خمس نجمات يتمتعن بالصوت الآسر والحضور القوي والإحساس العالي، ويخضن المجال الفني، بثقة كاملة بالذات، ورغبة بإيصال موهبة رائعة إلى الجمهور الأوسع. كل واحدة متميزة بخطها وأسلوبها وهويتها الفريدة، هنّ بطلات قصص نجاح أحياناً أتى سريعاً وفي أوقات أخرى تطلب وقت وجهد وتخطيط وإصرار واقتناص لفرص نادرة، لتكون النتيجة أغان وإنتاجات مميزة تعزز وتثري الوسط الفني العربي، وتتجه لجيل جديد من الذواقة لمختلف الأنماط الموسيقية. تعرفي على أصواتهن القوية واكتشفي مسارهن المهني الناجح في عالم الغناء.
تملك الشابة اللبنانية تيارا كل المقومات التي تجعل رؤيتها الفنية متكاملة وتبشر بمشروع نجمة، فهي صاحبة صوت جميل وموهبة كبيرة في التأليف والتلحين، كما أنها تتحلى بالجمال والجاذبية والكاريزما على المسرح، وقد أطلقت مؤخراً كليب أغنية “ويلي ويلي” جامعة فيها 3 لغات امتزجت بشكل سلس لتعكس روح شابة متميزة، تعد بالكثير مستقبلاً.
كيف بدأ حبك للموسيقى والغناء؟ ما هي الأغاني التي أشعلت رغبتك وشغفك بدخول هذا المجال؟
اعتدت مشاهدة قناة ديزني في طفولتي وتأثرت بالأغاني التي كنت أسمعها وأحببتها كثيراً، فكنت أغني على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إلى جانب العزف على البيانو والرقص. حضرتُ حفلًا لكاتي بيري في صغري، واختارتني من بين الجمهور لأصعد على المسرح، وأشعل الشعور الذي أحسست به على المسرح حماسًا كبيراص داخلي، حينها عرفتُ أن هذا ما أريد فعله مستقبلاً. كانت كريستينا أغيليرا مصدر إلهام لي في طفولتي، فصوتها وحضورها رائع. كنتُ أشاهد فيلمها مع شير “بورليسك” وأؤدي الأغاني في غرفتي.
ما هي المراحل التي تمرين بها لدى الاستعداد لإطلاق عمل فني جديد؟
عندما أبدأ مشروعًا جديدًا، تكون الانطلاقة دائمًا من إيقاع أو فكرة. بمجرد أن أشعر بالإيقاع، أبدأ بغناء أو تمتمة لحن على هذا الإيقاع. حينها تبدأ أحاسيسي بالتحرك وأبتكر خيارات موسيقية متنوعة، ثم أبني الأغنية على الخيار الذي أراه أمثل لها بشكلها النهائي. بعد الاستقرار على اللحن، أكتب كلمات الأغنية. استفدت من نصيحة حصلت عليها مؤخراً من فنانة موهوبة بأن أتخيل شخص أحبه أمامي أثناء الغناء، وقد وجدتُ ذلك جميلًا جدًا. الآن، كلما ألّفتُ موسيقى، أفعل ذلك وأنا أتخيل شخصًا أحبه فتكون النتيجة أكثر صدقاً ومليئة بالأحاسيس الحقيقية والتي تجد طريقها بشكل أسرع للمستع.
أخبرينا عن عملك الجديد “ويلي ويلي”، وهي أغنية شبابية تمزجين فيها بين اللغة العربية والإنكليزية والفرنسية بأسلوب متناغم ومتسق. هل وجدتَ صعوبة في تنسيق كلمات تخدم المعنى الكامل للأغنية؟ وهل سنراك تعتمدين على هذا النهج في تعدد اللهجات في أعمالك المستقبلية؟
أخطط لاعتماد هذا النهج بشكل أكبر في المستقبل، فالموسيقى برأيي هي لغة عالمية، ويمكن أن نصل بها إلى كل الناس، بالتالي من الجميل أن نتواصل معهم بلغتهم. أشعر بالراحة في اللغات الثلاث، لذا يخرج أدائي بسلاسة تامة. عدتُ مؤخرًا من رحلة إلى القاهرة، وكل ما فعلته هو استكشاف المزيد عن الأغاني التي يمكن أن تقدم بلغات متنوعة، وكيف يمكنني دفع نفسي لتجسيد ذلك من خلال المزيد من الأعمال الموسيقية والفنية في المستقبل.
