فيديو

كيف تتخلّصين من العقد النفسيّة

يوليو 19, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

يؤكّد علماء النفس أنّ المرأة تمرّ بمراحل نفسيّة تؤثّر عليها سلباً أكثر من الرجل، خصوصاً عندما تتطوّر بعض مشاكلها الجسديّة والنفسيّة لتتحوّل إلى عقدتصعب معالجتها، وقد يغمرها شعور سلبي فتجد مثلاً أنّها سمينة أو وحيدة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الانعزال كلياً عن محيطها. فما هي أسباب تلك العقد وطرق علاجها؟

 يعرّف القاموس الطبّي كلمة العقد النفسيّة، بأنّها شعور بالنقص الجسدي أو النفسي يولد ويتطوّر مع مرور الزمن. كما أنّ المرأة التي تعاني منها تترسّخ في ذاكرتها صورة مشوّهة عن نفسها، وهي تتنوّع بين العقد الاجتماعيّة والجسديّة.

نظرة المجتمع إلى المرأة

يشير علماء النفس إلى أنّ النساء يعانين من عقد نفسيّة أكثر من الرجال، جراء تفكيرهنّ الدائم بضرورة أن يظهرن بصورة جميلة وكاملة في المجتمع الذي يتواجدن فيه. كما أنّ النساء يتعرّضن لضغط كبير جراء ذلك التفكير، لأنهنّ يعتنين بمظهرهنّ الخارجي كثيراً، وقد تصل الأمور لدى بعضهنّ إلى درجة الهوس، مثل التركيز على الوزن وشكل الجسم وإجراء بعض عمليات التجميل التي قد تكون خطرة.

مرحلة الطفولة

تعتبر مرحلة الطفولة مهمّة في حياة الإنسان، فهي المحطّة الأولى التي على أساسها تبني المرأة حياتها. لذلك، فإنّ أي خلل يطرأ في هذه المرحلة قد يؤدّي إلى نشوء عقد نفسيّة جمّة، كما يلعب المجتمع المحيط بالمرأة دوراً كبيراً في بناء شخصيّتها.

يتّفق العلماء على أنّه قلّما يوجد إنسان لم يتعرّض لبعض الظروف المؤلمة في طفولته وحتى لبعض المواقف الصعبة أو المحرجة في مرحلة شبابه، فإنّ مثل هذه الظروف والمواقف لا تصل بالإنسان إلى درجة المعاناة من العقد النفسيّة إلا إذا كانت تفوق قدرته على تجاوزها أو مواجهتها.

عقدة النقص

كثيرة هي أنواع العقد النفسيّة التي تعاني منها المرأة، أهمّها عقدة النقص، أي عندما تشعر بنقص إما في شكلها الخارجي أو في علاقاتها الاجتماعيّة أو في حالتها الصحيّة والماديّة وغيرها، وهي تنشأ نتيجة تعرّضها لمواقف مختلفة تشعرها بالفشل، فعندما تتكرّر مثل تلك المواقف تميل إلى كبتها وإنكار وجودها وعدم الاعتراف بما لديها من نواقص، حتى أنّ المرأة التي تعاني من النقص تثور وتدافع عن نفسها نافية الأمر. وتندرج تحت تلك العقدة، عقدة النقص العاطفي لا سيما عندما تكبر المرأة في العمر ولا تتزوّج، وكذلك عقدة النقص المادي بسبب الفقر والعوز.

الشكل الخارجي

تنتشر هذه العقدة عند الفتيات في عمر المراهقة، حيث تشعر الفتاة بأنّها قبيحة نظراً إلى ظهور حب الشباب على بشرة وجهها أو بسبب زيادة في وزنها تعود إلى اضطراب في الهرمونات في تلك الفترة من العمر، فتقدم على عزل نفسها والتصرّف بطريقة غريبة مثل الصراخ الدائم والتحدّث بأسلوب استفزازي مع الأهل، وكذلك تناول الطعام بشراهة أو الامتناع عنه نهائياً. وقد تسبّب تلك العقدة ظهور مرض الـAnorexia، أي فقدان الشهيّة العصبي، فتفقد المرأة شهيّتها وتمتنع عن تناول الطعام، وتحاول بشتى الطرق إنقاص وزنها وتشعر بتأنيب الضمير إذا تناولت أي أطعمة، وتخضع نفسها لنظام غذائي قاس، الأمر الذي يعرّض حياتها للخطر، وقد تصل إلى الموت في حال لم تتلقّ المساعدة من المحيطين بها.

