مقابلات

أجواء الجودي: أتطلع للتميّز في التقديم وأشجع على تقبل الاختلاف بكل أنواعه

منذ سن الرابعة عشر وتحديداً حين كانت في المرحلة المتوسطة عرفت أجواء الجودي أنها ستكون مذيعة وستلمع في مجال الإعلام، كان شغفاً حقيقياً وصادقاً ولكنها لم تخبر به أحداً لأنه بدا لها كالحلم المستحيل في المملكة وقبل سنوات من اليوم حيث كان هذا المجال صعباً بالنسبة للفتيات.

لم تكن هناك جامعات في السعودية تدرّس هذا المجال ولكنها حافظت على الحلم وسعت إلى تحقيقه، وحين تخرجت من المدرسة حالفها الحظ أن تجد اختصاص الصحافة قد بات متاحاً للفتيات في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، فسارعت إلى التقديم وأخبرت والديها برغبتها فحصلت على الدعم المنشود منهما، لتدرس وتنهي التخصص وتتجه إلى الولايات المتحدة لتتعمق أكثر في المجال، حيث حصلت على ماجستير في الصحافة من لوس أنجلوس وعملت لفترة هناك، لتعود بعدها إلى بلدها فتكمل في طريقها حيث عملت في العديد من المؤسسات الإعلامية وهي اليوم تقدم برنامجاً تلفزيونياً هو بوليفارد المواهب على قناة MBC. مع شابة موهوبة ومفعمة بالحياة والموهبة والكاريزما، تحدثنا لنغوص في شخصية جميلة وساحرة ونتعرف على نظرتها عن الحياة والطموح وغيرها من المواضيع اللافتة.

الضحكة والغمازتين والشعر المموج الثائر، ممن ورثت هذه الملامح الجذابة، وإلى أي مدى ساهمت إطلالتك القريبة من القلب في وصولك السريع إلى قلوب الجماهير؟

بالرغم من أني لا أشبه أمي أو أبي بشكل مباشر ولكني أعتقد أني ورثت جاذبية وجمال والدتي إنما بشكل مختلف عنها، وأعتقد أن تقبلي لشكلي الطبيعي وحبي لملامحي بشعري المجعد الطويل ولوني الأسمر من دون أي عمليات تجميل، وعدم الرغبة بالتشبه بأحد غيري أو بأي فنانة أو مذيعة معروفة، هو ما جذب الجمهور إليّ فأنا أحب كل تفصيل في شكلي وأرى أن اختلافي هو ما يميزني ويترك أثره أيضاً على شخصيتي بعفويتي وقربي ممن حولي..

تبدين وكأنك الأخت الصغيرة أو الصديقة أو ببساطة ابنة كل بيت عربي، فأنت بعيدة كل البعد عن التكلف، هل تحبين أن يراك الناس بهذه الصورة التي لا نراها كثيرا في الوجوه الإعلامية الشابة عربيا؟

أنا فعلاً بنت بسيطة ولا أحب التكلف أو التصنع أو التمثيل، أشعر بعدم الراحة حين أقوم بشيء لا يشبهني، لذلك أظهر كما أنا على طبيعتي، وأعتقد أن صدقي هذا وصل إلى الناس وقرّبني منهم، وأعرف جيداً أني سأظل هكذا ولن أتغير، فأنا أقوم بما أحب القيام به وما يسعدني وينقل إحساسي بالراحة والسعادة للجمهور الذي يتابعني، وهذا واحد من أهدافي من العمل في مجال الإعلام.

من هم ملهموك من المقدمين العرب وكيف تصفين أسلوبك في التقديم؟

يلهمني الكثير من المقدمين والمقدمات من السعودية والعالم العربي وكذلك الغربي، ولكني أفضل عدم ذكر أسماء لأني أتابع الوسط الإعلامي بشكل دائم، وأستفيد من خبرة من سبقوني فآخذ منهم صفات وسمات أحبها وأشعر أنها ستطورني وتخدم مسيرتي المهنية. أنا فخورة بأسماء عربية كثيرة برزت في مجال التقديم لأنها اجتهدت وسعت للتميز والاختلاف، وأنا بدوري أتمنى أن تكون لي بصمة تميزني وأسعى مع كل ظهور لي أن أطور من تقنياتي وأحسن من ذاتي وأضاعف ثقافتي ومعرفتي وأدواتي.

