"تشكيل الصوف" تركيب يجمع الصوت والصورة في أسبوع دبي للتصميم

كعادته كل عام، يحتفل أسبوع دبي للتصميم بنسخته العاشرة، من 5 إلى 10 نوفمبر المقبل، تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة دبي للثقافة والفنون، ببرنامج متميز من اللجان والمعارض والأحداث الجديدة.

ومن بين السمات الرئيسية التي تميّز أسبوع دبي للتصميم، التركيبات الضخمة التي صممها حرفيون ومبدعون بما في ذلك المهندسون المعماريون والمصممون ن ومخططو المدن، فضلاً عن العلامات التجارية والمؤسسات الثقافية التي تعتمد على التصميم، حيث سيرى الجمهور أكثر من 30 مشروعًا تستكشف التقنيات القديمة والابتكارات الحديثة في التصميم.

ولأن محور عددنا هو الموسيقى، سنسلط الضوء على تركيب قدمه في دبي، يأتي تحت عنوان "تشكيل الصوف" وهو يستعرضالمواد والأدوات الأساسية لحرفة السدو أو الصوف الإماراتي التقليدي، والمغزل، مع عرض حسي تفاعلي سترافق التركيب وتكمل الفكرة منها.

وغزل الصوف هو تقنية تقليدية تستخدم لإنشاء كرات من الصوف الخام، عملية الغزل تستغرق وقتًا طويلاً ولكنها أيضًا معبرة وآسرةللحواس خلال مراحل اكتمالها؛ تحتفل هذه التجربة بأهمية التقنية وتدفق الحركة التي تسمح بالتحول من مادة ناعمة خام إلى نسيج السدو الذي يعد أساساً معماريًا لبناء هياكل الخيام الإماراتية التقليدية. ستستخدم التجربة مقاطع فيديو صوتية ومرئية إبداعية كجزء من تركيبها التفاعلي، لتنقل المشاهد إلى عالم مليء بالإبداع والتجلي.

كان لنا لقاء مع عزة الشريف من بيت الحرفيين وهي مصممة منتجات ومنسوجات خريجة من كلية سنترال سانت مارتينز بلندن. متخصصة في تطوير الحرف اليدوية التقليدية في الإمارات العربية وفاعلة في تنظيم وتصميم المنتجات والمعارض، كما تكرس مجهودها للحفاظ على الحرف اليدوية الإماراتية وتعزيزها من خلال المشاريع التعاونية والمشاركة في الأحداث محليًا وعلى منصات دولية.

لماذا اخترتم المشاركة في أسبوع دبي للتصميم من خلال تركيب "تشكيل الصوف"؟

أسبوع دبي للتصميم هو حدث مهم جداً على الصعيد المحلي ولا سيما هذا العام حيث يحتفي بعامه العاشر، لذا أردنا المشاركة لترك علامة في حدث يحصل على أرض الإمارات، مع العلم أنه سبق أن كان لنا مشاركة عالمية حيث عرضنا هذا التركيب خلال بينالي لندن.

سبب اختيار تركيب "تشكيل الصوف" هو رغبتنا بإبرازأهمية هذه الحرفة وهي السدو، والتعريف بها وبالرسالة منها أمام المصممين الشباب والعاملين في هذا المجال والزوار من الإمارات والدول العربية والعالم.

هنا ألفت إلى أن اليونسكو سجلت حرفة السدو ضمن قائمتها للتراث الثقافي ، وهي من الحرف التي تحتاج للحفاظ عليها، حيث تُعتبر مهددة بالزوال، وقد أخذنا مسؤولية الترويج لجمالها وأهميتها عبر منصة مهمة مثل أسبوع دبي للتصميم.

كيف تسعون إلى التعريف، وشرح خصوصية وأهمية هذه التقنية التقليدية (السدو) لجمهور وزوار أسبوع دبي للتصميم؟

نحن نرى أن الحِرف هي لغة عالمية، يمكن فهمها واحترامها وتقديرها وإبداء الإعجاب بها من قبل كثيرين، بغض النظر عن الجنسية أو اللغة أو الانتماء، ونشهدعلى التحوّل لدى المصممين سواء في مجال الديكور أو الموضة، حيث انتقل التركيز من التصميم السريع نحو الإنتاج البطيء أو اليدوي والحرفي.ومن خلال هذا التركيب، نؤمن أن الجمهور سيتمكن من التواصل على مستوى شخصي وعاطفي، كما أننا ركزنا على استخدام وسائط صوتية ومرئية، لنضمن الانسجام التام مع الفكرة، ولتكون التجربة غامرة، حيث يضمن الجلوس أو الوقوف في تلك البقعة واختبار الصوت مع الصورة مع حركة الحرفيات العاملات بدقة وتناغم، جعلك تقدرين روعة هذه الحرفة، من خلال رحلة ممتعة ومليئة بالمعرفة والإبداع.

بعد الانتهاء من مشاهدة عملية تحويل المادة الخام إلى كرات من الصوف، سيتسنى للزوار الجلوس مع الحرفيات والتحدث معهن، وطرح الأسئلة والاستفسارات عليهن، لننقل المعرفة اللازمة لكل شخص مهتم.

