فيديو

حسين الجسمي صوت وحضور من ذهب

سبتمبر 6, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

هو فنان من العيار الثقيل، فقد صنع حسين الجسمي اسماً من ذهب خلال فترة قصيرة وتمكّن من منافسة كبار النجوم على الساحة العربيّة عموماً، والخليجيّة خصوصاً. تميّز الجسمي، إضافة إلى تمتّعه بصوت استثنائي وبقدرات صوتيّة كبيرة، بحدّة ذكائه وبقدرته على استقراء ما يحتاج إليه سوق الغناء من خلال فهمه لأذواق الجماهير، وتقديمه لأنماط غنائيّة متنوّعة وصلت إلى جيل الكبار من محبّي الطرب الأصيل، وإلى الشباب المُعجب بالأغاني السريعة والقصيرة. في هذه السطور، نستعرض نبذة عن بدايات «إمبراطور الأغنية الخليجيّة» وأبرز مراحل حياته الفنيّة.

ابن عائلة فنيّة
أبصر الجسمي النور أواخر شهر أغسطس من العام 1979 في مدينة خورفكان في إمارة الشارقة في الإمارات العربيّة. أحبّ الغناء والموسيقى منذ سنوات طفولته، فأسّس مع إخوته فرقة موسيقيّة للفنّ الشعبي استطاعت خلال فترة وجيزة أن تصنع اسماً مهماً بسبب ازدياد الطلب عليها في الأعراس والحفلات الشبابيّة. لكنّ طموح الجسمي كان أكبر من حدود الفرقة العائليّة، فشارك في سنّ السابعة عشرة في برنامج للمواهب الشابة، وفاز بالمركز الأول عن فئة الهواة بعد إتقانه الغناء للنجم الكويتي الكبير عبد الكريم عبد القادر، واستمرّ في تقديم الحفلات المحليّة داخل الإمارات حتى العام 2002 حين طرح ألبومه الأول في الأسواق.

«بودّعك» باب الحظّ
حقّق الألبوم الأول للجسمي نجاحاً كبيراً في سوق الكاسيت الإماراتي والخليجي، وتصدّرت أغانيه المراكز الأولى ضمن سباق الأغاني، ولا سيما أغنية «بودعك» التي صورّها على طريقة الفيديو كليب، واختار أن يقدّم من خلالها رسالة اجتماعيّة حول تبعات الطلاق على الأولاد، فرأينا الجسمي أباً يودّع ابنته بعدما قضت المحكمة بأن تذهب مع والدتها.تركت الأغنية أثراً إيجابياً في أذهان الجماهير العربيّة بسبب الإحساس العالي الذي تمتّع به صاحبها، سواء لجهة الغناء أم لجهة التمثيل.
لم تستأثر «بودعك» بكل النجاح، فكل أغنية في الألبوم وجدت لنفسها محبّين، لا سيما «الترف» و«الكبر لله» و«سافر»، و«عذبتني»، و«كان زعل عليه»، و«من جبركم» و«من فينا».
بعد عامين، أطلق الجسمي ألبومه الثاني الذي ضمّ «إن هويتونا»، «عالي مستواه»، «يا صغر الفرح»، «محمل الشام»، «الراعي والذيب»، «دعوة المظلوم»، «لاري»، «مايسوى»، «باسي»، «انتهينا»، «بكيتك»، «بتشبّه عليّا»، «رسالة»، «الشاكي». برهن الجسمي من خلال ألبومه الثاني أنّ نجاحه لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة جهود كبيرة وحسن اختيار صاحبه.

نجاح مع سبق الإصرار
صارت أغنية «مايسوى» رمزاً لأغاني الحب الرومانسيّة، ولا تزال بعد ثماني سنوات من صدورها من أكثر الأغاني تعبيراً عن لوعة فقدان الحبيب، زوجاً كان أو صديقاً أو قريباً. قرّبت هذه الأغنية اللهجة والفنّ الخليجي من المستمع العربي، فنجحت في لبنان وسوريا والأردن ودول المغرب العربي، وأتبعها الجسمي بأغنية «فقدتك» التي تفوّقت على الأغنية التي سبقتها جمالاً ونجاحاً، وعزّزت مكانة صاحبها في قلوب محبّي الغناء الرومانسي الحزين.

من الشجن إلى الإيقاع السريع
تتالت الألبومات ولم يخفت نجاح الجسمي، فاستمر في الارتقاء في عالم الغناء، إن من حيث عدد الحفلات والمهرجانات التي أحياها، أو من حيث نسب مبيعات ألبوماته، أو التكريمات والمناصب التي وصل إليها خلال تسع سنوات من العمل الفنّي الدؤوب.
أثبت الجسمي أنّه قادر على التنويع، وأنّ صوته لن يحبسه ضمن إطار أغان معيّنة، فقدّم الأغاني الإيقاعيّة الراقصة، وطرق باب اللهجة المصريّة بثقة، محقّقاً نجاحاً مدوياً في أغنية «قول رجعت ليه»، وبعدها من خلال أغنية «ستة الصبح»، إذ أجاد لهجة بعيدة ومختلفة كل الاختلاف عن لهجته، وصار بجدارة نجماً عربياً. علّق الجسمي على هذا الأمر بالقول: «أحمد الله أنّني استطعت إجادة اللهجة المصريّة القريبة من قلوب العرب. أكنّ الكثير من الحب والتقدير للشعب المصري وأجد أنّ لهجتهم قريبة ومناسبة لصوتي».

عمل الخير واجب
لعلّ حسين الجسمي من أكثر النجوم الذين يشاركون في حفلات ونشاطات خيريّة وإنسانيّة، وهو يعتبر أنّ هدف الفنان الحقيقي هو مشاركة مَن حوله أفراحهم وأحزانهم. وهو يقول: «هذا أقلّ ما يمكن القيام به لإسعاد فئة كبيرة من الناس تحتاج منّا إلى الالتفات إليها». من جهة ثانية، فإنّ كل من يعرف الجسمي أو يتعامل معه يؤكد أنّه متسامح ولا يحمل الضغينة أو الحقد، كما أنّه عفوي وغير قادر على المراوغة في آرائه وأفكاره.

لقب فوق العادة
حاز الجسمي على منصب «سفير فوق العادة» من منظّمة IMSAM التابعة للأمم المتحدة، بعد تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة، ليكون أول إماراتي وعربي يحصل على هذه المرتبة. وقد قام الجسمي بالكثير من النشاطات المتعلّقة بهذا المنصب، وزار العديد من المراكز الخاصة بالأطفال المرضى والمعوّزين، كما قدّم أغاني تحمل رسائل اجتماعيّة وإنسانية، منها أغنية تهدف إلى نشر التوعية بين أفراد المجتمع الخليجي والعربي لمكافحة الإدمان على الممنوعات.

خسر 50 كيلوغراماً في ستة أشهر
شكّل الوزن الزائد علامة فارقة في شكل الجسمي، لكنّ هذا الوزن لم يشكّل عائقاً أمام تقبّل الجمهور له، بل على العكس كان جزءاً من شخصيّته ومن فرادته واختلافه عن غيره، إلى أن قرّر التخلّص من هذه المشكلة لكي يحمي نفسه من الأمراض التي تسبّبها السمنة، فأجرى عمليّة تصغير للمعدة وخضع بعدها لنظام غذائي قاس جداً.
خسر الجسمي 50 كيلوغراماً من وزنه خلال ستة أشهر، وحين ظهر أمام الجمهور بشكله الجديد، وجد كثيرون صعوبة في التعرّف إليه.
حول هذا الموضوع، قال الجسمي في مقابلة أجرتها معه مجلة «هيا» إنّ «الرشاقة تساعد صاحبها على أن يكون شخصاً عادياً يُشبه جميع الناس بوزنه. وأتمنّى على كلّ بدين أن يتخلّص من وزنه الزائد، كي لا يؤثّر ذلك سلباً على حياته وعلى علاقته بمَن حوله».

غناء مقدّمات الأعمال الدراميّة
غنّى الجسمي مقدّمة بعض الأعمال الدراميّة، فقدّم أغنية فيلم «الرهينة» بطولة النجم المصري أحمد عز، وحملت عنوان «بحبك وحشتيني» وحقّقت نجاحاً تخطّى أصداء الفيلم ولا سيما لدى الجمهور المصري. بعد ذلك، غنّى مقدّمة مسلسل «بعد الفراق»، و«أهل كايرو» و«أبواب الغيم». وهذا العام، غنّى مقدّمة مسلسل «فرصة ثانية» للممثّلة القديرة سعاد عبدالله. ورأى الجسمي في مقابلة سابقة مع مجلة «هيا» أنّ أغاني الأعمال الدراميّة تعلق في أذهان الناس بسرعة، وهي تختصر قصّة المسلسل أو الفيلم وتمنحه إضافة هامّة، فيصير المغنّي من أبطال العمل، لافتاً إلى أنّ كبار النجوم العرب خاضوا التجربة ونجحوا وأضافوا الكثير إلى رصيدهم. وربط النجم الخليجي إمكانيّة تكرار التجربة بنوعيّة العمل الدرامي وبكلمات الأغنية ولحنها وتوزيعها.

قد يهمك أيضاً

ظلال بالألوان

استعدّي لتغيير عدّة الماكياج بأكملها هذا الربيع واستبدلي ظلال العيون ذات الألوان

اشترك في صحيفتنا الإخبارية