فيديو

غادة موصللي هذه رسالتي إلى الملك

سبتمبر 6, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

حوار: Nicolas Azar – تصوير وماكياج: Haitham Abdulmajed

الإعلام السعودي ليس وليد الأمس، وثمة أسماء إعلاميات سعوديات لن ينساها الإعلام السعودي كفاتنة شاكر، دلال عزيز، وفاء بكر يونس وغيرهنّ ممن تحدّين الصعاب وقدّمن صورة جميلة عن المرأة السعوديّة. هي امتداد لتلك الأسماء اللامعة ورقم صعب في سوق الإعلام العربي وصورة مشرّفة عن بلدها الذي اشتاق إليها بعد غياب دام عامين. كثرت الأقاويل والتكهّنات حول اختفاء الإعلاميّة السعوديّة غادة موصللي عن الشاشة، إنما السبب كان أقسى من الواقع… إلا أنّ تلك التجربة زادت من ذاتها وجعلتها المرأة التي هي عليه اليوم. غادة، وفي لقاء أول مع أهل الصحافة، تكشف لنا روحها المتجدّدة، متمسّكة بإيمان جميل وشاكرة رب العالمين على ما أعطاها.

-أنت غائبة عن الشاشة منذ فترة لا بأس بها، علماً أنّ آخر ظهور لك كان من خلال برنامج «حياكم» على محطة «الآن»، أخبرينا عن سبب هذا الغياب.
لا بدّ أن أشير إلى أنّها إطلالتي الصحافيّة الأولى بعد غياب دام عامين. أما أسبابه، فقد أرجعها البعض إلى أنّني تزوّجت أو اعتزلت وأمور أخرى كثيرة، لكن كل ما ذكر وكتب غير صحيح، فحبّي للإعلام يمنعني أن أعتزل تلك المهنة خصوصاً أنّ مسيرتي المهنيّة ليس وليدة الأمس، بل هي نتاج عشر سنوات من الظهور على الشاشة وبشكل مباشر، تفاعلت من خلاله مع المشاهدين الذين أوجّه لهم تحيّة كبيرة، خصوصاً أنّ من يتابعني على الشاشة، كان طوال هذه المدة يتابعني على صفحتي على Facebook ويطمئن إلى حالي. إنما ما حدث، وهي أيضاً المرة الأولى التي أفصح من خلالها عن سبب هذا الاختفاء الإعلامي، هو أنّني عايشت ظرفاً صحياً صعباً، حيث كنت أعاني من ورم حميد خلف الغدة النخاميّة، والحمد لله تعافيت منه، وأنا اليوم أنظر إلى الحياة بنظرة مختلفة مليئة بالأمل والفرح.

-ماذا علّمتك تلك التجربة القاسية؟
هي ليست كما تصفها رغم خطورة الموقف، إنما كانت تجربة جميلة، أحمد الرب عليها، لأنّها قرّبتني من أهلي وأصدقائي وحتى من المعجبين. هي أهم مرحلة في حياتي لأنّها ساهمت في نضوجي فكرياً، بل وجعلتني أفهم الألم وأتقبّله. كثيراً ما كنت أتكلم عن مرض ما وأستضيف ضيوفاً عانوا الأمرّين… لا شك أنّني كنت أتعاطف معهم إنما لم أكن أشعر بمعاناتهم، أما اليوم، فأصبحت أنظر إلى المرض والألم من منظار شخص سبق وعاش تجربة شبيهة.

-هل سألت نفسك يوماً «لماذا أنا»؟
لا أنكر أنّني طرحت هذا السؤال على نفسي مراراً، إنما في كل مرة كان الجواب نفسه: هذه مشيئة رب العالمين، وهو يحبّني كثيراً لأنّه أراد من تلك التجربة أن تساعدني على رؤية الأمور من منظاره. ربّي اختارني، لأنّه أراد أن يعلّمني ما لم تستطع الحياة فعله.