كيف اخترتم الفيديوهات والمقاطع المرئية والصوتية التي ستعرض مع التركيبة؟

التجربة بأكملها مؤلفة من 6 مراحل ومكونة بطريقة آسرة للحواس، حيث سنعرض فيديوهات ومقاطع صوتية تم تحضيرها بالتعاون مع the music and sound cultures research Group في قصر الحصن ، ألقينا الضوء على حرفة السدو بكل جوانبها، لنركز عليها بشكل جديد وغير مسبوق. نعرف جيداً أهمية الصوت والصورة في جذب الاهتمام نحو أي مضمون، وترسيخه بشكل أكبر وأكثر قوة في الأذهان، لذا فإن التركيب المتكامل يحتاج إلى وجود عناصر مختلفة عن العملية التنفيذية بحد ذاتها. لدينا فريق مختص بكل جزء، سيعملون بتناغم لكي تبدو الصورة متكاملة، فتكون قصة مسموعة ومرئية ومحكاة تصل إلى عاطفة وعقل المتلقي وتؤثر به بالشكل الأنسب.

كيف يمكن للموسيقى أن تكون أساسية ومطلوبة لتعكس هذه التجربة التقليدية، فتلمس الجمهور وتؤثر في مشاعره؟

في عالم كل شيء يتحرك فيه بسرعة، فإن هذه التجربة ستهدئ المشاهد والمستمع وتسمح له بالتواصل مع عملية النسج، هنا أكرر أن كل ما هو مرئي ومسموع يسمح بإقامة علاقة أقوى بين المرسل والمتلقي، لذا فإننا بهذه الطريقة نضمن ترك تأثير مباشر لدى المصممين والزوار والمهتمين بكل ما له علاقة بحياكة الصوف أو السدو، ونسمح لهم بمعرفة مدى صعوبة ودقة هذه العملية المعقدة، فيزداد لديهم تقدير الحرفة واحترامهم لها وللمنتجات التي يمكن رؤيتها في الأسواق من مختلف أنواعها، وبالتالي نضمن على المدى البعيد، الحفاظ على حرفة السدو المهمة.

المرأة جزء أساسي من هذه الحرفة التقليدية. كيف ستحتفون بنساء الإمارات وعملهن الدقيق والمتعب والممتع، لتحويل المادة الخام في أيديهن إلى كرات من الصوف؟

اعتاد الناس على رؤية الأعمال الحرفية في كل مناطق الإمارات، ومعظمهم يدرك أهمية عمل المرأة في هذه الحرفة بالذات، وبالتالي نحن من خلال تسليط الضوء عليها، فإننا نقدم التحية وكل الاحترام والتقدير للسيدات اللواتي يعملن بجهد وإتقان لإتمامها بالشكل الأفضل. كما أننا نلفت أنظار الجيل الجديد نحوهن، ونفتح له المجال للتفاعل والتواصل المباشر معهن، فالسيدات المتواجدات معنا يشعرن بالتقدير والتمكين وبالسعادة والفخر، حين يتلقين الأسئلة والاستفسارات، كما حين يقمن بتعليم الشابات كيفية القيام بهذه الحرفة، وذلك خلال ورش العمل التي ننظمها بشكل منفصل عن هذا الحدث، وبالتالي فإننا ما كنا لنكون في موقعنا اليوم في بيت الحرفيين من دون هذه المساهمات الأساسية، وما كانت معظم حرفنا لتستمر لولا فضلهن واستمرارهن بنقل هذه التقاليد من جيل لآخر.

 

يدخل السدو في نسج الخيام، وهو الشكل الأول للمنزل الإماراتي، هل تسعون من خلال هذا المشروع، بطريقة فنية إلى إبراز جمال السدو وكل الإكسسوارات المنزلية التي يمكن نسجها به، وذلك في ديكور المنزل الحديث؟

نحن نستعرض كيفية تصنيع المنتج من خلال التعاون مع المصممين والحرفيين المحليين، ومن خلال تعريفنا بالكيفية ستزداد الحشرية لدى الجمهور لكي يشتري ويختبر جودة امنتجات. في بيت الحرفيين لدينا متجر حيث نعرض الكثير من الأكسسوارات المنزلية والمنتجات الحرفية التي يقدمها حرفيونا والتي تخبر قصصاً كثيراً عن تراثنا وثقافتنا الإماراتية، الكثير من زوارنا يخرجون مصدومين من روعة ما يرون، فهم لم يظنوا أبداً أن عمليات التصنيع أو النسج هي بهذه الدقة والحرفية العالية، وهذا ما نهتم بأن يتخبروه معنا.

حدثينا عن أهداف بيت الحرفيين في الحفاظ على أهم وأجمل الحرف الإماراتية، والتعريف بها سواء من خلال وسائل التواصل، او الفعاليات والمعارض المختلفة التي تشاركون بها، أمام الجماهير الاماراتية والعربية وحتى العالمية؟

نهدف بشكل أساسي إلى التعريف بأهمية الحرف الإماراتية وجمالها وإبراز قيمتها التصميمية والفنية العالية، من خلال المشاركة في معارض وفعاليات محلية وعالمية، وتنظيم ورش العمل والدورات التعليمية، وتسليط الضوء على الحرفيون والحرفيات الإماراتيات ودعمهم وتوجيههم بالشكل الصحيح. نبحث دائماً عن تحديات جديدة ومواهب مخبأة، لنكون بمثابة الوجهة المثالية لكل من يبحث عن الأيقونات الحرفية والتراثية التي تحتاج إلى الدعم لتظهر بالشكل الأكثر تأثيراً. حالياً نعمل على مجموعة مشاريع محلية وإقليمية ودولية، ونتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور.

اقرئي المزيد: ما هو "الميديماليزم" الذي يغزو عالم الديكور؟

 
شارك