خديجة سليمان: تكسر الصورة النمطيّة عن الإمارات وتكشف وجهها التاريخيّ العريق

في الثانية والعشرين من عمرها، تحاول خديجة سليمان الطالبة الجامعية في السنة الأخيرة اختصاص قانون دولي في بريطانيا، أن تشارك الجمهور عبر إنستغرام جزءاً من شغفها الكبير بالإمارات، البلد الذي نشأت وتربت فيه وأحبته بسبب تنوع قاطنيه وثقافته والفرص الذي يوفرها والأمان الذي يؤمنه لكل مَن يقصده. ورأت خديجة في هذه الأرض جمالاَ لا يراه كثر غيرها وأرادت مشاركة ما وجدته مع الآخرين في جميع أنحاء العالم.

فأسست حساب travelwithkhadz@ لإزالة الغموض عن الإمارات لأولئك الذين لم يسبق لهم تجربة جمالها الحقيقي. وتقول: "في خيال البعض صور نمطية للإمارات على أنها مكان مليء بالذهب وأنماط الحياة المرفّهة، وما يفوتونه هو وجود جانب آخر مريح وفريد وجوهري ناتج عن عدد كبير من الجنسيات والثقافات التي اختارت التواجد في هذه البؤرة لتشكل تجربة فريدة من نوعها أحب إيصالها بأجمل صورة إلى العالم".

تقولين عبر صفحتك إن استكشاف جمال الحياة هو ما تبحثين عنه، فهل تعتقدين أن السفر والتعرف على مناطق جديدة هو ما يجعل الحياة ممتعة وجميلة؟

أجد نفسي محظوظة لأنه تسنى لي السفر إلى أكثر من بلد في سن صغيرة، فأنا أشعر بحماس لا يوصف عند استكشاف مناطق جديدة ولدى معرفة أبناء المدينة التي أزورها. فلكل بيئة خصائص مجتمعية مختلفة أجدها رائعة. إلى جانب ذلك، فإن التحدث إلى هذه المجتمعات ومعرفة المزيد عن ثقافتها ونمط عيشها هو شيء رائع لأنه يسمح لي باختبار معنى الانفتاح الثقافي. كما أن السفر يساعدني في التعرف على الأديان المختلفة واكتشاف أخلاقيات المجتمع وأكثر ما يميز تاريخه وحضارته، ويتسنى لي تجربة المأكولات التي يشتهر بها، وهذا أيضاً جزئي المفضل في الرحلات.

ماذا يعني السفر بالنسبة إليك وما الذي يضيفه إلى شخصيتك؟

يسمح لي السفر بالتعلم والتعرف على مختلف البلدان والمدن والبلدات والأشخاص والثقافات والطعام والتقاليد. فقد جعلني أدرك كم أن العالم مكان متنوع وفريد وجميل، كما أنه يعني الحرية والإلهام: حرية استكشاف أماكن جديدة وتجربة أشياء تسمح لي بالخروج من منطقة الأمان، وهو يشجعني على تجربة أشياء جديدة مثل الطعام أو الأنشطة المختلفة. والجزء الأكثر إثارة للاهتمام في ما يتعلق بالسفر هو التعرف على تاريخ البلد عن قرب، كما أنه يسمح لي بالحركة والتنقل الممتع والمختلف عما تتحول إليه حياتنا اليوم من مجرد قبوع خلف الشاشات ورؤية العالم من خلال وسائل التواصل.

تظلّ وجهتي المفضّلة هي الإمارات فأنا أرى في كلّ ركن منها قصّة مختلف

ما هي الوجهات المفضلة لديك والتي تشعرك أكثر من غيرها بالراحة والسعادة؟

لقد أديت العمرة مؤخراً لذا أود أن أقول إن مكة ستكون واحدة من الأماكن المفضلة لدي لأنني كنت قادرة على الابتعاد عن سموم العالم، وتجديد شبابي وإعادة شحن طاقتي، كما أن الزيارة فتحت عيني على الكثير من الأشياء، فمجرد رؤية الجميع من أنحاء العالم يقفون على نفس الأرض، حيث لا تهم المكانة أو المال أو العرق أو الثقافة، لهو أمر مذهل ومؤثر جداً. وفي ما يتعلق بالوجهات السياحية، أحب لونجكاوي وزنجبار، فهذه المواقع مميزة بسكانها المعروفين بحسن ضيافتهم وطبيعتهم المتفائلة، كما أن زامبيا ستكون إحدى الوجهات المفضلة لديّ، حيث الطبيعة الخلابة وتجارب السفاري المشوقة. لكن تظل وجهتي المفضلة هي الإمارات وربما أبدو متحيزة للغاية لهذا البلد لكنني أرى في كل ركن من أركانه قصة مختلفة. بدءاً بدبي، التي يعرفها الجميع على أنها وجهة للترف، بينما تتمتع حتا بأشجار القرم والبحيرات والجبال الجميلة، وتتميز أبوظبي بمسجد الشيخ زايد الخلاب وقصر الحصن، في حين نجد في الفجيرة مسجد البدية التاريخي وفي الشارقة الأسواق الرائعة والمجموعات الفنية داخل متحفها...

