يميل الناس عادة إلى ربط اسم الممثّل Ryan Gosling بجاذبيّته الساحرة، لكنّ وراء هذه الجاذبيّة تختبئ شخصيّة رجل غير عادي، ذلك أنّ نظرته إلى العالم تختلف عن نظرة معظم الأشخاص. كما أنّ سنوات عمله كممثّل في برنامج Mickey Mouse Club الذي كان يعرض على شاشة Disney ساهمت في تغذية خياله الخصب.
The interview Feed – ترجمة: أرليت صليبا
يلعب Gosling في فيلمه الجديد Only God Forgives دور مدير ناد للملاكمة التايلانديّة متورّط في مسرح الجريمة المحليّة. يشقّ هذا الشابّ طريقه بعنف عبر عالم الإجرام في Bangkok بحثاً عن شخصيّة غامضة تدعى Chang قتلت شقيقه. وقد يكون هذا الدور أكثر دور متطرّف لعبه Gosling خلال مسيرته المهنيّة. وهذا الفيلم، جمعه ثانية بالمخرج الدانماركي Nicolas Winding Refn، مخرج فيلم Drive الذي عرض في العام 2011 ونال إعجاب النقّاد. وعلى الرغم من أنّ فيلم Only God Forgives شارك في مهرجان Cannes السينمائي لهذا العام، إلّا أنّ Gosling لم يحضر الحفل لأنّه كان مشغولاً في إخراج فيلمه الأوّل بعنوان How To Catch A Monster، وقد شاركت فيه Christina Hendricks التي مثّلت مع Gosling في فيلم Drive، بالإضافة إلى صديقته السابقة Eva Mendes التي عملت معه سابقاً في فيلم The Place Beyond the Pines.
يتمتّع Gosling، البالغ من العمر 32 عاماً، بشخصيّة لطيفة وبعيدة كلّ البعد عن أضواء الشهرة وبهرجتها. فهو يعيش بتواضع ويستمتع بالسفر إلى أوروبا كلّما سنحت له الفرصة بذلك. كما أنّه يزور أفريقيا بهدف الأعمال الخيريّة، إذ إنّه متطوّع في عدد من منظّمات الإغاثة.
-بعد ظهورك في فيلمي Drive و Pines Beyond the Pine A، شبّهك البعض بممثّلين مخضرمين أمثال Steve McQueen و Marlon Brando. كيف تحافظ على تواضعك في ظلّ هذه التغطية الإعلاميّة وهذا الاهتمام الكبير؟
أحاول ألّا أفكّر في الموضوع. يملك بعض الممثّلين القدرة على الحفاظ على هالة أسطوريّة معيّنة، أمّا أنا فلا، إن لم أعش حياتي بشكل طبيعي، أصاب بالجنون. كما أنّني لا أحبّ أن يعتبرني الناس أيقونة. أذكر عندما بدأت أقدّر على أعمالي التمثيليّة، شعرت بالرضى لأنّ الناس أحبّوني. لكن قبل أن أظهر في فيلم The Notebook، كنت أدّعي وأتمنّى أن أحصل على أدوار مميّزة وأنجح كممثّل، فكنت أحاول أن أبدو واثقاً من نفسي وأدّعي أنّ الأمور ستسير في مصلحتي. باختصار، لقد ادّعيت النجاح إلى أن حقّقته.
-انطلقت مسيرتك المهنيّة مع فيلمي The Ides of March وDrive منذ بضع سنوات. هل شعرت بالضغط الذي يترافق مع النجوميّة المفاجئة؟
أحاول ألّا أقلق حيال هذا الموضوع. أشعر بأنّني عملت كثيراً مؤخّراً وبأنّ عملي يسيطر على حياتي، لذلك آمل أن آخذ فترات استراحة أطول بين المشاريع، على الرغم من صعوبة الأمر. لكنّ هدفي كان أن أنال ما يكفي من التقدير والاستحسان لكي أتمكّن من اختيار ما يناسبني من الأدوار، وأعمل مع مخرجين رائعين أمثال Nicolas Winding Refn ، Derek Cianfrance وTerence Malick. وبما أنّني حصلت على هذه الفرص، أرغب في متابعة طريقي في المسار نفسه. وفي حال لم أنجح، سأتحمّل أنا النتيجة لأنّني أقوم بخياراتي بنفسي.
–يلقى فيلمك الجديد Only God Forgives اهتماماً كبيراً بسبب مشاهد العنف الكثيرة والحوارات القليلة. فما هي انطباعاتك حول هذا الموضوع؟
شعرت خلال هذه الفيلم بأنّني ألعب دوراً يشكّل امتداداً للشخصيّة التي لعبتها في فيلم Drive الذي أشبّهه بالحلم الغريب. لكنّ Nicolas في فيلم Only God Forgives ينقلنا إلى عالم أكثر شرّاً، حيث تعيش شخصيّتي في ما يشبه الكابوس. وقد أحببت فكرة المخرج التي تقضي بتجريد الفيلم من الزخرفات وتقليل الحوارات لأنّ ذلك يسمح للمشاهد بمتابعة الأحداث على مستوى نظريّ عميق. ويشكّل ذلك نوعاً من المخاطرة التي يرغب كلّ ممثّل في القيام بها.