أعراضها

قد تقف العقد النفسيّة حاجزاً بينك وبين مستقبلك، ولمعرفة ما إذا كنت تعانين من عقدة نفسيّة إليك أهم أعراضها:

التشاؤم: تجعلك العقد النفسيّة دائمة التشاؤم، تخافين من المستقبل وتتوقّعين أن يصيبك مكروه في أيّ لحظة، وينتابك دائماً شعور بالخوف من يومك وغدك ومستقبلك، الأمر الذي يحرمك من النوم ويجعلك لا تركّزين على عملك.

 تقلّب العواطف: إنّ المرأة التي تعاني من العقد النفسيّة تشعر بتقلّب في عواطفها بين الحب والكراهية للشخص نفسه، أي أنّك تبدين الحب لشخص ما ومن ثم ينقلب شعورك تجاهه من دون سبب معيّن، وهذه المشكلة تعاني منها بعض النساء في علاقتهنّ بالطرف الآخر.

 النسيان: تؤثر العقد النفسيّة على ذاكرة المرأة وتؤدي إلى معاناتها من النسيان وعدم القدرة على تذكّر المعلومات.

 صعوبة في التعبير: تجد المرأة صعوبة في التعبير عن مكنوناتها، وتشعر بتشتّت أفكارها عندما تتحدّث إلى شخص ما، كما تعاني من العجز من مواصلة كلامها وتشعر بضيق في التنفّس وسرعة في دقات القلب.

 يؤكد العلماء أنّه يمكن للمرأة التي تعاني من العقد النفسيّة التخلّص منها بنفسها من دون استشارة معالج نفسي، لكن في بعض الحالات عليها اللجوء إليه للوقوف على حالتها. يعتمد التحليل النفسي على أمرين هما:

– أن تفضي المرأة إلى طبيبها بكل ما يجول في خاطرها من أفكار. إنّ عمليّة البوح بمكنونات نفسها ستبعث فيها الشعور بالارتياح والطمأنينة وبالتالي تخلّصها من حالات القلق.

– وجود المرأة في مكان هادئ وسط جوّ من السكينة حيث تكون كل وسائل الراحة مؤمّنة، كي تستطيع الإفصاح عما يعتملها من مشاعر سلبيّة.

علاجات في منزلك

قبل اللجوء إلى الطبيب النفسي، ننصحك بالقيام ببعض الخطوات التي تساعدك على التخلّص من مشكلتك:

تقنيّة إدارة العقل

اجلسي في حالة تأمّل واسترخاء واغمضي عينيك لاسترجاع ثلاثة أحداث سلبيّة جرت معك وتشعرك بالأسى، ركّزي عليها فيقوم عقلك الداخلي أو الباطني بمراجعة أو تصنيف كل التجارب والذكريات الماضية في حياتك، ثم افصلي بين الذكريات الحزينة وغير السارة عن الذكريات العاديّة والسارة، فسيعطيك عقلك الباطني إشارة إلى أنّه أتم تصنيف الذكريات. وعندما تنتهين من ذلك، ربما تسمعين صوتاً في داخلك أو ترين شيئاً أو تشعرين بأنّ التصنيف قد تم. اطلبي من عقلك الباطني أن يرمز إلى الذكريات السارة بألوان مبهجة وذلك بهدف إحيائها وترسيخها في ذهنك.