تقدمين صورة مختلفة للإمارات، بعيداً عن ناطحات السحاب ومراكز التسوق. فلماذا اخترت التوجه نحو هذا المحتوى الجديد؟

حدث هذا من دون تخطيط، فأنا شخص متعلق جداً بالجذور، وأجد أن التقاليد الثقافية هي جزء أساسي من هوية الفرد. وقد لاحظت أن الكثير من الأشخاص الذين ينشرون عن الإمارات كانوا يركزون على صور الترف والثراء مما كوّن صورة نمطية مفادها أن البلد يتمحور حول المباني الكبيرة والسيارات الفاخرة، في حين أنها أكثر من ذلك بكثير. ولنكن صادقين، لم تكن هناك دائماً ناطحات سحاب في الإمارات، كانت هذه الدولة مجرد رمال ومياه، لكن رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، وسمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وغيرهم، ساهمت في إيصال الإمارات إلى ما هي عليه اليوم. لقد فتحت هذه الرؤية الأبواب لمعدلات عالية من السياحة ولاقتصاد مزدهر، بينما لا تزال هناك نواح يحتاج العالم إلى معرفتها أكثر، لذا بدأت وسأستمر في مسعاي.

كيف تختارين صورك وموضوعاتك ورسائلك مع كل محتوى تشاركينه؟

أردت أن أشارك الأماكن التي أحبها كما تراها عيني وحتى قلبي، فصرت أصوّر كل ما يعجبني من ناطحات سحاب ذات هندسة إستثنائية إلى البحيرات الطبيعية والصحاري الجميلة.

ما هي أجمل 3 مناطق تنصحين بزيارتها في الإمارات؟

هذا سؤال صعب لأن القائمة تطول، لكن سأقول رأس الخيمة حيث يمكنك الاستمتاع بالشاطئ والصحراء والجبال في مكان واحد بينما يمكنك أيضاً تجربة الجانب الحديث للتسوق والمتنزهات. بعدها تأتي الشارقة ففي كل ركن من أركانها قصة مختلفة من متحف فني رائع حيث يمكن اكتشاف التاريخ الجميل للدولة والأسواق الموجودة حول الشارقة التي تسمح لك بالتعرف على العادات والتقاليد العربية. وأخيراً، سيكون مكاني المفضل هو أي صحراء يمكنك العثور عليها والاسترخاء والاستمتاع بالنسيم العليل في الشتاء ومشاهدة النجوم والقمر.

أنت شابة صغيرة في السن لكن في صورك انعكاس تاريخ وعادات وتقاليد عريقة. فكيف تنظرين لهذا التراث وماذا يعني لك الحفاظ عليه ونشره حتى يصل للعالم؟

إن المحافظة على التقاليد هو أساس التقدم، وأنا أعتبر أن التقاليد المحيطة بثقافة الإمارات هي الأكثر تنوعاً. وعلى الرغم من أننا نعيش في عصر حديث، فمن الضروري ألا ننسى الأسس الأصلية لتاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا، فهذا ما يمنحنا فرصة تقدير التقدم الهائل الذي قاده قادتنا على مر السنين. وفي كل مكان تذهبين إليه في الإمارات تشعرين بالترحيب، فالناس يتمتعون بالدفء والاهتمام بالغير، وينبع هذا الأمر من تعاليم الشيخ زايد وإرثه، ويتكيف مع الجيل الحالي الذي ينتمي إلى مجموعة كبيرة من الثقافات والجنسيات التي تعيش معاً في ظل قبول الغير واحترامه. وأعتبر أن هذا ما يميز الإمارات لأنه لا توجد أماكن كثيرة في العالم تتيح للأفراد الشعور بالراحة في مكان جديد. وفي عالم غالباً ما يكون مليئاً بالحرب والفوضى، نجد هذه الدولة ملاذاً للسلام والأمن، وهذا ما يميز تاريخها وإرثها وثقافتها.

ما الذي تحملينه في شخصيتك من قيم الإمارات؟

تجسد خلفيتي القيم والتقاليد الإماراتية فأنا أنتمي إلى أكثر من بلد مثل الهند وزامبيا وبريطانيا والإمارات، لذا أنا مزيج من مختلف الثقافات تماماً كهذه الأرض. كما أنني لاحظت على مر السنين أن الثقافة الإماراتية تعتمد بشكل كبير على أهمية العطاء والخير، وهذا الأمر يعكس أخلاق عائلتي، إذ يقول والداي دائماً: كلما أعطيت أكثر، حصلت على المزيد، فحتى لو كنت تعطين زجاجة ماء لشخص في الشارع، سيكون هناك بركات كثيرة في فعل المساعدة.

لماذا لا تظهرين وجهك في صورك؟

أعتقد أنه من الأفضل ترك بعض الأشياء لغزاً، كما أن هدفي هو عرض وجه الإمارات التاريخي والثقافي والسياحي ومغامراتي في السفرات التي أقوم بها، وليس استعراض ملامحي أو التأثير على الآخر من خلال شكلي. فأنا أريد لمن يقصد صفحتي أن يقدّر محتواي والمجهود الذي أقوم به، وليس أن يركز على أزيائي أو مظهري الخارجي.

ما هي وجهتك المفضلة في الصيف؟ إلى أين ستأخذك رحلتك القادمة؟

وجهتي المفضلة خلال الصيف هي أي مكان في أوروبا، لأنه على الرغم من تشابه الثقافات في جميع أنحائها، إلا أنها مختلفة جداً وفريدة من نوعها. إذ يمكنك التجول في شوارع روما الأنيقة أو اكتشاف الريف البريطاني الهادئ. إنها وجهات مناسبة للراحة والسكينة بعد تعب عام طويل. كما أنني أخطط لزيارة كينيا حيث سأستكشف الحياة البرية والثقافة الأفريقية الجميلة. لايف ستايل سياحة

 

 
شارك