مشاهير

أوّل منتجة ومخرجة سينمائية إماراتية جرأة تتخطّى حدود الكاميرا

من منا لا تذكر فيلم «عربانة» الذي أثار جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع العربي في العام 2006 بسبب تناوله موضوع الإعتداء على الأطفال ومن منّا يمكنها أن تنسى Once، الفيلم الذي دارت أحداثه حول فتاة مراهقة تخرج في موعدها العاطفي الأول في دبي. وهل من يسعها ألا تتذكر فيلم «ملل» الذي تطرّق إلى قضايا الزواج والحياة المشتركة؟ إن كنت تذكرين كلّ هذه الأعمال، فلا شكّ في أنّ اسم المخرجة والمنتجة الإماراتية نايلة الخاجة لن يبرح ذاكرتك يوماً. فمن هي هذه المرأة المبدعة؟

هي أوّل منتجة ومخرجة سينمائية إماراتية، تمتلك شركة الإنتاج السينمائية D Seven Motion Pictures، من أعمالها «كشف النقاب عن دبي» (2004) و«عربانة» (2006) و«مرة» (2009) و«ملل» (2010.

لم تكن بدايات المخرجة عادية، فقد خطت أولى خطواتها بثبات ونجاح، فحرصت على الحصول على شهادة في الاتصال الجماهيري في العام 1999 قبل أن تتخرّج في مجال الإخراج وصناعة الأفلام من إحدى جامعات كندا. ولم تنتظر طويلاً بعد عودتها إلى دبيّ حيث أخرجت وأنتجت فيلمها الوثائقي الأول «كشف النقاب عن دبي» الذي عرض للمرة الأولى في إطار مهرجان دبي السينمائي الدولي.

مثابرة وإصرار

لم تقف المخرجة المثابرة عاجزة أمام المعوقات التي تفرضها عليها طبيعة مجتمعها ولا ضعف المعطيات السينمائيّة في بلدها، بل أصرت على الانطلاق من خلال عدد من الأفلام القصيرة. من هذا المنطلق، أسّست شركتها الخاصّة D Seven Motion Pictures لإنتاج أفلام الرسوم المتحرّكة وذلك بالتعاون مع شركة Canon ووزارة الثقافة الإمارتيّة، الأمر الذي شكّل خطوة مهمة على طريق تنمية الانتاج المحلي على الصعيد السينمائي في بلادها. كما أسّست في ما بعد نادي «المشهد» في دبي الذي يعرض أفلاماً من حول العالم.

ولأنّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ولأنّها تسعى إلى التقدّم والوصول بالأفلام الإماراتية إلى العالمية من خلال أعمالها، حاولت الخاجا جذب الممولين لسينماها الناشئة من خلال إنتاج أفلام قصيرة مختلفة التوجهات والأهداف. إلا أنّ حلمها الأبرز بقي إطلاق فيلم روائي طويل.

إنجازات وجوائز

تميزت أفلام الخاجا بملامستها الحسّ الإنساني وبتطرقها الجريء والواقعي إلى الكثير من المشكلات التي تعاني منها المجتمعات العربية. ومن هذه الأفلام «عربانة» وهو فيلم صامت قصير بالأبيض والأسود يسلط الضوء على خطر إهمال الوالدين لأطفالهما وفيلم «ملل» الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان الخليج السينمائي في العام 2010 وفاز في مهرجان دبي السينمائي الدولي في شهر ديسمبر من العام نفسه بين 14 عملاً منافسًا إضافة إلى فوزه بالمركز الأول في مسابقة «المهر الإماراتي». الفيلم دخل أيضاً إطار المنافسة في قسم الأفلام القصيرة في مهرجان «تريبيكا السينمائي» في نيويورك في العام 2011.

ولم تتوقّف قافلة النجاحات التي حقّقتها المخرجة الإماراتية عند هذا الحدّ، إذ فازت نايلة بجائزة المجلس الثقافي البريطاني الدولي المموّل لمشروع «يونغ للشاشة» في العام 2010 بعد خوضها منافسة شديدة مع عشرة مرشحين من جميع أنحاء العالم.

في العام 2012 أنجزت الخاجا فيلماً جديداً مستوحى من قصة حقيقية حدثت في مرحلة الستينات وتناولت حكاية فتاة صغيرة تضيع في الصحراء.

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية