نيكولا عازار-بيروت
الكلمة الصادقة هي كالشمس الدافئة التي تشرق على شاشاتنا العربية من خلال وجه صادق. قد يكون هذا الوجه إعلامياً متمرّساً أو شاباً أو قد يتمثل من خلال أحد الضيوف. هي جمعت الصدق والرصانة وكانت متصالحة مع ذاتها، فاحترمها الجمهور والضيوف… الضيف، أيّ النجم، لم يستطع مقاومة الاحترام الذي تكنه لنفسها وله، فسلم أمره لها وأزال عن وجهه القناع، بل شعر بأنه في جلسة بين صديقين. هذا ما تمنته وهذا ما حصلت عليه… هي الاعلامية اللبنانية شانتال سرور التي انتقلت أخيراً إلى شاشة MTV اللبنانية بعدما قدمت برامج عدّة على شاشة الـART.
-تساؤلات كثيرة طرحها أهل الصحافة سبقت تقديمك برنامج «وحدك» على شاشة الـMTV اللبنانية. فماذا عن آراء هؤلاء اليوم، وبعد انتهاء عرض الموسم الأول من البرنامج؟
إيجابية جداً، فبالرغم من كل تلك التساؤلات التي رافقت عرض البرنامج في حلقاته الأولى، إلا أنه أجاب على أسئلة كلّ من كان يبحث على ثغرة… الحمدلله، كانت ردود الفعل إيجابية جداً، حتى أنّ النقد كان بناءً وهادفاً، خصوصاً أنّ الكثير من النقاد أجمعوا على أنّ الاسئلة التي اعتمدتها في برنامجي جديدة ومختلفة وغير تقليدية وهذا دليل نجاح اعتز به.
-ابتعدت بعض الشيء عن الشاشات اللبنانية بعدما أطليت لمدّة لا بأس بها عبر الـART. هل وجدت صعوبة في التعامل مع أهل الصحافة اللبنانية؟
لست جديدة في هذا المجال وتقديمي لـ«وحدك» يأتي نتيجة خبرات اكتسبتها خلال مشواري المهني، ربّما ظهوري عبر شاشة محطة فضائية أبعدني بعض الشيء عن الصحافة اللبنانية، لكن استقبال أهلها لي كان أكثر من دافئ.
-هل استطعت أن تحقّقي مكانة لك في محطة الـMTV خصوصاً أنّها تحتضن كلاً من منى أبو حمزة ومايا دياب؟
لا أحد يأخذ مكان غيره، كما أنّهما تتمتعان بأسلوب خاص بهما ويختلف عن أسلوبي، علماً بأنّ برنامج كلّ واحدة منا يختلف عن الآخر اختلافاً واضحاً. من المؤكد أنّ لكلّ منّا مكانتها في الـMTV.
-هل حللت ضيفة على برنامج منى «حديث البلد»؟
لا.
-لماذا؟ علماً بأنها غالباً ما تستضيف إعلاميين من محطات مختلفة؟
لا أدري، لكن سبق وتلقيت اتصالاً من القيمين على البرنامج وتحديداً من منتجة البرنامج كورين مدور لأحلّ ضيفة عليه، إلا أنّني كنت حينها خارج البلاد. شرف لي أن أطل عبر «حديث البلد».
-ومنذ ذلك الوقت، لم يحدّد موعد آخر؟
كلا…
-برنامجك تخلّله أسئلة عميقة، لكن كانت جميعها بعيدة كلّ البعد عن الفلسفة والتزلف.
هذا ما أردته! حاولت أن يكون الحوار نابعاً من أشياء نحملها جميعنا في داخلنا. سعيت إلى أن يكون اللقاء مع الضيف عميقاً ومؤثراً، لكنّني حاولت في الوقت نفسه تبسيط الأمور قدر الامكان، فالحياة أشبه بفلسفة خاصة وهي معقدة بما فيه الكفاية. أفرح كثيراً حين أجد أنّ رسالة البرنامج وصلت إلى المشاهدين كما رسمتها، خصوصاً أنّ تعليقات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي كانت مشجعة، بل إنّها أثنت على البرنامج واعتبرته مختلفاً سواء من حيث المضمون أو من ناحية الإجابات.
