«لا أحد يستطيع أن يشبهني، حتى أنا لا أستطيع أن أكرّر نفسي». لا شكّ في أنّ شخصيّة الممثّلة Tallulah Bankhead كانت مستفزّة وغامضة بامتياز، إلا أنّ الأمر صبّ في مصلحتها بشكل غير متوقّع وساعدها على التميّز عن غيرها من نجمات جيلها. عشقت النجمة الأميركيّة إثارة الجدل في أدوارها وفي حياتها الشخصيّة على حدّ سواء. وبذكاء لامتناه، استطاعت أن تستغلّ جمال مظهرها الخارجي وأنوثتها في أدوارها التمثيليّة المتعدّدة، لتصبح إحدى أشهر ممثّلات جيلها خلال حقبتَي العشرينات والثلاثينات.
المسرح شغفها
أبصرت Bankhead النور في العام 1902 في كنف عائلة أميركيّة راقية، مشهورة بنشاطاتها السياسيّة المتعدّدة. في سنّ الـ15، فازت بمسابقة جماليّة أجرتها مجلّة مختصّة بالسينما وبدأت تحلم بالنجوميّة. بعدما أقنعت عائلتها بالانتقال من Alabama إلى New York، بدأت تظهر في مسرحيات وأفلام بأدوار صغيرة، لتصعد سلّم النجاح بخطوات ثابتة ومتينة. وبعدما مثّلت في أكثر من 12 مسرحيّة خلال 8 أعوام في لندن، سطع نجمها أخيراً في العام 1924، عندما أتقنت لعب دور Amy في مسرحيّة They Knew What They Wanted. في بداية الثلاثينات، عادت إلى الولايات المتحدة الأميركيّة ووقعّت عقداً مع شركة Paramount، فلمعت مع الشركة المنتجة الشهيرة في العديد من الأفلام، أبرزها The Cheat وDevil and the Deepz وFaithless . ورغم نجاح Bankhead في السينما، بقي المسرح عشقها الأوّل والأخير، إذ صرّحت في أكثر من مقابلة أنّها وجدت ساعات تصوير الأفلام جد طويلة ومملّة، وأنّ شغفها الأكبر والحقيقي سيبقى المسرح.
تألّق بسيط
لطالما كانت Bankhead إحدى رموز وأيقونات موضة العشرينات بأزيائها الراقية وأنوثتها الطاغية. تميّزت بنظرتها الغامضة التي كانت توحي بالحزن، في حين ساهم شكل حاجبيها نصف الدائري في تعزيز سوداويتّهما. اتّخذت من الأحمر لوناً لشعرها خلال غالبيّة مسيرتها المهنيّة، كما كانت قصّة الـRetro المفضّلة لديها. أما أزياؤها، فكانت كلاسيكيّة بامتياز، بعيدة تماماً عن الابتذال. عشقت الفساتين الطويلة المنسدلة على الكتفين ذات الياقات على شكل 7، وغالباً ما كانت ترتدي سترات ذات قصات رجاليّة مع بلوزات بيضاء كلاسيكيّة. أما معاطف الفرو، فكانت جزءاً لا يتجزّأ من خزانتها. وليس من المستغرب أن تكون القبّعة، بمختلف أشكالها وأحجامها، الأكسسوار المفضّل لدى Bankhead، كونها الأكسسوار الأكثر شعبيّة خلال فترتَي العشرينات والثلاثينات، بالإضافة إلى عقود اللؤلؤ الراقية والقفّازات الكلاسيكيّة، والتي عزّزت من رقيّها وأضافت إلى أناقتها لمسات مميّزة. وكان اللونان الأسود والأبيض الأحب إلى قلبها. وبذلك يمكننا أن نصف أسلوب النجمة الأميركيّة بأنّه بسيط، غير متكلّف وأنيق بامتياز.
شخصيّة مغامرة
اشتهرت Bankhead بمغامراتها العاطفيّة المتعدّدة، لكنّها لم تتزوّج سوى مرة واحدة من الممثّل John Emery في العام 1937، إلا أنّ زواجهما لم يدم سوى 4 سنوات من دون أن يرزقا بطفل. عشقت النجمة الأميركيّة حفلات هوليوود الصاخبة وعاشت حياة حافلة بالمغامرات. كانت تشتهر بعلاقتها الوطيدة مع جمهورها، فبعد كل عرض، كانت تحرص على لقاء معجبيها وتمضية بعض الوقت معهم. غامضة، كلاسيكيّة، متواضعة ومجنونة، إنّها صفات Bankhead التي رغم وفاتها في العام 1968، لا تزال راسخة في ذاكرة عشاق السينما والمسرح.