حياة صاخبة ورحيل هادئ

توفّي الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا مساء أمس في منزله في جوهانسبورغ عن عمر ناهز الـ 95 عاماً. وقال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في كلمة عبر التلفزيون أنّ جثمان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا سيشيع في جنازة رسمية وأنّ أعلام البلاد ستنكس. وأضاف الرئيس أنّ الزعيم التاريخي والرئيس السابق للبلاد توفي بهدوء في منزله في جوهانسبرج بعد معاناة طويلة من مرض في الرئة. وتابع متوجهاً إلى مواطنيه: «مواطني في جنوب أفريقيا. رحل حبيبنا نيلسون مانديلا، الرئيس المؤسس لبلدنا الديمقراطي. فاضت روحه إلي باريها بسلام في منزله».
تجدر الإشارة إلى أنّ مانديلا كان من أوائل من تبنّوا المقاومة المسلحة لسياسة العزل العنصري في جنوب أفريقيا (أبارتيد) في العام 1960 لكنّه سارع إلى الدعوة إلى المصالحة والعفو عندما بدأت الأقلية البيضاء في البلاد بتخفيف قبضتها على السلطة بعد ذلك بثلاثين عاماً. وقد انتخب الزعيم الذي قضى حوالي ثلاثة عقود في السجن رئيساً لبلده في انتخابات تاريخية متعدّدة الأعراق في العام 1994 وتقاعد في العام 1999. وكان حصل على جائزة نوبل للسلام في العام 1993 بالتشارك مع فريدريك دي كليرك، الزعيم الأبيض الذي أفرج عن أشهر سجين سياسي في العالم. وفي العام 1999 سلّم مانديلا السلطة إلى زعماء أكثر شباباً في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب كمثل للزعماء الأفارقة. ومع تقاعده حوّل مانديلا جهوده إلى مكافحة مرض الايدز في جنوب أفريقيا ولا سيّما بعد أن توفي ابنه بالمرض في العام 2005. وكان آخر ظهور له على الساحة العالمية في العام 2010 عندما حضر مباراة ضمن نهائيات كأس العالم لكرة القدم حيث حظي باستقبال حافل من 90 ألف مشاهد في الاستاد في سويتو، الحيّ الذي شهد سطوع نجمه كزعيم.