إيميه الصيّاح: اشتقت إلى الكاميرا وأمومتي لن تسرقني من الأضواء‎

هي اشتاقت إلى الكاميرا ونحن اشتقنا إليها وإنّنا على يقين أنّ الكاميرا اشتاقت إليها أيضاً! تقول الأمومة أغرقتني ولكنّها أيضاً سعيدة جدّاً بأن تكون غارقة في تعبها ومسؤوليّاتها حتّى أنّها تعترف بأنّ أمومتها هذه جعلتها أكثر سعادة ورضى.

تقول، أنّ النجومية حلوة ونحن نقول أنّ نجوميّتها هي حلوة! وتقول أيضاً أنّ الأهمّ في حياة النجم هو أن يكون شغفه هو الذي يسلّط عليه الأضواء وألّا يكون هادفاً هو بنفسه إلى الشهرة.

تقول أيضاً أنّها تنتظر الفرصة المناسبة للعودة المناسبة في ظلّ الظروف المناسبة والأنسب للعودة ونحن نقول أنّنا ننتظر عودتها هذه... إنّها النجمة إيميه الصياح التي نشتاق إلى الحديث معها والتي تكلّمنا معها عن العائلة والأمومة والعودة والمهنة ومواقع التواصل الاجتماعي والكثير من الأمور الأخرى... إنّها إيميه الصياح، التي تستعدّ للعودة!

حوار: طونينا فرنجيّة، تصوير: Sabrina Rynas لدى MMG Artists، إدارة فنية وتنسيق: Sima Maalouf، مساعدة منسّقة: Yara Ghauch، الشعر: روني شهوان من صالون طوني المندلق، دبيّ، مكياج: Melanie Meyer لدى MMG Artists، إنتاج: Kristine Dolor، موقع التصوير: Al Barari Nature Escapes، دبيّ، الأزياء: كلّها من مجموعة ‎ Dior Cruise 2021

لا بدّ من أن تكون البداية مع سؤالنا الآتي: كيف تعيش إيميه صيّاح اليوم الأمومة؟ وما الذي غيّرته فيها؟ وهل تبدّلت أولويّاتك؟

الأمومة نعمة وأن يكون باستطاعتي التواجد دائماً وفي كلّ لحظة مع أولادي نعمة أيضاً بحدّ ذاتها وأنا أشكر الله على نعمه هذه. لا بدّ من القول أنّ الأمومة أغرقتني، فأنا أعطي أمومتي وقتي كلّه حيث أنّني أكرّس نفسي لها 24 ساعة كلّ يوم على مدار أيّام الأسبوع.

الأمومة جعلتني أكتشف أنّني شخص أقوى ممّا ظننته! لطالما اعتقدت أنّني قد أنهار عند أيّ مشكلة قد تحصل غير أنّني اكتشفت أنني قويّة وأعتقد أنّه كأم لا يمكنك إلّا أن تكوني قويّة.

الأمومة جعلتني شخصاً صبوراً أكثر، أقلّه مع أولادي كما أنّها جعلتني شخصاً مثابراً ليس لأنّني لم أكن كذلك إنّما "المثابرة في الأمومة" لها طعمها الخاصّ والمختلف عن المثابرة التي ندركها. ففي الأمومة، لا يمكن أن تقولي: تعبت، أنا مرهقة...سواء كان ذلك جسديّاً أو فكريّاً أو معنويّاً وكلّ ما يمكنك القيام به هو دفع نفسك للقيام بالمزيد والاستمرار رغم كلّ شيء. إنّ هذا الشعور تحديداً علّمني أن أحبّ ذاتي أكثر وكلّما أحببت ذاتي انعكس ذلك إيجابيّاً على أولادي.

بالنسبة إلى أولوياتي، يمكن القول أنّها لم تتبدّل فبصراحة لطالما كانت أولوياتي عائلتي وهنا أعني أهلي وأشقّائي وزوجي والآن أضف إليها أهمّ عنصرين: ولديّ! لذلك، إنّ العائلة كانت ولا زالت أولويّتي دائماً.

