دينا زين الدين-بيروت
حين نتحدّث عن المرأة الجميلة، تتبادر إلى أذهاننا سريعاً صورة شابة طويلة القامة، ممشوقة القوام، ذات شعر كثيف وطويل يلتف بأنوثة مغرية على كتفيها، وملامح قويّة وواضحة تبهر من يراها وتلفته بجاذبيّتها المتّقدة. لكن وكما يقول المثل الإنكليزي Beauty is in the eye of the beholder، أي أنّ الجمال يكمن في عين الرائي، فلا يوجد تعريف أو مفهوم واحد للجمال، لأنّ كلّ واحد منّا يراه بطريقته الخاصة. ولعلّ من أكثر النساء اللواتي استطعن إثارة جدل في الأوساط العالميّة حول مقوماتهنّ الجماليّة، عارضة الأزياء البريطانيّة Lesley Hornby المعروفة باسم Twiggy التي أبهرت العالم بجمالها البريء والغريب، فكسرت مفاهيم جماليّة قديمة وقدّمت صورة جديدة وثوريّة عن الأنوثة.
البراءة تنقلب أنوثة صارخة
في منتصف الستينات من القرن الماضي، برزت عارضة الأزياء الشابّة، وتميّزت ببشرتها البيضاء الناصعة وشعرها الأشقر القصير جداً الذي جعلها كثيرة الشبه بالصبيان في المدرسة الداخليّة، كما بأنفها الصغير المليء بالنمش، فمها المكتنز ورديّ اللون، حنكها المقوّص وعينيها الخضراوين الواسعتين اللتين تفيضان براءة وطفولة، جسدها النحيل الذي يخيّل لمن يراه للوهلة الأولى أنّ صاحبته ستكون مريضة لكثرة وهنه، لكنّ النظر إلى أعلى قليلاً وتحديداً إلى منطقة العينين، يغيّر الانطباع الأوّل سريعاً، ويبرهن بالدليل القاطع أنّ البراءة والطفولة يمكن أن تنقلبا سريعاً إلى أنوثة صارخة من نوع خاص جداً، نوع لا يمكن أن يقاوم كُتب باسم Twiggy.
تسريحة Pixie
تعدّ العارضة البريطانيّة التي لطالما اعتُبرت من بين أهم عشر عارضات أزياء في العالم، أوّل من ساهم في نشر تسريحة الشعر القصيرة جداً بين الفتيات أو Pixie، بعدما كنّ يخشين قصّ شعرهنّ كي لا يفقدن السحر الذي تضفيه الخصل الطويلة.
تجرأت Twiggy على اختيار درب آخر للأنوثة ووفّرت الكثير من الوقت، فلم تكن تجلس لساعات طويلة أمام مصفّف الشعر لتحصل على تسريحة مناسبة، بل اتكلت على عناصر أخرى لتبرز جمالها، منها الرموش الطويلة إذ كانت تستعين بكثرة بالرموش الاصطناعيّة وتشدّد على إبرازها بالماسكارا الداكنة، بالإضافة إلى الجسد النحيل جداً والذي كان علامتها الفارقة، وقد تلاءم شكله مع نمط الملابس والموضة التي كانت رائجة في تلك الحقبة.
النحافة المطلقة
إنّ سبب إطلاق اسم Twiggy على العارضة البريطانيّة هو حجمها الصغير ونحافتها المبالغ فيها، فمعها بدأت موضة الجسد شبه الخالي من التكاوين الأنثويّة البارزة، سواء في جزئه العلوي أم السفلي، وسارت العديد من العارضات وحتى الشابات والمراهقات على خطاها. وقد ناسب شكل الجسد النحيل مصمّمي الأزياء كثيراً، إذ ساهم في زيادة التركيز على الفساتين التي صمّموها وليس على جمال العارضة، لذلك شاركت Twiggy في مئات عروض الأزياء على مدار سنوات عملها لمصمّمين عالميين في أوروبا وأميركا.
ذات مواهب متعدّدة
ظهرت Twiggy على أغلفة العديد من المجلات العالميّة المختصّة بالموضة منها Vogue وTatler، ودخلت أيضاً مجال التمثيل في السينما والتلفزيون والمسرح، كما كانت لها تجربة في تقديم البرامج حيث كانت تستقبل مشاهير العالم وتحاورهم في Twiggy’s People، وهي لا تزال حتى اليوم وعلى الرغم من تجاوزها الستين عاماً، تحافظ على أناقتها ورشاقتها وجاذبيّتها التي أبهرت بها العالم.