فيديو

كسل الأطفال… من المسؤول؟

أكتوبر 4, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

كريستيل زيادة-بيروت
في نهاية كلّ فصل دراسي، ينتظر الطفل وأهله نتائج الامتحانات بفارغ الصبر. ولسوء الحظّ، قد تكون النتيجة غير مرضية للجميع، فيعاني الطفل الكسول من صدمة كبيرة.
في ظلّ ارتفاع نسبة فشل التلاميذ في المدارس في الآونة الأخيرة، يميل المجتمع إلى إلقاء المسؤوليّة على الأهل وحدهم، ولومهم بسبب عدم فرض الانضباط اللازم في المنزل. وفي حين يميل بعض الأهل إلى حلّ الأمور مع طفلهم بكلّ هدوء لأنّ العقوبة في نظرهم لا تحلّ المشكلة، يعتمد آخرون أشدّ وسائل العقاب ويحرمون طفلهم من القيام بالنشاطات المسلّية. قد يُخفى على هؤلاء الأهل أنّ الحلّ يكمن في الدعم الإيجابي، أي تشجيع الطفل على المثابرة وبذل الجهود في سبيل النجاح، كما يتعيّن عليهم أن يؤكّدوا له أنّه لا يختلف أبداً عن بقيّة الأولاد الناجحين في المدرسة، لذا يجب تأمين الوسائل الترفيهيّة التي تساعده على الخروج من محنته. كما يجب ألا ينسى الأهل أنّ الطفل الراسب الذي لم يسعفه الحظ في النجاح، بحاجة إلى دعم معنوي كي لا يفقد ثقته بنفسه. لا شكّ في أنّك لست المسؤولة الوحيدة عن كسل ابنك في المدرسة، لكن بإمكانك المساهمة في تغيير نمط حياته، ومساعدته علىالمثابرة لتحقيق النجاح.

حثيه على الاجتهاد
هل تتذكّرين زملاءك الكسولين الذين لم يكفّوا يوماً عن المشاغبة في الصف؟ لعلّك تسترجعين اليوم تلك الذكريات حين تنظرين إلى طفلك الكسول والمتمرّد، والذي لا يملك حسّ المسؤوليّة ويهمل واجباته المدرسيّة. نستعرض في ما يلي بعض النصائح الضروريّة التي باستطاعتك اتّباعها في المنزل لحثّ ابنك على الاجتهاد:
– تأكّدي من أنّه يدوّن الدروس التي يجب أن يقوم بها في المنزل على مفكّرته كلّ يوم واطلبي من معلّمته إمضاء المفكرّة.
– وفّري جوّاً هادئاً في أوقات الدراسة، فلا تشغلي التلفاز.
– لا تسمحي لأبنائك بالتشويش على تركيز أخيهم.
– شجّعيه على الاحتفاظ بكتيّب صغير يدوّن فيه المعلومات المهمّة التي يصعب عليه فهمها، ودعيه يستفسر عنها مع مدرّسته.
– ساعديه على تهدئة أعصابه قبل فترة الامتحانات.
– اطلبي مساعدة مدرّسة خاصة إن وجدت صعوبة في دعمه في الدروس أو في مواد معيّنة.
– لا تدعي طفلك يتناول أي وجبة صغيرة خلال الدروس كي لا يتلهّى عن دراسته.

أسباب قد تجهلينها
الكسل ينتج عن أعمال روتينيّة خاطئة والأسباب بسيطة تتلخّص بما يلي:
– إنجاز الفروض بطريقة خاطئة وخوف التلميذ من ردّات الفعل السلبيّة.
– النوم في ساعة متأخّرة من الليل، وتأجيل الواجبات المدرسيّة إلى اليوم التالي.
– عدم تركيز الطفل على المعلومات التي اكتسبها في الصف وعدم مراجعتها في المنزل، استهتاره بفروضه وإنجازها بسرعة بغية الاستفادة أكثر من الوقت واللهو على الكومبيوتر.
– سخرية الأشقّاء من الطفل والاستخفاف بقدراته، ما يدفعه إلى إهمال واجباته وعدم التركيز على دروسه.