بين حياة النجوميّة والعائليّة، أين هي إيميه صيّاح اليوم؟ وكيف تستعدّين لعودتك لعالم الأضواء؟

في الوقت الحالي أنا مع العائلة! أعتبر أنّ الظروف التي نمرّ بها اليوم ويعيشها العالم وهنا أعني جائحة كورونا التي لا تزال تضرب العالم بأجمعه أتت لصالحي إذا يمكن القول. فبسبب الالتزام بالبقاء في المنزل، سنحت لي الفرصة البقاء كلّ هذه الفترة مع أولادي وبقاء زوجي إلى جانبنا أيضاً، فالجميع في المنزل وهذا أمر ساعدني. أستعدّ ذهنياً وجسدياً وعاطفياً للعودة إلى الحياة المهنية إذ أدرك تماماً أنّه من الصعب على أيّ أم جديدة أن تعود إلى حياتها المهنيّة ولكن أعتبر الأمر مهمّاً لكلّ أمّ تحديداً إن كانت امرأة عاملة قبل أن تكون أمّاً وأنا أشجّع الأمهات أن يعدن إلى حياتهنّ المهنيّة. وكلّ ما أبحث عنه حالياً هو إيجاد التوازن وتحقيقه ما بين العائلة والمهنة.

فستان طويل باللون الأبيض مع حزام ملوّن وأقراط

صرّحت سابقاً في مقابلة لنا أنّك تخافين من أن تكوني أمّاً إنفعاليّة وأنك ستعملين على تحقيق التوازن في تربيتك لأولادك، كيف تصفين علاقتك اليوم مع الأمومة ومع طفليك؟

صحيح، أنا بطبعي انفعاليّة وكنت أخاف أن أنقل انفعاليّتي هذه في طريقة تربيتي وتعاملي مع الأولاد ولكن والحمد لله لم يحدث ذلك. انفعاليّتي هذه ليست موجودة فأنا أشعر بأنّ كلّ شيء تحت السيطرة. ولكن هذا لا يعني أنّني لا أشعر أحياناً بالعصبيّة أو التعب ولكن وفي ظلّ ذلك أيضاً، أشعر أنّني قادرة على ضبط كلّ هذه الانفعالات وعدم نقلها إلى الأولاد.

هل ترين أنّ الأمومة تسرق من حياة النجم الأضواء وتبعده عنها؟

لا أرى أنّ الأمومة تسرق من تحت الأضواء بل أعتبرها قراراً شخصيّاً! فالشخص إن اختار البقاء تحت الأضواء، باستطاعته ذلك لا سيّما الآن في ظلّ عصر السوشل ميديا. وأنت تقرّرين أين تكونين متواجدة وفي أيّ ساعة وكيف؟ ولكن وممّا لا شكّ فيه أيضاً أنّه ومن الطبيعيّ إن كنت في مرحلة تكرّسين فيها كلّ وقتك لعائلتك، ستبتعدين بطريقة أو بأخرى عن الأضواء ولكن هذا لا يعني انعدام وجودك أو أنّ اسمك لم يعد موجوداً أو أنّك في مرحلة بعيدة عنها وعن مشاريعها. كلّ ما أقوله أنّ على الشخص أن يدرك تماماً متى يكون موجوداً ومتى يكون غير متواجد.

هناك الكثير من الشابّات والنساء الأمّهات اليوم وهنّ تحت الأضواء أيضاً أو أنّهن أمّهات عاملات، ما هي رسالتك لهنّ؟ ما الذي تنصحينهنّ به ليجدن التوازن والسعادة التي يبحثن عنها بين عائلتهنّ وعملهنّ أو شهرتهنّ؟

