عندما توفّيت Marlene Dietrich عن عمر ناهز الـ90 عاماً في العام 1992، كتبت صحيفة New York Times أنّ الوسط الفنّي خسر رمزاً من رموز الرقي في السينما العالميّة، وفنانة ذات شخصيّة استثنائيّة وأيقونة في عالم الموضة لا يمكن أن تتكرّر. لم تكن الصحيفة الأميركيّة مخطئة في هذه الخلاصة، فمن يطّلع على حياة هذه الأيقونة الخالدة التي حفرت اسمها في تاريخ السينما، سيدرك أهميّة الإرث الذي تركته إن في السينما أو في الموضة.
نجاح استثنائي
ولدت Marlene Dietrich في برلين في العام 1901 في كنف عائلة ثريّة. عندما كانت في المدرسة، تعلّمت العزف على الكمان وعشقت المسرح والشعر. بعد حصولها على أدوار مسرحيّة صغيرة، سطع نجم الممثّلة الألمانيّة في العام 1929، وتحديداً في فيلم The Blue Angel، حيث أبدعت بأدائها وأظهرت مواهبها التمثيليّة والغنائيّة، فانتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، ووقّعت عقداً مع شركة Paramount Pictures الإنتاجيّة، لتحصد بعدها النجاح تلو الآخر. كانت Dietrich تُعتبر من الممثّلات الأعلى أجراً في تلك الفترة، إذ كان يتراوح ما بين 250 و400 ألف دولار، وهو يعتبر مبلغاً هائلاً بالنسبة إلى فترة الثلاثينات. وعلى مدى خمسة عقود، أبدعت Dietrich في السينما والمسرح، واستمرّت في تقديم أحلى العروض على أهم المسارح في العالم حتى العام 1975، تاريخ اعتزالها، وذلك إثر سقوطها عن المسرح و تعرّضها لإصابة في فخذها.
إطلالة ذكوريّة
أبت الممثلة الألمانيّة اعتماد أسلوب واحد في الموضة والأزياء، بل تنوّعت إطلالاتها خلال مسيرتها المهنيّة، لعلّ أبرزها كان الإطلالة الذكوريّة التي تجسّدت بارتداء بدلات كلاسيكيّة مؤلّفة من 3 قطع، محدثة زلزالاً في عالم الموضة النسائيّة ومثبتة أنّ باستطاعة المرأة أن تكون أنثويّة وأنيقة من دون ارتداء الفساتين التقليديّة.
القبّعة رفيقتها الدائمة
مهما تنوّعت أزياؤها، كانت القبّعة بمختلف أشكالها وأحجامها رفيقة Dietrich في كل المناسبات والأوقات، وباتت علامتها الفارقة في الموضة. فالقبّعة عكست شخصيّتها القويّة والجريئة والمتمرّدة، وزادت من إطلالتها غموضاً وجاذبيّة.
إطلالة فاتنة
رغم عشقها للملابس الرجاليّة، إلا أنّ ذلك لم يمنعها من ارتداء أزياء تبرز مفاتنها، فكانت تذهل الحضور بفساتين طويلة ضيّقة على الجسم من توقيع دور عالميّة فاخرة، بالإضافة إلى التنانير الضيّقة التي تصل إلى الكاحل Pencil Skirts، والبلوزات الحريريّة الأنثويّة.
ماكياج بارز
تشتهر Dietrich بنظرتها الثاقبة وعينيها البارزتين، وكانت تعزّز من غموضهما وجمالهما من خلال تطبيق ظلال عيون رماديّة بتدرّجات مختلفة، وتحديدهما بقلم تحديد العيون الأسود، بالإضافة إلى إبراز رموشها من خلال الماسكارا السميكة.
أما أكثر ما ميّز إطلالتها، فهما حاجباها الرفيعان اللذان يتّخذان شكل نصف دائرة، وهو شكل لم يعد رائجاً في الأعوام الأخيرة، كما كانت تضع على شفتيها أحمر شفاه باللون البنّي الفاتح.
بالنسبة إلى شعرها، فكان قصيراً بقصّة الريترو، يتميّز باللون الأحمر. ومع تقدّم مسيرتها المهنيّة، صبغته باللونين الأشقر والنحاسي، ما كسر من إطلالتها التقليديّة التي اعتاد الجمهور رؤيتها بها.
