مقابلات

نور حلو: فني يخولني إيصال ومشاركة أحاسيس وقصص ورسائل مع الجمهور

5 نجمات يتمتعن بالصوت الآسر والحضور القوي والإحساس العالي، ويخضن المجال الفني، بثقة كاملة بالذات، ورغبة بإيصال موهبة رائعة إلى الجمهور الأوسع. كل واحدة متميزة بخطها وأسلوبها وهويتها الفريدة، هنّ بطلات قصص نجاح أحياناً أتى سريعاً وفي أوقات أخرى تطلب وقت وجهد وتخطيط وإصرار واقتناص لفرص نادرة، لتكون النتيجة أغان وإنتاجات مميزة تعزز وتثري الوسط الفني العربي، وتتجه لجيل جديد من الذواقة لمختلف الأنماط الموسيقية. تعرفي على أصواتهن القوية واكتشفي مسارهن المهني الناجح في عالم الغناء.

أحبت المغنية اللبنانية الشابة نور حلو الغناء والموسيقى العربية والفنانين العرب والأغاني العربية بسبب والدها، ولكنها كانت تستمع أيضاً إلى الكثير من الموسيقى الغربية في نشأتها وشبابها، وعندما بدأت الغناء وتعلمت العزف على البيانو، كانت تعزف وتغني الأغاني الإنكليزية فقط. هذا الثراء الموسيقي ساعدها حين بدأت كتابة أغنياتها الخاصة حيث باتت تخلق مزيجاً من الفن الشرقي والغربي، وقد قدمت في الآونة الأخيرة العديد من الأعمال الناجحة، فتعرفي أكثر عليها في هذا اللقاء.

أطلقت في الصيف الماضي أغنية “بلليل”، وحققت نجاحاً كبيراً في لبنان، فكيف كان التعاون مع الفنان الشامل نبيل خوري وما الجديد الذي قدمته فيها؟

تعتبر هذه الأغنية التعاون الثاني الذي جمعني مع الملحن والكاتب نبيل خوري، وقد انسجمت معه بشكل كبير وشعرت أنّه يعكس أفكاري الفنية، فكلامه ونغماته تلامس القلب، ببساطتها وصدقها وسهولتها. أردنا تقديم أغنية رومانسية هادئة، تصل إلى المحبين وتوصل مشاعرهم بأفضل طريقة، وسعدت كثيراً حين بدأت أرى أصداءها حيث اختارتها الكثير من العرائس لتكون رقصتهم الأولى، وأحسست أني أشارك الناس من خلالها في لحظاتهم الجميلة. كنت فخورة جداً بها ولا سيما حين رصدت مدى حب الجمهور لها وتفاعلهم معها في الحفلات والسهرات، كانت لحظة رائعة أن أستمع إلى أغنيتي من الجمهور الذي حفظها عن ظهر قلب ورددها معي بحماس وسعادة.

شاركت في جوائز الموركس دور، وغنيت على مسرحها في لفتة تكريمية للراحل الكبير زياد الرحباني، ما الذي عنته لك هذه اللحظات؟

لطالما انتظرت حضور هذه الجوائز السنوية على التلفزيون لإدراكي أهميتها وروعة استقبال بلدي لبنان لهذا الكم الكبير من المشاهير من كل العالم، وتكريمهم وتسليط الضوء على أعمالهم، فهو حدث وطني تحوّل إلى مهرجان سنوي ينتظره الجميع في الدول العربية، لذا كنت سعيدة جداً حين تمت دعوتي للمشاركة والغناء مع الممثل والمغني الجميل يوسف الخال، فقدمنا مجموعة أغان لروح الفنان الراحل زياد الرحباني، الذي أعشق أعماله وتفكيره وأغانيه الرائعة.. كانت فرصة مميزة في حياتي الفنية وهنا أشكر المنظمين لأنهم منحوني هذا الشرف، وجعلوني أشارك في حدث كبير ومتكامل سواء في التنظيم أو الجوائز والحضور.

