The interview Feed – ترجمة: أرليت صليبا
يُعرف Bruce Willis بجمله القصيرة والفظّة في الأفلام. لكن في الحياة الواقعيّة، تصبح هذه الجمل غنيّة بالفكاهة. فقد يكون هذا الممثّل البالغ من العمر 58 عاماً من أشهر نجوم أفلام الحركة، إلا أنّ السيّارات السريعة والأسلحة لا تستهويه أبداً.
يقول Bruce Willis في ذلك: «كلّ ما أحاول فعله هو أن أرفّه عن الناس. وتأتي مشاهد الحركة جزءاً من أحد أنواع الترفيه، علماً أنّ هذا النوع ليس المفضّل لديّ. فأنا أحبّ إضحاك الناس أكثر ممّا أحبّ تمثيل مشاهد القتال في الأفلام». وما يزيد من غرابة هذا التصريح، الضجر والرتابة اللذان يبدوان في صوت Willis. لكن لا شكّ في أنّ واقع أنّه يتحدّث بالمطلق، يسجّل تقدّماً ملحوظاً.
وإذ كنّا ننتظر بدء المقابلة، قيل لنا إنّ Willis سوف يتأخّر قليلاً لأنّه يرغب في تناول المثلّجات. وفور انتهاء الاستراحة، دخلنا جناح الممثّل في الفندق، وتفاجأنا لرؤيته مرتدياً رداء الحمّام فوق ملابسه، لم نفهم السبب وراء اختياره هذه الإطلالة التي تُعتبر خطأ فادحاً في عالم الموضة والأزياء.
آخر أفلامه
بعيداً عن إطلالة Bruce Willis غير الاعتياديّة، لا بدّ لنا من التحدّث عن فيلمه الأخير Red 2. إنّه الجزء الثاني من فيلم Red الذي لاقى نجاحاً باهراً في العام 2010، والذي ضمّ إلى جانب Willis، الممثّلين John Malkovich وDame Helen Mirren في دور محقّقين متقاعدين في وكالة المخابرات المركزيّة، يعملان معاً بهدف الكشف عن قاتل يهدّد حياة العميل السرّي السابق Frank Moses الذي يلعب دوره Willis.
أمّا في الجزء الثاني، فقد اجتمع الفريق لكي يتعقّب جهازاً قاتلاً مفقوداً قد يهدّد توازن القوى في العالم. ولا يخلو الفيلم أيضاً من الرومانسيّة التي تظهر من خلال علاقة تجمع بين Frank وSarah التي التقاها في الجزء الأوّل، والتي تلعب دورها الممثّلة Mary-Louise Parker. يظهر Frank غير جاهز لخوض علاقة، ويسعى إلى عيش حياته بسلام وهدوء، في حين أنّ Sarah متشوّقة لدخول شخص إلى حياتها.
فهل يوافق Willis على أنّهما يعيشان حياة مملّة وخالية من أيّ تجدّد؟
يسود صمت عميق بينما يستغرق Willis في التفكير في السؤال، ثمّ يجيب قائلاً: «تعجبني فكرة أن أكون ساذجاً في ما يتعلّق بالمشاهد الرومانسيّة، لأنّني أعتقد أنّني أحسن التصرّف في المواقف الرومانسيّة في الحياة الواقعيّة. وأؤكّد على أنّني استمتعت كثيراً في لعب دور شخصيّة Frank في Red 2».
في الواقع، يعتبر هذا الفيلم ملحميّاً، إذ إنّه صُوّر في باريس ولندن وطوكيو. إلّا أنّ Willis مهتمّ أكثر في أنّ السيناريو سيؤثّر بطريقة إيجابيّة في المشاهدين. يقول Willis في ذلك: «عندما حضّرنا الجزء الأوّل، كنّا طموحين للغاية. فنادراً ما يوافق المنتجون على صنع فيلم يجمع بين الحركة والرومانسيّة والكوميديا. في الواقع، اعتقدت أنّهم سيلغون إحدى هذه النواحي، لكنّني كنت مخطئاً. لذلك، عمل الكتّاب على تعزيز النواحي كلّها في هذا الجزء».
أجواء التصوير
وعلى الرغم من مرور 18 شهراً على الجزء الأوّل من Red، يقول Willis إنّه في اليوم الأوّل من تصوير Red 2، بدا الممثّلون وكأنّهم لم يفترقوا أبداً. كما أنّ العمل لم يكن مرهقاً إطلاقاً: «كنّا نذهب إلى مكان التصوير متحمّسين ومستعدّين لمنح شيء مميّز من ذاتنا لجعل الفيلم أفضل». وقد انضمّ إلى الممثّلين في الجزء الثاني، كلّ من Catherine Zeta Jones وByung Hun Lee من كوريا الجنوبيّة و Anthony Hopkins. ويعبّر Willis عن إعجابه بطاقم الممثّلين قائلاً: «أحبّ أن أعمل ضمن طاقم من الممثّلين، وبشكل خاصّ مع هذه المجموعة من الممثّلين. فكلّ ما نفعله طيلة النهار هو محاولة إضحاك بعضنا البعض، متمنّين أن يظهر ذلك في الفيلم وأن يضحك المشاهدون أيضاً». ويبدو أنّ Hopkins أيضاً يستمتع بأداء شخصيّة العالم العبقريّ Edward Bailey.
بداياته
ومع أنّ Red مستوحى من سلسلة كتب هزليّة ابتكرت منذ 10 سنوات، يؤكّد لنا Willis أنّه لم يكن يوماً من محبّي هذا النوع من الكتب، بل كان يمضي غالبيّة وقته في اللعب خارج المنزل. أمّا اهتمامه بالتمثيل، فبدأ في مرحلة الدراسة الثانويّة. وبعد تخرّجه في الجامعة، قرّر صقل مهاراته التمثيليّة من خلال المشاركة في عدد من المسرحيّات والإعلانات التلفزيونيّة قبل أن يحصل على الدور الرئيسي في مسرحيّة Fool For Love في العام 1984. يقول Willis عن المسرح: «عندما نتكلّم عن أصعب أنواع التمثيل، نتكلّم من دون شكّ عن المسرح حيث لا مجال لإعادة المشهد».
وفي السنة التالية، اختير من بين 3 آلاف ممثّل للعب دور المحقّق الخاصّ David Addison في المسلسل التلفزيوني الناجح Moonlighting. في العام 1987، خطى خطوته الأولى في عالم السينما حين مثّل في فيلم الكوميديا الرومانسيّة Blind Date مع Kim Basinger. وفي العام 1988، لعب دور John McClane في أوّل جزء من فيلم الحركة الناجح Die Hard. وقد حافظ Willis على هذا الدور في الأجزاء الأربعة التالية والتي كان آخرها في بداية هذا العام. ويُشاع أنّ الجزء الخامس سيرى النور في العام 2015.
شارك Willis في عدد كبير من أفلام الحركة من مثل Looper وG.I. Joe: Retaliation وThe Expendables 2، ولا يخفى على أحد أنّ هذا النوع من الأفلام يفرض على الممثّل الحفاظ على رشاقته. وفي هذا السياق، يهزّ الممثّل كتفيه ويقول: «يؤدّي الغرور دوراً أساسيّاً في الحفاظ على الرشاقة لأنّه يدفعك إلى التفكير في الطعام الذي تتناوله وفي رفع الأثقال». من ناحية أخرى، يطلعنا Willis على رغبته في تمثيل المشاهد الخطرة بنفسه، لكنّه يؤكّد على أنّ ذلك غير مسموح بتاتاً. فهو الممثّل الأعلى أجراً في العالم، وقد تخطّت إيرادات أفلامه المليار ونصف مليون دولار.
حياته الخاصة
بالانتقال إلى حياته الخاصّة، لا يخفي Willis تعلّقه بزوجته منذ أربع سنوات Emma Heming وابنتهما Mabel البالغة من العمر 16 شهراً: «لا شكّ في أنّني محظوظ لأنّني أستطيع اصطحاب عائلتي معي عندما أسافر. فلو لم تكونا قريبتين منّي لكان العمل معي
لا يحتمل».
وللممثّل أيضاً 3 بنات من زوجته السابقة Demi Moore هنّ Rumer وScout وTallulah اللواتي يبلغن من العمر على التوالي 24 عاماً و22 عاماً و19 عاماً. وبالحديث عن بناته، يقول ممازحاً: «أنفق أموالي كلّها على بناتي. في الواقع، عليّ أن أذهب إلى العمل عندما تنتهي المقابلة». فأغتنم هذه الفرصة لكي ألفت انتباهه إلى أنّ زميلته Parker وصفته بالرجل اللطيف، وأسأله ما إذا كان يفضّل إبقاء هذه الملاحظة سريّة بهدف الحفاظ على صورة الرجل المعتدّ بذكوريّته، فيرتسم أثر ابتسامة على شفتيه، ويجيب قائلاً: «هذا لطف منها». وإذ ننهي المقابلة، لا يمكنني سوى أن أفكّر في أنّ Bruce Willis سيبقى لغزاً، أقلّه في الوقت الحاضر.