طفلك وصعوبات التعلّم

كريسيتل زيادة-بيروت
طفلك يتمتّع بفضول ملحوظ لما يدور من حوله ولكنّه يواجه مشكلة في التحدّث والتعبير عما يجول في باله أو قد لا يستطيع القراءة أو حل مسألة حسابيّة... فهو يعاني من صعوبة ولا يستطيع التعّلم بالطريقة نفسها التي يتعلّم بها الأطفال الآخرون وهذا يعني أنّه بحاجة إلى عناية خاصة.

ذكاء يفوق الطبيعة
قد يُخفى على كثيرين أنّ الطفل الذي يعاني من صعوبة في التعلّم يتمتّع بذكاء عادي أو قد يفوق الطبيعة أحياناً، لكن من غير السهل عليه أن يتقن بعض المهمّات ما يشعره بالإحباط وبانعدام الثقة في النفس. وفي أغلب الأحيان، يعرف الطفل ماذا يريد أو ماذا يودّ أن يفعل أو أن يكتب، لكنّه لا يدرك الطريقة المباشرة للقيام بذلك.

ما هي الأسباب؟
يعتقد معظم الاختصاصيين بأنّ صعوبة التعلّم ناتجة من مشاكل عصبيّة تؤثّر سلباً على طريقة اكتساب الدماغ المعلومات وتفسيرها وإيصالها. لا يعرف العلماء السبب الحقيقي وراء تلك المشكلة، لكنّ بعضهم يظنّ أنّها متعلّقة بخلل صغير في طريقة نمو الدماغ.

الصعوبة في 3 فئات
تندرج صعوبة التعلّم تحت 3 فئات: بعض الأطفال يعانون من خلل في التكلّم، بعضهم الآخر يواجه مشاكل في القراءة والكتابة والقيام بالحسابات، وهناك أطفال يواجهون مشاكل في التنسيق أو في المهارات الحركيّة أو بعض الخلل في الذاكرة.

صعوبة أو أكثر في حالة
قد يعاني بعض الأطفال من مشكلة واحدة فقط تتمثّل في صعوبة القراءة أو في تعداد الأرقام أو غيرها من المشاكل، لكن من الشائع أيضاً أن يعاني طفل واحد من مجموعة من المشاكل المختلفة والمختلطة.

احذري الخطأ
تتمثّل صعوبة التركيز في سهو الطفل وعدم تركيزه وهي تختلف عن صعوبة التعلّم، لأنّ الطفل الذي يعاني من المشكلة الأولى قد لا يعاني بالضرورة من صعوبة في التعلّم. أما 25% من الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعلّم، فيواجهون مشكلة في التركيز.

أعراض مختلفة
من الشائع جدّاً أن يعاني الطفل الذي يواجه صعوبة في التعلّم أن يتبع الاتجاهات وأن يبقى هادئاً، كما قد يصعب عليه الالتزام في القيام بمهمّات محدّدة. فضلاً عن ذلك، قد يتصادم في الأشياء لدى السير، كما قد يعاني من خلل في المشي.

متى يتمّ التشخيص؟
يتمّ اكتشاف تلك المشكلة في سنوات الدراسة الأولى، حين يبدأ التلميذ بتعلّم أصول الكلام والقراءة والكتابة، وغالباً ما تكون المعلّمة أوّل من يلاحظ ذلك الخلل. غير أنّ التشخيص الدقيق يتمّ عن طريق اختصاصي ينصح الأهل بالتروّي والانتظار حتى بلوغه سنّ الخامسة أي بعد إكماله صفّي الروضة.

ما العمل بعد التشخيص؟
حين يتمّ التشخيص، يطلب الاختصاصي من الأهل تسجيل طفلهم في مدرسة خاصة لأنّ صعوبة التعلّم مشكلة دائمة على الطفل وأسرته التعايش معها والعمل على تحسينها بطرق شتّى. لا تنسي أن تشرحي لأبنائك الآخرين عن حالة شقيقهم الخاصة والتي تتطلّب عناية خاصة.

التركيز على نقاط القوة
لا يجب وبأيّ شكل من الأشكال أن يشعر الطفل بأنّه مختلف، لذا يتعيّن التركيز على نطاق القوّة لديه. على سبيل المثال، إن كان يعاني من مشكلة في القراءة، قد يتقن في المقابل الرسم أو الاستماع إلى القصص. فحين تودّين أن تشرحي له أمرأ معيّناً سيسهل عليه اكتسابه من خلال تلك الطرق المختلفة.

 
شارك