-هل تقصّدت أن تخفي مرضك عن الإعلام خوفاً من الشفقة؟
كان هناك تشجيع كبير من قبل الأهل وتحديداً من والدتي التي تشاركنا معاً الأمل والألم، وفي المقابل كان البعض ينظر إليّ بنظرة شماتة، ما دفعني إلى الابتعاد عنهم، متسلّحة بإيماني. أردت تلك التجربة لنفسي، لم أرد أن أشاركها مع أحد، علماً أنّها علّمتني أنّ الصداقة لا تدوم إلا بالثقة المتبادلة والاحترام والوفاء، خصوصاً أنّ بعضهم وقف إلى جانبي من دون معرفة ما أصابني، مثل الإعلامي الصديق ريكاردو كرم الذي كان يسأل دائماً عني ويطالبني بالظهور في الإعلام، علماً أنّه لم يكن يدري بمرضي، كذلك الصحافيّة والمستشارة الإعلاميّة هناء حاج التي لم تخذلني يوماً بل كانت سنداً كبيراً لي وغيرهما كثر. كما لا أريد أن أنسى والدتين وقفتا إلى جانبي في محنتي تلك، حين كنت في لبنان، وهما أم حسين وأم خضر، إذ أصبحت لديّ عائلتان في لبنان، ولن أنسى فضلهما عليّ.

-اعتبر البعض أنّ سبب غيابك هو فقط لخلق بلبلة وفرقعة إعلاميّة مثلما حصل حين تركت شاشة الـLBC وتلفزيون «الآن». ما ردّك؟
حين تركت الـLBC، كنت أريد فعلاً الابتعاد عن الشاشة، إنما عرض عليّ عرض مغر على محطّة الآن، فلم يكن بإمكاني رفضه. قرأت ما كتب وما قيل، إنما لم أتأثر به، لأنّه مجرّد كلام في الهواء.

-نلاحظ أنّ الإعلاميّة السعوديّة أصبحت عنصراً ضرورياً في غالبيّة البرامج النسائيّة العربيّة. ما سبب هذا التغيير؟
في الأمس، لم يكن الوجه الإعلامي السعودي متوافراً مثل اليوم، كما أنّ المرأة السعوديّة هي مادة دسمة لكل الإعلام العربي الذي يسعى إلى التفاعل معها والغوص في مشاكلها وإيجاد حلول مناسبة. أتمنّى مشاهدة إعلاميات سعوديات أكثر على الشاشات العربيّة، لأنهنّ قادرات ومثقّفات كما أنهنّ يفهمن ما تريده المرأة السعوديّة.

-يعتقد كثيرون أنّ منى أبو سليمان هي أول إعلاميّة سعوديّة تظهر على شاشة فضائيّة، لكنّك كنت الإعلاميّة السعوديّة الأولى التي تقدّم برنامجاً مباشراً على الهواء. فما تعليقك؟
ثمة إعلاميات سعوديات ظهرن قبلنا على الشاشة، مثل الإعلاميّة الكبيرة دنيا بكر يونس (ماما دنيا) إنما وقتها لم تكن هناك فضائيات. أنا ومنى، امتداد لتلك الأسماء التي سبقتنا، لكنّني لا أنكر أنّ منى سبقتني على الهواء بستة أشهر من خلال برنامج «كلام نواعم»، إنما وكما ذكرت، كنت الإعلاميّة السعوديّة الأولى التي تقدّم برنامجاً مباشراً على الهواء، والذي كان ينقل من «روتانا كافيه» في بيروت. التقيت أخيراً بمنى من خلال مشاركتنا في كليب الفنان قصي خضر الذي قدّم عملاً جميلاً حمل عنوان «حواء»، عرض من خلاله أهميّة المرأة في المجتمع العربي. إنما فعلاً، لا يهمّني أن أتابع من سبقتني أو من سبقتها، كل ما أتمناه هو أن نخدم مجتمعنا، ونخدم المرأة السعوديّة بالشكل الذي يليق بها. أريد أن أوجّه تحيّة تقدير واحترام لمنى التي حين التقت بي في موقع تصوير الكليب، سألتني عن حالي قائلة إنّ الشاشة تفتقدني… هي فعلاً سيدة بكل ما للكلمة من معنى.

