عندما نراجع تاريخ النجمات الأيقونيات العالميات، لا يمكن إلا وأن تستوقفنا الممثّلة Romy Schneider التي سطع نجمها في فترة الخمسينات وهي في الـ 15 من عمرها، بعدما أبدعت في فيلم When the White Lilacs Bloom Again في العام 1953، محوّلة أنظار العالم إليها بفضل جمالها الأخّاذ وجاذبيّتها الاستثنائيّة، بالإضافة إلى موهبتها الفطريّة التي حوّلتها بسرعة قياسيّة إلى نجمة لامعة وساطعة في فضاء السينما العالميّة.
جمال نادر
عندما يشاهد المرء صور Schneider، يلاحظ أنّ العالم بات يفتقد الجمال الطبيعي الآسر الذي يحمل غموضاً استثنائياً ويعكس سحراً أخّاذاً. تتميّز النجمة ذات الأصول النمساويّة والألمانيّة بعينيها الواسعتين اللتين تتموّجان ما بين اللونين العسلي والأزرق، بالإضافة إلى بشرتها البيضاء النقيّة، وشعرها الأحمر الذي ميّزها عن بنات جيلها في تلك الفترة، والذي حوّلته في مراحل متقدّمة من حياتها المهنيّة إلى اللون الذهبي.
لعلّ أكثر ما يميّز هذه النجمة الأيقونيّة، أنّه كان باستطاعتها تحويل شكلها وإطلالتها من المرأة البريئة والناعمة، إلى المرأة القويّة والجذّابة التي تعرف كيف تلفت الرجل بأنوثتها المطلقة وسحرها الغامض، ما ساعدها كثيراً على لعب أدوار مختلفة ومتنوّعة خلال مسيرتها المهنيّة. Schneider التي لعبت أدواراً في أفلام فرنسيّة عديدة وربطتها قصّة حب بالممثّل الفرنسي الشهير Alain Delon، ساهمت بشكل مباشر في تعزيز مكانة فرنسا على خارطة السينما العالميّة.
أسلوبها
عرفت Romy Schneider كيف تبرز أنوثتها، وكيف تصبح رمزاً للأناقة والجمال طوال 3 عقود من الزمن، إذ لطالما تمتّعت بحس الموضة الكلاسيكي الأنيق. كانت تعشق التنانير التي تصل إلى الركبة، بالإضافة إلى فساتين Chanel باللونين الأبيض والأسود. ففي العالم 1969، تألّقت Schneider بفستان وحذاء أسود للدار الفرنسيّة في فيلم Les Choses De La Vie، كما كانت تهوى ارتداء المعاطف الرقيقة والجزمات الجلديّة العالية. أما أكثر ما يميّز إطلالات Schneider المختلفة، فهو حرصها على التزيّن بالأكسسوارات المختلفة لتعزيز أناقتها، لا سيّما أكسسوارات الرأس والقبّعات المبتكرة، ناهيك عن عقود اللؤلؤ التي كانت لا تستغني عنها.
باختصار، إنّ أسلوب Romy Schneider هو كلاسيكي وبسيط بامتياز، في غاية الرقي والأناقة، فالقطع التي كانت ترتديها يمكن للسيدة العصريّة أن تتزيّن بها حتى في أيامنا هذه.
مآس متتالية
كانت حياة Schneider الشخصيّة حافلة بالمطبات والأحزان التي ساهمت في انهيارها تدريجياً. ففي العام 1979، أقدم زوجها الأول المخرج Harry Meyen على الانتحار، بعد مرور 13 عاماً على زواجهما. أما ما أوصل Schneider إلى الحضيض، فكان وفاة ابنها في العام 1981 في حادث مؤلم، ما دفعها إلى اللجوء إلى المهدّئات، وأدّى إلى مقتلها في العام 1982 في شقتها في باريس، بعدما تناولت جرعة زائدة من المهدّئات، فتوفّيت عن عمر ناهز الـ44 عاماً. إلا أنّه ورغم المآسي العديدة التي عاشتها، استطاعت Schneider أن تحافظ على رشاقتها وجمالها الطبيعي رغم تقدّمها في السنّ. فمَن يقارن صورها وهي لا تزال طفلة، بصورها في سن الـ35، يلاحظ أنّ معالم التقدّم في السن تكاد تظهر على وجهها، ما يجعلها إحدى النجمات القليلات اللواتي استطعن الحفاظ على جمالهنّ مع مرور السنين.