أفتخر بانتمائي لهذا الوطن ولأرضه وقيادته وشعبه

شغفها في الإعلام أوصلها إلى أن تكون نجمة إعلاميّة! منذ صغرها عشقت هذا المجال وعملت مجتهدة لتحقّق حلم الطفولة فغدت إعلاميّة من الطراز الرفيع على شاشة عربيّة أساسيّة، شاشة كلّ العرب « MBC». تجول العالم وتأتينا دائماً بأجدد وأبرز أخباره ولكنّها أيضاً تحاول دائماً تسليط الضوء على جمال كوكب الأرض وبعض البقع والأماكن الرائعة فيه. هي سعوديّة الأصل ومقيمة في الإمارات إنّما فخورة في انتمائها وممتنّة لما تحرزه المملكة من إنجازات وتطوّر ملحوظ لا سيّما على صعيد دور المرأة وإيمان القيادة السعوديّة بها في المجتمع.

إنّنا نتكلّم عن نجمة غلاف عددنا، الذي يحتفي باليوم الوطني السعودي، الإعلاميّة الجميلة والمثقّفة تغريد الهويش التي تكلّمنا معها عن هذه المواضيع المختلفة...

حوار: طونينا فرنجيّة، تصوير: Greg Adamski لدى MMG Artists، إدارة فنيّة وتنسيق: Sima Maalouf، شعر ومكياج: Melanie Meyer لدى MMG Artists

الأزياء كلّها متوفّرة لدى www.bloomingdales.ae

تشدّدين دائماً على شغفك في الإعلام، ما الذي يلفتك في هذا المجال؟ وما الذي يبقيك شغوفة به؟ وإلى ماذا تطمحين بعد؟ ومتى تقول تغريد أنّها حقّقت ما تريده في مجال الإعلام؟

لطالما اعتبرت نفسي محظوظة لكوني اكتشفت شغفي الحقيقي مبكراً وماذا أريد أن أعمل مستقبلاً. منذ الصغر، كنت أنبهر من قدرة مذيع الراديو ومقدم البرامج التلفزيونية على التأثير في يومي وعلى طريقة تفكيري وعلى رؤيتي للعالم من حولي. تأثرت بهم وبهذه القدرة التي يمتلكها البعض منهم وتمنيت أن أصبح مثلهم في يوم ما، أخاطب الجمهور بأي وسيلة إعلامية وأنقل لهم قصصاً تستحق أن تُروى. أما عن طموحي في الإعلام، فهو لم يبدأ بعد ولا أعتقد أنه سيتوقّف يوماً. فطموح من يبحث عن النجاح في هذا المجال لن يزول، العالم يتغيّر وعناصر الإعلام المميّز تتغيّر معه ومن المهم أن نواكب ذلك. أسعى لأن أكون دائمة التطوّر وأن أوسّع تفكيري ومعرفتي بكل ما يدور في هذا العالم وفي هذا المجال.

ممّا لا شكّ فيه أنّ الإعلام يلعب دوراً أساسياً في تسليط الضوء على أهمّ المسائل وأنت تقدّمين «MBC في أسبوع» كيف يبدو لك العالم حالياً؟ وما أكثر خبر يزعجك وهل من خبر علق في ذهنك أكثر من غيره ولماذا؟

أحبّ أن أنظر لهذا العالم بإيجابية مطلقة، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّنا نسمع أخباراً مؤسفة بشكل مستمر. وبما أنّنا نعمل في مجال الإعلام الذي يفرض علينا مسؤولية نقل الخبر بكلّ شفافية وحياديّة، فمن الضروري إتمام مسؤولية إيصاله بكل احترافية. قد يتّفق معي الكثير من القرّاء أنّ العام 2020 لم يكن عاماً عادياً بكل تفاصيله لا سيّما أنّ فيروساً جديداً استطاع أن يشلّ كلّ القطاعات ويجعل الدول المتقدمة والنامية في حالة ذهول وتخبّط. ولكن ولأوّل مرّة نجد أنّ دول العالم تعمل وتتعاون لنفس الغاية وهي القضاء عليه وحماية البشر منه مهما كلّفها الأمر. أمّا بالنسبة لأكثر الأخبار التي تزعجني، فهي تلك التي تتعلّق بدول عربية شقيقة. على سبيل المثال، تأثّرنا ونحن نغطي أحداث لبنان الأخيرة ومن بعدها فياضانات السودان وغيرها من المشاكل وما يؤلم هو الأبعاد الإنسانية لتلك الكوارث بعيداً عن السياسة. وعن أكثر الأخبار التي تعلق في ذهني فهي حتماً الأخبار الإيجابية خاصة تلك التي تأتي من بلادي المملكة العربية السعودية. فلن أنسى شعوري عند تغطيتنا لخبر تعيين أوّل سيدة سعودية سفيرة للبلاد في واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر، شخصيّة مميّزة ترعرعت في بيت يُعرف أهله بالحنكة السياسية وهي نموذج مشرّف للمرأة السعودية. خبر يعدّ خطوة تاريخية وهذا النوع من الأخبار هو أكثر ما يبقى في ذهني.