-اللافت أنّ ثمة فئتين من الإعلاميات السعوديات، فئة تفضّل أن تظهر على الإعلام بآراء وسطيّة، وأخرى نراها تثير على واقعها، حتى أنّ تصاريحها غالباً ما تكون صادمة بحق بعض التقاليد والقيود. فما الأسباب وراء هذا الانقسام؟
ليس بالضرورة أن أظهر على الشاشة وأبدي آراء صادمة حتى أبرز اختلافي، أو أن أظهر بصورة المرأة الثائرة! مهمّتي، كإعلاميّة أن أنقل آراء الناس، لا بل أحتفظ بآرائي لنفسي، أما حين أكون خارج ذلك المنبر، تراني أناقش كل القضايا حسبما أؤمن به، حتى أنّ المشاهد يعلم جيداً من أنا، فأنا أظهر على الشاشة من دون أن أضع على رأسي الحجاب، ومع ذلك يحترمني المجتمع السعودي وأبادله بالمثل، ليس خوفاً منه، إنما تلك هي قناعاتي. أنا مشاكسة في حياتي العاديّة ومسالمة على الشاشة.

-غالباً ما تكون المرأة محور كلام الإعلاميات السعوديات، ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود؟
ثمة أشياء عديدة تقال لجلالته، حفظه الله، إنما هو قدّم أشياء كثيرة لهذا البلد، كما ساهم في نص قوانين تحمي المجتمع السعودي بكل فئاته، لكن تبقى حقوق المرأة شغلي الشاغل، علماً أنّ جلالته ساهم أيضاً في نص قوانين تحميها… أتمنّى أن تتمكّن المرأة السعوديّة من إعطاء الجنسيّة لأولادها في حال تزوّجت من رجل أجنبي، خصوصاً أنّ المعاملات القانونيّة صعبة وتحتاج إلى وقت طويل. كما أتمنّى توفير مراكز تدريب الشباب في كل المهن، وابتعاثهم خارج المملكة لما يعود علينا بالنفع، كذلك زيادة الرواتب للجيل الصاعد، خصوصاً أنّه يسعى إلى تكوين مستقبله وفتح فرص توظيف جديدة للعاطلين عن العمل، علماً أنّ كثيرين يعانون من ضعف في الرواتب الذي يقابله ارتفاع في أسعار مجمل السلع. أعلم جيداً أنّ جلالته يريد إرضاء شعبه، وهو إلى جانبهم دائماً، ونحن نتوقّع من جلالته المزيد من الكرم الذي نطمع فيه.

-كنت المستشارة الإعلاميّة لمهرجان الإعلام العربي الذي كان من المقرّر أن يقام للمرّة الأولى في جدّة، إنما هذا الأخير لم يرَ النور والأسباب بقيت غامضة بعض الشيء. هل لك أن تخبرينا عما حدث؟
حاولت أن أعود إلى المنبر الإعلامي من خلال اختياري مستشارة لهذا المهرجان، إنما للأسف الشديد، ورغم المجهود الكبير الذي بذلته طوال شهرين، فوجئت بقرار إلغائه، حتى أنّني إلى اليوم لا أعلم بأسباب هذا القرار، والمؤسف أنّ الشركة التي كنت أتواصل معها من أجل المهرجان، اختفت ولم تعتذر ولم تبرّر ما حدث.

– قيل حينها إنّ سبب إلغاء هذا المهرجان يعود إلى عدم موافقة البعض على حضور نجمات من لبنان ومصر للمشاركة فيه. فهل هذا صحيح؟
لا أدري إذا كان هذا الأمر صحيحاً، خصوصاً أنّ تركيزي الأكبر كان على الضيوف الإعلاميين، علماً أنّني ضد فكرة تكريم فنانات، لأنّ ذلك المهرجان هو مبادرة جميلة لتكريم إعلاميين يستحقون هذا التقدير.

