نيكول سابا تعلّمت اغتنام الفرص!

سنوات من العمل صقلتها بالإصرار والعزيمة! لم تبخل يوماً على فنّها، بل أخلصت له، وهي اليوم تحصد ما زرعته. علّمتها السنوات الاستفادة أكثر من قدراتها وتوظيفها بشكل صحيح، ما يعني أنّها متصالحة مع ذاتها إلى أبعد حدود. هي النجمة اللبنانيّة نيكول سابا، التي تطلّ علينا من خلال مسلسل «ولاد تسعة» الذي يحقّق نجاحاً كبيراً، علماً أنّنا ننتظرها أيضاً في مسلسل «مذكّرات عشيقة سابقة». ماذا تقول نيكول عمّا وصلت إليه اليوم؟ كيف غيّرتها هذه السنوات؟ ما هي رؤيتها للمستقبل وما هي أمنياتها لـ«هيا» في الذكرى التاسعة لانطلاقتها؟

تسع سنوات مرّت بغمضة عين، ما الذي تبدّل فيك خلال هذه السنوات؟

أشياء كثيرة حسّنتها على الصعيد المهني خلال هذه السنوات مثل «حسن الاختيار»، إذ أصبحت مدركة أكثر لحجم المسؤوليّة الملقاة على عاتقي، وبالتالي أصبحت أستفيد من قدراتي بشكل أكبر وأوظّفها بالشكل الصحيح... هذه السنوات علّمتني اختيار الدور المناسب وفي الوقت المناسب، وأهمّ ما في الأمر اغتنام اللحظة المناسبة حينما تسنح! أصبحت قدرتي على التحمّل أكبر، خصوصاً أنّ مهنة التمثيل تحتاج إلى صبر طويل نظراً إلى ما تتطلّبه من جهد وتعب،

فقد نعمل أحياناً لأكثر من 12 ساعة يوميّاً وفي ظروف مناخيّة قاسية، قد نكون متعبين أو مريضين، ولكن يجب علينا المجيء إلى موقع التصوير، احتراماً لكل المشاركين في العمل والعاملين فيه.

أنت المسؤولة المباشرة عن كل اختيار قمت به منذ انطلاقتك في مجالي الغناء والتمثيل. ألا يرهقك هذا الأمر، لا سيّما أنك لا تتعاونين مع مدير أعمال؟

مهنة التمثيل قائمة على الممثّل نفسه، فهو أدرى باختياراته وبالأدوار التي تليق به! تختلف إدارة أعمال الفنان عن الممثّل، إذ ثمّة تفاصيل كثيرة من مسؤوليّة مدير الأعمال، في حين أنّ الممثّل يحتاج إلى قراءة النص بنفسه، فهو المسؤول الأوّل عن قراراته، وهو أدرى بما يليق به، لا سيّما أنّ التمثيل يحتاج إلى مجهود كبير من أجل إقناع المشاهد. أهمّ النجمات في الدراما العربيّة يعملن بأنفسهنّ، ويرسمن مشوارهنّ بموهبتهنّ التي تختلف بين نجمة وأخرى.

تضمّ عائلتك وجوهاً بارزة في الدراما، زوجك يوسف الخال وشقيقته ورد الخال. هل تتشاورون في ما بينكم عندما يعرض على أحدكم عمل ما؟

أفعل ذلك مع زوجي، كوننا نتشارك مسؤوليّاتنا على الدوام، ما يسهّل علينا التشاور في كل خطوة قد نقوم بها. قد نقرأ النصوص التي تُعرض علينا أمام بعضنا البعض، ونطرح سلبيّاتها وإيجابيّاتها، وهذا أمر طبيعي بين أيّ ثنائي يحترم نجاح الآخر ويقدّر عمله.

هل ما زال لديك شغف بالتمثيل مثلما كنت في بداياتك؟

تخسر نفسك حين تفقد الشغف الذي أوصلك إلى ما أنت عليه اليوم، فمهنة التمثيل قائمة على شغف صاحبها، وإلّا لن يستطيع الاستمرار فيها أو تحمّل صعابها... يحفّزك الشغف على العمل بجدّ وإصرار!

تكلّمنا عن الصعيد المهني، ولكن ماذا تغيّر فيك من الناحية الشخصيّة؟ من هي نيكول سابا اليوم، بعيداً عن الزواج والأمومة؟

سعيدة جداً بما وصلت إليه، وأصبحت أملك وعياً وإدراكاً كبيرين، كما أنّني متصالحة مع ذاتي إلى أبعد حدود، وهذا ما جعلني أتقدّم في حياتي وأتحصّن ضد أيّ أمر قد يزعزع ثقتي بنفسي. عدم التصالح مع الذات هو ضعف، لذا علينا أن نقيّم أنفسنا على الدوام وأن نتقبّل حسناتنا وسيّئاتنا وألّا نخجل بها.

إلى أي مدى أنت راضية عن تجربتك في مسلسل «ولاد تسعة»، الذي يعرض حاليّاً على OSN يا هلا؟

هو خيار صائب من دون شك، فأنا فنانة لبنانيّة في عمل مصري يعرض على محطة مصريّة فضائيّة!

كما أنّ العمل من إنتاج شركة صادق الصباح، والجميع يتمنّى العمل مع هذه الشركة الراقية. العمل مؤلّف من 70 حلقة وأؤدّي فيه دوراً باللهجتين اللبنانيّة والمصريّة، وهذه هي المرّة الأولى التي أؤدّي فيها دوراً باللهجتين، لذلك أعتبره إنجازاً وقد جاء في الوقت المناسب.

هل سيبثّ على MBC مصر في عرضه الثاني؟

صحيح هذا الأمر.

العمل جريء بأحداثه وواقعي في الوقت نفسه...

