أضواء بدر: طموحي التواجد في أفلام موجّهة للنساء ولها عمق فكري
بين الكلمات والسرد والأداء والتعبير بكل أشكاله، تجد الفنانة السعودية الشابة أضواء بدر نفسها، هي التي تتمتع بجاذبية كبيرة وكاريزما عالية وموهبة وليدة لا يختلف عليها اثنين، استطاعت في خلال سنوات قليلة أن تنقش اسمها بثبات في سماء الفن وتكسب حب الجمهور وثقة النقّاد وخير دليل اختيارها ضمن مجموعة النجوم الصاعدين الذين تم الإعلان عنهم في مهرجان تورنتو السينمائي في دورته للعام الفائت، بعد أدائها المميز كبطلة فيلم "ناقة" السعودي، تتألق اليوم على غلاف مجلة هَيا لعدد أبريل بمجوهرات Piaget المذهلة، فتعرّفي أكثر عليها واكتشفي مكامن القوة في شخصيتها.
أنتِ شابة تخوض مجال الفن والأضواء، هل وجدتِ في شخصيتكِ منذ المراهقة حباً للشهرة والتعرّف على العالم الواسع من خلال التمثيل وعرض الأزياء والتأليف؟
لم أسعى للشهرة ولكنّها أتت نتيجة دخولي في مجال عرض الأزياء و التمثيل. منذ طفولتي وأنا أحب الأداء سواءً كان في سرد القصص أو الكتابة، ولكن لم يكن هدفي دخول مجال التمثيل أو أن أصبح مشهورة إنّما أتيحت لي الفرصة أن أعرض الأزياء في بداية مراهقتي ولم أجد فرصة مناسبة لي في مجال التمثيل حينها. لذلك تركت فكرة التمثيل وقتها وركّزت على الفن والتأليف وصقل مهاراتي الأخرى، فببساطة انتظرت الفرصة التي أتت في الوقت الأنسب.
رئيسة التحرير: Sima Maalouf
تصوير: Rayan Ayash
تنسيق: Oretta Corbelli
شعر: Remy Moore
مكياج: Elayna Bachman
المنتجتان في موقع التصوير: Amanda Kitt و Kim Nabozny
إنتاج: Kristine Dolor
الأساور والخواتم والساعة من Piaget
السوار والخواتم والساعة من Piagetحوار: دينا زين الدين
ما هي الأفلام التي أحببتِ مشاهدتها في صغركِ والتي حرّكت لديكِ موهبة التمثيل؟
فيلم Nightmare Before Christmas للمخرج Tim Burton هو أول فيلم مفضل لي، أعجبني تفكير المخرج وجذبني الغموض في نصوصه. كما أحببت فيلم
Eternal Sunshine Of the Spotless Mind، فهو أعطاني منظور جديد لسرد القصص و الأفلام، وأذكر أنني في أول مرة شاهدته، كنت مذهولة من الإخراج على الرغم من صعوبة فهمي للفكرة، لكن انعكس عليّ أداء الممثلين وإبداعهم وتمنيت أن أكون بدل أيّ واحد منهم. فمنذ ذلك الوقت أحببت فكرة أن أكون ممثلة وأعكس حالات مختلفة على الشاشة.
برأيكِ ما الذي يميزكِ في التمثيل؟ وكيف ستتمكنين من فرض موهبتكِ في ساحة فنية كبيرة ومليئة بالمنافسة؟
لا أؤمن بالمنافسة، بل أؤمن بأنّ مجال التمثيل يحتاج إلى التعاون، لأنّ كل ممثل سيقوم بالعمل مع الآخر وهذا الانسجام والسعي المتكامل هو ما سيضمن نجاح أي عمل، فأنا لي وجودي وللآخر أيضاً حضوره الذي يميزه.
