ميونخ سحر التاريخ وعراقة الحاضر

عرس حضاري يضخّ الحياة في الجنوب الألماني، إرث تاريخي نفيس تتجلّى معالمه في الساحات القديمة، فردوس أخّاذ يربض بسكون بين سفوح جبال الألب وضفاف نهر إيزار.

ميونخ هي أهمّ المدن الألمانيّة وأكثرها تنوّعاً على الإطلاق، إذ إنّ هذه المدينة التاريخيّة الأصيلة التي تعتدّ بإرثها الحضاري وحكايا ماضيها التي غيّرت مجرى التاريخ، تُعدّ أيضاً مدينة عصريّة بامتياز، فهي تتراقص دوماً على ألحان الحداثة وتمضي بخطى ثابتة في موكب التقدّم والتطوّر. ميونخ هي ثالث أكبر المدن الألمانيّة وعاصمة ولاية بافاريا، تضمّ حوالى 1.3مليون نسمة يتوزّعون ما بين قلب المدينة الذي يتّسم بالطابع الحضاري والمناطق الريفيّة النائية التي تتهادى بصمت عند أقدام جبال الألب الشامخة. فهي، وإن كانت تزخر بالشوارع الواسعة والجسور الحديثة والأبنية المعاصرة، لا تزال تحافظ على طبيعتها الخلّابة ومساحاتها الخضراء الشاسعة. ولعلّ أبرز ما يميّز ميونخ دون غيرها من المدن الألمانيّة، هو الطابع الثقافي الذي يلقي بظلاله على أطياف المدينة كافّة. فهي تضمّ عدداً كبيراً من أهمّ المتاحف الألمانيّة المتنوّعة، كما تقيم سنوياً احتفالات ومهرجانات عدّة أشهرها مهرجان أكتوبر التقليدي. تجذب هذه المدينة الرائعة سنوياً آلاف السياح الذين يتقاطرون إليها للتمتّع بروعة فنّها المعماري وأبنيتها التاريخيّة التي صمدت في وجه الحروب المدمّرة التي عاشتها حتّى أُعيد ترميمها لتبقى مرآة للقرن الثامن عشر.

أبرز معالم المدينة
تزخر مدينة ميونخ بعدد من الأبنية والمعالم التي لا بدّ من زيارتها والتوقّف عندها، لا سيّما أنّ معظمها يتركّز في وسط المدينة ويمكن التنقّل بينها سيراً على الأقدام.

مبنى البلديّة الجديد
وهو أشهر المباني في ميونخ، يقع في وسط ميدان مارين، تمّ تشييده خلال الفترة الممتدّة من العام 1867 وحتّى العام 1909 وفقاً للطراز القوطي الذي كان سائداً إبّان العصور الوسطى. يتميّز هذا المبنى بواجهة حجريّة مزخرفة يبلغ طولها حوالى 300 قدم وببرج شاهق يرصّع مع برجَي كنيسة القديس بطرس أفق المدينة الألمانيّة.

مبنى البلديّة القديم
يقع هذا المبنى في الناحية الشرقيّة من ميدان مارين، وهو بدوره يتّسم بالطابع القوطي الذي يظهر جلياً في قاعاته وغرفه. فهو يضم قاعة كبيرة خاصة بأعضاء البلديّة واجتماعاتهم، بالإضافة إلى قاعة أخرى خاصة بالرقص، فضلاً عن القاعات التي أُعيد ترميمها.

كارلستور ستاشوس
هي بوابة أخرى تعود إلى القرن الرابع عشر، تمّ ضمّها في أواخر القرن الثامن عشر إلى ساحة ستاشوس المعروفة أيضاً باسم كارلسبلاتز. تخفي هذه البوابة خلفها نافورة ماء ضخمة يتمّ تشغيلها في فصل الصيف. تقع هذه البوابة في شمال ساحة كارلسبلاتز على بعد خطوات قليلة من محطة قطار هوتبانهوف، وهي المكان المثالي لمحبّي التنزّه والراغبين في التنقّل سيراً على الأقدام.

لا تغادروا ميونخ من دون:
-المشاركة في مهرجانات ميونخ الموسيقيّة: إذ تقدّم فرق الأوركسترا في ميونخ لمحبّي الموسيقى فرصة الاستمتاع بثلاثة احتفالات موسيقيّة كبرى، أهمّها مهرجان الأوبرا في شهر تموز، حفل الموسيقى الكلاسيكيّة في أوديونسبلاتز Odeonsplatz وحفل الأوبرا في بافاريا.
-زيارة الحديقة الإنكليزيّة: تمتدّ هذه الحديقة على مساحة 3.7 كلم مربع، تمّ إنشاؤها منذ 200 عام لكنّها لا تزال تأسر زوّارها حتّى اليوم بجمال مداخلها وروعة طبيعتها وأماكن الاستجمام فيها. كما أنّها تتيح لهم فرصة مشاهدة أفضل المناظر في المدينة من أعلى نقطة في الحديقة واسمها تلة Mononpoteros.
-التبضّع من أسواق ميونخ: تتميّز أسواق ميونخ بتنوّعها، إذ يمكن لمحبّي التبضّع من المحلات العالميّة الراقية التوجّه إلى شارع ماكسيميليان Maximilianstrasse أو شارع غارتنيربلاتز Gartnerplatz الذي تتوافر فيه أرقى الأزياء وأفخر المجوهرات المعاصرة. أمّا الباحثون عن الهدايا والتذكارات الفريدة، فيمكنهم زيارة سوق آم بلاتز Am Platz أو غيره من الأسواق التي تشرّع أبوابها أمام السياح طوال أيام السنة.

 
شارك