-أخبرينا، كيف هي علاقتك مع الطعام خصوصاً أنّك فقدت وزناً لا بأس به، بل أصبحت رشيقة وجذابة؟
مررت بفترة صعبة، حيث كنت أكتسب وزناً لأعود وأخسره، وكان هذا الأمر ناتجاً عن المشكلة التي كنت أعاني منها، إنما والحمد لله، أصبح الوضع أفضل اليوم، علماً أنّني أمارس الرياضة بانتظام. كما أنّ الروح الجميلة هي التي تميّز امرأة عن أخرى، فهي تجعلها تشع من الداخل، ما يترك أثراً جميلاً على شكلها الخارجي. الإعلام السعودي ليس وليد الأمس، وثمة أسماء إعلاميات سعوديات لن ينساها الإعلام السعودي كفاتنة شاكر، دلال عزيز، وفاء بكر يونس وغيرهنّ ممن تحدّين الصعاب وقدّمن صورة جميلة عن المرأة السعوديّة. هي امتداد لتلك الأسماء اللامعة ورقم صعب في سوق الإعلام العربي وصورة مشرّفة عن بلدها الذي اشتاق إليها بعد غياب دام عامين. كثرت الأقاويل والتكهّنات حول اختفاء الإعلاميّة السعوديّة غادة موصللي عن الشاشة، إنما السبب كان أقسى من الواقع… إلا أنّ تلك التجربة زادت من ذاتها وجعلتها المرأة التي هي عليه اليوم. غادة، وفي لقاء أول مع أهل الصحافة، تكشف لنا روحها المتجدّدة، متمسّكة بإيمان جميل وشاكرة رب العالمين على ما أعطاها.

-أنت غائبة عن الشاشة منذ فترة لا بأس بها، علماً أنّ آخر ظهور لك كان من خلال برنامج «حياكم» على محطة «الآن»، أخبرينا عن سبب هذا الغياب.
لا بدّ أن أشير إلى أنّها إطلالتي الصحافيّة الأولى بعد غياب دام عامين. أما أسبابه، فقد أرجعها البعض إلى أنّني تزوّجت أو اعتزلت وأمور أخرى كثيرة، لكن كل ما ذكر وكتب غير صحيح، فحبّي للإعلام يمنعني أن أعتزل تلك المهنة خصوصاً أنّ مسيرتي المهنيّة ليس وليدة الأمس، بل هي نتاج عشر سنوات من الظهور على الشاشة وبشكل مباشر، تفاعلت من خلاله مع المشاهدين الذين أوجّه لهم تحيّة كبيرة، خصوصاً أنّ من يتابعني على الشاشة، كان طوال هذه المدة يتابعني على صفحتي على Facebook ويطمئن إلى حالي. إنما ما حدث، وهي أيضاً المرة الأولى التي أفصح من خلالها عن سبب هذا الاختفاء الإعلامي، هو أنّني عايشت ظرفاً صحياً صعباً، حيث كنت أعاني من ورم حميد خلف الغدة النخاميّة، والحمد لله تعافيت منه، وأنا اليوم أنظر إلى الحياة بنظرة مختلفة مليئة بالأمل والفرح.

-ماذا علّمتك تلك التجربة القاسية؟
هي ليست كما تصفها رغم خطورة الموقف، إنما كانت تجربة جميلة، أحمد الرب عليها، لأنّها قرّبتني من أهلي وأصدقائي وحتى من المعجبين. هي أهم مرحلة في حياتي لأنّها ساهمت في نضوجي فكرياً، بل وجعلتني أفهم الألم وأتقبّله. كثيراً ما كنت أتكلم عن مرض ما وأستضيف ضيوفاً عانوا الأمرّين… لا شك أنّني كنت أتعاطف معهم إنما لم أكن أشعر بمعاناتهم، أما اليوم، فأصبحت أنظر إلى المرض والألم من منظار شخص سبق وعاش تجربة شبيهة.

-هل سألت نفسك يوماً «لماذا أنا»؟
لا أنكر أنّني طرحت هذا السؤال على نفسي مراراً، إنما في كل مرة كان الجواب نفسه: هذه مشيئة رب العالمين، وهو يحبّني كثيراً لأنّه أراد من تلك التجربة أن تساعدني على رؤية الأمور من منظاره. ربّي اختارني، لأنّه أراد أن يعلّمني ما لم تستطع الحياة فعله.