اقرئي ايضًا:ميلا الزهراني... نجمة جيل يرسم طريقه بشكل مستقل وواضح
قلتِ سابقاً أنّ مثلكِ الأعلى هما والدتكِ وجدتكِ، ما هي الصفات التي ورثتِها عنهما، لتكوني اليوم بهذه الشخصية القوية والطموحة؟
تعلمت من والدتي القوة والمثابرة كما اكتسبت منها الحكمة والهدوء والطيبة والثبات على القيم.
إلى أي مدى تحتاج الشابة السعودية إلى نماذج نسائية قوية حولها، لكي تكتشف فعلاً مكامن تميزها ولا تسمح للمجتمع أن يحدّها في أطر أو مجالات قليلة وكانت محددة سابقاً للشابات؟
من المهم لأي فتاة صغيرة أن يكون لديها قدوة أنثوية قوية تتطلّع إليها، والأهم من ذلك هو أن تختار قدوتها بحكمة وعناية، خصوصاً إذا كانت القدوة المعنية تحت الأضواء، فليس كل من تراه يعكس الحقيقة. لذلك لابد من إجراء تقييم نقدي وتحليلي. والأهم من ذلك كله هو دعم حلمكِ ورعايته وحمايته، سواء كان لديكِ قدوة أم لا، لأنه في بعض الأحيان تحتاج البنت إلى أن تكون قدوة نفسها وتكون صادقة مع نفسها لتكون أصيلة ولا يتمكن أحد من تزييف جوهرها وأصالتها.
ما هي القيم التي تحبينها واكتسبتها من العائلة وتلك التي تكسبينها اليوم من التواجد في الولايات المتحدة؟
طفولتي في أميركا كانت مرتكزة حول العائلة، فكنت وما زلت صديقة أمي المقربة وإخوتي، وهذا الأمر يعكس بالدرجة الأولى ثقافتي السعودية حيث لا أزال أتواصل مع عائلتي بشكل يومي على الرغم من بعدي الجغرافي عنهم. هذا القرب والانتماء إلى الأصل والأسرة هو أمر جميل جداً وضروري في حياة الشباب، وهو الأساس لأي نجاح يمكن تحقيقه في أي مكان أو مجال.
كيف ترين الانفتاح والتغيير الحاصل اليوم في المملكة؟ وكيف سيستفيد الشباب منه، لتحقيق أكبر لرؤيته وذاته؟
أرى تغييراً إيجابياً جداً ويصب في مصلحة الجيل الجديد بشكل كبير، لأنه أتاح للموهوبين والفنانين تحديداً فرص عرض مواهبهم للعالم الخارجي، مع الحصول على الدعم الوطني للتطور والاستمرار والنمو.
تتمتعين بجمال ناعم ومريح للنظر، ممن ورثتِ هذه الملامح العربية؟ ما هو أكثر ما يعجبكِ في شكلك؟
شكراً لكلماتكِ اللطيفة، الجمال بالنسبة لي هو الأخلاق الحسنة التي تنبع من الداخل وتتمركز في جوهر الشخص، لأنّ ذلك ينعكس على الشكل الخارجي وأنا من وجهة نظري أرى أنّ كل امرأة لها جمالها الخاص الذي يميزها ويجعلها لا تشبه غيرها.
هل واجهتِ في فترة ما ضعف ثقة بالنفس يتعلّق بمظهركِ أم لطالما كنتِ راضية عن شكلك؟
كل شخص يواجه بعض الشك في ذاته أو في شكله الخارجي ولكن بعد ممارسة بعض التأملات لإعادة برمجة العقل الباطن ودعمه بالأفكار الإيجابية تمكّنت من التخلص من ذلك الشك. دائماً أذكّر نفسي بأنّ الشكل الخارجي ليس مهم وليس مقياس بالثقة بالنفس، إنّما الأفعال هي التي تعززها وتساهم في تحقيق الثبات النفسي.