إن أردت وصف العالم بأسبوع، أيّ أحداث تختارين التركيز عليها؟ يمكن أن تكون واقعيّة أو أنك تأملين بأن تكون كذلك!

من أجمل الأسئلة التي وُجّهت لي.. فمن يعملون في صناعة الأخبار بشكلٍ يوميّ لا يعيشون واقعهم فقط، بل يعيشون الواقع الموجود في مناطق مختلفة حول العالم. على الرغم من توثيقنا وسردنا للأحداث المؤسفة من حروب ونزاعات وكوراث طبيعية، إلا أنّ هذا الحال حفّزني ودفعني لأبحث عن الجمال والإيجابية الموجودة في حياتنا. لذلك أقوم بإعداد وتقديم فقرتي «الثقافة والفنون» و«من حول العالم» بالإضافة إلى كوني مقدّمة رئيسة للبرنامج. فبذلك أجعل توازناً بين عملي وتركيزي على الأخبار الإيجابية والواقعية في آن واحد، وبالتأكيد إنّ الأهم يبقى أن نثري تجربة المشاهد والمشاهدة ونصنع يومهم.

ما هي أكثر المواضيع التي تحبّين التكلّم عنها في فقراتك؟ لا سيّما أنّنا نراك أحياناً تتطرّقين إلى مواضيع شتّى على حسابك الشخصي على انستغرام؟

أكثر ما يبهرني في هذه الحياة الجمال الموجود على الكوكب لذلك وفي فقرة «من حول العالم» أجمع معلومات عن أماكن وظواهر طبيعية تعدّ غير معروفة بالنسبة للكثيرين حيث أستعرض جمال هذه الأماكن وتفاصيلها. اهتمامي بهذه الفقرة ينبع من عشقي للسفر وتجربة كلّ ما هو غريب. كذلك، يبهرني أيضاً الجمال الذي يصنعه الإنسان الموهوب، بدون تعقيد واستخدام لأي تكنولوجيا. فكم هو مبهر الجمال الذي يصنعه الرسّام والنحات وعازف الموسيقى وكاتب الروايات. إنّهم من يجعل الحياة جميلة، لذلك كرّست لهم فقرة شهرية ترصد وتستعرض آخر فنونهم المبتكرة.

يمكن القول أنّك استطعت تحقيق حلم الطفولة، ما الذي تنصحين به أيّ شابّة تسعى إلى تحقيق حلمها؟ هل من استراتيجيّة للنجاح؟

لا تتردّدي في رسم أهدافك حتّى وإن اعتبرها البعض أكبر من محيطك وظروفك. وأؤمن تماماً بفاعلية قانون الجذب، فالأمر يتطلّب تحديد الهدف والتركيز كل ساعة وكل يوم على تحقيقه، والأهمّ أن يكون لديك قناعة أنّك الشخص المناسب لهذا الهدف. لا تنظري أو تتوقفي لسماع أي حديث من شأنه أن يحبط من عزيمتك. أعتقد أن أهمّ استراتيجيّة للنجاح تكمن في أن نضع هذا الهدف نصب أعيننا ونوظّف الوقت والفرص التي نمتلكها اليوم للوصول إلى الهدف البعيد. المهمّ هو ما نفعله اليوم حتى وإن كان أمراً صغيراً لا يقارن بهدفنا المستقبلي. فما نفعله هذه الأيّام هو ما سيجعل الطريق للوصول لغايتنا سلساً ومليئاً بالنجاحات.

