كريستيل زيادة-بيروت
القدم المسطّحة حالة تصيب حوالى 20 في المئة من الأطفال حول العالم، وهي تُعدّ طبيعيّة من سنّ الرضاعة حتى يبدأ الطفل بالمشي، لأنّ الجزء المنحني في أسفل القدم أو باطنها لا ينمو في تلك الفترة.
حين يبدأ طفلك بسير خطواته الأولى، ينمو معه الجزء المنحني في أسفل القدم. وفي الحالات الطبيعيّة، يظهر ذلك الجزء في القدم عندما يقف الطفل على أطراف أصابعه. أما في حال كان يعاني من مشكلة القدم المسطّحة، فلن يظهر ذلك بشكل واضح، ما يتطلّب اهتماماً إضافيّاً.
ما هي القدم المسطحة؟
هي القدم التي تعاني من ارتخاء في الأربطة وضعف في قوّة العضلات وانهيار القوس الداخلي الطولي للقدم، الأمر الذي يؤدّي إلى تغيّر في شكلها. لا يمكن تشخيص حالة القدم المسطّحة إلا بعد أن يتجاوز الطفل عامه الرابع تقريباً، لأنّه قبل تلك المرحلة العمريّة تكون القدم منتفخة. يختلف تطوّر الحالة بين طفل وآخر، ففي 90% من الحالات، لا تعيق القدم المسطّحة تحرّكات الطفل ونشاطاته اليوميّة ويتعايش معها من دون أن تسبّب له أي إزعاج. أما في 10% من الحالات الأخرى، فتسبّب آلاماً مزعجة تتطلّب استشارة الطبيب المختصّ.
بين الأسباب والأعراض
لا يمكننا التحدّث عن أسباب فعليّة للقدم المسطّحة إلا بعد تجاوز الطفل الرابعة من عمره، لأنّ عضلاته وجهازه العصبي تكون غير مكتملة النضوج. أما بعد هذه المرحلة، فقد تعود أسبابها إلى العامل الوراثي أو إلى السمنة الزائدة، فضلاً عن خلل في ميكانيكيّة القدم أي المشي بطريقة خاطئة وغير سليمة. أمّا أبرز عوارضها، فهي:
– التصاق القدم بشكل واضح مع الأرض.
– تلف سريع وغير طبيعي للحذاء من الداخل.
– شعور الطفل بألم شديد في تقوّس القدم، وقد يمتد إلى الركبة والفخذ في حال تفاقم المشكلة.
– تذمّر الطفل من التعب أثناء المشي.
– التهاب في مفصل الإبهام وتصلّب في أخمص القدم. – ظهور مسامير وتقلّصات مؤلمة في القدم أو في الساق، ما يؤدّي إلى العرج بعد المشي لفترة طويلة، لا سيّما لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاماً.
ينصح الدكتور قهوجي باستشارة الاختصاصي في حال لم يستطع الطفل القيام بالنشاطات الرياضيّة أو في حال شعر بالألم أو التعب بعد وقوفه لفترة طويلة أو إن وجد صعوبة في تحريك كاحله.
التشخيص والعلاج المناسب
لا تهملي أبداً حالة قدم طفلك المسطّحة، واستشيري الطبيب على الفور في حال لم تتحسّن الأعراض المزعجة. يستطيع أي طبيب صحّة أن يشخّص حالة قدمه بمجرّد مراقبته أثناء وقوفه ومشيه، كما بإمكانه فحص شكل القدم وإرسال طفلك إلى الطبيب المختصّ الذي سيصف له العلاج المناسب. وفي غالبيّة الحالات، يطلب الاختصاصي صورة شعاعيّة أو تصويراً بالرنين المغناطيسي. كذلك، يمكنك معرفة حال قدم طفلك بنفسك، عن طريق تبليلها بالماء ثم وضعها على أرض مسطّحة وجافة قادرة على ترك أثر لقدمه، فإذا بدا الأثر من دون أي فراغ عند منطقة تقوّس القدم، تكون قدمه مسطّحة.
أما في ما يتعلّق بطرق الوقاية والعلاج، فتختلف بحسب مرحلة الطفل العمريّة. فقبل بلوغه سنّ الرابعة، لا يجدي العلاج نفعاً لأنّ القدم في تلك الفترة لم تكن قد اتّخذت شكلها النهائي. لكن بإمكانك العمل على تعزيز انحناءات باطن القدم من خلال حثّ الطفل على المشي حافي القدمين على الرمل والعشب الأخضر وعلى الأرضيّات المنحنية، وتشجيعه على المشي بالتناوب على طرف الأصابع وحافة القدم. وتُعدّ الدراجة الهوائيّة على 3 عجلات تمريناً مفيداً أيضاً. أما الأحذية الطبيّة، فهي غير مفيدة في هذه المرحلة العمريّة لأنّها تسبّب ألماً ويُنصح بانتعال أحذية جلديّة ذات نعول صلبة تثبّت القدم بالوضعيّة الصحيحة. ولا تنسي تزويده بالفيتامينات، لا سيّما الفيتامين D الأساسي لتقوية العظام، كما من الضروري جدّاً مراقبة وزنه، والعمل على خفضه في حال كان يعاني من السمنة لتخفيف الضغط على تقوّس القدم.
بين سنّ الـ4 والـ8 سنوات، وفي الحالات البسيطة، ينصح الطبيب بإضافة أجهزة تقويم طبيّة (ضبانات) داخل الأحذية العاديّة، تهدف إلى رفع باطن القدم المقوّس وتوزيع ضغط الجسم بشكل متساوٍ على أجزائه الأخرى. ويجب فحص تلك الأجهزة كلّ 6 أشهر، وتغييرها سنويّاً واستخدامها لسنتين على الأقلّ. أما في الحالات المتقدّمة، فتصبح العمليّة الجراحيّة حلّاً لا مفرّ منه.
ماذا عن الأحذية الطبيّة؟
مهما كان العلاج، يجمع الاختصاصيون على ضرورة انتعال الأحذية العريضة وتجنّب تلك الرفيعة والضيّقة من الأمام، لأنّها تؤدي إلى زيادة الشعور بالألم. وفي بعض الحالات، يصف الاختصاصي، وبعد تجاوز الطفل سنّ السادسة، حذاءً طبّياً أو أجهزة تقويم طبيّة توضع داخل الأحذية العاديّة. لكن في فصل الصيف، يتخلّى الأطفال عنها لأنّها لا تتناسب مع الأحذية الصيفيّة أو لأنّهم يمشون حفاة.