أما عن أسلوبي في التقديم فأحب البساطة مع اعتماد لغة واضحة ومفهومة من الجميع وتشبهني، كما أحرص على السلاسة واعتماد التعابير القريبة من الناس، كما يهمني أن يكون صوتي جهورياً وقوياً وعميقاً، لكي يترك أثراً في نفس من يسمعه، وتصل المعلومة وترسخ ويكون لها وقع على من يتلقاها.

حدثيني عن تجربتك في بوليفارد المواهب: كيف تم اختيارك وكيف استعديت للأمر وكيف تحرصين على التجديد في تقديمه؟

في الحقيقة فإن تجربتي في برنامج "بوليفارد المواهب" من أفضل وأجمل التجارب في حياتي العملية حتى اليوم، فأنا أتواجد في قناة مهمة وكبيرة مثل MBC والتي تعد الأقوى عربياً ولها جمهور يتابعها ويستمتع بمحتواها، كما أني أشارك في تجربة فريدة لم نعهدها سابقاً على أرض المملكة، فأنا ضمن مجموعة كبيرة من المواهب العربية حيث نصوّر في الرياض وليس في أية مدينة عربية أخرى، وبالتالي فإنها تجربة جديدة على السعودية، لذلك يشرفني أن أكون شابة سعودية تقدم برنامج مواهب للعالم العربي من وسط عاصمة السعودية: الرياض. كما أن العمل مع فريق عمل كبير ومحترف ومهني بدرجة كبيرة، مع تقنيين ومختصين معتادون على إعداد وإنتاج البرامج الترفيهية الضخمة، يسعدني كثيراً فأشعر أني أتعلم منهم كل يوم وأزداد خبرة في مجال العمل التلفزيوني.

أما عن كيفية اختياري فقد تم التواصل معي من قبل إدارة البرنامج فأتيت وقمت بالتجربة وحصلت على العمل، ولكني أحمد الله على حصولي على هذه الفرصة لأن البرنامج يشبهني ويعبر عن شخصيتي كثيراً وأتمنى الاستمرار بتقديم هذا النوع من البرامج.

أزيائك ومكياجك لافتين، فأنت تميلين نحو البساطة الراقية، من يساعدك في إطلالاتك؟

أميل للبساطة في كل نواحي حياتي ولا أحب التعقيد، ولكن طبيعة البرنامج هي أن أقدم حفلا مباشراً بشكل أسبوعي، ولذلك أسعى إلى التنويع وتغيير أسلوبي بعض الشيء، وذلك لكي أكتشف نفسي في إطلالات جديدة، فلا يمل الجمهور وأحافظ على صورة مميزة في نظره. أحاول أن أجدد بعض الشيء مع المحافظة على معايير محددة وهي أن تكون الأزياء راقية مع لمسة كاجوال، ويساعدني فريق عمل كبير من المملكة أثق بهم كثيراً وبذوقهم حيث نتعاون معاً لكي يكون ظهوري مختلفاً مع لمسة تجديد في كل مرة.

هل واجهت رهبة من الاضواء وكيف تتعاملين مع الأخطاء على الهواء أو في أي تغطية؟

واجهت رهبة كبيرة خلال الحفل المباشر الأول ولكني وخلال مسيرتي المهنية تعلمت كيف أسيطر على مشاعري ولا سيما الخوف فأخفيه ولا أسمح له بالسيطرة عليّ، بل على العكس أتحكم به قدر الإمكان. صحيح أني أبدو مرتاحة وطبيعية ولكن بداخلي أكون متوترة وأحياناً خائفة.. إنها مشاعر طبيعية بشرط أن لا أسمح لها أن تعيقني أو تؤثر على تقديمي.

