تام تام: أحبّي نفسكِ قليلاً كلّ يوم...فأنتِ تستحقّين ذلك
هناك اعتقاد شائع بأنّه عليكِ أن تحبّي الآخرين قبل أن تحبّي نفسكِ! وهذا خطأ. أحبّي نفسكِ ليحبّكِ الآخرون، فأنتِ تستحقّين ذلك. كوني أنتِ فقط، فالحياة أقصر من أن تكوني شخصاً آخر. وهذا ما فعلته نجمة غلاف عدد فبراير، الفنّانة السعوديّة تام تام، التي علّمتها السنوات القليلة الماضية أن تضع نفسها أوّلاً، تعبيراً عن تقديرها لذاتها. فهي أدركت أنّ تقبّل الذات مع كلّ عيوبها هو أهمّ من محاولة تغيير من هي أو كيف يراها الآخرون، كي يكونوا أكثر ارتياحاً. لنتعرّف أكثر على نجمة أغنية ISMAK وأعمالها الجديدة.
حوار: Nicolas Azar، تصوير: Tina Patni، إدارة فنيّة: Farah Kreidieh، شعر ومكياج: Michel Kiwarkis لدى MMG Artists، إنتاج: Kristine Dolor، الأزياء جميعها من Ounass.ae
يُقال: "أحبّي نفسكِ قليلاً كلّ يوم". هل تفعلين ذلك؟
أحاول. فبعض الأيّام أسهل من غيرها، لكن إذا لم أشعر بذلك الحبّ، أذكّر نفسي دائماً بأن أكون ممتنّة لكلّ شيء لديّ، وهذا يغيّر وجهة نظري تلقائيّاً نحو الأفضل.
ما الذي تحبّينه في نفسك؟
أحبّ أن أكون إيجابيّة بشأن المواقف التي تحدث لي. حتّى وإن لم تكن النتيجة كما أريدها أو توقّعتها، فأنا أؤمن بأنّ كلّ شيء يحدث لسبب ما أو للأفضل. وعندما لا تنجح في شيء ما، فهذا لا يعني النهاية، بل أنّ أمراً أفضل في طريقه إليك.
كيف تقدّرين نفسك؟
علّمتني السنوات القليلة الماضية التي شهدت انتشار الجائحة أن أضع نفسي أوّلاً. ولا يعني ذلك أنّني أنانيّة، لكن أن نجعل أنفسنا أولويّة يعني أن نحبّها ونقدّرها أكثر. ومثال على حبّ الذات، هو تكريم الأشياء التي تسعدك، سواء كان ذلك من خلال التأمّل، أو ممارسة شيء ما تحبّينه، أو تناول كعكة الشوكولاتة... وللأشياء الصغيرة دور أكبر ممّا نظنّ، وكلّ ما علينا فعله هو الاهتمام بها كي تصبح أشياء كبيرة وعظيمة.
آمل أن أتمكّن من مساعدة الآخرين في تقبّل عيوبهم والتغلّب عليها والشعور بالفخر بمن هم أيضاً
آمل أن أتمكّن من مساعدة الآخرين في تقبّل عيوبهم والتغلّب عليها والشعور بالفخر بمن هم أيضاً
حبّك لنفسك يأتي مع مواجهة أكثر ما تكرهينه في نفسك! ما رأيك؟
إنّ كلمة "كره" هي كلمة قويّة، لذلك فأنا لا أتّفق معها. وحبّك لنفسك يعني أن تحبّي كلّ جزء من نفسك، حتّى الأجزاء التي تريدين تحسينها. وكي تصبحين إنساناً أفضل، عليكِ أن تحترمي عيوبك، لا أن تكرهيها. ونحن بحاجة إلى أن نكون على دراية بها من أجل تحسينها.
كلّنا نخطئ. كم مرّة تسامحين نفسك؟
دائماً. أحاول دائماً البحث عن السبب الذي دفعني إلى ارتكاب الخطأ، ومن ثمّ أتعلّم ممّا فعلته وأسامح نفسي. فالحياة أقصر من أن نضيّعها في حمل الضغائن.
هل تهتمّين بما يعتقده الآخرون عنك؟ فإذا كانوا يريدون التعليق، دعيهم!
لا أهتمّ بشكل عام، لكن هناك أيّاماً أكون فيها أكثر حساسيّةً، فأجد نفسي حينها أهتمّ بما يعتقده الآخرون. إنّه أمر طبيعيّ، لكنّني أذكّر نفسي بأنّ الناس دائماً سيكون لديهم رأي، حتّى ولو كنتِ ملاكاً على الأرض. لذلك أستمرّ في عيش حياتي مع قيمي وأترك الآخرين يعيشون كما يريدون.
بصمات كلّ واحد منّا فريدة من نوعها! ما الذي يجعلك فريدة ومختلفة؟
أعتقد أنّنا نبني واقعنا. ففي النهاية، ستجدين أنّ الكثير من الناس بدأوا فعلاً بتصديق ذلك وتقييم مدى صحّته. وفي الحقيقة، سيكون العالم أفضل عندما نكون جميعاً مدركين أنّنا على الرغم من هشاشتنا، نحن في رحمة الله، ونحن أيضاً من إبداعه، وهذا يجعلنا أقوى مما نتخيّل.