صحيح، وهو مكتوب بطريقة جميلة جدّاً، لا يملّ المشاهد من متابعته! ثمّة خطوط مختلفة فيه، إلّا أنّها نابعة من المجتمع العربي الذي نعيش فيه. صحيح أنّ العمل مكوّن من 70 حلقة، إلّا أنّه سريع الإيقاع ويلقي الضوء على قصص واقعيّة مختلفة. معظم الأدوار فيه مركّبة، ولا سيّما أنّ الكاتب تقصّد معالجة الدور من كل زواياه.

اللافت أنّ «ولاد تسعة» يعالج اختلاف الطبقات الاجتماعيّة.

هذا أحد أهداف المسلسل، فعبارة «ولاد تسعة» تعني أنّنا جميعنا ولدنا في الشهر التاسع، أي أنّنا جميعنا متساوون عند الولادة.

من يشاهد العمل يعي تماماً أداءك السهل الممتنع، وكأنّك لا تبذلين أيّ جهد...

صحيح هذا الأمر، لأنّني تحضّرت جيّداً لهذا الدور.

يطلب المنتجون من نجمات هوليوود تأدية تجارب أداء أحياناً قبل الموافقة عليهن. هل يحصل هذا في عالمنا العربي أم أنّ العمل يكتب خصّيصاً لنجمة معيّنة؟

لا نقوم بذلك في عالمنا العربي، ربما يعود هذا الأمر إلى ثقافتنا العربيّة، وهو ليس أمراً معيباً بتاتاً.

ما يحدث في عالمنا مغاير تماماً، قد يتّصل بك الكاتب

أو المخرج أو المنتج عارضاً عليك العمل، لأنّه مقتنع بأنّ الدور يليق بك. وهذا ما حصل معي في «ولاد تسعة» و«مذكّرات عشيقة سابقة».

وماذا تخبريننا عن «مذكّرات عشيقة سابقة»؟

قد يكون هذا الدور من أصعب الأدوار التي أدّيتها في حياتي، لا سيّما أنّه مركّب وصعب في الوقت نفسه ويحتاج إلى مجهود إضافي وتركيز كبيرين. أجسّد فيه دور فنّانة متزوّجة وأمّ وعشيقة في الوقت نفسه. صراع نفسي كبير بين الأمومة والخيانة ومسؤوليّاتها تجاه زوجها! يحمل الدور مآسي عديدة، وهو معالج بطريقة إنسانيّة جديدة. لا أخفي أنّ الدور يحتاج إلى نقاهة قد تمتدّ إلى أربعة أشهر (ضاحكة).

وهل سيعرض العمل في رمضان؟

كلّا، بل سيعرض قبل الشهر الفضيل، وعلى شاشة Osn يا هلا.

وهل ثمّة مشاركة لك في رمضان هذا العام، لا سيّما أنّك تصوّرين عملاً الآن، وقد انتهيت من تصوير «ولاد تسعة» منذ فترة قليلة؟

لا أعتقد ذلك، أحتاج إلى شهرين للانتهاء من تصوير «مذكّرات عشيقة سابقة». قد يكون الأمر صعباً جدّاً.

وأين الغناء من كلّ ذلك؟

سأطلق أغنية بعد انتهائي من تصوير المسلسل، فعندها سيسمح لي الوقت بأن أركّز على الغناء.

أكّد زوجك الممثّل اللبناني يوسف الخال، الذي ظهر إلى جانبك في إحدى المقابلات التلفزيونيّة الأخيرة، أنّك الممثّلة اللبنانيّة الأولى في مصر، بينما فضّلت عدم التعليق على ما قاله. لماذا؟

لست مخوّلة كي أصنّف نفسي النجمة اللبنانيّة الأولى، كما أنّني فضّلت عدم التعليق، حتى لا يُستعان بتعليقي في لقاءات الفنانات الزميلات، تجنّباً للقيل والقال، كما أنّ البعض قد لا يتقبّل ما سأقوله، أو يرفض الاستماع إلى الحقيقة.

نلاحظ في الآونة الأخيرة اعتمادك الصمت، وكأنّك تغرّدين خارج السرب؟

لأنني أفضّل الابتعاد عن الأخذ والرّد، وعدم الدخول في أيّ متاهات أنا بغنى عنها! أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لتداول الشائعات والأخبار المغلوطة، كما أنّ البعض يعتمدها للإساءة والتعرّض للآخرين. أنا أعتمد مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة مصلحتي الذاتيّة، ولا أدعها تتحكّم بأفعالي. الإنسان القوي هو من يراقب من بعيد، ولا يدع انتقادات الآخرين تجرّه إلى متاهات، علماً أنّني أحترم ذاتي قبل احترام الآخرين.

ما هي أمنياتك لـ«هيا» في عيدها التاسع؟

تغرّد «هيا» خارج السرب، فهي حاضرة ومؤثّرة، تحافظ على مستواها الراقي، كما تقدّم أجمل الأغلفة. لا شكّ أنّها منافسة شرسة، كما تُعنى بكل ما يهمّ المرأة العربيّة. يسعدني ويشرّفني أن أكون على غلاف «هيا» في ذكرى انطلاقتها التاسعة، وأتمنّى لها كل التوفيق والنجاح والتميّز.

حوار: نيكولا عازار، تصوير:شربل بو منصور، تنسيق: جوني متّى، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، ماكياج: وليام هبر لدى Pace e Luce، تصفيف شعر:أحمد أبو أسعد، موقع التصوير: مطعم أنتيكا- بيروت

إقرئي أيضاً: إقرئي أيضا: فساتين نجمات غلاف مجلّة هيا ، فساتين نجمات مهرجان دبي السينمائي الدولي ، كيت ميدلتون تتفوق على لجين عمران وباريس هيلتون

 
شارك