بالنسبة للأخطاء، فقد عملت سابقاً كمراسلة في قناة إخبارية، وكان الخطأ بالنسبة لي غير مقبول إذ يجب أن أقدم معلومات صحيحة ودقيقة ولا تقبل أي إخفاق، لذلك اعتدت على الدقة. اليوم في برنامجي الحالي وبحكم أن مدته ساعة ونصف على الهواء، فمن الطبيعي حصول بعض الأخطاء ولكنها تبدو طبيعية وعفوية ولا تؤثر على سياق الحلقة، فالبرنامج ترفيهي وفيه تفاعل مباشر مع المشتركين، ومن الوارد حصول أخطاء لذلك لا أقسو على نفسي بل أعتبره أمراً عادياً ويكسر قليلاً من الجمود ويذكرنا أننا كلنا في النهاية بشر وبالتالي نحن معرضون للخطأ.

متى اكتشفت أنك تملكين الكاريزما وكيف تسعين لتطوير ذاتك كي تحافظي على حب الناس؟

منذ سنوات مراهقتي عرفت أني سأكون مقدمة برامج وسعيت بكل قوتي لكي أحقق ما أرغب به وعملت بجهد كبير لكي أصل، فالعمل في المجال التلفزيوني ليس سهلاً كما قد يبدو للبعض، بل يتطلب الكثير من المجهود بداية تقوية اللغة والعمل على إتقان مخارج الحروف واختيار نوع الصوت المناسب والطبقة الأفضل والتعامل مع المسرح والتفاعل مع الجمهور، حين تمكنت من هذه الأمور بات عليّ فقط أن أصل بموهبتي إلى الناس وأجعلهم يعجبون بشخصيتي وبما يميزني، وقد سار الأمر حتى يومي هذا على ما يرام وأتمنى أن تظل علاقتي قوية بجمهوري وأستمر بتقديم ما يرضيه ويرضيني. أنا مؤمنة أن محبة الناس تأتي من الله سبحانه وتعالى، وأتمنى أن تدوم هذه النعمة، أما عن دوري لكي أحافظ على النجاح وأضاعفه، فهو أن أعمل وأستمر في السعي لكي أتطور، ففي هذا المجال لا يمكن التوقف عن التعلم، لأن تطوير الذات يحصل بشكل يومي، لذا أحاول معرفة أخطائي ومكامن ضعفي لكي أصير أكثر قوة وتمكناً.

ما هي البصمة التي تسعين لتركها من خلال عملك الإعلامي؟

أشجع على قبول الاختلاف بكل أشكاله والترحيب به، أنا أسعى أن أكون مختلفة وأحب اختلافي، بشعري المموج والثائر كما قلت سابقاً وملامحي الطبيعية وبشرتي السمراء، ولهذا السبب وصلت إلى قلوب الناس. أقول لكل شابة: لا تخجلي إن كنت مختلفة بل ثقي بها وآمني بنفسك وستصلين إلى مسعاك وتصلي بصوتك إلى الناس. لدى نشأتي كرهت أن أكون مختلفة، فأنا تربيت بين 4 شقيقات وكنت الوحيدة ذات الشعر المجعد والبشرة الداكنة، ولم أكن سعيدة أبداً باختلافي ولكن مع الوقت والنضوج، صرت أحب نفسي وممتنة لاختلافي لأنه بشكل أو بآخر كان له الدور بجعلي أكون الشابة الواثقة والقوية والجريئة والمقدامة التي أنا عليها اليوم.

هل دعم أهلك ومحيطك الاجتماعي رغبتك في التوجه نحو الاعلام والتقديم، ولمن توجهين كلمة شكر على الدعم لكي تصيري الشابة الناجحة والواثقة بنفسها والمثقفة التي انتي عليها اليوم؟

لطالما دعمني والداي وشجعاني على القيام بما أرغب به مع العلم أنهما ينتميان إلى عائلة محافظة، ولكنهما عرفا دائماً أني سأكون على قدر الثقة وسأجعلهما فخوران بي، كما أن أختي الصغيرة وقفت بقربي كثيراً وساعدتني. ببساطة أسرتي هي مصدر قوتي وأنا أعتز كثيراً بحبهم ووجودهم إلى جانبي في كل خطواتي الحياتية والمهنية.

