أندريا طايع: حلمي أن أكون مثالاً ملهماً
بمجرّد بدء عرضه على شبكة Netflix، تصدّر المسلسل الدرامي الأردني "مدرسة الروابي للبنات" التريند على محرّك البحث غوغل ووسائل التواصل الاجتماعي. كذلك احتلّ المرتبة الأولى في قائمة الأعمال الـ10 الأكثر مشاهدةً. وأصبحت الممثّلة الأردنيّة أندريا طايع، البالغة 20 عاماً، نجمة بين ليلة وضحاها، بعدما قدّمت في العمل دور "مريم" التي تتعرّض للتنمّر من قبل زميلاتها. واللافت أنّ شخصيّتها حازت على اهتمام وتعاطف كبيرَين من قبل الجمهور الذي أثنى على موهبة طايع وكرّسها نجمة صاعدة.
حوار: نيكولا عازار، تصوير: Greg Adamski لدى MMG Artists، تنسيق: Sima Maalouf، مساعدة المنسّقة: Mariam Sawan، شعر ومكياج: Michel Kiwarkis لدى MMG Artists، إنتاج: Kristine Dolor، موقع: Caravana Beach Resort
كل الأزياء من مجموعة Fendi x Skims التي ستصبح متوفرة بمتجر مؤقت في دبي مول في 2 نوفمبر
هل كنت تتوقّعين كلّ هذا النجاح؟
توقّعت نجاح العمل لكن لم أعتقد أنّ نجاحه قد يصل إلى العالميّة. فقد وصل إلى البرازيل وفرنسا والأرجنتين وألمانيا وغيرها من البلدان. واللافت أيضاً أنّني تلقّيت ردود فعل إيجابيّة كثيرة حول مشاركتي في العمل وهذا أسعدني كثيراً.
هذا هو دورك الأوّل؟!
صحيح.
دخلت عالم التمثيل من أوسع أبوابه علماً أنّك تتابعين في الجامعة اختصاص إدارة الأعمال. كيف أتتك فكرة التمثيل؟
منذ صغري وأنا أحلم بأن أصبح ممثّلة. إذ كنت أتقمّص أدواراً كثيرة، كما كنت أشارك في مسرحيّات المدرسة. ومن ثمّ سمعت خبر إجراء تجارب أداء خاصّة بالمسلسل، فشاركت فيها وفزت بدوري الأوّل.
في البداية، تقدّمت إلى المسلسل بدور "دينا" (الذي أدّته يارا مصطفى) لكن جرى اختيارك لتأدية شخصيّة مريم. ماذا حدث؟
صحيح، تقدّمت للاشتراك في المسلسل لتأدية شخصيّة دينا. لكن عندما جلست مع مخرجة وكاتبة العمل تيما الشوملي، شعرت بأنّني أصلح بشكل أكبر لشخصيّة مريم.
هل التمثيل صعب؟
التمثيل ليس صعباً! التمثيل هو تكوين الشخصيّة والامتزاج بها. لكن يجب أوّلاً تحليل الشخصيّة وفهمها من كل الجوانب كي تتمّ تأديتها
بالشكل الصحيح.
يطرح المسلسل ظاهرة التنمّر الخطرة ذات التأثير السلبي الكبير على فئة حسّاسة جدّاً من الفتيات البالغات بين 16 و17 عاماً. تعرّضتِ في المدرسة للتنمّر، فهل مريم هي جزء من شخصيّة أندريا؟
تعرّضت للتنمّر لكن ليس كما تعرّضت مريم في المسلسل! ما عاشته مريم كان عنيفاً وصعباً في آن. لكنّني لا أخفي أنّني شعرت بالوحدة جرّاء ما تعرّضت إليه في سنوات الدراسة. وسألت نفسي حائرةً لماذا أنا؟ علماً أنّني كنت فتاة شعبيّة في المدرسة ومجتهدة! لكن بعد قراءتي للمسلسل وللشخصيّات المشاركة، فهمت دوافع المتنمّر ولماذا يقوم بتلك الأفعال بحقّ الآخرين.
متى ستختفي ظاهرة التنمّر؟
يُعتبر التنمّر إحدى أخطر الظواهر التي باتت منتشرة وبشكل كبير في الكثير من المجتمعات. وأصبحنا نرى هذه الظاهرة الخطيرة في كلّ الطبقات الاجتماعيّة. ويترتّب على ممارسة سلوك التنمّر الكثير من الآثار السلبيّة النفسيّة والاجتماعيّة التي تترك أثرها في كلّ من المتنمّر والضحيّة. وهناك عدّة أسباب تمثّل عوامل محفزّة للتنمّر، وشاهدنا بعضها في المسلسل. ولا شكّ أنّني ضدّ هذه الظاهرة وأحاول قدر المستطاع أن أجد حلولاً للتنمّر وتقديم المساعدة في هذا المجال والتفكير في كيفيّة الحدّ من هذه السلوكيّات المزعجة.