في سنّ الـ 13 انتقلتِ إلى لوس أنجلوس في كاليفورنيا بسبب اعتقاد والديك بأنّ رؤية العالم من خلال عدسة مختلفة هو أمر مهمّ. فكيف ساهمت قصة حياتك في تحديد هويّة الشخص الذي أنتِ عليه اليوم؟
جعلني الانتقال إلى كاليفورنيا شخصاً أفضل لأنّني كنت محاطة بأناس من خلفيّات مختلفة عن خلفيّتي. لقد تعلّمنا كلّنا من بعضنا البعض، وتواصلنا جميعاً على الرغم من اختلافاتنا. كذلك، أشعر بأنّ الانتقال جعلني أكثر حكمةً. وأعرف اليوم أنّ هدف الحياة هو أن تنمو وتتعلّم وأن تكون محبّاً تجاه كلّ شخص تلتقي به. وأنا سعيدة لأنّني أدركت ذلك في وقت مبكر من حياتي، لأنّني الآن أفعل ذلك كلّ يوم.
أحببت كثيراً ما كتبته على صفحتك على إنستغرام: "اللغة العربيّة لغتي لكنّها ليست أقوى لغة لديّ. السعوديّة هي موطني لكنّ ذلك لا يبدو واضحاً عندما تنظر إليّ. لقد تعرّضت لانتقادات بشأن كيف يمكنني أن أكون سعوديّة وأن أبدو كما أفعل، أو كيف يمكنني أن أسمّي نفسي سعوديّة وأتحدّث بلغة عربيّة ركيكة. لكن هذه أنا. وأختار تقبّل ما أنا عليه... الحرّيّة الحقيقيّة هي مشاركة الآخرين الحقيقة...". حتّى عندما يكون النقد بنّاءً، قد يكون من الصعب سماعه. هل أثّر هذا عليك بأيّ شكل من الأشكال؟
بالتأكيد، لقد تعرّضت دائماً إلى انتقادات بشأن وصف نفسي بالسعوديّة بينما لا أبدو كذلك، على الرغم من أنّ موطني الوحيد هو السعوديّة، وأنا كلّي فخر بذلك. وأنا سعيدة بأنّني كبرت لأدرك أنّ تقبّل الذات مع كلّ عيوبها هو أهمّ من محاولة تغيير من أنا أو كيف يراني الآخرون، كي يكونوا أكثر ارتياحاً. ولست هنا لجعل الناس مرتاحين، بل لمساعدتهم على الانفتاح. وأنا متحمّسة لأنّني أعلم أنّه إذا شعرت بهذه الطريقة، سيشعر الآخرون بذلك أيضاً. لذلك آمل في أن أتمكّن من مساعدة الآخرين على تقبّل عيوبهم والتغلّب عليها، والشعور بالفخر بمن هم أيضاً.
معظم أعمالك الفنّيّة باللغة الإنكليزيّة! لكنّ أحدث أغنياتك ISMAK كانت مزيجاً من الكلمات العربيّة والأجنبيّة!
أردت أن أكتب شيئاً يمثّلني حقّاً ويظهر للناس المكان الذي أتيت منه. وكان من الطبيعيّ أن أقدّم هذا العمل، لأنّ اللغة العربيّة تمثّل جذوري، بينما تعبّر اللغة الإنكليزيّة كثيراً من تأثّراتي الفنّيّة
إنّ تقديم الموسيقى التي تحتفي بالتعدّديّة الثقافيّة هو بالفعل أمر بارز وجريء. ما الذي أردت قوله للعالم؟
أريد أن أقول إنّنا إذا حفرنا بعمق كافٍ، فسنرى أنّنا جميعاً نشبه بعضنا البعض، والاختلافات التي لدينا تجعل العالم مكاناً أكثر جمالاً وروعة.
ربّما يكون العالم أقلّ انقساماً إذا استمع الناس إلى الألحان الموسيقيّة التي تحتفي بالتعدّديّة الثقافيّة وتقديرها!؟
بالتأكيد، وكلّما تواصلنا مع الأشخاص الذين يأتون من أماكن وخلفيّات مختلفة، أدركنا كيف أنّنا متّصلون جميعاً.
كان من المفترض أن تطلقي خمس أغنيات الشهر الماضي. ماذا حدث؟
أريد إطلاقها بالطريقة الصحيحة، حتّى ولو كان ذلك يعني الانتظار لشهرين إضافيّين لإنجاز كلّ شيء بالشكل الصحيح تماماً. ولن أقدّم أيّ وعود، لكنّ الخطة هي إطلاق الأغنيات في مارس. أنا حقّاً لا أستطيع الانتظار!
ما هو التحدّي الأكبر لصناعة الموسيقى المستقلّة في الوقت الحالي؟
التسويق هو التحدّي الأكبر برأيي، لذلك من المهمّ التركيز على التواصل مع جمهورك كي تكون لديك قاعدة معجبين متينة تدعمك على الدوام. وبهذه الطريقة، ستكون لديك حملة تسويقيّة أقوى، لأنّه سيكون لديك تسويق تلقائيّ أيضاً.
الاختلافات التي لدينا تجعل العالم مكاناً أكثر جمالاً وروعة
مايكل جاكسون وفيروز هما أكبر مصدر إلهام لكِ في الغناء. متى بدأت بحبّ هذين الرمزين؟
لقد بدأت حقّاً بالاستماع إلى مايكل جاكسون عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، حين قمت بأداء أغنيته Thriller في عرض للمواهب، وكانت من أفضل التجارب في حياتي. أمّا فيروز، فبدأ حبّي لها في عمر الرابعة عشرة تقريباً. لقد حرّكتني كلماتها ولا تزال.
كيف تصفين أسلوبك في الأزياء في ثلاث كلمات؟
رائع ومريح وبارز.