سميّة الناصر... مسؤوليّتي مساعدة الناس على إيجاد رسالتهم

بما أنّ السعادة الحقيقيّة تنبع من داخل الإنسان، اختارت مدرّبة الحياة السعوديّة الدكتورة سميّة الناصر أن تساعد كل واحدة منّا على تحديد طريقها لبلوغ السعادة والنجاح، هي التي بدأت عملها في هذا المجال قبل سنوات وحقّقت نجاحاً كبيراً وشاركت في العديد من المؤتمرات والمحاضرات. لذا، تعرّفي أكثر على تجربتها المهنيّة والحياتيّة من خلال هذا اللقاء.

اقرئي:من هي تماضر الرماح التي عينها الملك نائباً لوزير العمل السعودي؟

مفهوم الـLife Coach جديد على عالمنا العربي بعض الشيء. كيف يمكن شرح هذه المهنة للنساء العربيّات؟

الـLife coach هو الشخص الذي تلجئين إليه كي يسلّط الضوء على زوايا جديدة من حياتك لا ترينها، وبالتالي يساعدك على حلّ مشكلاتك وترتيب الفوضى القائمة.

متى أحسست بأنّك ترغبين في تعميق معرفتك بالحياة ومساعدة الغير لمعرفة رسالتهم؟

في أحد الأيام وعندما كنت لا أزال في الجامعة قابلت امرأة كبيرة في السنّ فبدأت تشكي لي همّها قائلة إنّها تواجه صعوبة كبيرة في كسب رزقها، وخلال حديثها توصّلت إلى حلّ لترتيب الفوضى الماليّة في حياتها وأطلعتها عليه فأخذت تبكي وتشكرني وتقول: «الله أرسلك لي اليوم». وفي هذه اللحظة، تأثّرت جدّاً وأدركت أنّني قادرة على مساعدة الناس على إيجاد رسائلهم في الحياة، خصوصاً أنّني كنت أقرأ وأتدرّب في مجال التنمية الذاتيّة منذ طفولتي.

اقرئي: تعرفي على قصص 3 إعلاميات عربيات واجهن عقوبة السجن

كيف استفدت من معاناتك الخاصة، أنت المصابة بخلع الورك الولادي، لتصيري أكثر قوّة؟

دفعتني نقطة ضعفي هذه إلى أن أراجع دائماً نقاط قوّتي، معاناة الإنسان تجعله يتساءل: لماذا أنا؟ وما هي رسالتي؟ أذكّر نفسي على الدوام بضرورة مساعدة ذاتي على تخطّي هذا الضعف ودعم كل شخص آخر يحتاج إلى مساعدة.

هل تلقّيت دعماً من الأهل لا سيّما أنّك تخوضين مجالاً جديداً على السعوديّات؟

التشجيع الخارجي ليس مهمّاً بقدر الدعم الداخلي فهو ما يجعلك تستيقظين كل يوم وتتابعين عملك بكل حبّ، الأفكار الجديدة التي أطرحها تحظى أحياناً بالتأييد وأحياناً أخرى بالرفض وأنا أحبّ من يؤيّدني وأتقبّل من له وجهة نظر مختلفة.

اقرئي: نور شمّـا: الأعمال الخيريّة جزء من حياتي كفنانة وأمّ

عشت في الولايات المتّحدة الأميركيّة. ما هي الاختلافات التي رصدتها في نظرة الغرب إلى مفهوم «التدريب على الحياة»؟

المجتمع الغربي ناضج جدّاً ولا يمانع طلب المساعدة، أمّا بعض الأشخاص في مجتمعاتنا العربيّة فمقيّدون بغرورهم الذي يصعّب عليهم الاعتراف بالمشكلة وبالتالي يحول دون حلّها، كما أنّ عدداً من الناس يواجهون صعوبة في التسليم بقدرة شخص آخر على حلّ مشكلة يواجهونها هم.

كيف يبدأ التغيير وما هي الأسلحة المطلوبة للانطلاق في بداية جديدة؟

يبدأ التغيير من الاعتراف بأنّك تسيرين في الطريق الخطأ ثم من التسليم بأنّ هناك معرفة وإدراك أكبر منك تحتاجينهما للتغيير، ثمّ الاستعداد وعقد النيّة، وبعدها تبدأ التطبيقات الحقيقيّة للتغيير.

كيف نحافظ على تماسكنا عند مواجهة أزمة ما لنخرج منها أقوى وأكثر صلابة؟

في وقت الأزمات نحتاج إلى ثلاثة أمور رئيسة: الحفاظ على طاقتنا الإيجابيّة ومشاعرنا العالية، عقد النيّة للخروج من الأزمة والصمت أكثر من الكلام.

هل تفكّرين بالانتقال بمؤسّستك Sumaya369 من الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى بلدك السعوديّة أو الإمارات مثلاً، أو على الأقلّ افتتاح فروع في الدول العربيّة؟

كل شيء ممكن ونحن في Sumaya369 نفكّر في أيّ خيار يطوّر عملنا ويقرّبنا من عملائنا.

اقرئي: أبرز الإنجازات النسائيّة في العقد الفائت

ما هي أكثر الاستشارات صعوبة؟

ألمس ألم العملاء خلال استشارات العلاقات، كما أواجه صعوبات في استشارات الـIntervention أي حين يرغب الأهل في أن أتدخّل لمساعدة أولادهم.

حدّثينا عن أجدد كتبك.

مؤخّراً، صدر لي كتاب «حدّثني فقال» الذي يحمل رسالة لكل شخص لأنّه يناقش مسائل كثيرة في الحياة مثل الحب والثراء والعلاقات والتطوير الذاتي والأهداف، كما ويحمل حلولاً سريعة وجذريّة لبعض المشكلات، فما عليك إلّا أن تفتحي الكتاب عشوائيّاً وتقرئي رسالتك لليوم.

كيف ترين التغييرات التي تحصل في حياة المرأة السعوديّة في الآونة الأخيرة؟

إنّها تغييرات كبيرة وسريعة، وأنا سعيدة جدّاً بها وعلى المرأة السعوديّة أن تكون على قدر من الاستعداد والمسؤوليّة لتستحقّ ما ستحصل عليه.

اقرئي: أوبرا باللغة العربية للنساء في السعودية

كيف توفّقين بين حياتك الشخصيّة والمهنيّة؟

من خلال قائمة القيم، فإذا وجدت أنّ الأعمال تتعارض مع بعضها في الوقت أو المال أو توجيه الجهد، أسأل نفسي ما هي القيمة الأعلى لهذه الأعمال، فأركّز على الأهمّ ثم أنتقل إلى ما هو أقلّ قيمة.

ما هي أجدد أعمالك ومشاريعك؟

مؤخّراً، أطلقت أوّل ألبوم عربي للتأمّل وهو يزوّد المستمعين بأصول التأمّل الموجّه باللغة العربيّة لمساعدتهم على الاسترخاء، أمّا على الأمد البعيد، فأعمل على تحويل Sumaya369 إلى علامة أو ماركة دوليّة.

 
شارك