في جعبتها أعمال دراميّة كثيرة طبعت مسيرتها التمثيليّة، تنوّعت ما بين الكوميديّة والتراجيديّة والرومانسيّة. إنّها الممثلة المصريّة يسرا اللوزي، التي نراها حالياً تزيّن شاشاتنا العربيّة، خصوصاً أنّ برنامج X Factor يعرض على أكثر من محطة عربيّة. هي مقدّمة ذلك البرنامج، استطاعت خلال فترة قصيرة أن تثبت لنفسها وللآخرين أنّها قادرة على تقديم برنامج ضخم رغم خوفها الشديد من هذه التجربة سابقاً. صريحة، متزنة، فرحة ومتفائلة، هذه هي صفات نجمة الغلاف، وهذا ما ستلمسينه خلال هذا اللقاء.
من نجمة في الدراما المصريّة إلى تقديم برنامج X Factor. إلى أي مدى أنت راضية عن هذه التجربة؟
من الصعب أن أحسم أمري، خصوصاً أنّ البرنامج لا يزال قائماً، إنما لست نادمة بتاتاً على هذه التجربة. كل ما يحدث الآن يجري بسرعة، لذا سأنتظر انتهاء البرنامج، لأعيد حساباتي وأقرّر نتيجة تلك المرحلة. لا أنكر أنّ هذه التجربة أضافت لي الكثير على الصعيدين الشخصي والمهني، إنما تبقى للتمثيل مكانة خاصة لدي، لذا تركيزي الأكبر هو في مجال الدراما.
يقال إنّ الممثل الجيّد بإمكانه أن يؤدي دور الإعلامي. فهل هذا صحيح أم إنّ المهمّة أصعب بكثير من القول؟
دور الإعلامي في عمل ما، يختلف كلياً عن الوقوف على المسرح أمام ملايين الناس… الأمر فيه الكثير من الصعوبة، لا سيما أنّها المرة الأولى التي أقف فيها على المسرح في بثّ مباشر وهذا لا تجده في العمل الدرامي، حيث بإمكانك أن تعيش المشهد أكثر من مرة، كما أنّ المخرج دائماً ما يكون إلى جانبك، يساندك برؤيته وتوجّهاته.
X Factor، أخذ نصيبه من الأصداء الإيجابيّة، لكن طالته أيضاً العديد من الانتقادات السلبيّة. فهل أثّر هذا الأمر عليك؟
إطلاقاً، تعلّمت خلال مشواري الفني الذي تخطّى العشر سنوات أنّ ما من شيء يرضي جميع الناس. فكل شخص ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، ومهما كان العمل جميلاً ومتقناً، فإنّ كثيرين سيرون فيه علّة ما، وهذا أمر طبيعي لأنّ الأذواق تختلف بين شخص وآخر. كما أنّ أعداء النجاح وجدوا بالأمس وهم موجودون اليوم وستجدهم أمامك غداً لا محالة، ليس هدفهم إلا الهمز ومحاولة التقليل من إنجازات الآخرين.
هل الظهور في هذا البرنامج خدم مسيرتك التمثيليّة؟
هو خدم ناحية معيّنة من شخصيّتي، إذ كنت أشعر بالقلق حين يطلب مني أن أدير حواراً ما أو أن أقدّم عرضاً ما حين كنت على مقاعد الدراسة. أما اليوم، فتغلّبت على هذا الخوف وأصبحت متمكّنة أكثر بكثير.
من يهتم بإطلالاتك على المسرح؟
المصمّم ومنسّق الأزياء اللبناني محمد خضرا، وأنا سعيدة باختياراته، إنما القرار الأخير يعود إلى شركة الإنتاج والقيّمين على البرنامج، خصوصاً أنّ مظهر المقدّمة عامل أساسي في البرنامج، لكنّني أفضّل اللوكات الأكثر بساطة، إنما كوني مقدّمة X Factor، فعليّ أن أحترم بنود هذا البرنامج.
كيف وجدت تعامل الصحافة العربيّة معك؟
سبق وظهرت على أغلفة مجلات عربيّة عدة، إنما في ما يتعلّق بهذه التجربة الجديدة، أرى أنّ الصحافة العربيّة دعمتني كثيراً ولا تزال وهي مشكورة على كل جهد تقوم به من أجلي، وهذا يسعدني كثيراً. الانتقادات الإيجابيّة أكثر بكثير من السلبيّة، علماً أنّ من انتقد البرنامج في بداياته، لم يقصدني يوماً، بل انتقد أموراً أخرى.