لا شكّ أنّ الكثيرات يحلمن بالظهور على الشاشة، ما الذي تقدّمه لك الشاشة؟ وهل من شيء معيّن تحرمك إيّاه أو تعتبرينه من السيّئات؟ وما الذي يجب أن تحرص عليه من تطمح الدخول في هذا المجال؟

الظهور على الشاشة شيء والظهور على شاشة كل العرب MBC شيء آخر. فهي أكثر القنوات شهرة ومشاهدة في عالمنا العربي وهذا الأمر قد يكون محفزاً للبعض ومحبطاً لآخرين. قد يكون محفزاً عندما يعي المقدّم أو المقدّمة المسؤولية الكبيرة التي يملكها وبالتالي يحرص على أن يفعل ما يلزم ليبقى كفوءاً ومستحقاً لهذا المكان. فالتطوّر المستمرّ في مهارات التقديم وإثراء الثقافة العامة وغيرها، تُعتبر من عناصر التقديم المتميز وهي أمور يجب أن تكون منهجاً يتبعه كل من يرغب في أن يطلّ على هذه الشاشة. أمّا بالنسبة لكونه محبطاً للبعض الآخر، فبالتأكيد، من يدخل هذا المجال لنيل الشهرة فقط قد يحصل عليها في بضعة أشهر، ولكن إن اكتفى هذا الشخص بها معتبراً أنّه حقّق حلمه ولم يعمل جاهداً وبشكل مستمر على تطوير نفسه وإثبات أنه يستحق هذا المكان، فسيتم سحب البساط من تحت قدميه. باختصار، البقاء في هذا المجال هو للأكثر جدارة ولمن يعمل بجهد ولديه هدف يتعلق بمجال الإعلام، ومن يدخل المجال بهدف الشهرة فقط فقط فسيكون صاحب مسيرة عمرها قصير جداً.
نعيش اليوم عصر السوشيل ميديا وأنت ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، هل تعتبرين أنها استطاعت أن تحلّ مكان البرامج التلفزيونيّة وتأخذ مكانة التلفاز؟

مواقع التواصل الاجتماعي هي بلا شك منصات مهمة ارتبطت في حياتنا اليومية وبشكلٍ كبير. ولكن في رأيي إنها لم ولن تحلّ مكان الإعلام التقليدي خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصداقية. ففي الوقت الذي تستجد فيه أخبار وأحداث مهمة، نجد أن مستخدمي هذه المواقع يتوجهون للحسابات الموثّقة التابعة لقنوات إخبارية تلفزيونية، وبالتالي لا زال هنالك انطباع أنّ الأخبار التي يغطيها الإعلام التقليدي هي أكثر مصداقية. والأمر المقلق في مواقع التواصل الاجتماعي، أنها تعج بمن يدّعي أنّه «صحافي» فقط لأنّ لديه أكثر من 10 آلاف متابع‎ ويدّعي بأنّه ينقل الأخبار من مصادره الخاصّة وهنا تكثر الإشاعات والأخبار المغلوطة، وتفقد الصحافة الحقيقيّة كفاءتها وقيمتها. وحدها المؤسسات الإعلامية الاحترافية هي التي لاتزال تحصل على مصداقية الشعوب حتى وإن كثرت المنصات والوسائل وتعدّدت.

كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي وهل من شيء يزعجك فيها؟ أم أنك تعتبرينها أساسيّة في حياتنا اليوم؟

لا يمكن لأيّ إعلاميّ أو مقدّم برامج أن يميّز نفسه إن لم يستخدم أو يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فهي أداة مهمة جداً يمكن للشخص التواصل من خلالها مع الجمهور. أحبّ أن أتلقى ملاحظاتهم واقتراحاتهم وأقوم أيضا بمشاركة آرائي في شتى القضايا والمجالات خاصة على منصة تويتر. أمّا الجوانب من حياتي الشخصيّة فأشاركها مع متابعيني على انستغرام وسناب شات، وأحبّ هذا النوع من التفاعل أيضاً. أمّا أكثر ما يزعجني هو أن بعض المشاهير يضعون محتوى تافه فقط بغية أن يتواجدوا على هذه المنصات بشكل يومي. يجب أن يكون هنالك رؤية معينة ومحدّدة حتى في استخدامنا لهذه المنصّات، فهي قد تضرّ مستخدمها بالتأكيد إن لم يستعملها بشكل صحيح.

إذا أردنا الدخول في التفاصيل أيضاً، قد يشكّل يوتيوب والبرامج على يوتيوب منافساً قويّاً للبرامج التلفزيونيّة، هل من الممكن أن نراك تطلقين برنامجاً خاصّاً بك على يوتيوب مثلاً؟ وما الذي يقدّمه التلفاز ولا تقدّمه مواقع التواصل الاجتماعي؟

أعتقد أنّ خطوة إنشاء برنامج على يوتيوب هي مرحلة تسبق التقديم التلفزيوني. لا شكّ أنّ يوتيوب مساحة جيّدة لعرض المواهب التي يتميّز بها المقدّم، وكثر من مقدّمي البرامج اليوم وصلوا إلى التلفاز بعد أن قدّموا برنامجاً على يوتيوب، وثمّة من يفضلّون هذه المنصّة عن غيرها لأنّها تعطيهم حريّة أكبر في المحتوى وطريقة صياغة الخبر وإيصاله. شخصيّاً أعشق التلفاز وهو الإختصاص الذي درسته في الجامعة وحاولت أن أكون ملمّة بتفاصيله، وحالياً لا أنوي أن أطلق برنامجاً على يوتيوب، ولكن سأستخدمه وجميع المنصات الأخرى لتغذية ما أقدّمه على الشاشة. أعتبر هذه المنصّات عنصراً مكملاً ومهماً للرسالة الأساسيّة التي تبثّ على التلفاز.