أعتبر نفسي جديدة على هذا العالم ألا وهو: "العائلة والأولاد والمهنة والأضواء "، لذلك أرى نفسي في موقع أبحث فيه عن سماع نصائح أمهات عاملات وتجاربهنّ سواء كنّ تحت الأضواء أو بعيدات عنها. ولكن وبشكلٍ عام، أقول أنّه على أيّ أمّ أن تقوم بالمستحيل لتعود وتمارس مهنتها التي تحبّها وتحقّق التوازن بينها وبين عائلتها حتّى وإن كانت مهنتها هذه تحتّم عليها أن تكون تحت الأضواء. الأهمّ من كلّ ذلك أنّ تحبّ ما تقوم به لتستطيع القيام بذلك وتحقيق هذه العودة وإيجاد التوازن. بالنسبة إليّ إنّ المهنة التي تُشعر الأمّ بالرضى، تحقّق لها السعادة التي تنعكس بالتالي على عائلتها وأولادها وهذا ما أتمنّاه، أن أشعر بالسعادة في المكانين: العائلة والمهنة.

لا شكّ أنّ الإنسان حين يبتعد عن شيء يحبّه يفتقد إليه ولطالما صرّحت عن شغفك تجاه الإعلام والتثميل، فما الذي اشتقت إليه تحديداً؟

اشتقت إلى الكاميرا كيفما كانت! أكانت كاميرا الدراما أو كاميرا الإعلام أو كاميرا تصوير... اشتقت لها فعلاً! اشتقت إلى المسرح وكلّ شيء يعكس هذا المجال. أحياناً تأتي على ذهني مشاهد وصور فأغمض عينيّ وأحلم بها وأتخيّل نفسي على مسرح أقدّم برنامجاً أو أصوّر مشهداً معيّناً. اشتقت إلى العمل والمهنة فعلاً!

معطف ملوّن وبنقشة الأزهار

إلى ماذا اشتقت أكثر، التمثيل أو تقديم البرامج؟ وما هي مشاريعك المستقبليّة؟

إلى كليهما! اشتقت إلى الفرصة المناسبة للعودة المناسبة في ظلّ الظروف الملائمة والأنسب للعودة!‎

بما أنّنا نتكلّم عن حياة النجوميّة، ما هي معاييرها؟ وما هي برأيك صفات النجم المحبوب؟

من الصعب أن نضع الأمر في هذا الإطار والتكلّم عن معايير معيّنة للنجوميّة والنجم المحبوب. فتقبّل الناس للنجم أمر نسبيّ، إمّا يحبّونه أو لا، وإمّا يتقبّلونه أو لا. ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّه طالما أنّ النجم غير متصنّع، وطالما أنّه طبيعيّ وشغوف بما يقوم به وصادق وحقيقيّ ويحبّ الناسب بصدق، من الصعب ألّا يلقي الحبّ والقبول من الناس.

ما الذي كانت تعنيه لك النجوميّة قبل الأمومة وكيف تصفينها اليوم؟

لا شكّ أنّ النجومية أمر جميل والأضواء كذلك والعمل تحت الأضواء يعطيك رضى معيّناً ومميّزاً لا سيّما في عصر السوشل ميديا حيث تنشرين أعمالك وتشعرين بتفاعل الناس وآرائهم. كلّ ذلك ملفت وجميل ويشعرك بالسعادة. إنّ هذه السعادة التي أتكلّم عنها أشعر بها لأنّني أحبّ ما أقوم به وأقوم به بشغف. فبالنسبة إليّ، الأهمّ أن يكون شغفي وحبّي لما أقوم به هو الذي يضعني تحت الأضواء وليس أن أقوم بأيّ كان من دون شغف وبهدف الشهرة فحسب. فالشعور بالرضى والسعادة الذي أتكلّم عنه لا يحدث إلّا إذا كان نابعاً من شيء نحسّ بالشغف لتحقيقه. أرى أنّ النجوميّة، بعدما أصبحت أمّاً، لا زالت حلوة وجميلة وتشعرني بالرضى والسعادة، ولكن طبعاً ثمّة فرق بين سعادة وأخرى ورضى وآخر.

كيف تصف إيميه صياح نفسها بثلاث كلمات؟

إمّ تيو وكيلي.