-هل تقصّدت أن تخفي مرضك عن الإعلام خوفاً من الشفقة؟
كان هناك تشجيع كبير من قبل الأهل وتحديداً من والدتي التي تشاركنا معاً الأمل والألم، وفي المقابل كان البعض ينظر إليّ بنظرة شماتة، ما دفعني إلى الابتعاد عنهم، متسلّحة بإيماني. أردت تلك التجربة لنفسي، لم أرد أن أشاركها مع أحد، علماً أنّها علّمتني أنّ الصداقة لا تدوم إلا بالثقة المتبادلة والاحترام والوفاء، خصوصاً أنّ بعضهم وقف إلى جانبي من دون معرفة ما أصابني، مثل الإعلامي الصديق ريكاردو كرم الذي كان يسأل دائماً عني ويطالبني بالظهور في الإعلام، علماً أنّه لم يكن يدري بمرضي، كذلك الصحافيّة والمستشارة الإعلاميّة هناء حاج التي لم تخذلني يوماً بل كانت سنداً كبيراً لي وغيرهما كثر. كما لا أريد أن أنسى والدتين وقفتا إلى جانبي في محنتي تلك، حين كنت في لبنان، وهما أم حسين وأم خضر، إذ أصبحت لديّ عائلتان في لبنان، ولن أنسى فضلهما عليّ.

-اعتبر البعض أنّ سبب غيابك هو فقط لخلق بلبلة وفرقعة إعلاميّة مثلما حصل حين تركت شاشة الـLBC وتلفزيون «الآن». ما ردّك؟
حين تركت الـLBC، كنت أريد فعلاً الابتعاد عن الشاشة، إنما عرض عليّ عرض مغر على محطّة الآن، فلم يكن بإمكاني رفضه. قرأت ما كتب وما قيل، إنما لم أتأثر به، لأنّه مجرّد كلام في الهواء.

-نلاحظ أنّ الإعلاميّة السعوديّة أصبحت عنصراً ضرورياً في غالبيّة البرامج النسائيّة العربيّة. ما سبب هذا التغيير؟
في الأمس، لم يكن الوجه الإعلامي السعودي متوافراً مثل اليوم، كما أنّ المرأة السعوديّة هي مادة دسمة لكل الإعلام العربي الذي يسعى إلى التفاعل معها والغوص في مشاكلها وإيجاد حلول مناسبة. أتمنّى مشاهدة إعلاميات سعوديات أكثر على الشاشات العربيّة، لأنهنّ قادرات ومثقّفات كما أنهنّ يفهمن ما تريده المرأة السعوديّة.

-يعتقد كثيرون أنّ منى أبو سليمان هي أول إعلاميّة سعوديّة تظهر على شاشة فضائيّة، لكنّك كنت الإعلاميّة السعوديّة الأولى التي تقدّم برنامجاً مباشراً على الهواء. فما تعليقك؟
ثمة إعلاميات سعوديات ظهرن قبلنا على الشاشة، مثل الإعلاميّة الكبيرة دنيا بكر يونس (ماما دنيا) إنما وقتها لم تكن هناك فضائيات. أنا ومنى، امتداد لتلك الأسماء التي سبقتنا، لكنّني لا أنكر أنّ منى سبقتني على الهواء بستة أشهر من خلال برنامج «كلام نواعم»، إنما وكما ذكرت، كنت الإعلاميّة السعوديّة الأولى التي تقدّم برنامجاً مباشراً على الهواء، والذي كان ينقل من «روتانا كافيه» في بيروت. التقيت أخيراً بمنى من خلال مشاركتنا في كليب الفنان قصي خضر الذي قدّم عملاً جميلاً حمل عنوان «حواء»، عرض من خلاله أهميّة المرأة في المجتمع العربي. إنما فعلاً، لا يهمّني أن أتابع من سبقتني أو من سبقتها، كل ما أتمناه هو أن نخدم مجتمعنا، ونخدم المرأة السعوديّة بالشكل الذي يليق بها. أريد أن أوجّه تحيّة تقدير واحترام لمنى التي حين التقت بي في موقع تصوير الكليب، سألتني عن حالي قائلة إنّ الشاشة تفتقدني… هي فعلاً سيدة بكل ما للكلمة من معنى.