إذا لجأ إلى الغش
لا شكّ أنّك ترغبين في أن ينال ابنك أفضل تحصيل علمي، وأن يتفوّق على رفاقه في الصف. لكن كيف ستكون الحال إن كان مشاغباً وكسولاً، ويلجأ إلى الغش للحصول على علامات مميّزة؟
إليك بعض الخطوات التي يجب عليك اتّباعها لمساعدته على الإقلاع عن الغشّ والتفوّق في المدرسة:
– راقبي سلوكه أثناء قيامه بواجباته المدرسيّة كي تكتشفي إن كان يلجأ إلى الغشّ والتزوير.
– اسألي المعلّمة عن أدائه في الصف، لكن إيّاك أن تفصحي لها عن شكوكك إن لم تملكي دليلاً قاطعاً، لأنّك قد تتسبّبين في إفساد العلاقة بينه وبين المُدرّسة.
– تبادلي الآراء معه حول نتائج الغشّ السلبيّة، وأخبريه عن مبدأ المعادلة بين الأمور، وعن السمعة المرموقة والشرف والاحترام والمعرفة والكفاءات.
– ذكّريه بكل الصفات الإيجابيّة التي يتحلّى بها، وأقنعيه بعدم الحاجة إلى التزوير. أمّا إن كان يغشّ لأنّه لم يفهم الدرس ويخشى إعلامك بالأمر، فهذا يعني أنّك المسؤولة الوحيدة عن هذه المشكلة بسبب الضغوط التي فرضتها عليه.
– ساعديه على تخصيص وقت أطول للقيام بفروضه، ودعيه يحدّ من أوقات اللعب على الكومبيوتر ومشاهدة التلفزيون. ولا تنسي أنّ من واجبك تمضية بعض الوقت إلى جانبه أثناء الدرس.
– تحدّثي معه عن الضغوط التي تُمارس على بقيّة التلاميذ، وتأكّدي من أنّ الغشّ غير ناتج عن مشاركة الجميع فيه.
– ذكّريه يومياً بميزات الانضباط والتهذيب، ولا تنسي أنّك مثال يقتضي به.
– خصّصي وقتاً للتحدّث مع طفلك بجديّة كي يثق بك، ولا تهدّديه كي لا تدفعيه إلى اختلاق الأكاذيب.
– لا تسمحي له باصطحاب الوسائل التكنولوجيّة الحديثة (الهاتف الجوّال، الـIpad…) إلى المدرسة إذا كانت تسمح بذلك، لأنّها تسهّل عمليّة الغش.
– أكّدي له دائماً أنّك تثقين بقدرته على التقدّم والتغلّب على الأساليب الخاطئة التي قد يلجاً إليها.

أسباب مرضية للكسل
في حين يميل بعض الأطفال الكسولين وغير الناجحين في المدرسة إلى لفت أنظار أهلهم، يعاني آخرون من اضطرابات سلوكيّة تؤثّر سلباً في نمط حياتهم الدراسيّة. ومن تلك الاضطرابات، نذكر الأطفال الذين يعانون من صعوبة في القراءة، الأطفال مفرطي الحركة والذين يجدون صعوبة بالغة في التركيز. لكن ما لا يُدركه كثيرون، أنّ هؤلاء الأطفال يتمتّعون بنسبة ذكاء عالية، وباستطاعتهم التفوّق في صفوفهم، وهم لا يختلفون أبداً عن زملائهم سوى في أنّهم يحتاجون إلى بعض المساعدة والاهتمام من قبل الاختصاصيين.

قد يهمك أيضاً

ظلال بالألوان

استعدّي لتغيير عدّة الماكياج بأكملها هذا الربيع واستبدلي ظلال العيون ذات الألوان

اشترك في صحيفتنا الإخبارية