في صوركِ وإطلالاتكِ عفوية وقوّة في الشخصية وحضور طاغٍ، كيف تبنين هذه القوة؟
أعتقد أنّ هذه الإجابة تتغير من شخص إلى آخر على حسب معنى القوة، و بالنسبة لي، القوة هي القدرة على التركيز الحاد على التخطيط والتطلّع للمستقبل من دون تشتت. أنا أبني قوتي من خلال عبارات تذكّرني بالأمان والسلام الداخلي أكررها باستمرار وأتعمّق بمعانيها لكي تتغلغل في كياني وتنعكس على حياتي.
كيف تتغلّبين على لحظات الضعف؟
لحظات الضعف بالنسبة لي طبيعية، فهي جزء من الحياة ومن الضغوطات والمشاكل التي يمكن أن تواجهنا في أي وقت، فحينها ألجأ إلى ربي وخالق الكون، ثم إلى أهلي لتلقي الدعم المعنوي والمساندة، ثم أقوم بالاهتمام بذاتي وبالاستفادة من شغفي بالكتابة والتأمل، فهما بمثابة المتنفس الأساسي بالنسبة لي.
كيف ترين واقع السينما اليوم في المملكة، وهل تحظى الأعمال الشبابية الجديدة بثقة وإقبال جماهيري؟
المملكة تقدّم مبادرات وفرص عظيمة غير مسبوقة لدعم الشباب والسينما والفن بشكل عام. وأرى في المستقبل أنّ السينما السعودية ستصنع علامة فارقة على مستوى العالم بحيث أنّه لدينا شبان وشابات سعوديين حصلوا على جوائز عالمية من خلال أفلام صُنعت بأيدي سعودية. لديّ الكثير من الأمل بسبب التقدّم والتغيير المستمر، ومن الجميل أن أكون شاهدة على هذه النهضة الجميلة التي يشهدها بلدي.
هل تطمحين للبطولة المطلقة أم يهمّكِ الدور حتى لو كان صغيراً؟
يهمّني المشروع والدور قبل أن تهمني البطولة، وأطمح أن أكون في أفلام موجّهة للنساء وفيها عمق فكري، بحيث تعالج قضايا أو حالات مهمة وتعكس الواقع بشفافيته وحقيقته.
ما هي الأدوار التي تفضّلينها؟ هل تميلين للواقعية، أو الخيال، أو الرومانسية، أو يمكن أن نراكِ في الكوميديا؟
أفضّل الواقعية، ويمكن أن أؤدي الدراما وحتى الكوميديا ويمكن أيضاً أن أقدّم الأدوار الخيالية خاصةً تلك التي تشبه فيلم Dune. أعتقد بأنّه من السهل الوقوع في "فخ" تكرار بعض الأدوار كأن يحصرني البعض في أدوار متشابهة، ولكن الاختيار دائماً في يد الممثل، فهو قادر على الرفض أو الموافقة، وبالنسبة لي هدفي سيكون التنويع وتقديم ما يناسب تطوري كممثلة.
كيف تستعدّين لأي دور جديد، وما هي أدواتكِ للفصل بين شخصيتكِ الحقيقة وتلك التي تقدّمينها على الشاشة؟
أضع فاصل وهمي بيني وبين الشخصية التي سأقدّمها، ثم أبحث عن مشاعر مرّت بها الشخصية في داخلي وأستمد منها عوامل أستطيع أن أربطها بيننا لكي أفهم الشخصية بشكل كبير. مثلاً أبحث عن المشاعر والتجارب المتشابهة التي مررنا بها معاً، وأقوم ببناء أساس الشخصية على ذلك. فمن المهم معرفة الخلفية الدرامية للشخصيات، وإذا لم يكن لديهم واحدة، من واجبي أن أولّف لهم قصة خلفية، وليس من المهم أن يعرف المُشاهد تلك الخلفية، ولكن ذلك يساعدني على فهم الدور الذي سأؤديه بشكل أفضل. بعد الانتهاء من المشروع، يستغرق الأمر لي بعض الوقت للخروج من مساحة الشخصية ثم العودة إلى مساحتي الخاصة.