اعتليت خشبة مسرح بيت الدين العريق وقدمت عملاً مسرحياً غنائياً مميزاً، كما اجتمعت في نفس العمل مع الفنانة كارول سماحة في كازينو لبنان. أخبرينا المزيد عن دورك في مسرحية “كلو مسموح”؟

هذه المسرحية كانت العمل التمثيلي الأول لي، صحيح أني درست الإخراج وأحب التمثيل كثيراً إلا أني لم أجد سابقاً فرصة تشجعني على خوض التجربة، ولكن حين تلقيت العرض للمشاركة فيها، أحسست أنها الخطوة التي أنتظرها وسارعت بالموافقة. التجربة لم تكن سهلة، فهي تتطلب الغناء المباشر مع العمل على الدور وتقديم أداء قوي ويوصل الأحاسيس إلى الحضور في لحظتها. قدمنا بداية 5 عروض على مسرح كازينو لبنان مع النجمة كارول سماحة التي سعدت بالتعاون معها واستمتعت بأدائها القوي واحترافها وقوتها ومهنيتها، حيث كانت قريبة من القلب وداعمة وناشرة للطاقة الإيجابية في المكان حولها. خلال العرض الأول شعرت بخوف ورهبة، ولكن حين صرت على المسرح انسجمت تماماً وقدمت أداءً مميزاً وصل إلى الجمهور، الذي صعب عليه أن يصدق أننا نغني مباشرة وأن كل الحوارات غير مسجلة. 

أما الوقوف على مسرح بيت الدين، فكان تجربة غامرة ومختلفة تماماً، فأنا كنت أحضر نجومي المفضلين عليه، وأن أقف مكانهم لهو فخر كبير لي، هناك رهبة وعودة بالزمن إلى تاريخ جميل حيث العمارة الرائعة والطبيعة الساحرة تحيط بنا، شعرت بطاقة قوية لكي أعطي وأقدم أفضل ما لديّ، هنا أريد أن أشكر المخرج روي الخوري والمنتجة نايلة خوري لأنهم وثقوا بي وأعطوني هذه الفرصة المميزة، كما أشكر طاقم العمل المحترف والمتعاون لأن الجميع كان يعمل بكلّ جد وصدق لكي يقدم أفضل ما لديه. 

كيف أتقنت دورك التمثيلي الأول وأضفت عليه لمسة من شخصيتك وحضورك الخاص؟

الفن بالنسبة لي سواء غناء الو تمثيل أو رقص هو عبارة عن إيصال أحاسيس أو قصة أو رسالة، لذا أنا معتادة من خلال الغناء أن أعيش الحالة بكل كياني لكي أوصلها، وقد اعتمدت على هذه الطريقة، فعشت الدور بكلّ تفاصيله وحفظت الحوارات وما ساعدني جانب الغناء الذي يكمل القصة، لأني أجد راحتي القصوى حين أغني، ساعدني المخرج كثيراً والتمارين المكثفة التي أجريناها، وبناء الشخصية بشكل قوي حيث أديت دور الفتاة التي تشعر بالضياع بين رغبات قلبها وما تريده والدتها وهو زواجها من شخص لا تحبه.. الجميع تعاون بشكل جميل لكي تخرج المسرحية بأفضل صورة.

هل رصدت وجود جمهور واسع لا يزال يعشق المسرح ويتوجه إليه ليشاهد عملاً غنائياً قوياً؟

صحيح أن الكثير من الشباب يفضلون الأعمال الغنائية السريعة أو المسلسلات والأفلام والمسرحيات القصيرة، بسبب ما يجدونه أكثر سهولة من خلال وسائل التواصل، إلا أن الكثير من الناس  تحب المسرح الغنائي وتحتاج إلى الابتعاد قليلاً عن روتينها ومشاكلها اليومية، من خلال الانسجام في عمل مسرحي عميق وله أثر نفسي وداخلي، وقد شعرت أن الناس ولا سيما في لبنان وبعد ما مررنا به من حرب وصعوبات حياتية، بحاجة إلى عمل كوميدي وفني ينسيهم جزءاً من يومياتهم، ويجعلهم ينسجمون مع الموضوع، كما أني من خلال دوري قدمت مشاعر قوية وحزينة، فغنيت بمفردي وبكيت وشعرت بمدى تأثر الجمهور بحزني وانفعالاتي خلال التمثيل، فكل واحد منا يتماهى مع من حوله حين يؤدي شعوراً عاشه في السابق، من هنا أرى أن الفن يربطنا ويقربنا من بعضنا ويسمح لنا بعيش مشاعر الآخر التي مررنا بها في الحياة.