نحتفل هذا الشهر باليوم الوطني السعودي وكونك سعودية، ما الذي تقولينه؟ ما أجمل ما في المملكة؟ وأكثر ما تشتاقين إليه كونك مقيمة في الإمارات؟

أفتخر بانتمائي لهذا الوطن ولأرضه وقيادته وشعبه. أقول لوطني بهذه المناسبة كل عام وأنت بخير وفي نماء ورخاء. نعيش حالة استثنائية وفصل تاريخي في مسيرة المملكة وأنا محظوظة جداً لكوني عشت ورأيت كل هذه الأحداث والقرارات. أصبح الشعب السعودي اليوم يعيش حياته على مبدأ ومقولة سبق وأن ذكرها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «عنان السماء هو حدّ طموحاتنا». أصبحنا نعمل كشباب وشابّات لوطن يقدّم لنا كلّ ما يلزم لتحقيق هذا الطموح والعمل جنباً إلى جنب مع قيادة شاركناها عشقنا للوطن وهدفنا بأن نجعل المملكة سبّاقة في كثير من المجالات. أمّا عن أجمل ما في المملكة، فلن أستطيع حصره. بالنسبة إليّ، كل ما في موطني جميل: أرضه وسماؤه وشعبه وكل زواياه. وكوني أعيش في بلدي الثاني الإمارات، فأنا لا أشعر أنّني في غربة إطلاقاً، وأكثر ما أشتاق إليه بعد أهلي وأصدقائي، هو البحر الأحمر، كوني ولدت وعشت في مدينة جدّة، إذ لطالما ربطتني علاقة وطيدة بالبحر ومن سبق له زيارة جدّة سيوافقني الرأي في أنّ سواحل هذه المدينة ساحرة بكلّ ما للكلمة من معنى.

نرى المرأة السعوديّة اليوم حيويّة أكثر فأكثر في شتّى المجالات ودورها في المجتمع السعودي في تقدّم وتطوّر مستمر، كيف تقيّمين دورها حالياً لا سيّما في ظلّ رؤية المملكة 2030؟

المرأة السعودية أصبحت اليوم متمكّنة في مجالات عدّة، وهذا ينبع من إيمان القيادة بدورها الفعال والمساوي لدور الرجل السعودي. هي رؤية طموحة شاملة نعيش تفاصيلها بكلّ انبهار وسعادة، إنها رؤية المملكة 2030 التي قدّمت للعالم «السعودية الجديدة» وهي نقلة نوعية جديدة في مسيرة المملكة نحو التنمية والتطوّر والانطلاق. تمكين المرأة هو خطوة أساسية لتحقيق ذلك، وقرارت عدّة جعلتها مستقلّة وغير معتمدة على الرجل، ولهذا نرى اليوم المرأة السعودية تلعب دوراً محوريّاً سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً.

إن طلب منك إعداد تقرير عن السعودية بمناسبة اليوم الوطني السعودي، ما الذي تسلّطين الضوء عليه؟

بالتأكيد سأسلط الضوء على ثراء الثقافات الذي تمتلكه المملكة. فهذه البلاد هي ثاني أكبر دولة عربية من حيث المساحة، وكل مدينة تذهبين إليها تختلف اختلافاً كلياً عن غيرها، من شمال المملكة وجنوبها وغربها وصولاً إلى شرقها، كلّ منطقة لها عادات مختلفة ولهجات وأطباق خاصّة.. إنّ هذا الاختلاف يستحقّ أن يتحوّل إلى مادّة تلفزيونية
بلا شكّ.

أخيراً، هل من الممكن أن نراك بعيدة عن الإعلام؟ وهل من مشاريع مستقبليّة تحضّرينها؟

أعتبر أنّني في بداية الطريق ومستمتعة بكلّ تفاصيل هذه الرحلة، لذا سأبقى في هذا المجال وأعطيه كلّ طاقتي وشغفي بلا حدود. وبالنسبة إلى المشاريع المستقبلية «فكل شي بوقته حلو».