الفنانة السعودية فدى الحصان: العالم الرقمي ضمن انتشار الفن على أوسع نطاق

تعتبر الفنانة السعودية فدى الحصان من الرائدات في العمل الفني الرقمي، فهي اختارت أن تتميز بشكل جديد منذ سنوات، وتستمر حتى اليوم بتقديم أعمال فنية مبهرة تضيف قيمة إلى الساحة السعودية والعربية، وتعبّر عن أفكار خلاقة لشابة موهوبة، تدمج بين الكثير من الوسائط لتنتج إبداعات تسحر النظر وتأسر الحواس. تعرفي عليها في هذا اللقاء.

في فنك حياة مختلفة وفكرٌ جديد، كيف تتجلى معك فكرة أي عمل فني وما هي الحالة الذهنية التي تحتاجينها للعمل؟

أعتقد أن الفن بالنسبة لي هو متنفس ولغة أخرى أستطيع ترجمة مشاعري وأفكاري من خلالها، فأجد نفسي أرغب بتنفيذ عمل من دون تحديد وقت أو خطة، وكأنها رغبة للفضفضة لصديق. فالبعض يهرب إلى النادي أو رفيق أو عمل ليفرغ طاقته، أما أنا، فأجد في العمل على لوحاتي لحظة تفريغ مريحة.

تفتحين الباب بفضل شخصيتِك القوية وأفكارك الفنية الجديدة لجيل من الفنانين السعوديين الشباب الذين يسعون للتغيير. من أين حصلت على هذه الفرادة والشجاعة؟ هل اكتسبتها مع الوقت أم أنها كامنة فيك منذ الطفولة؟

لم تكن شَجاعة وقتها، بل كانت لديّ رغبة ملحة في مشاركة الناس أعمالي التي كنت أعتقد أنها غريبة ولا تنتمي لأي مدرسة فنية كلاسيكية. وقد شكلت وسائل التواصل الإجتماعي البوابة التي تعطيك تلك الدفعة، فتقيسين من خلالها تقبل الجمهور لك. وكانت خطوة ناجحة سهلت تقبل الجمهور لي ورصدتُ الإعجاب والتقدير لما أقدمه فتحمست لأنفذ المزيد من الأفكار. بعدها، تم طلب مشاركتي في صنع منهج للفن الرقمي في جامعة الأميرة نورة ولمشاركة إحدى لوحاتي في الكتب التعليمية المنهجية للمرحلة الثانوية في السعودية، وهذا الأمر أسعدني أيضاً لأنه سمح المزيد من الانتشار لفني واسمي ونهجي.

كل قطعة فنية تقدمينها يمكن تفسيرها بأكثر من طريقة، هل يهمك وصول معنى واحد للجمهور أم تتركين لهم حرية التفسير والتفاعل مع كل عمل؟

أفضل أن يصل الشعور بشكل مختلف وأجد لكل شخص تعبير خاص مبهر عندما يخبرني بالإنعكاس الذي يلمسه من أحد لوحاتي، فأجد تفسير آخر ملهم وفكرة جديدة لم أنتبه لها. أرى أن فرادة الفن تتجلى نظراً لاختلاف انعكاسه ومعناه وتأثيره على المشاهد أو المتذوق.

كيف تصفين عملك الفني ورؤيتك الخاصة؟ ولماذا اخترت الفن الرقمي للتعبير عن نفسك؟

قمت بدراسة أغلب الفنون كالنحت والرسم بالفحم والزيتي، لمعرفة أي منهم يستهويني حتى أتمكن من ترجمة أفكاري والتعبير عن نفسي من خلاله. ووجدت أن الفن الرقمي هو المترجم الأفضل لأفكاري ومشاعري، فأحببت التعبير من خلاله. وبشكل عام، كل الفنون هي معبر لطاقة الجمال، فأي من المجالات التي تحدث أثراً في البشر هي عبارة عن إبداع فني وعمل عظيم سواء أكان في الطبخ أو منتج منزلي أو لحن موسيقي. نحن نثري الحياة بطريقة ما ونجعلها أجمل وأفضل.

هي الرسائل أو القضايا التي ترغبين بالتركيز عليها مستقبلاً من خلال أعمالك الفنية؟

ذات الإنسان هي العالم وهي الوجود، وحين نبحر أعمق في ذواتنا، سنجد تلك القطعة المفقودة التي نبحث عنها بالخارج. التفاصيل الصغيرة التي تبهجنا مرة وتفقدنا طعم السعادة مرة أخرى هي ما تعنيني. أنا اهتم جداً بالنفس البشرية وأبعادها، وأعمل على تصوير المشاعر بشكل فني جديد.

كيف تستوحين مصادر إلهامك؟

البشر مصدر ملهم، والشوارع المليئة بالناس والميديا والأحداث والتغيرات حولنا من أزياء وألوان وأقمشة وثقافات الشعوب والنقوش العمرانية والزخارف والأهازيج الشعبية. كل ما يتوفر حولي ملهم ومثير للدهشة.

كيف يمكن للفنانات الشابات تسليط الضوء على الثروات الثقافية والتراثية والفنية في السعودية ؟

بالإتصال الحقيقي بالأرث والتراث السعودي والغوص فيه والبحث عن المتعة والجمال في قصصه الشعبية وألوان الملابس وما خلف نقوش الأبواب والمباني ! عندها، نجد أننا نتصل بشكل عفوي وحقيقي وتظهر ملامح ثقافتنا في أعمالنا الفنية من دون تكلف ولا استهلاك.

مع دخولنا عصر ميتافرس، هل تؤمنين بإيجابية وأهمية أن تدخل هذه التكنولوجيا إلى الفن؟

لقد دخلت بالفعل، ونرى الكثير من المعارض الرقمية الناجحة، وأنا أجد أنها فعالة في ضمان انتشار الفنون والفنانين على مستوى أوسع وأكبر. فالمعرض الرقمي مثلاً يستطيع تحمل دخول مليون مستخدم في نفس الوقت وهو عدد أكبر بكثير من عدد الناس الذي يمكن لملعب كرة قدم أن يستقبلهم. هذا في الحقيقة إنجاز مبهر جداً، وحتى من ليسوا فنانين يمكنهم صنع فنون رقمية، فالذكاء الاصطناعي قادر على خلق لوحة من وصف صوتي أو كتابي.

ما رأيك في وجود المرأة في المجالات الثقافية والفنية في المملكة؟ ماذا ينقص لتعزيز هذا الوجود وتشجيع المرأة للعمل في القطاعات الإبداعية؟

أجد أننا في العصر الذهبي ونلقى تشجيعاً منقطع النظير وإقبال وتنوع الفرص واحترام وتقدير للفنون وللمرأة أكثر من أي فترة مضت، حيث يوجد احتفال وتقدير لكل موهبة وكل فكرة جديدة. وبالتالي، على النساء الاستفادة من الفرص المتاحة والقفز نحو ما هو الأفضل لهن من دون تردد، فما ينقصهن هو ثقتهن بأنفسهن فحسب لأن كل الأبواب مفتوحة أمامهن وتنتظر دخولهن.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

أركز حالياً على مشاريع متنوعة مع شركات تجارية وهي التي تبعدني قليلاً عن عمل لوحات خاصة بي ولكن لدي مجموعة سأطرحها قريباً تحت عنوان "تفاصيل صغيرة" خلال شهر يوليو من هذا العام، فترقبوها. 

اقرئي المزيد: حنين صالح: أريد لصوتي أن يصل بمحتوى هادف ومؤثر وبسيط ليدخل كل النفوس

 
شارك