هل من قضايا اجتماعية معيّنة تحبين طرحها مستقبلاً من خلال أدوارك؟
ليست قضايا اجتماعية بل أحب طرح مواضيع حول استكشاف الذات ومعرفة ما تخفيه من أفكار ومشاعر وخلفيات كثيرة لأعمالها وتصرفاتها.
حدّثينا عن فيلم "ناقة"، ما هي العناصر التي جعلتكِ توافقين على الدور؟ وما الذي عناه لكِ فوزكِ كفنّانة صاعدة في مهرجان تورنتو؟ هل شعرتِ بالمسؤولية لأنّها كانت البطولة الأولى لكِ أم أنّكِ كنت سعيدة ومتحمسة بالدور؟
هذا الفيلم يعني لي الكثير، فقد أحببت العمل والأصداء التي حققها، كما أنّ الفوز الذي أسعدني كثيراً كان نتيجة مجهود جماعي نتج عن تعاون كل طاقم العمل لتكون النتيجة فيلم متكامل وناجح. وبالطبع شعرت بالمسؤولية الكبيرة بعد الفوز، وهنا أعبّر عن امتناني الكبير للإرشاد والتوجيه الصحيح الذي تلقيته من زملائي، ومتحمسة جداً لما يخبؤه لي المستقبل.
الأساور والخواتم والساعة من Piaget
الأساور والخاتم والقلادة والأقراط من Piaget
الكتابة أيضاً من اهتماماتكِ، ما هي المواضيع التي تكتبين عنها؟ وما الذي يعنيه لكِ تفريغ مشاعركِ على الورق؟
الكتابة هي المساحة التي أستطيع من خلالها أن أعبّر عن نفسي، إنّه شعور ليس له مثيل بأن أكتب على ورقة لا تحكم عليّ بل تحتويني وتضم أفكاري ومشاعري وجميع حالاتي.
ما هي رسالتكِ أو نصيحتكِ للشابات الباحثات عن فرص في المجال الفني؟
أقول لأي شابة مهتمة بهذا المجال: يجب أن تؤمني بنفسكِ وتتبعي حدسكِ ولا تجعلي أي شخص يغيّر إيمانكِ بإمكانياتكِ وقدراتكِ، وإذا استطعتُ أنا ومن قبلي دخول مجال التمثيل، فأنتِ أيضاً تستطيعين دخول أي مجال تتمنينه.
كيف بنيتِ أسلوبكِ الخاص في الأزياء والذي يتسم بالجرأة والتجديد، وما هي الإطلالات المفضلة لديكِ؟
منذ صغري، كانت الموضة والأزياء تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامي، لذلك دخلت هذا المجال لفترة من الزمن ما أتاح لي صقل أسلوبي الخاص، فأنا أظهر بالشكل الذي يريحني ويناسب ذوقي ويعكسه ويجعلني فريدة ولا أشبه غيري.
ما هي خططكِ للسنوات الخمس المقبلة؟
أرى نفسي مستمرة في الكتابة، أمثّل في أفلامي وأخرجها عندما تتاح لي الفرص المناسبة.
يهمّني المشروع والدور قبل أن تهمني البطولة، وأطمح أن أكون في أفلام موجهة للنساء وفيها عمق فكري، بحيث تعالج قضايا أو حالات مهمّة وتعكس الواقع بشفافيته وحقيقته.
الأساور والخواتم والساعة من Piaget
الأساور والخاتم والقلادة من Piaget
أبحث عن المشاعر والتجارب المتشابهة التي مررت بها وتشبه الشخصية التي أقدّمها وأقوم ببناء أساس الشخصية على ذلك. فمن المهم معرفة الخلفية الدرامية للشخصيات، وإذا لم يكن لديهم واحدة، من واجبي أن أولّف لهم قصة خلفية، وليس من المهم أن يعرف المُشاهد تلك الخلفية، ولكن ذلك يساعدني على فهم الدور الذي سأؤدّيه بشكل أفضل.