-هل تستمتع في لعب الشخصيّات قليلة الكلام؟
في بداياتي، لعبت شخصيّات تتكلّم كثيراً، لكنّني الآن أعتقد أنّه يمكن للممثّل أن ينقل أحاسيسه بشكل أفضل عندما يتكلّم أقل. وهذا ما شعرت به حيال شخصيّتي في فيلم Drive، وبشكل أقوى في فيلم Only God Forgives. هذه المقاربة تحفّز خيال المشاهد من خلال جعله يتفاعل مع الشخصيّة بطريقة مختلفة وبانفعال أكبر، لأنّه يستخدم مشاعره وتفكيره أكثر ليفهم كلّ ما يجول في رأس الشخصيّة.
-كيف تتعامل مع انطلاقتك كمخرج مع فيلم How to Catch a Monster؟
اكتشقت أنّ المخرج عرضة للانتقادات أكثر من الممثّل. عندما يعرض الفيلم، لا يستطيع المخرج أن يهرب في حال كانت ردّات الأفعال سلبيّة، لأنّه يعتبر المسؤول عن النتيجة، في حين أنّ الممثّل لا يلام لأنّه لم يتولّ إخراج الفيلم أو كتابة النصّ. لذلك، ينتابني قلق حيال هذا الموضوع.
-هل فكّرت بالتمثيل في الفيلم؟
كلّا، لأنّ الإخراج يتطلّب عملاً كثيراً. كما أنّني أذكر كم تعب George Clooney عندما مثّل في فيلم March of The Ides الذي قام أيضاً بإخراجه. من هذا المنطلق، فضّلت ألّا أقوم بالعملين معاً، بخاصّة خلال تجربتي الأولى كمخرج.
-هل طلبت نصيحة أيّ من المخرجين الذين عملت معهم سابقاً؟
أذكر أنّ المخرج Nicolas Winding Refn قال لي جملة شهيرة اقتبسها من المخرج الفرنسي François Truffaut: خلال اليوم الأوّل من التصوير، سوف تطمح إلى ابتكار تحفة فنيّة. في منتصف الطريق، سوف تتمنّى أن تقدّم عملاً جيّداً. أمّا في نهاية التصوير، لن تتمنّى سوى أن تتمكّن من إنهاء الفيلم!
–هل ترغب في أن تمشي على خطى ممثّلين/مخرجين ناجحين آخرين كـ Clooney George وClint Eastwood ؟
أرغب في ممارسة الإخراج والتمثيل، لكنّني أنتظر الآن على أمل أن تكون أصداء فيلمي الأوّل جيّدة. وآمل ألّا أضيّع هذه الفرصة سدى لأنّها قد لا تتكرّر. لكنّني وضعت كلّ ما عندي في هذا الفيلم وأتمنّى أن أتمكّن من الإخراج مجدّداً.
-تميل إلى لعب شخصيّات دخيلة في أفلامك، فهل أنت كذلك في الحقيقة؟
أنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة بعض الشيء، لذلك لا أتواصل مع العالم كما معظم الأشخاص. لكنّني لا أفكّر في هذا الموضوع، بل أفضّل أن أستكشف العالم وأتعرّف إلى الناس بطريقة صادقة وحقيقيّة. كما أنّني أحبّ أن أعيش كلّ يوم بنوع من الحريّة والفضول، وألّا أخطّط كثيراً لليوم أو للغد.
-هل تعتقد أنّ موهبتك في التمثيل تعود إلى نشأتك في جوّ من الحرّيّة حيث يمكنك أن تغذّي خيالك؟
أعتقد ذلك، لكنّ عدداً كبيراً من الممثّلين الناجحين تلقّوا تدريباً كلاسيكيّاً، فلا أحد يهتمّ بالطريقة التي صقل فيها الممثل موهبته طالما أنّه يبرع في عمله. لكنّني أعتقد أنّه يسهّل عليّ إبراز الشخصيّات التي تنظر إلى العالم بشكل مختلف.
-برأيك، أيّ فيلم جعلك تبرز كممثّل؟
فيلم The Believer للمخرج Henry Bean، والذي ألقى الضوء على مهاراتي التمثيليّة. فقبل هذا الفيلم، كان الناس يعرفونني من خلال عملي في Young Hercules وThe Mickey Mouse Club، ما صعّب إمكانيّة حصولي على تجارب أداء في أفلام جديّة. لكن بعد ظهوري في The Believer، زادت مصداقيّتي كممثّل، ما فتح أمامي أبواباً جديدة. وأعتقد أنّني لو لم أمثّل في هذا الفيلم، لما حصلت على دوري في The Notebook الذي كان مهمّاً لمسيرتي المهنيّة.
–هل تحاول الابتعاد حاليّاً عن الأدوار الرومانسيّة؟
كنت محظوظاً بلعب عدد من الأدوار الرومانسيّة، لكنّني لا أعتقد أنّ هذا النوع هو قدري كممثّل، لذلك أفضّل حاليّاً الأدوار المعقّدة. في المقابل، قد أقبل أيّ نوع من الأدوار إذا وجدت السيناريو ذكيّاً وجميلاً، بخاصّة عندما يقدّم المخرج الموضوع بنظرة مختلفة عن النظرة العامّة.