الطمأنينة

على المرأة أن تردّد بعض المفردات التي تشعرها بالطمأنينة، على سبيل المثال: «سأنجح في إنجاز ذلك العمل وإنّ إرادتي قويّة لا تلين». كرّري هذه الجملة مرات عدّة وسوف تشعرين بأنّ حالتك الانفعاليّة والمزاجيّة تتحسّن، ما يساعدك على إنجاز العمل بالفعل، وينجح الجسم في شحذ كل قدراته البيولوجيّة والنفسيّة في هذا الاتجاه.

تضع أهم مدارس العلاج النفسي المنتشرة في العالم، علاج المرأة من العقد النفسيّة من خلال تعديل تفكيرها وتنمية قدرتها على السيطرة على نفسها وإيقاف سلسلة الأفكار السلبيّة التي تثير مراكز الانفعال لديها.

الهدوء وتمالك الأعصاب

يساعد الاستماع إلى الموسيقى الهادئة على تمالك نفسك ويبعدك عن التوتّر الذي تعيشينه. ينصح بالاستماع إلى الموسيقى عندما تشعرين بتراجع في نفسيّتك، فالموسيقى عامل يجلب السكينة ويخفّف من الآلام النفسيّة.

 

التحدّث إلى الآخرين

على المرأة أن تكون اجتماعيّة وأن تتقرّب من المحيطين بها ومن أصدقائها أو زوجها لتفرغ ما يختلج في صدرها وما يثير الحزن في نفسها، فعليها مثلاً أن تخبر شريكها إذا كانت تعاني من عقدة الشكل الخارجي، إذ يعتبر التحدّث بالمشكلة والاعتراف بها من أولى وسائل العلاج. وتقع على الطرف الآخر مسؤوليّة التخفيف من تلك المشكلة والتأكيد للزوجة بأنّه يحبّها كما هي وأنّها ليست بحاجة إلى أي تعديلات في مظهرها الخارجي. كما عليه أن يعتمد أسلوب المفاجآت السارة التي تدخل البهجة إلى قلب شريكته، مثل قضاء إجازة في الخارج أو شراء هدايا تحبّها، وكذلك الوقوف إلى جانبها ومساندتها ومساعدتها على تخطّي ما تواجهه من مشاكل.

ملء الفراغ

لعلّ أهم وسائل التخفيف من العقد النفسيّة، هي إملاء الفراغ بنشاطات مناسبة، مثل الاشتراك في جمعيات خيريّة تعود بالمنفعة على المرأة والمجتمع، وكذلك القيام بنشاطات رياضيّة تبعد المرأة عن التفكير بنفسها بطريقة سلبيّة، كما يمكنها ممارسة اليوغا التي تشجّعها على العيش بهدوء وتمدّها بالسلام الداخلي وتعيد شحن جسمها بالطاقة.

الرقص

في حال كنت تعانين من عقدة نفسيّة تزعجك وتحاولين التخلّص منها، لا تتردّدي في اللجوء إلىالرقص الذي يزيدك نشاطاً، وارفقيه بتمتمة بعض الجمل التي تزيد من معنوياتك، وسوف تلاحظين أنّك أصبحت مرتاحة. كرّري هذه المحاولة كلما شعرت بالضيق أو التوتّر.

تنظيم الحياة

إذا كان حياتك غير منظّمة وعملك غير مرتّب، فإنّ الأمر يزيد سوءاً، ويؤدي إلى إبراز عقدك النفسيّة، لذلك نظّمي حياتك وضعي جدولاً بأمنياتك واعملي على تحقيقها، وكلما حقّقت أمنية قومي بشطبها وسوف ترين أنّ اللائحة ستكتمل في النهاية.

ابدئي بذلك التنظيم من غرفتك الخاصة، قومي بتغيير شكلها ولونها وزيّنيها ببعض الأضواء والدمى التي تدخل البهجة والفرح إلى قلبك.

قد يهمك أيضاً

ظلال بالألوان

استعدّي لتغيير عدّة الماكياج بأكملها هذا الربيع واستبدلي ظلال العيون ذات الألوان

اشترك في صحيفتنا الإخبارية