فيديو

شبح الظلام يرعب طفلك

سبتمبر 10, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

كريستيل زيادة-بيروت

لدى حلول ساعات الليل، يواجه معظم الأطفال مشكلة تتمثّل في الخوف من الظلام. في هذه المرحلة، يتعيّن على الأهل تفهّم أبنائهم لأنّهم مرّوا يوماً بتلك المخاوف، وعليهم اكتشاف الأسباب التي تؤرقهم وتحول دون خلودهم إلى النوم.
حين يبلغ الطفل الثانية من عمره، تبدأ مخيّلته بالنمو، فتشغل باله أبسط الأمور اليوميّة، لأنّه لا يدرك أنّ الأشياء موجودة حتى وإن لم يراها، كما لا يستوعب بأنّها ثابتة لا تتحرّك، وبأنّه لا يستطيع رؤيتها في الظلمة. نتيجة لذلك، غالباً ما يربط الطفل بين الأشياء المتحرّكة والثابتة ويظنّها أشباحاً ووحوشاً وساحرات تتحرّك في الظلمة. وأحياناً، قد يبدو العالم بالنسبة إليه مكاناً مرعباً، والأشياء التي تبدو لنا نحن الكبار طبيعيّة وآمنة تماماً، قد تبدو له مؤذية ومخيفة جدّاً.
لتسليط الضوء على هذه المشكلة التي تعاني منها شريحة كبيرة من الأطفال، كان لـ«هيا» حديث مع المعالجة النفسيّة المتخصّصة في شؤون الأطفال ساندرا سعادة التي شرحت العوارض والعلامات التي تظهر على الطفل الخائف من الظلمة وأسبابها. فضلاً عن ذلك، تسدي المعالجة النفسيّة بعض النصائح التي يجب على الأهل اتّباعها لتبديد خوفه وتشير إلى بعض التصرّفات التي يجب تجنّبها لدى التعامل معه.

لمَ يخاف من الظلام؟
لا شكّ في أنّك تتساءلين حول الأسباب الي تؤدي إلى خوف طفلك من الظلمة، ما يعكّر صفو أحلامه ويحولّها إلى كوابيس. في ما يلي، تعدّد المعالجة النفسيّة ساندرا سعادة، أبرز تلك الأسباب التي قد تجهلينها أو تتجاهلينها:
– التلفزيون: يُعتبر من أسوأ الوسائل التي تؤدّي إلى خوف الطفل من الظلمة. في الواقع، إنّ المؤثّرات الصوتيّة والمشاهد التي تظهر على التلفزيون، تحفّز عقل الطفل على تخيّل أمور غير موجودة.
– الكتب غير المناسبة لسنّ الطفل: قد تحوي بعض الكتب صوراً لشخصيّات مخيفة تترسّخ في مخيّلة طفلك وتظهر فجأة أثناء تواجده في الظلام. لذا عليك الانتباه إلى نوعيّة الكتب التي تقع تحت أنظار صغيرك.
– سياسة التخويف التي يتّبعها الأهل: تُعدّ من أبرز الأسباب التي تصيب الطفل بالهلع الشديد. فحين تهدّدين طفلك بـ«أبو كيس» أو بـ«الوحش» الذي سيقوم بخطفه إن لم يتناول طعامه مثلاً، فأنت تؤكّدين بذلك على وجود تلك المخلوقات الخياليّة وتزرعين الخوف في نفس طفلك الذي لن يتجرّأ على إغماض عينيه أو حتى الدخول وحده إلى غرفة نومه.

كيف تعرفين أنّه خائف؟
ثمّة أعراض عدّة تمكّنك من اكتشاف ما إن كان طفلك يخاف من الظلمة أو لا، منها رفضه النوم في سريره لا سيّما إن كان ينام وحده في الغرفة، فيفضّل التسمّر أمام شاشة التلفزيون برفقة والديه حتى يخطفه النعاس ويغفو في مكانه. أما إن كان طفلك لا يزال صغيراً جدّاً وغير قادر على الكلام، فتأكّدي أنّه سيتبعك بعد مرور دقيقة على وضعه في السرير. وفي بعض الأحيان، قد يجد صعوبة في التعبير عن خوفه، فيتبوّل لاإرادياً ويبلّل فراشه.

ساعديه على الخلّص من مخاوفه
تعدّد المعالجة النفسيّة ثلاثة أسس جوهريّة تُساهم في مساعدة طفلك على التخلّص من خوفه من الظلام وهي: التواصل معه، احترام مخاوفه وتفهّمها. انطلاقاً من ذلك، تنصح سعادة باتباع بعض الخطوات التي تمكّنه من مواجهة مشكلته:
– شجّعيه على التحدّث عن مخاوفه لتتمكّني من فهم الأسباب المنطقيّة التي تثير ذعره.
– أكّدي له أنّ مخاوفه وهميّة وبعيدة عن الواقع، فإن كان يظنّ أنّ الوحوش موجودة في الخزانة، افتحيها أمامه وبرهني له أنّ لا أحد في داخلها.
– لا تهزئي منه حين يكون خائفاً وقدّمي له كل وسائل العون كي لا يشعر بالوحدة والاضطراب.
– ضعي مصباحاً صغيراً في غرفته، وقومي بتخفيف النور تدريجياً حتى يغفو تماماً.
– اقرئي له القصص الهادئة وذات النهايات الفرحة والمريحة للأعصاب.
– شاركيه في بعض الألعاب وحثّيه على الاختباء في غرفة مظلمة كي يبحث عنه الآخرون.
– لا تسمحي له ولأيّ سبب بترك فراشه والتسلّل إلى سريرك، لأنّه بهذه الطريقة سيظنّ أنّ هناك شيئاً ما في غرفته يثير الرعب. لذا، أعيديه إلى غرفته حتّى يقلع عن هذه العادة والتي غالباً ما تكون موقّتة.
– اشرحي له أنّ اللصوص لا يستطيعون الدخول إلى المنزل لا سيّما إلى غرفة نومه لأنّ الباب مقفل بإحكام، ودعيه يتأكّد من الأمر بنفسه لتزول مخاوفه تماماً.
– أخبري أفراد العائلة عن المشكلة التي يعاني منها ابنك ليساعدوه على التخلّص من خوفه، لا سيّما إن كان يتشارك الغرفة مع أشقّائه.
– حدّثي طفلك عن الأمور التي لم تعد ترعبه ليدرك أنّه من السهل التغلّب على مخاوفه الأخرى، فبهذه الطريقة ستزيد ثقته بنفسه وسيتعلّم كيفيّة التعامل معها.
في حال لم تنجحي في مساعدة طفلك على التغلّب على خوفه بعد مرور شهر تقريباً، من الأفضل أن تستشيري الطبيب المختص وأن تشرحي له المشكلة ليجد الحل المناسب.

كافئي تصرفات طفلك الإيجابيّة
شجّعي طفلك على تخطّي خوفه وحفّزيه على محاربة هواجسه من خلال مكافأته في كلّ مرّة يحرز فيها تقدّماً. على سبيل المثال، حين يتجرّأ على دخول غرفته المظلمة بنفسه، قدّمي له قطعة من الحلوى في اليوم التالي، وعديه بأنّك سوف تصطحبينه في نزهة إن تمكّن من النوم طوال الليل بمفرده. بهذه الطريقة التشجيعيّة، سيحاول التغلّب على خوفه تدريجياً.

قد يهمك أيضاً

ظلال بالألوان

استعدّي لتغيير عدّة الماكياج بأكملها هذا الربيع واستبدلي ظلال العيون ذات الألوان

اشترك في صحيفتنا الإخبارية