-هل تعنين بهذا أنّ برنامجك أشبه ببرامج الـTalk Shows العالمية؟
صحيح هذا الأمر، خصوصاً أنّ بعض برامجنا العربية ما زالت تعتمد أسلوباً خاص بها منذ سنوات عدّة، أي بمعنى آخر، إنّ بعض المحطات التلفزيونية تعتمد منهجاً معيناً تفرضه على الاعلاميين الذين يطلون عبر شاشتها. حاولت أن يكون «وحدك» برنامجاً شبيهاً بي، فأنا من مدرسة أثبتت أنّ التصالح مع الذات ومع الضيف الذي تحاوره يؤدي إلى لقاء صريح وعميق وصادق وهذا أهم ما في الأمر لأنّ الصدق أصبح عملة نادرة في برامجنا الحوارية.
-كثيرون حاولوا اعتماد طريقتك، لكنّ محاولاتهم باءت بالفشل، إذ لجؤوا إلى عنصر الدراما السوداء القائمة على البكاء والنحيب.
هذا ما لم أكن أريده في برنامجي، حتى أنّني حرصت على حذف كل المشاهد التي تظهر ضيوفي وهم يذرفون الدموع لأنّني أرفض أن يقال إنّني أتاجر بأوجاع الناس. الدمعة ليست Scoop، بل أن تظهر ضيفك على حقيقته هو السبق الصحافي لأنّ معظمنا يظهر على الشاشة من أجل تجميل صورته، فحين تحاور ضيفك بصدق، لا بدّ من أن يبادلك بالمثل. حاولت قدر المستطاع أن أترك ضيفي على سجيته، لكن لا أخفي عنك، كنت أستفزه حين كنت أشعر بأنّه يحاول الاستخفاف بذكائي وبذكاء المشاهد.
-ألم يصبح الفنان مادة مستهلكة خصوصاً أنّ أخباره منتشرة في كلّ مكان؟
لهذا سعيت إلى تقديم مادة مختلفة في برنامجي، علماً بأنّ البرامج التي تحاور النجوم وجهاً لوجه ليست كثيرة، لذا يحاول كلّ منا تقديم ما يناسبه. من تابع برنامجي لاحظ أنّني لم أدخل في التفاصيل الصغيرة لأنّ هدف البرنامج كان واضحاً وصريحاً. سأعطيك مثالاً، إذا كنت أعلم أنّ أحد ضيوفي تعرّض للتعنيف في زمن طفولته كنت أسعى إلى معرفة أثر هذه التجربة عليه من دون أن أبحث عن المسبب ذلك أنّ أثار التجارب علينا هي ما يرسم سخصيتنا وطباعنا.
غالباً ما تدفع المحطات مبالغ طائلة مقابل استقدام النجوم ليحلّوا ضيوفاً على برامجها. فإلى أيّ مدى استطاعت الـMTV التهرب من هذا الامر؟ أم أنّه شرّ لا بد منه؟
لا أتعاطى بالشقّ المادي الذي يرتبط بالناحية الانتاجية، لكنّني أذكّر بأنّّ المحطة اللبنانية غالباً ما تعامل بطريقة خاصة من قبل الفنان اللبناني، فهو ابنها المدلل، وإن لم يكن الأمر مرتبطاً بالمال، فإنّ ثمة اتفاقات وتسويات كثيرة تتم بين الأطراف المعنية.
-لكنّ هذا الأمر لا ينطبق على الفنان المصري والخليجي.
صحيح هذا الأمر، ثمّة ترتيبات مختلفة… تربطني علاقة صداقة بالفنان المصري أحمد عز والفنانة المصرية آمال ماهر والممثلة القديرة لبلبة وهم شاركوا في البرنامج كرمى لهذه الصداقة.