيل أشبه بنور لا تنطفئ مصابيحه

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق: جوني متى، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، ماكياج: كوليت اسكندر، تصفيف شعر: ميشال زيتون، موقع التصوير:فندق البستان، بيت مري - لبنان

لا يزال التمثيل شغفها الأوّل، هي التي شاركت في أكثر من 100 مسلسل على مدى 16 عاماً. تسعى جاهدة لاختيار أدوار لم تقدّم شبيهاً لها في السابق، وإن فعلت، تأخذ الدور بيدها إلى منحى آخر. هي الممثّلة السوريّة ديمة قندلفت التي تشارك في أعمال فنيّة مختلفة، بدءاً من «الشكّ» و«المهلب بن أبي صفرة»، وصولاً إلى «فوضى» و«الاعتراف».

اقرئي: بعد سنوات من الخلاف… تطوّر مفاجئ بين أصالة وشقيقتها

قدّمت أكثر من 100 مسلسل على مدى 16 عاماً. كيف تنظرين اليوم إلى مهنة التمثيل؟

تسمح هذه المهنة للممثّل بأن يتجدّد على الدوام. لذا، لا أزال أتمتّع بالشغف نفسه الذي دفعني إلى أن أكون ممثّلة وأتابع المشوار.

ألم تخسري جزءاً من هذا الشغف مع مرور السنوات؟

أصعب ما في هذه المهنة السفر والتنقّل من مكان إلى آخر والتصوير في ظروف صعبة أحياناً وأوقات العمل التي تختلف بين ليلة وضحاها. ولكنّ المهنة بحدّ ذاتها وتأدية أدوار جديدة إلى جانب ممثّلين محترفين هما فعلاً شغف وأشبه بنور لا تنطفئ مصابيحه.

تحاولين دائماً تأدية شخصيّات مختلفة وعدم تكرارها في الأعمال التي تشاركين فيها.

هذا صحيح، أختار أدواري بعناية ودقّة. أقرأ نصوصاً كثيرة وأحياناً أعجب بسيناريوهات مختلفة، إلّا أنّني أعتذر عن المشاركة في الأعمال التي تتطلّب تأديتي لأدوار سبق وقدّمت شبيهاً لها وليس بإمكاني الإضافة إليها. ولكن، في حال حمل الدور في طيّاته أوجهاً مختلفة وتفاصيل جديدة تضيف إلى الشخصيّة، لا مانع لديّ من تأديته.

اقرئي: Marion Cotillard…لا أعيش في الماضي!

هل لا زلت تتعلّمين من مهنة التمثيل؟

طبعاً، كل دور جديد له ظروفه ومخرجه وطريقة معالجته والمراجع التي يعتمد عليها الممثّل لخدمة الشخصيّة بحرفيّة عالية. هذه المهنة تدفعك إلى تطوير ذاتك بوتيرة سريعة.

كيف تصفين اليوم الأوّل من تصوير عمل جديد؟

أكون متحفّظة وقد أبدو للآخرين بعيدة بعض الشيء. ما يحدث في اللحظات الأولى من التصوير أشبه بسحر، إذ تكون في كامل قدراتك الذهنيّة وتعي جيّداً أنّ تلك اللحظات أو الساعات الأولى هي التي ستبعث الشخصيّة من الورق وتحوّلها إلى لحم ودم، وهذا أمر أساسي ويدفعني إلى الانطلاق بالشخصيّة بسلاسة تامّة.

هل حدث أن وجدت صعوبة في الانطلاق بالشخصيّة في اليوم الأوّل؟

نادراً ما يحدث ذلك، وإن حصل، فهذا يعود إلى سببين مختلفين، إمّا أن يكون عدد المشاهد قليلاً في اليوم الأوّل، ما يتطلّب منّي كممثّلة الانتظار حتى اليوم الثاني كي تكتمل صورة الشخصيّة في ذهني، وإمّا أن يجد المخرج صعوبة في فهم أدائي إذ قد تختلف رؤيتنا إلى الشخصيّة، ما يفرض الحاجة إلى وقت إضافي للتوصّل إلى أداء يرضي الطرفين.

شاهدي: نجوى كرم تقطف البازيلاء مع ابنة سيرين عبد النور… لاحظي عفويتها

انتهيت من تصوير مسلسل «الشكّ» الإلكتروني الذي سيبثّ لمدّة أقصاها عشر دقائق. لمَ قرّرت المشاركة في هذه التجربة؟

هي تجربة جديدة سنكتشف نتائجها معاً. يختلف الأداء السينمائي عن الأداء التلفزيوني، بخاصة أنّ الأخير يحتاج إلى وقت أطول للغوص في الشخصيّة حتى النهاية. أمّا الأداء المسرحي، فهو قصّة مختلفة تماماً. تأدية الأعمال التي تبثّ على الإنترنت هي فعلاً تجربة جديدة. أعتقد أنّها ليست مختلفة إلى هذا الحدّ إلّا أنّها تتميّز بالزمن الدرامي الذي تمتدّ عليه كل حلقة إذ يتراوح بين 7 و10 دقائق، وهو وقت قصير جدّاً ويتطلّب جهوداً مكثّفة لأداء الشخصيّة، مقارنة بالأعمال التلفزيونيّة التي تمتدّ كل حلقة منها على مدى 45 دقيقة.