ظهرت موهبتك التمثيلية بوضوح في الفيديو كليب، حيث كان أداؤك طبيعيًا ومؤثرًا وقويًا. كيف استعددتَ للتصوير؟ هل سنراك في مجال التمثيل مستقبلًا؟
أنا أعشق التمثيل، وأرغب بشدة في دخوله مستقبلًا. أما بالنسبة لفيديو كليب أغنية “ويلي”، فلم أحضّر له، أردت فقط أن أكون على سجيتي، وكان فريق العمل مرحًا للغاية، مما جعلني مرتاحة، فعشت الحالات المطلوبة بسلاسة لأعكس معاني الأغنية، وليكون الكليب إضافة مميزة لها ولكلّ ما يتم تقديمه على الساحة اليوم.

كيف تعكس أصولك اللبنانية ونشأتك في الإمارات شخصيتك الفنية التي تحمل تنوعاً ثقافياً وغنى وثراء يتجلى في الأفكار التي تقدمينها والفن الذي تصنعينه؟
ساعدني اطلاعي على جميع أنواع الموسيقى، والتباين بين الكلاسيكيات العربية وموسيقى الآر أند بي البوب الحديثة في تنوّع ذوقي ما انعكس على اختياراتي الموسيقية. نشأتُ على حضور العديد من الحفلات في دبي وأبو ظبي، بما في ذلك حفلات فنانيّ المفضلين، مثل لانا ديل راي وذا ويكند، وبنيت ثقافتي الخاصة التي أثّرت على افكاري وطريقتي في الغناء وتقديم الموسيقى.
في كلماتك وأغانيك، تُصوّرين روح ومشاعر فتاة عربية، ولكن بأسلوب فني جديد؟ لماذا اخترتِ عدم اتباع الأسلوب السائد؟
في الواقع، لم أكشف عن أسلوبي الكامل، فهذه مجرد البداية. لديّ الكثير لأكتشفه وأقدمه من خلال الاستفادة من جميع الأنواع الموسيقية التي أستمع إليها، وتقديمها بطريقتي الخاصة وبشكل يعكس شخصيتي وأفكاري وفرادتي، كما ويبين صوتي بأفضل طريقة.
صفي لنا مشاعركِ أثناء الغناء على المسرح؟
أشعر بالخوف والتوتر قليلاً بسبب رهبة الوقوف على المسرح وتقديم أداء يرضي الجمهور الذي جاء ليستمع لي، كما أحس بالسعادة الغامرة وبأني في مكاني المفضل، حيث يمكن أن أبدع غناء ورقصاً وتفاعلاً، ويملؤني الحماس حين أرصد تفاعل الناس مع الأغاني التي أقدمها.
كيف تختارين الأجواء والأفكار التي تُقدمينها في أغانيكِ؟ هل يجب أن تكوني قد مررتِ بالموقف، أم يُمكنكِ التعبير عنه بعاطفةٍ كبيرة لمجرد تخيّل الحالة؟
أغنياتي كلها عبارة تجارب شخصية، لكني أقدمها مع جرعة أكبر من المشاعر. في هذه الأغنية تحديدًا أي “ويلي ويلي”، شعرت برضا تام عما قدمته لأني تمكنتُ من تحديد المشاعر التي أردتُ التعبير عنها.
ما هي المواضيع التي ترغبين في تناولها ومناقشتها في أغانيكِ المستقبلية؟
أريد أن أتطرق إلى أهمية الصحة النفسية، والصدمات، كما أرغب باستعراض طرؤقة فهمي للحياة، والألم، والتقدم الروحي مع استعراض المعرفة التي اكتسبتها. في سنوات حياتي ومشاركتها مع الجمهور.
