حوار: نيكولا عازار – تصوير: Direct Studio
رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، إلا أنّ الدراما السوريّة حاضرة بقوّة في هذا الموسم الرمضاني. عشرات المسلسلات تجتاح شاشاتنا العربيّة، واللافت أنّها تستقطب نسبة مشاهدة عالية، في غياب الدراما التركيّة التي تم إيقاف عرضها خلال هذه الفترة. هي ممثلة بكل المعايير، أثبتت أنّ الجمال مجرّد صفة حين تتم مقارنته بموهبة التمثيل، خصوصاً أنّها تمكّنت من أن تظهر للجميع مدى تمكّنها من تلك الموهبة وما هي قادرة على فعله. تشارك اليوم في ستة أعمال لا يستهان بها، معها نغوص في أعماق الدراما السوريّة، نكتشف معاً سرّ الممثل السوري، ونناقش شراً لا بدّ منه. إنّها الممثلة السوريّة هبة نور.
-تطلّين هذا العام من خلال ستة أعمال: الجزء الثالث من «الولادة من الخاصرة»، «سكر وسط»، الجزء الثاني من «زمن البرغوت»، «قمر الشام»، «صبايا» في جزئه الخامس و«صرخة روح». كيف هو الإقبال على تلك الأعمال؟
«كتّر خير الله» أتلقّى ردود أفعال إيجابيّة على كل تلك الأعمال، كما أنّ ثمة متابعة عالية من قبل الجمهور العربي. واللافت أنّ المشاهدين أعجبوا كثيراً بأدائي في الأعمال الشاميّة.
-كيف وجدت الإقبال على الدراما السوريّة، إذ يقال إنّ الدراما المصريّة تفوّقت هذا العام على زميلتها؟
رغم الظروف التي تمرّ بها البلاد ورغم المحاربة السياسيّة التي تتعرّض لها، إلا أنّ الدراما السوريّة فرضت نفسها بقوّة على الساحة الدراميّة، مثل «الولادة من الخاصرة» و«سنعود بعد قليل» وغيرهما. الأعمال الدراميّة السوريّة هذا العام، أهم بكثير من العام السابق، وهي لم تتراجع أمام زميلتها المصريّة التي هي بدورها متفوّقة أيضاً.
-أي أعمال تشاهدين خلال هذا الموسم؟
أعمالي طبعاً، كما أشاهد «سنعود بعد قليل» و«لعبة الموت» و«الشك»، بالإضافة إلى بعض المقتطفات من أعمال أخرى.
-كيف تقيّمين مشاركة الممثلين اللبنانيين في أعمال سوريّة ومصريّة؟
يشارك الفنانون اللبنانيون في أعمال دراميّة عدّة، وقد فرضوا أنفسهم بقوّة هذا الموسم، وهم يؤكدون مرة أخرى أنّهم أصحاب مواهب فذّة. هذا التعاون اللبناني السوري أو المصري اللبناني جميل ويؤكد أنّ الفن للجميع. ورغم شبه غياب الأعمال الدراميّة اللبنانيّة، إلا أنّ لبنان لا يزال متفوّقاً في مجالات عدّة كالغناء والإعلام.
-كيف وجدت الوقوف إلى جانب الممثل عباس النوري في «سكر وسط»؟
سعدت كثيراً بهذا العمل، لا سيما أنّني ألعب دور الزوجة… عباس ممثل قدير، وتواجده في أي عمل يعطي طاقة لكل الممثلين المشاركين… هو مكسب لي ولطاقم العمل.
-معظم الممثلين السوريين يتمتّعون بموهبة عالية، من صغيرهم إلى كبيرهم. ما هو سرّكم؟
الموهبة هي التي تحكم على كل ممثل، فإذا لم يملكها، خسر مكانته…. الدراما السوريّة تتمتّع بكل العناصر الجيّدة من كتّاب ومنتجين وممثلين ومواهب فذة، استطاعت أن تثبت نفسها، رغم أنّها لم تدخل أي معهد فني. يعود فضل نجاح الدراما السوريّة، إلى أسماء قديرة لها باع طويلة في هذا المجال، أسست خطوطه ورسمت هندسته، حتى وصلنا إلى مجال قائم بحد ذاته. دائماً ما أُسأل عن طموحاتي وعما إذا كانت الشهرة هدفي، فأجيب أنّ الأخيرة ليست معيار النجاح، بل أن يترك المرء بصمة ما أو أن يترك أثراً في قلوب الناس.
-شاركت في أعمال كثيرة ضخمة، قدّمت من خلالها أداء متميّزاً. ألم يحن الوقت لأن تقدّمي أدواراً بطوليّة مطلقة؟
أتمنّى ذلك، إنما الأمر مرتبط بالمخرج والمنتج. على كل حال، أنا راضية عن المكانة التي وصلت إليها حالياً، علماً أنّني رسمت دربي خطوة خطوة. وفي كل عام، أحصد نجاحاً أكبر مما سبقه، وهذا الأمر ألمسه من المعجبين، وحتى من العاملين في المجال. كما أنّ ثمة تقديراً كبيراً من المخرجين الذين أتعامل معهم، وهذا يفرحني ويؤكد لي أنّني على الطريق الصحيح.