وهل هذه المدّة الزمنيّة القصيرة كفيلة بخدمة الدور والعمل معاً؟

طبعاً، بخاصة إذا كانت قائمة على سيناريو جيّد ومحكم. صحيح أنّنا اعتدنا على متابعة الأعمال الدراميّة التي تمتدّ على مدى 45 دقيقة و30 حلقة، إلّا أنّ الزمن اختلف اليوم، فمن يتابع الأعمال الدراميّة الأجنبيّة يلاحظ أنّها لم تعد محصورة بوقت محدّد وبعدد معيّن من الحلقات أو المواسم. أصبحنا في عصر تتسارع فيه الأمور، فمثلما كنّا نستمع إلى أغان في السابق تمتدّ أحياناً على أكثر من ساعة ونصف، ها نحن نعيش اليوم في عصر أغنية الدقائق الثلاث. آن الأوان للتغيير ولتجربة وسائل جديدة، علماً أنّ الوسائل الإلكترونيّة عزّزت هذه الرؤية الجديدة لدى منصّات البثّ الإلكتروني التي تتسابق لإنتاج كمّ هائل من الأعمال وفي أوقات زمنيّة مختلفة.

متى سيتمّ عرض «الشكّ»؟

لست أدري بعد، قد يجري عرضه يوميّاً في رمضان وأسبوعيّاً قبل ذلك.

بالصورة – نجمة عالمية تظهر من دون ماكياج… ستدهشك إطلالتها

وماذا ينتظر المشاهد منك فيه؟

سيتسنّى للمشاهد متابعة قالب مكوّن من شخصيّتين قادرتين على زرع الشكّ فيه وجعله حائراً. يحمل العمل رسائل عديدة نابعة من الواقع ومعالجة بطرق مختلفة بحسب قناعات كل واحد منّا. وقد يتساءل المشاهد عمّا إذا كان هذا اليقين الذي يعيشه وهماً أم قناعة أم ربّما سوء اختيار.

تشاركين في بطولة العمل الدرامي التاريخي «المهلب من أبي صفرة». كيف تنظرين إلى هذه الأعمال التي قلّ إنتاجها والتي لا يحقّق بعضها المتابعة المرجوّة؟

لم أشارك كثيراً في أعمال تاريخيّة، وهذه التجربة أغرتني لأنّها تتطلّب منّي أداءً مختلفاً، قلباً وقالباً، وهذا تحدّ جديد بالنسبة إليّ، فالبيئة والزمن اللذان يرتكز عليهما العمل مختلفان تماماً عن يومنا هذا، إلّا أنّني أحاول أن أظهر للمشاهد أنّ هذه الشخصيّة التاريخيّة التي أؤدّيها هي من لحم ودم. استمتعت كثيراً في تأدية دور «رباب» في هذا العمل.

هل سيكون الحوار في الفصحى؟

نعم.

تعتبر بعض الممثلات أنّ الفصحى قد تكون عائقاً أمام انتشار الأعمال التاريخيّة. هل توافقينهنّ الرأي؟

لا أعترض بتاتاً على الفصحى، فإن عدنا سابقاً إلى التاريخ، لوجدنا أنّها كانت اللغة السائدة آنذاك.

وماذا عن إنتاج هذه الأعمال التي تتطلّب ميزانيّة عالية؟

ليست الأعمال التاريخيّة الوحيدة التي تحتاج إلى ميزانيّة عالية، قد ينطبق ذلك على عمل معاصر أو عمل خيالي أو مسلسل بيئة شاميّة. هي ليست قاعدة، إذ على الميزانيّة أن تلبّي حاجات النص الدرامي مهما كان نوعه.

انتهيت من تصوير مسلسل «فوضى».

بالفعل، انتهيت من تصويره في نهاية العام الفائت وأتمنّى أن يعرض في الموسم الرمضاني المقبل.

هو عمل قاسٍ بعض الشيء، بخاصة أنّه يصوّر الخراب في سوريا.

هو عمل قاسٍ لأنّه يصوّر الخراب الذي أصاب بعض النفوس، كما ويعرض أيضاً الدمار الذي طال الأشخاص وحوّل أقدارهم إلى جهات غير متوقّعة.

اقرئي: خاص «هيا»: هذا ما سيحدث في الجزء الثاني من «الهيبة»

وماذا عن الفيلم السينمائي «الاعتراف» تحت إدارة المخرج السوري باسل الخطيب؟

سيعرض في الأسابيع القليلة القادمة في سوريا وأتمنّى عرضه في الخارج ومشاركته في المهرجانات.

تعيشين في العمل حقبتين مختلفتين.

كان من الصعب تأدية الشخصيّة في حقبتين مختلفتين والانتباه إلى أدقّ التفاصيل خوفاً من أن تتشابه، إلّا أنّني استمتعت كثيراً في تأدية دور الأم والابنة، فعلى الرغم من أنّهما يتشابهان في الشكل، يختلفان في الطباع.

تشعّين جمالاً في الآونة الأخيرة. ما هو سرّ هذه الإشراقة؟

أعتقد أنّ السلام الداخلي والتصالح مع الذات ينعكسان إيجاباً على الشكل الخارجي، فكما أنت جميل من الداخل، كذلك الحال من الخارج.

 
شارك