دينا زين الدين-بيروت
أكثر من 150 عاماً هو عمر Louis Vuitton، هل هرمت الماركة الفرنسيّة العريقة أم شعر محبوّها لموسم واحد بأنّ منتجاتها تفقد رونقها؟ إطلاقاً!
حقائب السفر هي البداية
تعدّ Vuitton Louis اليوم من أكثر العلامات التجاريّة ثراء وتحقيقاً للأرباح، بسبب صناعة الأزياء الراقية والأكسسوارات المميّزة والحقائب الجلديّة الفاخرة والمجوهرات الثمينة، لكنّ انطلاقتها الفعليّة كانت مع شنط السفر. كان Louis Vuitton شاباً فرنسياً من عائلة ريفيّة فقيرة، غادر قريته سيراً على قدميه قاصداً باريس في العام 1835 لكي يطوّر نفسه ويبني مستقبلاً أفضل، بدأ بالتدرّب على مهنة صناعة صناديق المسافرين وفنّ التوضيب بعدها بعامين، واستمرّ لأعوام عدة في التدرّب لحين أسّس شركته الخاصة وافتتح أول مشغل له في شارع Rue Neuve Des Capucins في وسط باريس في العام 1854.
الرؤية الاستثنائيّة
تميّزت تلك الحقبة بالتطوّرات والابتكارات في قطاعات التكنولوجيا والصناعة والأعمال، لذلك برزت موهبة Vuitton وكان النجاح حليفه، فهو كان صاحب رؤية غير عاديّة، إذ أعاد ابتكار الصندوق المسطّح كنموذج يدلّ على المتانة والأناقة، فشكّل هذا الصندوق القطعة الأولى من شنط السفر الحديثة وكان ذا إطار مصنوع من خشب الحور ومغطّى بقماش كانفا تريانون الرمادي الأنيق.
سرعان ما عرفت حقائب المصمّم الفرنسي شعبيّة واسعة، فكان صانع الحقائب الخاص بزوجة الإمبراطور نابليون الثالث، وانتشرت شهرته إلى الدول المحيطة فوصلت حقائب السفر التي تحمل توقيعه إلى ملك إسبانيا وقيصر روسيا، وصارت له متاجر في العديد من العواصم الأوروبيّة وفي أميركا.
الابن سرّ أبيه
بعد وفاة المؤسس، كان من الطبيعي أن يستلم الابن أعمال الأسرة، ولم يختلف حماس واندفاع Georges عن والده، ويعود له الفضل في إرساء علامة المونوغرام وتضمينها الحرفين الأوّلين من اسم والده لكي يحمي المنتجات من التقليد. وقد قُدّر للمونوغرام أن يتحوّل إلى رمز الشركة وأحد الأركان الأساسيّة للرفاهية العصريّة منذ العام 1896.
استمرّ تطوّر الدار عبر العصور وعرفت بعض الخضّات البسيطة بسبب تقليد منتجاتها والأزمات الاقتصاديّة التي ضربت العالم ولكنّها حافظت على تميّزها وانتشرت متاجرها في غالبيّة دول العالم، وازداد تألقها في العام 1997 مع انضمام Marc Jacobs إليها، فهو وسّع نطاق أعمالها لتشمل الملابس الجاهزة للنساء والرجال، الأحذية، الساعات والمجوهرات، فجمعت المنتجات بين الحرفيّة التقليديّة المعتادة للدار وبين الجنون والابتكار الخاص بـJacobs، وصارت تشكّل تجربة استثنائيّة لأسلوب حياة راق وفريد.
الشعار الأبدي
لعلّ أكثر ما يميّز الدار الفرنسيّة بالإضافة إلى متانة منتجاتها وفخامة الصناعة، هو شعار المونوغرام الذي يوحي تصميمه بالزخرفات اليابانيّة التي انتشرت في الدول الأوروبيّة خلال العصر الفيكتوري، هذا الشعار الذي يرتكز على الزهرة والنجمة عكس فرادة الابتكارات وميّزها عن غيرها في الأسواق، فصار جزءاً لا يتجزأ من هويّتها.
ارتبط اسم Louis Vuitton منذ بداية تأسيسها بعالم الأثرياء والمشاهير، فلطالما أعجبت منتجات هذه الدار الحكّام والملوك، لذلك شكّل امتلاكها حلماً للعامة أو لمتوسّطي الدخل، وهذا الأمر دفع الجماهير العريضة ولا سيما النساء إلى السعي نحو شراء كل ما تقدّمه، متأثّرات بالنجمات المعاصرات اللواتي يتهافتن على اقتناء كل ما يحمل علامة الدار الأسطوريّة.