مقابلات

فاطمه الراشدي: الرفاهية توجهنا نحو العناية بالذات لتحقيق الارتقاء العاطفي والمهني

هي امرأة تعرف جيداً ما الذي تريده وتبحث عن الفرص وتجد متعة في مواجهة أي تحد لكي تصل بأفكارها النوعية إلى الآخر، إنها رائدة الأعمال الإماراتية فاطمه الراشدي التي تدير مجموعة مشاريع بارزة في مجال الجمال والموضة والعافية ونمط الحياة، فتعرفي عليها واكتشفي نصائحها لتحقيق النجاح لعلامتك التجارية.

لماذا قررت أن تخوضي ريادة الأعمال واخترت ترك الوظيفة الثابتة بكلّ ما تمثله من أمان مادي ومجتمعي للمرأة؟

أحببت ريادة الأعمال منذ سن صغيرة، وعلى الرغم من أني دخلت في المجال الوظيفي، وحققت نجاحاً كبيراً فيه، إن من حيث المنصب القوي والتقدير المادي أو الإنجازات التي قمت بها، إلا أني كنت أعرف أن ما أميل إليه هو الأعمال الحرة وتحقيق ذاتي من خلال مشاريع تستهويني ويمكن أن تصل إلى المجتمع لأنه يحتاج إليها في هذا الوقت المحدد، وهذا الأمر هو أحد أهم أركان التفوق في إدارة أي مشروع جديد، إذ يجب أن تكون الفكرة جديدة ومطلوبة وتكون الخدمات نوعيّة وغير معروفة. بدأت بإطلاق عدة مشاريع مع استمراري في الوظيفة، حتى قررت أن أخصص كل وقتي لمشروعي الجمالي، فأنا أحببت أن أكون المسؤولة في مجال إبداعي وابتكاري يعكس طموحي ورؤيتي، ويحاكي جذوري الإماراتية وخصوصيتنا كشابات خليجيات، فتعاملت مع أناس يلاقون أفكاري ويتماشون معها، وحققنا ولا زلنا نحقق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة عملائنا.

ما سبب توجهك نحو مجال الجمال تحديداً وبماذا تميزت انطلاقتك قبل سنوات؟

يعكس مجال الجمال شغفاً كبيراً داخلي، كما أنه قبل أكثر من 10 سنوات، كان وجود علامة تجارية جمالية قوية أمر مفقود في السوق الإماراتي، وأنا أردت التميّز من حيث التسويق والانتشار والفروع والتوسّع، وقد حققنا نجاحاً منذ الشهر الأول من الانطلاق لأننا عملنا بكفاءة عالية على الإحاطة بكل التفاصيل والخدمات، لم نكن نهتم فقط بالربح المادي، بل بتقديم الجودة العالية التي تلبي الحاجة للرفاهية التي تطلبها نساؤنا، وتحاكي التطور والمستقبل الذي كنا نستقرؤه، حيث التركيز على الصحة والعافية والاسترخاء الذهني والنفسي، لتحقيق الرفاه الكامل. بداية أسست علامة Blonde وبعدها Nine by blonde، حيث الفكرة مختلفة وتقترب أكثر من مفهوم السبا حيث الخدمات أكثر شمولية وتنوعاً، أردت أن أساهم في تعزيز ثقة المرأة بنفسها من خلال تأمين كل ما تحتاج إليه من مساعدة جمالية ونفسية وعناية بالذات من شعر وعناية بالبشرة وماكياج وأظافر.

هل ترصدين اليوم تغيّر مفهوم الرفاهية لتشمل اهتمام المرأة بعنايتها الشخصية وبصحتها النفسية، بشكل يوازي تركيزها على تحقيق النجاح المهني والمردود المادي العالي؟

بالتأكيد هناك تغيّر كبير لمفهوم الرفاهية، فالشابات العصريات يهتممن بالصحة النفسية والتفاصيل اليومية البسيطة التي تساعد في الارتقاء العاطفي والذهني، فتخصيص وقت للذات أساسي لاستمرار المرأة بالعطاء ونشر السعادة والثقة والراحة في محيطها، ما ينعكس إيجاباً على علاقاتها الاجتماعية وأداءها المهني. الهدف الأساسي من مشاريعنا هو تقديم خدمات جمالية حديثة، وتشجيع النساء على استكشاف خدماتنا العلاجية الأخرى التي تهدف بشكل أساسي إلى جعلها أكثر استرخاء وحباً للذات، فهي حين تكون جميلة ومشرقة ومتألقة خارجياً، ستزداد ثقتها بنفسها وستطلق العنان لكلّ طاقاتها الكامنة.

تقومين اليوم بتوجيه وإرشاد الشابات الراغبات بخوض مجال ريادة الأعمال عبر منصات شخصية ورسمية مختلفة، لماذا اخترت القيام بهذه الخطوة؟

جزء من مهمتي ومتعتي هو مساعدة النساء على إيجاد شغفهن والنجاح بمشاريعهن، فأنا أحب أن ألهم برحلة نجاحي غيري من الشابات، لذا أقدم نصائحي وتوجيهاتي لكل من يطلب مني الدعم، وأشارك في فعاليات ومنتديات ومؤتمرات رسمية وأخرى تابعة للدولة، كما أقوم بمبادرات توعوية وتثقيفية تزيد من المعارف والأدوات العملية والحلول والخطط لمواجهة التحديات وعدم الاستسلام أمام العثرات مهما بدت صعبة أو غير قابلة للتخطي، حتى تمتلك كل شابة المرونة والثقة والقدرة على الاستمرار بأفكارها وإيصالها إلى الجمهور المستهدف.

كيف ترين واقع ريادة الأعمال بين نساء الإمارات في الوقت الحالي؟

تتلقى المشاريع التجارية والريادية دعماً كبيراً من الجهات الرسمية في الإمارات، ولكني أعتقد أن الأساس هو إيمان الشابة بنفسها وبشغفها وبالخدمة أو المنتج أو العلامة التي تبتكرها، فحين يكون طموحها كبيراً ستصنع هوية خاصة ومميزة وستبدع من دون الإحساس بأي تعب أو تردد. تتطلب ريادة الأعمال صفات محددة بعضها يكون موجوداً لدى المرأة منذ طفولتها من نزعة قيادية ورغبة بالبحث والتفكير خارج الأطر المحددة، وبعضها الآخر تطوره مع الوقت ويساهم في تعزيزه نوعية العلاقات التي تعيشها ومدى الدعم والتمكين الذي تتلقاه من أهلها ومحيطها، كما تحتاج إلى أفكار واضحة ورؤية ثابتة لمستقبل علامتها، واكتساب الخبرة من كل ما يحصل معها، فتخطئ وتتعلم من أخطائها، وتكوّن فريقاً يشاركها شغفها، وتثق به وتعطيه حرية التعبير والعمل والإبداع ضمن رؤيتها الأساسية، فمهما بلغنا من علم ومعرفة، يوجد اختصاصات محددة يجب أن نسلمها لمن حولنا ممن يملكون الشهادات، فنثق بهم وبقدراتهم مع ضرورة الاستمرار بالقيادة والتوجيه عند الحاجة.

هل ترين التأثر بالصيحات سواء الجمالية أم المتعلقة بالموضة أمراً صحياً أم أنه يلغي شخصية المرأة وفرادتها وذوقها الخاص؟

الصيحات ستتغير باستمرار وسنجد بعضها يتكرر بروح جديدة، ما يعنينا منها هو اختيار ما يناسبنا ويحاكي شخصيتنا ونمط حياتنا، يمكن أن نجرّب ونغيّر ونختار إطلالات حديثة وصيحات جديدة، فهذا الأمر يعطينا بالتأكيد الشعور بالسعادة وبالانتماء للوقت الذي نعيش فيه، إنما وحين نختار يجب أن نأخذ في الاعتبار حقيقتنا وثقافتنا ونمط عيشنا، فننتقي ما يشبهنا ويناسبنا، لكي نعكس نحن شخصيتنا وثقتنا بأنفسنا على القطعة، ولا ندع غرض مادي يحدد ماهيتنا أو كيفية حكم الناس علينا. أرى عبر مواقع التواصل الكثير من المؤثرات اللواتي يقدمون نصائح مهمة ومفيدة تناسب أذواق الشابات العربيات، والبعض الآخر يمكن أن يقدم ما يتعارض مع هويتنا وخصوصيتنا، وهنا يجب أن نملك الوعي اللازم لنعرف كيف نختار وأهمية المحتوى الذي نطلع عليه فنقوم بعملية فلترة ضرورية للكم الهائل من المعلومات وحتى الصيحات التي نجدها.

المنافسة في سوق الجمال والموضة واسعة جداً، فكيف تتعاملين معها؟

أتابع كل جديد في مجال الموضة والجمال، لأرصد التغيرات الحاصلة فيه، وذلك حتى أركز أكثر على إبراز تميّز هويتنا في السوق ومعرفة ما هي الاحتياجات الحديثة، أدرس دائماً وضع مشاريعي حتى أعرف نقاط قوتنا وضعفنا وأحاول العمل على سد أي ثغرات موجودة، يهمني أن أكسب ثقة المرأة أو العميلة التي تقصدنا فتصبح جزءاً من مجتمعنا ولديها وفاء وإخلاص لعلاماتنا التجارية، لأنها تجد لدينا الخدمات والتقنيات الأكثر جودة. كما أني أسافر وأتابع كل جديد وأحضر أجدد الفعاليات العالمية والمحلية.

ما هي العادات التي تتبعينها وتخولك الحفاظ على ذهن صاف ونفسية هادئة وجسد سليم؟

أبدأ يومي بطاقة حلوة وأبتعد عن مصادر أي طاقة سلبية من أخبار ثقيلة أو محزنة، أخصص لنفسي وقت للرياضة والعناية الذاتية، وأسافر من فترة لأخرى كي أستعيد نشاطي وزخمي للعطاء والعمل الجدي.

ما هي المشاريع التي تعملين عليها في الوقت الحالي؟

أعمل على تعزيز مشروع كبير يتعلق بالأزياء وهي علامة قوية لديها إصدارات فخمة وأنيقة وملائمة للعميلات اللواتي نستهدفهن، تحمل اسم The Rare Panther، وقد سافرت وأجريت الكثير من الأبحاث قبل إطلاقها، حتى أنتج عباءات عالية الجودة، أغلبها اعتمد على العمل اليدوي، مع لمسة حديثة وخامات راقية معظمها من اليابان، كما أركز على تعزيز تجربة العافية الكاملة للزبونة فتأتي إلينا لتستمتع بوقتها وترتاح وتبتعد عن كل ما يزعجها.

اقرئي المزيد: سحر خلخليان: يحمل العمل باليدين الذكريات لذا فهو امتداد للروح وفعل راق لا يوازيه شيء

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية