في عالم الأضواء والشهرة، عادةً ما يُسلّط الضوء على النجوم أنفسهم، بينما تبقى الشخصيات المؤثرة خلف الكواليس، رغم دورها الكبير في صناعة من نراهم على الشاشات. ومن بين هذه الشخصيات، تبرز والدة كريم عبد العزيز، المرأة التي لعبت دورًا محوريًا في حياة نجم من أبرز وجوه السينما المصرية في العقدين الأخيرين.
زوجة وأم قديرة
كثيرون يعرفون أن والد كريم عبد العزيز هو النجم الراحل محمود عبد العزيز، أحد أعمدة التمثيل في مصر والعالم العربي، لكن قليلين فقط يعرفون عن والدته، التي شكلت مع والده ثنائيًا أسريًا له تأثير عميق في تربية وصقل شخصية كريم. ورغم أنها لم تكن تحت الأضواء، فإن والدة كريم عبد العزيز كانت حاضرة دائمًا في تفاصيل حياة ابنها، بتربيتها، وقيمها، ودعمها المتواصل.
لمحة عن حياة كريم عبد العزيز
ولد كريم عبد العزيز في عام 1975، في بيت فني بامتياز. والده نجم سينمائي، لكنه كان أيضًا إنسانًا بسيطًا وحنونًا في بيته، أما والدته فكانت العنصر الأهدأ والأكثر تأثيرًا في حياته النفسية والوجدانية. وقد صرح كريم في أكثر من لقاء إعلامي بأن والدته كانت بمثابة “الضهر الحقيقي”، مشيرًا إلى أنها كانت دائمًا منبعًا للحنان والاتزان.
بعيداً عن الإعلام
ورغم أن الإعلام نادرًا ما تطرق إلى والدة كريم عبد العزيز، إلا أن المقربين من الأسرة يعرفون جيدًا أنها كانت صاحبة شخصية قوية ومتزنة، وحرصت منذ الصغر على أن تزرع في ابنها القيم التي ساعدته لاحقًا على النجاح، مثل الالتزام، والتواضع، واحترام الآخرين. ولم يكن ذلك سهلًا في ظل حياة الشهرة التي كان يعيشها زوجها، ثم لاحقًا ابنها.
اكثر شخص أثّر بكريم عبد العزيز
في إحدى الحوارات التي أجريت مع كريم عبد العزيز، سُئل عن أكثر شخص أثر فيه في حياته، فأجاب بدون تردد: “أمي”. وأردف قائلاً: “كل اللي وصلت له، بعد ربنا، الفضل فيه يرجع لأمي. هي اللي كانت دايمًا واقفة جنبي، وبتدعمني، وبتحبني من غير أي مصلحة أو حسابات”. هذه الكلمات تكشف عن مدى عمق العلاقة بين كريم ووالدة كريم عبد العزيز، وتوضح كيف لعبت دورًا رئيسيًا في نجاحه واستقراره النفسي.
الدور التربوي للأم
كما أن الدور التربوي الذي قامت به والدة كريم كان محوريًا في بناء شخصية ابنها. فقد عاش كريم طفولة هادئة، رغم أن والده كان نجمًا يملأ الدنيا صخبًا. هذا الهدوء والاتزان لم يأتِ من فراغ، بل من بيئة أسرية متماسكة كانت فيها الأم عمود البيت ومصدر الراحة النفسية. وربما لهذا السبب، يُعرف كريم في الوسط الفني بأنه شخص هادئ، مهذب، ومحبوب من الجميع.
الدور الثقافي التي لعبته
من الجدير بالذكر أن والدة كريم عبد العزيز لم تكن فقط أمًا تقليدية، بل كانت أيضًا مثقفة، تحب القراءة، وتتابع الفن، ولها ذوق خاص في تقييم الأعمال الفنية. وقد ورث كريم عنها هذا الذوق الرفيع، فظهر في اختياراته لأدواره التي توازن دائمًا بين الجماهيرية والجودة الفنية.
الدور العاطفي لوالدته
ورغم أن الأمهات غالبًا ما يخفين قلقهن على أبنائهن، فإن كريم صرح أكثر من مرة أن والدته كانت تبكي كلما دخل مشروعًا جديدًا، خوفًا عليه من الضغط أو الفشل، لكنها كانت دائمًا تشجعه وتثق في موهبته. ومثل كل الأمهات، كانت تسعد بنجاحه أكثر منه، وتحزن إن تلقى نقدًا قاسيًا. هذا الرابط العاطفي بين كريم ووالدة كريم عبد العزيز يظهر بوضوح في نبرة صوته حين يتحدث عنها، ويدل على مدى الامتنان الذي يشعر به تجاهها.
الدور المعنوي والأمومة الحنونة
وعندما مر كريم بأزمات صحية في حياته، كانت والدته أول من شعر بالقلق ورافقه في محنته. فقد نقل بعض أصدقائه المقربين أنه حين تعرّض لأزمة صحية مفاجئة، لم تغادر والدته المستشفى يومًا، وبقيت إلى جانبه بكل قوة، رافضة أي محاولة لإبعادها عنه. هذه اللحظات الصعبة كانت كاشفة لحقيقة واحدة لا تتغير: الأم تظل دائمًا الحصن الأخير.
الأم السند
اليوم، ورغم أن كريم عبد العزيز أصبح نجمًا من العيار الثقيل، بأعمال سينمائية ناجحة وجماهيرية طاغية، إلا أنه لم ينسَ جذوره، ويعود دائمًا إلى بيته الأول، حيث أمه تنتظره بدعائها ونصائحها. ويؤكد كريم أن سر استمراره في النجاح هو أنه دائمًا يعود للإنسانة التي علّمته كيف يبقى ثابتًا وسط تقلبات الحياة – والدة كريم عبد العزيز.
ومع غياب الأب برحيله عام 2016، أصبحت الأم هي نقطة الاتزان الوحيدة في حياته. وقد صرح كريم في أكثر من مناسبة أنه لا يمكن أن يتخذ قرارًا مصيريًا دون استشارة والدته، وأنه يعتبر رضاها أهم من أي شهرة أو نجاح.
قد لا نراها في الصور، ولا تطاردها الكاميرات، لكنها كانت، ولا تزال، حاضرة في كل لحظة من حياة ابنها النجم. والدة كريم عبد العزيز ليست مجرد أم عادية، بل شخصية مؤثرة بعمق، تركت بصمتها في شخصية أحد أهم نجوم جيله، وبدون ضجيج أو أضواء، ساهمت في بناء نجم يتحدث الجميع عن موهبته، بينما يخصّ هو النجاح كله لامرأة واحدة… أمه.
إقرئي أيضاً: والد كريم عبد العزيز… أسطورة من ذهب في السينما المصرية