إنّ العلاقة بين الأهل والأبناء يجب أن تكون مبنيّة على المحبّة والاحترام والحوار. لكنّ الكثير من الآباء والأمّهات لا يشعرون بحجم المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم ضحايا للتنمّر. وهنا تكمن المشكلة. ما الذي يجب فعله برأيك؟
يؤدّي فقدان الحوار وعدم تقبّل الأهل المصارحة مع الأبناء، إلى انعزال الأبناء عن ذويهم وعدم البوح بما يحدث معهم. لذلك يجب على الوالدين إتاحة الوقت للمناقشة والمساعدة والاستماع للأبناء ومنحهم الثقة، وإعطاء أولادهم مساحة لإيجاد الحلول معاً. كما على الأهل إظهار تجاوب وتعاطف مع ما يشعر به أولادهم.
هل أخبرت والديك حين تعرّضت للتنمّر؟
كلّا، اعتدت أن أكتم ما بداخلي. وكنت أعتقد أنّها مرحلة وستمرّ. لكنّ المواقف التي تعرّضت فيها للتنمّر كثرت، فأصبت بالاكتئاب، على الرغم من أنّ والدتي كانت سنداً كبيراً لي. لكنّني لم أستطع البوح لها بما أتعرّض له.
أصبحت نجمة بين ليلة وضحاها. هل أغرتك الشهرة؟
بتاتاً، على العكس تماماً! هي حمّلتني مسؤوليّة كبيرة كي لا أخيّب ظنّ جمهوري.
ماذا بعد "مدرسة الروابي"؟
لا أزال طالبة في الجامعة، وأتمنّى أن أكمل دراساتي العليا في الفنون المسرحيّة والتمثيل. كذلك، أدرس حاليّاً بعض المشاريع التمثيليّة.
متى جرى تصوير العمل وكم استغرق تصويره؟
جرى تصويره عام 2020، لكنّنا اضّطررنا إلى وقف التصوير أكثر من مرّة بسبب جائحة كورونا.
هل هناك موسم ثانٍ؟
جرى تصوير العرض كسلسلة محدودة.
من هي أندريا طايع؟ كيف تعرّفين عن نفسك؟
أهوى الفنّ والموسيقى والرسم والتمثيل وكرة السلّة. كذلك أعتبر نفسي اجتماعيّة، لكنّني أهوى البقاء في الطبيعة إذ تساعدني على الاسترخاء والراحة النفسيّة.
ما هي المشاكل التي تعانيها بنات جيلك؟
التنمّر والغيرة وازدياد الفجوة بين الأبناء والأهل.
لا تزال الإنتاجات الدراميّة التي تستهدف الفئة الشابّة، ولا سيّما الفتيات، محدودة. بينما تُعتبر هذه النوعيّة من الأعمال الأكثر انتشاراً ومتابعةً في العالم الغربي. ما هي القصص التي تتمنّين متابعتها كمشاهدة؟
أتمنّى مشاهدة أعمال تلقي الضوء على ما تمرّ به هذه الفئة الشابّة من مشاكل وتحدّيات وما يراودها من أحلام. كذلك، من الجميل أن نتابع أعمالاً عن شبّان وشابّات أحدثوا تغييراً في مجتمعاتهم، ناهيك عن أعمال تتخلّلها الإثارة والتشويق.
هل تحبّين المشاركة في أفلام الإثارة؟
أتمنّى ذلك.
يتابعك أكثر من 800 ألف شخص على إنستغرام، إلّا أنّك قلّما تنشرين صوراً عنك. هل أنت خجولة أو لست ناشطة؟!
لست خجولة بتاتاً وأحاول قدر المستطاع أن أكون ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي. لكنّني لا أزال على مقاعد الدراسة وأصبّ تركيزي على جامعتي في المقام الأول.
كيف تنظرين إلى مواقع التواصل الاجتماعي؟
نعيش اليوم في زمن مواقع التواصل الاجتماعي وهي جزء لا يتجزّأ من حياة الشبّان والشابّات. لكن علينا التعامل معها بحذر، مع الحفاظ على الخصوصيّة.
ما هو الحلم الأكبر؟
حلمي أن أكون مثالاً ملهماً، وأن أتمكّن من عرض قضايا وإيجاد حلول لها ونشر الإيجابيّة بين الأفراد بهدف إحداث تغيير في مجتمعاتنا.
أنت شخص إيجابيّ. ماذا تفعلين حين يراودك الحزن؟
أجلس مع نفسي وأستمع إلى الموسيقى وقد ألجأ أحياناً إلى الطبيعة.
ما الذي يرسم البسمة على وجهك؟
قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي، ومساعدة كبار السنّ وذوي الاحتياجات الخاصّة وإنقاذ الكلاب الضالّة.