اللانجري ضرورة لا ترف

دينا زين الدين-بيروت
حرص النساء على الاهتمام بجمالهنّ وإبراز معالم أنوثتهنّ ليس جديداً، بل يعود إلى مئات السنين، ولهذا لن يكون مستغرباً لو عرفنا أنّ الفتيات في عصر الفراعنة عرفن حمّالة الصدر، وهو ما يظهر في الكثير من الرسوم الفرعونيّة، كما أنّه عثر في العام الماضي على حمالة صدر مشابهة للأنواع الحديثة أثناء عمليات حفر في قلعة Lengberg في النمسا، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، لتكون بذلك أقدم حمالة صدر تمّ العثور عليها في التاريخ.

حمّالة الصدر من أميركا
يظهر من خلال ما تقدّم أنّ النساء شعرن بالحاجة إلى الملابس الداخليّة أو اللانجري وأدركن أهميّتها قبل وقت طويل جداً، إذ تساهم هذه الملابس في إخفاء العيوب من بعض الأماكن الحساسة في الجسد وتساعد في إظهار تقاسيمه بشكل مميّز، لذلك عرفت النساء أهميّتها، ما حفّز دور الأزياء والموضة على ابتكار موديلات تعجبهنّ وتلبّي ازدياد احتياجاتهن. تعتبر الأميركيّة Mary Phelps Jacob أول من صمّم حمالة الصدر في العصر الحديث في العام 1913، ولم تقتنع النساء سريعاً بارتدائها لأنّها كانت مزعجة بسبب ضغطها على منطقة الصدر، لكن مع الوقت تغيّر موديلها، فأعجبت النساء بالشكل الذي يظهر فيه الصدر بعد وضعها، وصرن يطلبنها ولا سيما بعدما باتت متوافرة بمقاسات عدة .

الجوارب لا بدّ منها
قامت شركة DuPont بطرح جوارب النيلون المخصّصة للنساء في أسواق نيويورك في العام 1940، وانتشرت هذه الجوارب سريعاً ولاسيما أنّها كانت مرفقة بمشدات وأربطة ساهمت في منح المنطقة السفلى من الجسد مظهراً مميّزاً، ولم تعد السيدات قادرات على الخروج من منازلهنّ من دون ارتداء الجوارب، التي تطوّر شكلها كثيراً مع الزمن وصارت تقدّم بألوان مختلفة وموديلات كثيرة.

المشدات المنفصلة
في الستينات من القرن الماضي وحين راجت التنانير القصيرة في أوروبا وأميركا، تمّ الاستغناء عن الأربطة التي كانت ترافق الجوارب لأنّ شكلها لم يعد مناسباً للإطلالة التي أرادتها النساء، كما باتت المشدّات تتوافر بمفردها وليست مرفقة بالجوارب، وذلك كي تخفي ترهّلات الأفخاذ والأرداف. وما ساهم في انتشار المشدّات، هو ظهور موضة الـ Stretch، أي الملابس شديدة الضيق التي تلتصق بالجسد، بحيث تحتاج من ترتديها إلى جسد مثالي كي تتمكّن من ارتدائها، فكان المشد هو الحلّ الأمثل.

Underwear لأسباب صحيّة
ظهرت الحاجة إلى ارتداء الملابس الداخليّة لأسباب تتعلّق بالصحة والنظافة، ولم يكن هناك اهتمام بها حتى أوائل القرن العشرين لأنّها لا تظهر للعيان وتظل مخفيّة تحت الملابس، لكنّ التغييرات التي شهدها العالم بعد الحروب ولا سيما في عالم الموضة، دفع إلى ازدياد التركيز على هذه القطع من قبل النساء، فظهر اللانجري.

لكل الأذواق
تغيّرت صورة اللانجري بمختلف أنواعه مع تغيّر المجتمع والذوق العام فيه، وتنوّعت الأقمشة والموديلات وازدادت جرأة القصّات، فرأينا حمّالات تكبّر الصدر، وكورسيه يجمّل شكل الجسد، وسراويل تحتيّة رفيعة وعالية، بالإضافة إلى ظهور قمصان النوم من الدانتيل والساتان والأورغنزا والحرير. ومن أهم العلامات التي قدّمت اللانجري، نذكر Aubade وBarbara وChantelle وEmpreinte وImplicite وMaison LeJaby و Lou ParisوLise Charmel و Passionata.

 
شارك