ما هي المعايير التي بتّ تضعينها اليوم قبل الموافقة على عمل فني جديد؟

يهمني العمل مع أشخاص محترفين وراغبين بإيصال رسائل فنية وثقافية مهمة، فهذا هدفي من العمل بالفن وأريد أن أحيط نفسي بأشخاص لديهم نفس مبادئي وقيمي، أبحث عن تقديم ما يشبهني ويحاكي طموحاتي، وأسعى لعدم القيام بأي خطوة ناقصة وذلك حتى أظل صادقة وحقيقية مع نفسي.

هل شعرت أنك تخطيت منطقة الراحة الخاصة بك ووصلت إلى التخلص من كل ما يعيق تقدمك؟

في الحقيقة فإن هذه الحالة هي موضوع أغنيتي الجديدة بعنوان “ما بتشبهني” من كلمات وألحان نبيل خوري، فأنا أتطرق فيها إلى كيفية التخلص من علاقة سامة تعيقنا وتمنعنا من معرفة كامل قدراتنا وإمكاناتنا، سواء أكانت علاقة تجمعنا بحبيب أو صديق أو قريب، فإن اتخاذ هذا القرار يتطلب قوة وإرادة وإصرار، حتى نبدأ بالسير نحو الأمام ونتخطى ما يرجعنا للخلف، نحن بحاجة دائماً لإعادة تقييم علاقاتنا ومعرفة بمن نحيط أنفسنا. صوّرت الأغنية مع المخرج رافي طنوس، وفيها رسالة قوية أتمنى أن تصل إلى الجمهور.

أخبرينا عن أسلوبك في الجمال والموضة، وهل أنت متأثرة بحقبة معينة أو صيحات محددة تكررينها على الدوام؟

أحب كثيراً حقبة الستينات والموضة التي سادت خلالها، الفساتين الأنثوية مع القفازات الطويلة، لذا ترينني أرتديها في معظم إطلالاتي، وأعتبر أنها تضفي الشياكة واللمسة العصرية في آن، كما أحب أسلوب الريترو والفينتج، وأعشق أسلوب الممثلة الراحلة أودري هيبورن فهي بالنسبة لي رمز للأناقة والأنوثة والجمال. بالنسبة للماكياج، لا أحب المبالغة أبداً ولكني أضفي لمسات جريئة ومختلفة من خلال ألوان قوية على العيون، ولا سيما في الحفلات والمهرجانات، أما في يومياتي فأعتمد على الماكياج الخفيف والناعم.

كيف تحافظين على سلامك النفسي وتتعاملين مع الشهرة والمنافسة في الوسط الفني؟

أنا إنسانة هادئة وقليلة الانفعال، آخذ الأمور بعقل ومنطق، وأفكر كثيراً قبل اتخاذ موقف أو قرار، أحب البحر وأقرأ الكثير من الكتب حول تطوير النفس كما أعشق الروايات الطويلة التي تأسرني بتفاصيلها، أمارس الرياضة والمشي في الطبيعة حين يتسنى لي ذلك، كما أعشق الموسيقى والعزف، فهي كفيلة بنقلي من حالة انفعالية مؤذية وقاسية إلى أخرى أكثر هدوءاً وتصالحاً مع الذات. أحرص على النوم لعشر ساعات يومياً ولا أدخن أبداً لكي أحافظ على صوتي، كما أنتبه لنظامي الغذائي وأقلل السهر في أيامي العادية، فأنا مدركة لأهمية هذه العادات لكي أحافظ على نفسي وأحمي صوتي.

ما هي مشاريعك في الفترة المقبلة؟ 

سأستمر في إطلاق الأغاني المنفردة في الشهور المقبلة، وذلك كي تأخذ كل أغنية حقها من الانتشار، وأحضر لعمل جديد في شهر مارس المقبل، كما أهتم بتعزيز تواجدي في مجال التمثيل، إنما أنتظر الفرصة المناسبة التي ستضيف إلى رصيدي الفني.

اقرئي المزيد: أروى السعودية: أسرق مشاعر الأغنية وأعيشها كأنها جزء من قصتي

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية