فيديو

داليدا صوت حمل شقاوة الشرق وكلاسيكيّة الغرب

يوليو 26, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت 

«كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي» إنّه الكلام الذي خرج من فمها ووصل إلى العالم العربي بأسره، وبكلام مثله وأحلى، وصلت داليدا إلى العالميّة وغنّت بأكثر من لغة.

 بين الأمل والألم

صوتها جميل لا يمكن لأحد أن يجادل في هذا الواقع، لكنّ إحساسها العالي هو سرّ إبداعها، فقد كانت قادرة على سرقة الضحكة من الشفتين والدمعة من العينين بكلمات أغانيها الشفّافة والمعبّرة التي تلامس أطراف القلب وتحثّه على الحياة حيناً والأمل أحياناً أخرى.

عاشت داليدا حياة صاخبة ومليئة بالخضّات، واستطاعت بفنّها أن تواجه الصعاب إلى أن غلبها حزنها وقضى على حياتها. فما الذي ميّز مسيرة سنواتها الـ54، وجعلها علامة فارقة في تاريخ الغناء؟

حب مصر والمصريين

على الرغم من أنّ والديها إيطاليان، إلا أنّها أبصرت النور في مصر. اسمها يولاندا ولكنّها عُرفت باسم دلعها «دالي» الذي تحوّل إلى داليدا حين دخلت مجال الغناء وبدأت بتحقيق النجاح.

أحبّت الشابة الحياة في مصر وتأثرت بأهلها وكسبت حبّ الناس والشهرة لامتلاكها الذكاء في الاختيار والجمال والكاريزما والحضور، بالإضافة إلى الأناقة الراقية والأسلوب الخاص الذي جمع بين كلاسيكيّة الغرب وشقاوة الشرق.

صورتها على طابع بريدي

شاركت داليدا في العام 1954 في مسابقة ملكة جمال مصر وفازت باللقب، ثمّ غادرت إلى فرنسا حيث بدأت بالغناء، وما ساعدها هو سرعتها في تعلّم اللغات حيث قدّمت أغاني بتسع لغات، وكانت حصيلة مسيرتها أكثر من 500 أغنية، حصلت بفضلها على عشرات الألقاب والتكريمات، أهمّها تكريم من الجنرال الفرنسي Charles de Gaulle، كما كرّمتها الحكومة الفرنسيّة بوضع صورتها على طابع بريدي بعد وفاتها.

الطريق الصعب

لم تكن طريقها مزروعة يوماً بالورود، فقد عانت كثيراً قبل أن يأخذها المنتجون في فرنسا على محمل الجد، لكنّها أصرّت على تحقيق حلم طفولتها وهو أن تصبح نجمة معروفة، فعملت كمغنية في النوادي الليليّة ودرّبت صوتها كثيراً لكي تحسّنه. وبعد فترة قصيرة، بدأت الحياة تضحك لها، ووصلت إلى الشهرة، إلا أنّ النجاح المهني لم ينعكس على حياتها العاطفيّة، ففد تزوّجت أكثر من مرّة وعرفت الحب الحقيقي مرّتين وكانت نهاية القصتين مأسويّة، وهذا الأمر انعكس ألماً وحزناً في العديد من أغانيها ولا سيما أغنية   Je Suis Malade  التي لا يزال المحبّون المحرومون يردّدونها حتى اليوم.

أسلوب أزياء ساحر

تميّزت داليدا بجمال إطلالتها، بشعرها الأشقر الطويل والكثيف الذي حرصت على تركه منسدلاً ومرفوعاً من على جبهتها لكي يظهر وجهها واضح المعالم، عينيها العسليّتين وفمها الباسم. كذلك، أحسنت اختيار أزيائها، فارتدت على الدوام الفساتين الضيّقة الطويلة والمميّزة بتصاميمها التي تليق بالأميرات والثريّات، إذ أبرزت هذه الفساتين جمال جسدها الرشيق والمتناسق.

اعتمدت داليدا على الماكياج الخفيف والبرونزي الذي تضارب مع لون بشرتها الفاتحة، وأوحت إطلالتها دائماً بالثقة الهدوء والرزانة.

 

النهاية السوداء

حاولت داليدا أن تهرب من فشلها العاطفي من خلال الغناء والسفر حول العالم وإسعاد الآخرين بصوتها وحضورها، لكنّ ألمها كان أكبر من أن تستطيع الاستمرار في العيش، فوضعت حدّاً لحياتها في العام 1987.

قد يهمك أيضاً

ظلال بالألوان

استعدّي لتغيير عدّة الماكياج بأكملها هذا الربيع واستبدلي ظلال العيون ذات الألوان

اشترك في صحيفتنا الإخبارية