حب الناس مسؤولية كبيرة فهل أعجبتك الشهرة وهل تشعرين انها يمكن ان تحد من حريتك؟

لم أعتد بعد على الشهرة، فأنا ما زلت أذهب إلى السوبر ماركت لأشتري احتياجاتي بملابس بسيطة جداً وأقصد مركز التجميل من دون ماكياج لأصفف شعري أو أحصل على علاج للبشرة، لأتفاجأ أن الناس باتوا يعرفونني ويتقدمون مني لالتقاط الصور أو للتحدث معي. أحب كثيراً هذا الجزء الجديد من حياتي وممتنة لما يحصل، مع أني لا أصدق أحياناً أني بت مشهورة ولديّ معجبات. من جهة ثانية، لا أعتقد أبداً أن الشهرة تحد من حريتي، فأنا ما زلت أحافظ على نشاطاتي السابقة ولم أتغير مطلقاً، بل بت أكثر انفتاحاً على الناس وتقبلاً لما أتلقاه منهم من آراء وتعليقات.

ما رأيك بالانفتاح الحاصل في المملكة ولا سيما اننا راينا منذ ايام مهرجانا سينمائيا على ارضها وقد حضرته وكنت من المميزات على سجادته الحمراء؟

التغيير في المملكة لم يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو نتيجة سنوات من العمل والسعي، وأنا سعيدة جداً بتمكين المرأة وبالنجاحات التي تحققها في العديد من المجالات، وأقول أن ما يميزنا هو سعينا للانفتاح ومواكبة التطور من جهة، ومحافظتنا على هويتنا وجذورنا، وأنا واحدة من شابات كثيرات يحافظن على العادات والأصول.

ما هي اهم إنجازاتك في العام الفائت وما هي خططك للعام الحالي 2022؟

حققت الكثير من النضوج على المستوى الشخصي، قرأت كثيراً وغصت في داخلي لأكتشف خبايا شخصيتي وأطور ذاتي، وما زلت مستمرة في هذه الرحلة التي تفيدني وتسمح لي أن أكون أكثر راحة ونجاحاً. كما أني حققت الكثير على المسوى المهني وفخورة بأني أنجح في تقديم برنامج تلفزيوني يلقى الانتشار والمتابعة في السعودية والعالم العربي.

ما الذي عناه لك التواجد في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي أقيم مؤخراً في المملكة؟

أنا مهتمة كثيراً بالمجال السينمائي وقد عملت به وحضرت العديد من المهرجانات العالمية في الكثير من الدول، لذلك شعرت بسعادة غامرة تفوق الخيال لأني تمكنت من حضور مهرجان سينمائي عالمي في بلدي وتحديداً في جدة. كان بمثابة الحلم الذي رأيته يتحول حقيقة أمامي، فأنا على السجادة الحمراء مع أهم الشخصيات السينمائية من عالمنا العربي، نتابع فعاليات تقام على درجة عالية من الحرفية، لنبني للمملكة اسماً لامعاً في مجال فني مهم.

انت شابة اتبعت حلمها واستطاعت الوصول، فما هو السر وهل من رسالة لشابات كثيرات يعتبرون أنك قدوة؟

أقول لها: آمني بحلمك بشكل كبير ولا تتراجعي قيد أنملة بل حافظي على الإيمان والقناعة أنه سيحصل. خططي واسعي ولا تيأسي أو تتراجعي، بل ركزي على غايتك وآمني بها وثقي بنفسك واجعلي ما ترغبين به قريب منك فاشعري أنك ترينه أمامك وعيشي إحساس حصوله، وسيتحقق لك ما بشكل يشبه السحر.

تمكنت المرأة السعودية من تحقيق نجاحات في مجالات شتى، فاين تجدين انها تميزت وما هي المجالات التي تحتاج فيها للمزيد من التمكين؟

نجحت المرأة السعودية في تخطي كل الصعوبات وتحقيق النجاح في شتى المجالات، فهي برزت في المجال الرياضي والعلمي والطبي والترفيهي والإعلامي وغيرها من المجالات، والقائمة تزيد ساعة بعد الساعة، حتى أنها نجحت في المجال السياسي وهنا أذكر الأميرة ريما بنت بندر التي تمكنت أن تكون أول سفيرة سعودية في الولايات المتحدة الأميركية. حققنا الكثير ولدينا الأكثر والأيام الآتية ستشهد نجاحات بنات بلدي المتتالية. 

العلامات: أجواء الجودي

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية