أمل إبراهيم: أعتبر أنّ المكياج شيء أساسيّ في حياة الشابّة العصريّة

المرآة هي صديقة المرأة التي لا تفارقها. فهي حاضرة دائماً في حقيبتها. تلجأ إليها دائماً لتتأكّد أنّ مظهرها يبدو بالشكل الذي ترغب فيهه. فمهما تنوّعت اهتمامات النساء وكثرت انشغالاتهنّ ومسؤولياتهنّ، لا يمكن ولا يجب أن يتغاضين عن أهمّيّة المظهر الخارجي، لأنّ الرضا عنه سبيل أساسيّ كي يزيد من الثقة بالنفس ويحسّن العلاقة مع الذات بالدرجة الأولى والمجتمع المحيط بالدرجة الثانية. من هنا كانت الحاجة إلى المكياج والعناية بالبشرة وجمالها وصحّتها وشبابها. ومن هنا برزت الكثير من المؤثّرات واليوتيوبرز والمدوّنات المتخصّصات في كلّ ما يتعلّق بجمال السيّدة. فحقّقن نجاحاً كبيراً ولفتن الأنظار إلى المحتوى الذي يقدّمنه. في هذا السياق، التقينا خبيرة التجميل الإماراتيّة أمل إبراهيم التي تنشط عبر إنستغرام وسناب تشات ويوتيوب، حيث تقدّم الكثير من الفيديوهات التعليميّة والتوجيهيّة حول المكياج. وتتميّز بتركيزها على إبراز الجمال الطبيعيّ للسيّدة. 

متى بدأت علاقتك بالمكياج وما سرّ إتقانك له وحبّك الكبير لهذا المجال؟

تمتلك أمّي مركز تجميل وقد كنت أراها منذ طفولتي وهي تهتمّ بالمستحضرات المختلفة وتضع المكياج للشابّات فيتغيّر شكلهنّ ويزددن جمالاً. وقد تأثّرت كثيراً بها وبدأ حبّي للمكياج بفضلها. فأنا أذكر جيّداً كيف كانت تجلسني مع شقيقاتي بجانب بعضنا البعض لتضع لنا المكياج ونحن صغيرات ومراهقات قبل الذهاب إلى المناسبات والأعراس التي تتمّ دعوتنا إليها. وكنت أتلهّف للّحظة حين أرى نفسي في المرآة وقد ازداد جمالي بعد لمسات بسيطة منها. من هنا بدأت رغبتي بالتعمّق في هذا العالم وهذا ما دفعني إلى التعلّم والتثقّف حوله لأنطلق بعدها بشكل احترافيّ أكثر ويصير لي اسمي وسمعتي الحسنة في هذا المجال.

ما الذي يعنيه الجمال بالنسبة إليك؟

أعتقد أنّ كلّ شابّة تمتلك جمالها الخاص. فكلّ امرأة مميّزة بشكل ما وهذا ما ألاحظه في علاقتي بزبوناتي اللواتي يقصدنني ويضعن ثقتهنّ بي لأنّهن راغبات برؤية أنفسهنّ أجمل في المناسبات المهمّة في حياتهنّ. واحدة تتميّز بجمال عينيها وأخرى بنظرتها وثالثة بضحكتها. وبعض الشابّات يتميّزن بجمال الروح وقوّة الطاقة والهالة المحيطة بهنّ، فتبرز بمجرّد أن يتحرّكن أو يتحدّثن. ودوري هنا هو إبراز هذا الجمال الخاصّ والمميّز من خلال استخدام المستحضرات التي تليق بكلّ واحدة وتُظهر أجمل ما لديها.

إلى أيّ مدى يساهم المكياج الصحيح في إبراز جاذبيّة السيّدة؟

أعتبر أنّ المكياج شيء أساسيّ في حياة الشابّة العصريّة والمواكِبة لكلّ الصيحات الرائجة في عالمنا الحالي. فمن خلاله يمكن إبراز الجمال وإلقاء الضوء عليه كما أنّه قادر على إخفاء بعض العيوب البسيطة من التصبّغات والهالات السوداء والبثور. فيخفي العيوب ليبدو شكل الوجه أجمل. وأقول دائماً إنّ المكياج سلاح ذو حدّين، فإذا استُخدم بطريقة خاطئة سيبرز عيوب وجهك وحتّى سيوجِد عيوباً غير موجودة أصلاً في وجهك. إنّ تطبيق الكونتور أو الفاونديشن بطريقة خاطئة، سيسبّب ببقع غير مريحة للنظر على وجهك. وبالتالي تبرزين عيوباً غير موجودة فيك. من هنا يجب أن تكون خبيرة التجميل دقيقة ومحترفة وملمّة بكلّ أدواتها ومستحضراتها وذلك كي تفهم وجه الزبونة وتعرف كيف تظهرها بأجمل شكل.

ما رأيك بالمبالغة في المكياج لدرجة يمكن أن تشوّه جمال الشابّة وتخفيه؟

يوجد نوعان من المبالغة. الأوّل يكون لتنفيذ المكياج الفنّيّ الذي نجرّبه على عارضة لاختبار قدراتنا كخبيرات تجميل. وهو غير مخصّص للمناسبات فلا تضعه الشابّة مثلاً لتحضر حفل خطوبة أو زفاف، بل نضعه لإبراز مواهب الدمج أو مزج الألوان بأسلوب فنّيّ. وبهذه الطريقة نختبر ونتعلّم ونحسّن من أساليبنا. أمّا المكياج المبالغ به بطريقة خاطئة فهو ينتج عن رغبة الخبيرة بإظهار معرفتها الكبيرة في تنفيذ تقنيّات مكياج معيّنة، إنّما بطريقة تشوّه مظهر الشابّة التي تضع لها المكياج. وسأعطي مثالاً هنا، ففي حال كانت الفتاة صاحبة عينين جاحظتين، لا يجب رسم الآيلاينر لها من أول العين حتّى آخرها لأنّ ذلك يزيد من الجحوظ. هنا قد حاولت الخبيرة تنفيذ رسمة جميلة وهي ربّما رائعة ولكنّها لا تليق بهذه الشابّة بالذات. لذلك لم تكن المبالغة مطلوبة بل جاءت سلبيّة.

تنقلين خبرتك في مجال المكياج للشابّات عبر وسائل التواصل، فما الذي يميّز محتواك والفيديوهات التي تقدّمينها؟

أعتقد أنّ رب العالمين زرع القبول في قلوب من يتابعني لأنّني طبيعيّة وأتكلّم ببساطة ومن دون المبالغة في التوصيف واختيار العبارات المعقّدة والصعبة. وأحاول ببساطة أن أنقل معرفتي كي تستفيد منها الشابّات، وهذا ما سأستمرّ به لأنّه شغفي ومجالي الذي أحبّ.

تركّزين فيديوهاتك حول المواضيع الجماليّة، فكيف تختارين الأفكار الجديدة ومن أين يأتيك الإلهام؟

أحياناً تلهمني ملامح الزبونة لمكياج جديد مخصّص لها. كما أنّ السوشيل ميديا والنجمات المعروفات عبره وخبيرات التجميل المحلياّت والعالميّات يعطينني أفكاراً جديدة. وأستفيد من كلّ ما حولي من صيحات لأطوّر أسلوبي وأحسّن أدواتي.

هل تتأثّرين بالتعليقات التي تأتي على محتواك؟

أقرأ التعليقات كي أعرف ما الذي تبحث عنه المتابعات. وأتقبّل النقد البنّاء وأغيّر في أسلوبي بحسب ما يرغبن به وما أراه سيُظهر المكياج الذي أنفّذه بطريقة أجمل.

فما هي نصيحتك للشابّات الصغيرات في ما يتعلّق باختيار وتنفيذ المكياج؟

أقول لهنّ إنّ المكياج الجميل والصحيح يحتاج إلى ممارسة وتعلّم. فلا تظنّ المرأة أنّ الأمر سهل ويمكن إتقانه بسهولة، لأنّ الموضوع يحتاج إلى مثابرة. وأنصح الفتاة التي ترغب باكتشاف المكياج الأمثل الذي يليق بها أن تجرّب ولو 3 مرات في الأسبوع تنفيذ الماكياج، وتختار كلّ مرّة أسلوباً جديداً وتستفيد من وسائل التواصل واليوتيوب لتتعلّم. ففي بداياتي كنت أجرّب على وجهي وبعدها تطوّرت تقنيّاتي وصرت أخضع لدورات تدريبيّة حتّى صرت أتقن وضع المكياج لنفسي وبعدها لغيري.

ما هي أهمّيّة المصداقيّة في تجربة المنتجات الجماليّة الجديدة، في جعل النساء يثقن بك أكثر ويزددن متابعةً لصفحاتك؟

الكثير من العلامات التي تقصدني، سواء تلك التي تعاملت معها أو التي لم يحصل تعاون بيننا، تعرف جيّداً مدى مصداقيّتي. فأنا في حال لم أجد الوقت لتجربة منتج معيّن، أرفض التحدّث عنه عبر صفحتي، لأنّ مستحضرات العناية بالبشرة تحتاج إلى وقت طويل لأتمكّن من تقييمها وأنا لا أملك هذا الوقت في الكثير من الأحيان. لذلك لا أسوّق لأيّ منتج من دون أن أجرّبه. وهذا يعني ربّما أن أخسر ماديّاً، لكنّني أفضّل هذه الخسارة على أن أفقد ثقة متابعاتي.

هل تتابعين الصيحات العالميّة وتطبّقين الأفكار الجديدة في المكياج أو تفضّلين المكياج الكلاسيكيّ ولا سيّما للمرأة العربيّة والخليجيّة؟

أتابع خبيرات المكياج العالميّات وأدخل إلى الدورات التي يقدّمنها سواء أونلاين أو حين يحضرن إلى الإمارات. فأنا أبحث دائماً عن تطوير أسلوبي، واكتشاف التقنيّات الجديدة في هذا المجال. لكنّني في النهاية أتّبع أسلوبي الخاصّ الذي يميّزني وهو يقوم على اختيار ما يناسب السيّدة التي تقصدني ويظهر جمالها.

هل تسعين إلى نشر خبرتك الكبيرة في المكياج من خلال تقديم دورات تعليميّة؟

قدّمت الكثير من الدورات في أبو ظبي ودبي وتعاملت مع شركات مكياج في ندوات قامت بتنظيمها. فهي تساعدني على أن أكون في تواصل دائم مع متابعاتي كما تسمح بالشرح المفصّل وهو ما أحبّه وأجيده لأنّني أعشق نقل المعلومات ومشاركتها.

أين أنت من مجال تقديم برامج حول المكياج؟

كانت لديّ مشاركات متنوّعة عبر برامج تلفزيونيّة مخصّصة للمكياج. ولا أمانع أيّ طرق تنقل فنّي وتوصّل أسلوبي في المكياج إلى أكبر عدد ممكن من النساء.

 

 
العلامات: أمل إبراهيم
شارك