ما هي التحديات الخفية وراء العمل في مجال الغناء؟
هناك الكثير من التحديات، في البداية كان العثور على الفريق المناسب والأشخاص الذين أشعر معهم بالسلام تحدياً كبيراً، لأني بحثت عمن يُلهموني ويشاركوني نفس الرؤية، وأحمد الله أني اليوم أستمتع بوجودهم حولي. الآن، يتعلق الأمر بالحفاظ على اتساق رؤيتي، والتنظيم، والوفاء لنفسي. كل مشروع جديد أعمل عليه يكون مليئاً بالتفاصيل، ومن المهم التأكد من عرض رؤيتي بشكل صحيح من خلاله.
يلعب جمهور وسائل التواصل الاجتماعي الآن دورًا رئيسيًا في تقييم التجارب الفنية. هل تراقبين ردود فعل متابعيك على أعمالك؟ كيف تتعاملين مع التعليقات؟
أنا فخورة جدًا بالمتابعين الذين يشكلون مصدر دعم لي في رحلتي الموسيقية. بصراحة، وجدتُ دعم رائع من حولي حين قررت دخول مجال الفن واحترافه، ويسعدني جدًا أن أرى هذا الدعم ينتقل إلى العالم الرقمي أيضًا.
كيف ترين تفاعل الجمهور العربي مع أغانيك والمواقف التي تُقدمينها من خلال اختياراتك الموسيقية وكلماتك؟ هل تلاحظين تغيرًا في أذواق الجمهور في انتقاء الموسيقى والأغاني التي يستمعون إليها؟
يوجد تنوّع كبير في الأذواق، ولهذا أخطط لتقديم أنواع فنية مختلفة في المستقبل، فأنا شخصيًا أتمتع بذوق موسيقي واسع، اكتسبته من خلال نشأتي في بيئة متعددة الثقافات. آمل أن يتفاعل جمهوري العربي مع ذلك أيضًا. سأقدم المزيد من المشاعر والمزيد من المقطوعات التي تعكس شخصيتي. الأغنيتان اللتان أصدرتهما حاليًا موجهتان لجمهور أوسع، وليستا مخصصتين لفئة محددة، وأتطلع إلى تطوير أغاني تعبر عن شخصيتي أكثر.
هل هناك مواضيع اجتماعية محددة ترغبين في تسليط الضوء عليها من خلال أغانيكِ المستقبلية (الخيانة، الانفصال، البعد عن العائلة، التعرض للتنمر).
نعم، بالطبع، أنوي التطرق إلى هيكل الأسرة والانفصال الذي قد تشعرين به مع وجود عائلتكِ في أماكن مختلفة، والعلاقات العاطفية، والرابطة القوية التي تربطني بوالدتي. أُقيّم حياتي وطريقة إدراكي لها بناءً على ما تغلبت عليه، وأتطلع إلى عرضها والتواصل مع جمهوري بشكل شخصي أكثر من خلالها.
أخبرينا عن أسلوبكِ في الموضة. ماذا تقولين للشابات المعجبات باختياراتكِ حول كيفية انتقاء ما يناسبهن ويُبرز جمالهن من دون مبالغة؟
أسلوبي وملابسي أنثوية للغاية، بقصات واضحة تبيّن معالم جمالي، بألوان فاتحة كالأبيض والأزرق. أستمتع حقًا بارتداء الألوان، وأهدف أن تكون إطلالاتي جذابة ومحتشمة، وأرتدي ما يُريحني في الوقت الحالي. سواءً كان ذلك بنطالًا رياضيًا فضفاضًا أو طقمًا أنيقًا، في مظهري، أحرص على إظهار احترامي لذاتي مع مراعاة مشاعر الجمهور. أود أن أنصح النساء الشابات بارتداء ما يشعرن بالراحة فيه بناءً على كيفية تفاعل طاقتهن مع ملابسهن والبقاء على طبيعتهن لأنها ما يميزهن في الحقيقة.
اقرئي المزيد: فايا يونان: هويتي تتجلى في تقديم فن هادف لا يشبه ما سبقه
















