كريستيل زيادة-بيروت
بعد قدوم الفصل الدراسي الجديد، تتساءل كلّ أمّ حول كيفيّة تعويد طفلها على القواعد والأنظمة الغذائيّة التي يفرضها الدوام المدرسي. ويُعدّ الغذاء المنتظم من أبرز النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار.
لا شكّ في أنّ كلّ طفل بحاجة إلى غذاء متوازن غني بالمكوّنات الأساسيّة الكفيلة بتزويده بالطاقة اللازمة لضمان الحيويّة والنشاط طيلة النهار. ولكي تتمكّني من اختيار الغذاء المناسب لطفلك الذي هو في مرحلة النمو، نشرح لك بالتفصيل عن معنى الغذاء الصحّي والمتوازن وأهم مكوّنات الهرم الغذائي المعترف بها عالميّاً والذي يجب أن يندرج في نظام كلّ فرد من أفراد الأسرة.
فضلاً عن ذلك، نطلعك على أهم المأكولات التي يجب أن تزوّدي طفلك بها في المدرسة وتلك التي يجب أن تتجنّبيها. أما إذا كان صغيرك يرفض تناول وجباته ولا سيّما وجبة الفطور فنقدّم لك بعض النصائح التي يجب اتّباعها لتنظيم غذائه كما نحذّرك من عدم الإفراط في تقديم وجبات الطعام تفادياً للمشاكل الصحيّة التي قد يتعرّض لها والتي قد تؤثّر سلباً على نموّه السليم.
العلم السليم في الأكل السليم
يرتبط العلم السليم بشكل أساسيّ بالتغذية السليمة، لأنّ العقل والجسم بحاجة إلى الطاقة الموجودة في عدد من المأكولات. وفي حال لم يتمّ تأمينها، تقلّ قدرة العقل على التركيز واكتساب المعلومات، كما تتزعزع صحّة الجسم. وبما أنّ الأطفال يمضون غالبيّة وقتهم في المدرسة، فمن الضروري أن يتّبعوا نظاماً غذائيّاً صحيّاً ومتوازناً يمدّهم بكل العناصر التي هم بحاجة إليها.
لكن ولسوء الحظ، تفتقد بعض الأمهات إلى الإدراك الكافي لتوفير التغذية الضروريّة لأطفالهنّ في المدرسة، ما يزيد من نسبة إصابتهم بفقر الدم نتيجة سوء التغذية وعدم تنظيم الحصص الغذائيّة اليوميّة. وهنا ننصح الطلاب الطلّاب، ولا سيّما في فترة الامتحانات، بعدم تفويت أي وجبة أساسيّة خلال النهار وبشكل خاص الفطور. أما في ما يتعلّق بالمأكولات التي يجب أن تحتوي عليها حقيبة الطفل المدرسيّة، فننصحك بتجنّب إعطائه السكّريات والحلوى والشوكولاته وباستبدالها بالأجبان والفاكهة الغنيّة بالفيتامينات. وإن كان طفلك يتناول وجبة الغداء في المدرسة تأكّدي من أنّ المأكولات المقدّمة إليه تستوفي شروط الغذاء الصحيّ والمتوازن.
وجبة الفطور أساسية
خلال العطلة الصيفيّة، تختلف أوقات تناول الطفل للطعام بحسب المشاريع والنشاطات التي يمارسها، لكن بعد العودة إلى المدرسة، من الضروري تنظيم عاداته الغذائيّة. ويعتبر الفطور من أهم الوجبات، لأنّه يمدّ جسمه بأكبر نسبة من الطاقة. فإن كنتِ تجدين صعوبة في حثّ طفلك على تناول وجبة الفطور، قلّلي من حصّة العشاء كي تساهمي في زيادة نسبة شعوره بالجوع صباحاً، وحاولي إقناعه بشرب العصير الطازج أو الحليب أثناء تواجده في السرير، فتحفّزين شهيّته أثناء استعداده للذهاب إلى المدرسة.
وجبة الفطور أساسيّة
الغذاء الصحّي هو الغذاء الذي يحتوي على مواد أساسيّة تضمن نمو الطفل وتزوّد جسمه بالطاقة التي تساعد على بناء جهاز مناعته وعلى حمايته من الأمراض. ولا شكّ أنّ نوع غذاء واحد لا يستطيع أن يمدّه بكل الفيتامينات الضروريّة لنموّه السليم، وعلى الأمّ أنّ تنوّع في المأكولات التي يتناولها طفلها خلال كلّ وجبة كي يحصل على كل العناصر الغذائيّة الضروريّة. لهذا، نصحك بالاطّلاع على الهرم الغذائي المؤلّف من:
– النشويّات الموجودة في المعكرونة والحبوب والخبز والبطاطا والأرز، وهي قاعدة الهرم ومصدر رئيسي يزوّد الطفل بالطاقة والنشاط، لذا يجب أن تكون متوافرة في كلّ وجبة.
– الخضار والفاكهة الغنيّة بالفيتامينات والألياف. ويجب أن يتناول الطفل وجبة من الخضار المتنوّعة عند الغداء والعشاء، ووجبتين على الأقل من الفاكهة يومياً.
– الحليب ومشتقّاته، والتي تؤمّن الكالسيوم والبروتين الضروريين لنمو العظام وتقويتها. وعلى الطفل تناولها مرتين أو ثلاث مرّات في اليوم.
– اللحوم والدواجن والأسماك والبيض، وهي مصدر للبروتين والحديد الضروريين لنمو سليم. أما الكميّة الموصى بها للأطفال، فهي لا تتعدّى المرّة الواحدة في اليوم، وتتراوح كميّة الحصّة بين 30 غراماً و110 غرامات حسب سنّ الطفل.
– الدهون الموجودة في الزيوت والزبدة والقشدة، وهي ضروريّة لجسم الطفل لأنّها غنيّة بالفيتامينات والأحماض الدهنيّة الأساسيّة. على الطفل تناولها بمكيّات محدودة، كما يجب الاعتماد على الزيوت النباتيّة كزيت الزيتون والدهون الغنيّة بالأوميغا 3 والابتعاد عن استخدام الدهون الحيوانيّة الدسمة.
– لا تنسي أخيراً أن تزوّدي طفلك بكميّات كبيرة من الماء (5 أكواب وأكثر إن تجاوز الخمسة أعوام)، فضلاً عن عصائر الفاكهة الطبيعيّة، وحاولي الابتعاد عن المشروبات الغازيّة والعصائر الاصطناعيّة الغنيّة بالسكّر.
حفاظاً على صحّة التلاميذ
تؤكّد دراسات علميّة كثيرة أنّ المشروبات الغازيّة هي السبب الرئيسي وراء تسوّس الأسنان والسمنة لدى الأطفال. لهذا السبب، فقد امتنعت مدارس عديدة حول العالم، من بينها بعض المدارس في السعوديّة، عن بيع المشروبات الغازيّة، واستبدلتها بالحليب ومشتقات الألبان والعصائر الطازجة. من جهة أخرى، يحظّر الاختصاصيون الأطفال والمراهقين من تناول مشروبات الطاقة التي انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة، لأنّ قنينة واحدة من هذه المشروبات تحتوي على حوالى 100 ميلليغرام من الكافيين، أي ما يقارب نصف الكميّة التي يُنصح البالغون بتناولها يومياً.