أخبار

مريم الغامدي زمان… أول صوت نسائي كسَر الصمت في الإعلام السعودي!

مريم الغامدي زمان... أول صوت نسائي كسَر الصمت في الإعلام السعودي!
نوفمبر 5, 2025
إعداد: منال أيوب

عندما يُذكر تاريخ الدراما والإعلام في السعودية، لا يمكن أن نغفل عن مريم الغامدي زمان، تلك السيدة التي كانت وما زالت واحدة من أعمدة الفن النسائي في الخليج. إنها المرأة التي تحدّت القيود الاجتماعية في وقتٍ كانت فيه المشاركة النسائية محدودة جدًا، وفتحت الأبواب أمام جيل كامل من النساء اللواتي أردن أن يرفعن صوتهن ويُعبّرن عن موهبتهن.
في ستينيات القرن الماضي، حين كانت المملكة تخطو أولى خطواتها في مجال الإعلام، ظهرت مريم الغامدي زمان كمذيعة في الإذاعة السعودية. كان صوتها يحمل ثقة نادرة ودفئًا خاصًا، لتصبح من أوائل السعوديات اللواتي دخلن هذا المجال باحتراف وشجاعة.

مرأة تحدت القيود الاجتماعية

خطواتها الأولى نحو الفن والتمثيل


من الصعب أن نتصور المشهد الفني السعودي دون أن نتوقف عند تجربة مريم الغامدي زمان، فهي من أوائل النساء اللواتي صعدن إلى خشبة المسرح السعودي، وقدّمن أعمالًا درامية جريئة بالنسبة لزمنها. لم تكن الشهرة حينها سهلة، ولم يكن الظهور مقبولًا اجتماعيًا بالنسبة للمرأة، لكنها آمنت أن الفن رسالة، وأن الصوت النسائي يجب أن يُسمع بوضوح واعتزاز.
قدّمت مريم الغامدي العديد من الأدوار المسرحية والتلفزيونية التي أرّخت للواقع الاجتماعي في السعودية، وجسّدت شخصيات المرأة القوية، المعلمة، الأم، والمثقفة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به بين اللواتي أردن دخول المجال الفني لاحقًا.

صورة لمريم الغامدي زمان

مريم الغامدي زمان والإذاعة السعودية


لا يمكن الحديث عن مريم الغامدي زمان دون التوقف عند مسيرتها الإذاعية، التي كانت البوابة التي انطلقت منها نحو النجومية. بصوتها المميز وثقافتها العالية، قدّمت برامج توعوية وثقافية تركت بصمة في ذاكرة المستمعين. كانت الإذاعة في تلك الحقبة وسيلة الاتصال الأهم، وكانت مريم من أوائل الأصوات النسائية التي شكّلت علاقة ثقة مع الجمهور.
لقد مثّلت الإذاعة لمريم الغامدي مدرسة حقيقية في التواصل والإلقاء والانضباط، وهي الصفات التي رافقتها لاحقًا في مسيرتها الفنية الطويلة. كثيرون من جيلها ما زالوا يتذكرون نبرة صوتها التي كانت تبعث الأمل والتفاؤل في كل صباح.

إقرئي أيضاً: لبنى العليان… أول رئيسة بنك في السعودية

ريادة مريم الغامدي زمان في الإعلام والفن


تُعدّ مريم الغامدي زمان من الأسماء التي أثبتت أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق التميز رغم التحديات. كانت شجاعتها في الظهور الإعلامي تمهيدًا للطريق أمام العديد من النساء اللواتي التحقن فيما بعد بالإذاعة والتلفزيون.
بفضلها وبفضل نساء من جيلها، بدأت المرأة السعودية تُقدَّم كعنصر فاعل في المجتمع، لا كمتفرجة فقط. لقد فتحت الباب لمرحلة جديدة من الوعي، حيث أصبحت الموهبة معيارًا للنجاح، لا النوع الاجتماعي.

المرأة التي دخلت الاعلام السعودي بجرأة

تطورها الفني واستمراريتها


ما يميز مريم الغامدي زمان عن كثير من زميلاتها هو استمرارها في العطاء حتى اليوم. فبين جيلين كاملين، بقيت قادرة على التكيف مع التغيرات الكبيرة في عالم الدراما والإعلام. من الأبيض والأسود إلى الشاشة الحديثة عالية الجودة، ظلت حاضرة بعفويتها وصدقها وحنكتها الفنية.
كما شاركت في عدد كبير من الأعمال السعودية والخليجية التي ناقشت قضايا المرأة والأسرة، مؤكدة أن الفن رسالة لا تنتهي بمرور الزمن، بل تتجدد مع كل مرحلة. إن استمراريتها لأكثر من أربعة عقود في عالم الفن والإعلام تُعد إنجازًا قلّ نظيره في المنطقة.

تأثيرها على الجيل الجديد


الحديث عن مريم الغامدي زمان لا يقتصر على استعراض سيرتها، بل يمتد إلى الأثر الذي تركته في الأجيال اللاحقة. كثير من الممثلات والمذيعات السعوديات يعترفن أن الغامدي كانت مصدر إلهام لهن، لأنها فتحت الباب في زمن كانت فيه التقاليد صلبة والفرص نادرة.


لقد أثبتت أن الجرأة يمكن أن تتعايش مع القيم، وأن الإبداع لا يتناقض مع الهوية. فبين احترامها للعادات السعودية والتزامها برسالتها الفنية، نجحت مريم الغامدي في أن تكون نموذجًا للمرأة التي تصنع التغيير بهدوء وثبات.
إنها ليست مجرد ممثلة أو مذيعة، بل رمز لجيل من النساء اللواتي كسرن القيود وصنعن حضورًا خالدًا.

لقد غيّرت مفهوم المشاركة النسائية في الإعلام، وقدّمت صورة إيجابية للمرأة السعودية التي توازن بين الأصالة والتجديد.
إن الحديث عن مريم الغامدي زمان هو حديث عن الإرادة والإصرار والجرأة الجميلة التي قادت امرأة إلى أن تصبح علامة فارقة في تاريخ الفن الخليجي، وأن تلهم كل من تؤمن بأن النجاح لا يرتبط بالعمر أو بالظروف، بل بالإصرار والرؤية والإيمان بالنفس.

إقرئي أيضاً: ممثلة سعودية قديمة مهدت الطريق لجيل جديد!

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية