
قصة سعادة حسني أيقونة الجمال والأنوثة المصرية

تبدو في كل أعمالها التي قدمتها في الستينات والسبعينات متمكنة من أداءها، ساحرة وذات كاريزما لا تتكرر، إنها النجمة المصرية الراحلة سعاد حسني التي تألقت إبداعاً في التمثيل والغناء والاستعراض، لتكون من أهم أيقونات السينما المصرية، فتعرفي على قصتها.
قدمت سعاد أو كما يطلقون عليها "سندريلا الشاشة العربية" مسيرة فنية متنوعة بين شخصيات مليئة بالبهجة والحيوية، وأخرى مركبة ودرامية حملت هموما مجتمعية وسياسية. ورغم ذلك التنوع، بقيت السمة الغالبة على شخصيتها الفنية هي تلك الفتاة المليئة بالحيوية التي تصنع حالة من البهجة لجمهورها.
ولدت سعاد وترعرعت في عائلة فنية، فوالدها محمد حسني البابا الذي كان من أكبر الخطاطين في مصر، وشقيقتها المطربة نجاة الصغيرة، وجدها حسني البابا كان مطربا في دمشق، وعمها أنور البابا أيضا كان ممثلا.
وقد منحها ذلك المناخ العائلي فرصة الاختلاط بعالم الفن منذ سنواتها الأولى ودعم موهبتها الفطرية، لكن هذه المنحة كانت مصحوبة بمحنة، إذ عاشت هذه الممثلة ذات الأصول السورية طفولة قاسية بعد انفصال والديها وهي لا تزال بالخامسة من عمرها.
كان ترتبيها العاشر بين 16 أخا وأختا معظمهم غير أشقاء. لم تتح لها فرصة تلقي تعليم نظامي في مدرسة ولم تحصل على أي شهادة، إلى أن رشحها زوج شقيقتها للمشاركة وهي لا تزال طفلة صغيرة في برنامج "بابا شارو" الذي كان يقدمه الإذاعي محمد محمود شعبان بالإذاعة، لتحصل على مقابل زهيد يعين والدتها السيدة جوهرة على المعيشة.
جاء أول لقاء لسعاد بالجمهور في طفولتها المبكرة، حين غنت في حفل بحديقة الحرية "أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسني اشتهر.. طولي شبر وصوتي سحر.. وجهي بدر كلي بشر".
كانت في البداية ترغب في احتراف الغناء مثل شقيقتها نجاة، لكن الكاتب عبد الرحمن الخميسي والذي اكتشفها وقدمها كممثلة رشحها لتقوم ببطولة مسلسله الإذاعي "حسن ونعيمة" وتم رفضها لصغر سنها، وقدمت الدور بدلا منها الممثلة كريمة مختار.
وبعد سنوات قليلة، رشحت فاتن حمامة لتقدم بطولة القصة في فيلم سينمائي، إلا أن الفنان محمد عبد الوهاب منتج الفيلم أصر على اختيار وجوه جديدة للبطولة لتحصل سعاد على فرصتها الأولى أمام الشاشة مع المغني محرم فؤاد في فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959 لتتعلم القراءة والكتابة إلى جانب التدريب على التمثيل في فترة وجيزة.
ظهرت سعاد كموهبة جديدة على الشاشة وتم ترشيحها في العديد من الأدوار التي تحتاج لفتاة في مقتبل العمر تتمتع بالرقة، فقدمت "إشاعة حب، السفيرة عزيزة، غصن الزيتون، عائلة زيزي، الجريمة الضاحكة، فتاة الاستعراض، صغيرة على الحب".
بعد مدة بدأت سعاد في اختيار شخصيات مركبة وأفلام تحمل قيمة فنية، وبالفعل قدمت شخصية إحسان في "القاهرة 30" مع المخرج صلاح أبو سيف عام 1966 ثم الزوجة الثانية، نادية، بئر الحرمان، غروب وشروق، الكرنك.
قدمت سعاد 92 عملا عبر مشوار امتد لنحو 32 عاما في عالم التمثيل، لتتحول بعد رحيلها بحادثة غامضة حيث سقطت عن شرفة منزلها في لندن، إلى واحدة من أيقونات التمثيل في الوطن العربي.
اقرئي المزيد: معلومات عن والدة مي عز الدين!