حين تتعرّضين لانتقادات لاذعة أو تقومين بخطوة ناقصة، كيف تتخطّين تلك الأمور؟
عملنا يحيط به الغموض، إذ كل عمل تقوم به تكون نتيجته غير محسومة إلا بعد عرضه على الشاشة، وهذا أمر مقلق… غالباً ما أقول إنّ عملي أشبه بالـRussian Roulette، فإبمكانك أن تمثّل إلى جانب مخرج كبير، إنما قد تتفاجأ بالنتيجة.
تقومين حالياً بتصوير آدم وجميلة. أخبرينا عن هذا العمل؟
هو مسلسل من 60 حلقة، ستعرض ثلاثون حلقة منه خلال شهر رمضان، على أن يستكمل لاحقاً. تدور أحداث المسلسل حول علاقة «آدم وجميلة» والحب الذي يستمر لسنين بين الأمل والخوف من الفراق وطمع الأهل وسوء النوايا، فتمر هذه العلاقة بالكثير من الصعاب في رحلة البحث عن الذات والحب والطفولة والأمان.
منتج العمل اللبناني صادق الصباح لفت إلى أنّ هذا العمل ينتمي إلى نمط خاص وجديد على صعيد الدراما المصريّة والعربيّة على حد سواء، فهو يحمل كل المقوّمات العربيّة ولكن بنكهة تركيّة، ما كان قصده؟
العمل ليس قائماً على قصة واحدة تدور حول الشخصيّتين الأساسيّتين أي آدم وجميلة، بل هو يلقي الضوء على أكثر من قضيّة، كما أنّ العمل يحتوي على موسيقى تصويريّة مميّزة جداً وهذا ما سيلمسه المشاهد العربي من الحلقة الأولى، خصوصاً أنّه يهوى متابعة المشاهد الدراميّة، القاسية نوعاً ما، لذا كان لا بد من إرفاقها بموسيقى تعبّر عن هذا الحزن، ما تسمح للعمل بأن يترك أثراً عند المشاهد.
إلى أي مدى أثّرت الدراما التركيّة سلباً على الدراما العربيّة؟
كل ما في الأمر أنّها الموضة الرائجة حالياً، كما حصل في السابق مع المسلسلات المكسيكيّة. ورغم أنّ الدراما المصريّة تنتج أكثر من 60 عملاً في العام، إلا أنّ الجمهور ترك كل شيء خلفه وتسمّر لمتابعة الأعمال التركيّة. وهذا محزن للأسف، إنما لا يخفى على أحد أنّ الدراما التركيّة دفعت المنتجين العرب إلى البحث عن نقاط القوّة في هذه الأعمال وترجمتها في أعمالنا العربيّة.
أين أنت من السينما؟
سبق وصوّرت منذ أشهر قليلة فيلماً سينمائياً بعنوان «هاتولي راجل»، وهو عمل ينتمى إلى نوعيّة الأفلام الكوميديّة الرومانسيّة، وهو من بطولة أحمد الفيشاوي، شريف رمزي، إيمي سمير غانم وغيرهم. من المتوقّع أن يبصر النور قريباً.
لمَ أنت مقلّة في الأعمال السينمائيّة خصوصاً أنّ مشاركاتك الأولى درامياً كانت من خلال الشاشة الفضيّة؟
لو عاد الأمر لي، لكنت شاركت في أعمال سينمائيّة على الدوام، إنما نعاني للأسف من ضعف في كتابة السيناريوهات وضعف في الإنتاج لكنّني والحمد لله موجودة في السينما… ففي العام 2010، صوّرت ثلاثة أعمال سينمائيّة، وظهرت كلها في العام التالي، كذلك صوّرت فيلمين في العام 2011، وظهرت تباعاً في العام الفائت.
هل ثمة إقبال شديد على دور العرض؟
للأسف، معظم الناس قابعون في منازلهم بسبب ما تمر به مصر… الإيرادات ضعيفة جداً خصوصاً أنّ سعر التذكرة الواحدة مكلف، والحياة الاقتصاديّة أصبحت قاسية جداً.