-اللافت أنّ ثمة فئتين من الإعلاميات السعوديات، فئة تفضّل أن تظهر على الإعلام بآراء وسطيّة، وأخرى نراها تثير على واقعها، حتى أنّ تصاريحها غالباً ما تكون صادمة بحق بعض التقاليد والقيود. فما الأسباب وراء هذا الانقسام؟
ليس بالضرورة أن أظهر على الشاشة وأبدي آراء صادمة حتى أبرز اختلافي، أو أن أظهر بصورة المرأة الثائرة! مهمّتي، كإعلاميّة أن أنقل آراء الناس، لا بل أحتفظ بآرائي لنفسي، أما حين أكون خارج ذلك المنبر، تراني أناقش كل القضايا حسبما أؤمن به، حتى أنّ المشاهد يعلم جيداً من أنا، فأنا أظهر على الشاشة من دون أن أضع على رأسي الحجاب، ومع ذلك يحترمني المجتمع السعودي وأبادله بالمثل، ليس خوفاً منه، إنما تلك هي قناعاتي. أنا مشاكسة في حياتي العاديّة ومسالمة على الشاشة.

-غالباً ما تكون المرأة محور كلام الإعلاميات السعوديات، ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود؟
ثمة أشياء عديدة تقال لجلالته، حفظه الله، إنما هو قدّم أشياء كثيرة لهذا البلد، كما ساهم في نص قوانين تحمي المجتمع السعودي بكل فئاته، لكن تبقى حقوق المرأة شغلي الشاغل، علماً أنّ جلالته ساهم أيضاً في نص قوانين تحميها… أتمنّى أن تتمكّن المرأة السعوديّة من إعطاء الجنسيّة لأولادها في حال تزوّجت من رجل أجنبي، خصوصاً أنّ المعاملات القانونيّة صعبة وتحتاج إلى وقت طويل. كما أتمنّى توفير مراكز تدريب الشباب في كل المهن، وابتعاثهم خارج المملكة لما يعود علينا بالنفع، كذلك زيادة الرواتب للجيل الصاعد، خصوصاً أنّه يسعى إلى تكوين مستقبله وفتح فرص توظيف جديدة للعاطلين عن العمل، علماً أنّ كثيرين يعانون من ضعف في الرواتب الذي يقابله ارتفاع في أسعار مجمل السلع. أعلم جيداً أنّ جلالته يريد إرضاء شعبه، وهو إلى جانبهم دائماً، ونحن نتوقّع من جلالته المزيد من الكرم الذي نطمع فيه.

-كنت المستشارة الإعلاميّة لمهرجان الإعلام العربي الذي كان من المقرّر أن يقام للمرّة الأولى في جدّة، إنما هذا الأخير لم يرَ النور والأسباب بقيت غامضة بعض الشيء. هل لك أن تخبرينا عما حدث؟
حاولت أن أعود إلى المنبر الإعلامي من خلال اختياري مستشارة لهذا المهرجان، إنما للأسف الشديد، ورغم المجهود الكبير الذي بذلته طوال شهرين، فوجئت بقرار إلغائه، حتى أنّني إلى اليوم لا أعلم بأسباب هذا القرار، والمؤسف أنّ الشركة التي كنت أتواصل معها من أجل المهرجان، اختفت ولم تعتذر ولم تبرّر ما حدث.

-قيل حينها إنّ سبب إلغاء هذا المهرجان يعود إلى عدم موافقة البعض على حضور نجمات من لبنان ومصر للمشاركة فيه. فهل هذا صحيح؟
لا أدري إذا كان هذا الأمر صحيحاً، خصوصاً أنّ تركيزي الأكبر كان على الضيوف الإعلاميين، علماً أنّني ضد فكرة تكريم فنانات، لأنّ ذلك المهرجان هو مبادرة جميلة لتكريم إعلاميين يستحقون هذا التقدير.

-أخبرينا، كيف هي علاقتك مع الطعام خصوصاً أنّك فقدت وزناً لا بأس به، بل أصبحت رشيقة وجذابة؟
مررت بفترة صعبة، حيث كنت أكتسب وزناً لأعود وأخسره، وكان هذا الأمر ناتجاً عن المشكلة التي كنت أعاني منها، إنما والحمد لله، أصبح الوضع أفضل اليوم، علماً أنّني أمارس الرياضة بانتظام. كما أنّ الروح الجميلة هي التي تميّز امرأة عن أخرى، فهي تجعلها تشع من الداخل، ما يترك أثراً جميلاً على شكلها الخارجي.

قد يهمك أيضاً

ظلال بالألوان

استعدّي لتغيير عدّة الماكياج بأكملها هذا الربيع واستبدلي ظلال العيون ذات الألوان

اشترك في صحيفتنا الإخبارية