رأيناك خلال تلك الفترة بعيدة قليلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي أو أنّ نشاطك خفّ قليلاً والسبب طبعاً انشغالك بأمومتك. ولكن السؤال هنا، كيف شعرت وأنت بعيدة عن السوشل ميديا؟ وهل من استراتيجيّة جديدة ستتّبعينها على هذه المواقع؟

صحيح، ابتعدت خلال فترة الحمل وبعدها وكان ذلك ناتجاً عن خياري إذ لم أرد أن أضيّع هذه اللحظات الخاصّة والمميّزة وأنشغل عنها على حساب أيّ شيء آخر. تحديداً بعدما أصبحت أمّاً، ابتعدت أكثر والسبب أنّني أوّلاً لم أكن أملك الوقت الكافي لأكون ناشطة على مواقع التواصل وثانياً لأنّني اخترت فعلاً أن أخصّص كلّ وقتي لأولادي وأستمتع بهذه اللحظات معهم.

بالنسبة إليّ، من الضروريّ أن يقوم كلّ شخص من وقت إلى آخر بفترة Detox تجاه السوشل ميديا ويبتعد قليلاً والسبب أنّها قد تخلق لنا أحياناً توتراً أو ضغطاً نفسياً ولهذا السبب علينا أحياناً أن نعيد أنفسنا إلى العالم الحقيقي وليس الافتراضي ونعيش حياتنا العادية ونستمتع بلحظاتها الحقيقيّة من دون الانشغال بنشر هذه اللحظات على مواقع التواصل.

في المقابل، اشتقت طبعاً إلى عالم السوشل ميديا الذي أسعى أصلاً ودائماً إلى تحقيق التوازن ما بينه وبين حياتي العادية والحقيقيّة فأنا بطبعي انتقائية في ما أختار نشره، وفي حال أفضّلها وأحبّذها فالتوازن ضروريّ بين ما يجب نشره وما يجب الحفاظ عليه بعيداً عن العلن. اشتقت طبعاً إلى متابعيني وأشكرهم لمتابعتي الدائمة والاطمئنان المستمرّ عليّ وتعليقاتهم. سأعود كما كنت وليس هناك من تغيير في طريقة استخدامي لمواقع التواصل الاجتماعي. سأبقى كما أنا، انتقائية في محتوى منشوراتي وما أريد نشره.

تنورة ملوّنة مع سترة من الدنيم بقماش بنقشة الـ Tie Dye

يبرز حالياً تطبيق تيك توك ونراك غير ناشطة عليه، لماذا؟ وما رأيك فيه لا سيّما أنّه يعدّ اليوم من بين أكثر المنصّات استخداماً؟

صحيح، لم أكن ناشطو ولست كذلك! لم أشعر يوماً بأنّني أريد أن أصوّر الفيديوهات التي نراها على تيك توك. أوّلاً لم أمتلك الوقت يوماً لذلك بعد وثانياً لم أنجذب إلى محتوى هذا التطبيق ليس لأنّ ما نراه ليس ملفتاً إنّما لم أشعر أنّ تيك توك وما نراه عليه يشبهني وأنا لم أتبع يوماً صيحة أو موضة لأنّها رائجة فحسب.

يعيش العالم حالياً تقلّبات عدّة ومصاعب لا سيّما بسبب جائحة كورونا، أين ترى إيميه صيّاح الأمل؟

صحيح إنّ فيروس كوفيد-19 خلق مفهوماً جديداً لكلّ تفاصيل حياتنا وتشعّباتها وطريقة عيشنا. بالنسبة إليّ، يجب على الأمل أن يبقى موجوداً فكما يقول المثل "ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل". حتّى وإن شعرنا أحياناً بالتعب أو بفقدان الأمل، من الضروريّ أن نكون محاطين بأناس يمنحوننا الأمل ويوجدونه في حياتنا فإن شعرنا بالتعب، وجدنا الآخر يساندنا ويسمعنا الإيجابيات. هذا الأمر تحديداً نحتاجه اليوم، نحتاج إلى من يقول لنا يومياً إنّ حياتنا ستعود كما كانت عليه، إننا سنعود للقاء الآخرين من دون تباعد اجتماعي، إنّ لقاحاً ما سيبصر النور... على أمل أن ينتهي هذا الكابوس وتعود الحياة كما كانت!

 

 
العلامات: إيميه الصيّاح
شارك