-يفضّل بعض الممثلين عدم خوض السباق الرمضاني بأكثر من عمل واحد خوفاً من أن يكون عمل ما أضعف من الآخر. هذا ما لا نلمسه في اختياراتك، إنما أوليس تلك النظريّة واقعيّة؟
أنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، أي أرى أنّ العمل الجيّد ينقذ الممثل حتى لو شارك في عمل آخر أقل مستوى… ربما من الأفضل له أن يقدّم أعمالاً عدّة، لأنّه لو شارك في عمل واحد وكان ضعيفاً، لجاءت النتيجة غير مرضية له وللمشاهد الذي يكون حكمه قاسياً أحياناً. كما أرى أنّ التنويع عامل أساسي في نجاح الممثل، لأنّ ذلك يحول دون وقوعه في التكرار، علماً أنّني قدّمت في هذا الموسم أدواراً متنوّعة وشخصيات مختلفة، من البيئة الشاميّة إلى المعاصرة، وحتى الدراما الاجتماعيّة الخفيفة.
-نلاحظ أنّ البيئة الشاميّة حاضرة في الأعمال الدراميّة. إلى أي مدى لا تزال قادرة على استقطاب المشاهدين في ظل الوضع الذي تشهده سوريا حالياً؟
البيئة الشاميّة جزء لا يتجزأ من دراما رمضان، ورغم نجاح هذه النوعيّة من الأعمال، إلا أنّ ثمة أعمالاً كثيرة نجحت ولم تتطرّق إلى البيئة الشاميّة، مثلاً نجاح الجزء الثالث من «باب الحارة» واجهه نجاح آخر لمسلسل كوميدي حمل عنوان «ضيعة ضايعة»… كما أنّ الدراما التركيّة أعادت موضة الدراما الرومانسيّة، والمشاهد أصبح نوعاً ما مدمناً على تلك النوعيّة من الأعمال، لذا نشاهد اليوم أعمالاً سوريّة رومانسيّة بامتياز بعيدة نوعاً ما عن الأوضاع التي تعيشها بلدان عربيّة عدة. وفي المقابل، ثمة أعمال قليلة تنقل الواقع العربي، لأنّنا لا نستطيع أن نتخلّى عن همومنا ومشاكلنا بسهولة.
-طرح أحد الصحافيين سؤالاً على الكاتبة السوريّة ريم حنا، خلال إطلاق مسلسل «لعبة الموت»، عن غياب الأعمال الدراميّة التي تعالج الوضع السوري الراهن. فأجابت أنّها لا تستطيع أن تكتب عما يجري، لأنّ الصورة ليست واضحة بالنسبه إليها. فهل هذه هي الحقيقة؟
كان من المقرّر أن أشارك في مسلسل «نساء من هذا الزمن» الذي يلقي الضوء على الوضع الراهن، ويكشف النقاب عمن نسمّيهم «تجّار الأزمة». كما يغوص في أوضاع الفقراء الذين يعانون الأمرّين جراء ما يحدث في سوريا، إنما تم تأجيله إلى العام المقبل. كممثلة، أفضّل أن أشارك في أعمال تنقل أوجاع الناس، إذ لا يهمّني أن أغوص في المشاكل السياسيّة.
-ألم تشعري بالخوف حين كنت تمثلين في دمشق؟
إطلاقاً، أؤمن بقضاء الله وقدره… المؤسف أنّ ثمة فنانين تعرّضوا للتهديدات، رغم أنّ بعضهم كان حيادياً، إلا أنّهم لم يسلموا من الأمر. سوريا بلدي ولن أتخلّى عنها، ولا أزال مؤمنة بها وبشعبها الطيّب، وكل ممثل سوري شارك في هذا الموسم، تُرفع له القبّعة لأنّه لم يستسلم.
-سبق وصرّحت أنّ الممثل السوري الذي انتقل إلى العيش خارج بلاده ليس خائناً، بل كل ما في الأمر أنّ الدراما السوريّة ستفتقده هذا العام. كيف ذلك؟
لست في موقع أن أحكم على أحد أو أن أهاجمه، خصوصاً أنّ هناك شائعات كثيرة تطال عدداً كبيراً من الفنانين وهي مغرضة وغير دقيقة، وتعرّضهم لهجوم غير مبرّر. قرّرت أن أبقى في بلدي، ليس خوفاً من شيء، بل لأنّ قراري نابع من صميم قلبي، إنما أنا ضد من يترك بلده ويبدأ بمهاجمته، ناكراً كل الفضائل التي قدّمها له.