تأثير العطور على مشاعرنا وعواطفنا تكشفه لنا خبيرة في المجال

لا شكّ في أنّ الإنسان هو "كتلة من المشاعر والأحاسيس". ففي كل لحظة من حياتنا، يرافقنا إحساس معيّن قد يكون الفرح أو الحزن أو الحماسة أو التوتّر أو التعب أو غيرها... وكثيرة أيضاً هي العوامل التي تعزّز هذه المشاعر وتوقظها، وأبرزها العطور. فكيف يؤثر العطر إذاً على مشاعرنا، وما العلاقة بين التركيبات العطرية المصمّمة خصيصاً لنا والأحاسيس في داخلنا؟ إليكِ أبرز ما تحدثنا عنه في لقائنا مع Anne-Lise Cremona، الرئيسة التنفيذية لدار العطور Henry-Jacques.

العطور والعواطف

إنّ العطور والعواطف هما جانبان لا ينفصلان عن بعضهما. حتّى أنّ الذاكرة الشميّة هي الأقوى لدى الإنسان، وذلك لأنّ قوة العطر تكمن في قدرته على إثارة مشاعر تتحوّل بدورها إلى ذكريات لا تُمحى، سواء كانت جميلة أم لا. وبما أنّ المشاعر تتّخذ أشكالاً مختلفة ومتنوّعة، من الضروري أن نولي اهتماماً خاصاً للعطور التي نختارها.

الأحاسيس في جوهر تصميم العطر

تؤكّد لنا Cremona أنّ العلامات التجارية والدور العطرية تأخذ في الاعتبار الأحاسيس والعواطف أثناء تصميم أي عطر. وتقول تحديداً: "نحن نعيش من أجل هذه المشاعر، إنّها القوة الدافعة بالنسبة إلينا وهي ما يغذي شغفنا تجاه الحرفة. صحيحٌ أنّ ابتكار العطر هو عملية تقنية تتطلّب توازناً ماهراً، غير أنّنا نستهدف بشكل مباشر العاطفة التي سيخلقها هذا العطر... بالفعل، نعيش من أجل هذه المشاعر، وهي ما نبحث عنه وغالباً ما لا نستطيع تعريفها إنّما ندركها فقط".

تصميم العطور الشخصية

تتميّز الصناعة العطرية بقدرتها على ابتكار تجارب شخصية، وذلك من خلال إضفاء طابع خاص على ابتكارات العطور العادية. ففي الواقع، تتيح بعض الدور العطرية، وأبرزها دار Henry-Jacques، فرصة تصميم عطور شخصية، أي تمكّن كل عميل من ابتكار عطر خاص به بالنفحات التي تروق له كي يتوصّل إلى الأحاسيس التي يبحث عنها. وتقول Cremona إنّ تصميم العطور الشخصية هو جوهر عمل Henry-Jacques، حيث يشهدون على حلم البعض بأن يمتلكوا عطراً خاصاً بهم، فيتحوّل بعدها إلى ضرورة أساسية في حياتهم. والتجربة هذه توقظ في كل فرد أحاسيس مختلفة لا بل فريدة، وقد يصعب أحياناً التعبير عنها.

العوامل التي تؤخذ في الاعتبار

متعدّدة هي العوامل التي يتم أخذها في الاعتبار عند تصميم العطور الشخصية، ولذلك هي عملية صعبة إلى حد ما. أوّلاً، تلتقي العلامة بالعميل وتستمتع إليه لتحاول ترجمة كل ما عبّر عنه إلى مفتاح أساسي يوصل إلى النتيجة العطرية المرجوّة. وقد تستغرق هذه العملية أحياناً وقتاً طويلاً، لأنّ العملاء قد يعجزون عن التعبير عن رغباتهم. وفي نهاية المطاف، يتم تصميم عطر شخصي تجمعه بالعميل أو العميلة علاقة قوية وراسخة.

بالإضافة إلى ذلك، تسمح بعض العلامات التجارية والدور العطرية بإضافة لمسات شخصية إلى العطر من خلال نقش الاسم على الزجاجة الخارجية أو اختيار تصميم مميّز ومختلف للعبوة، وهذا ما يخلق أيضاً أحاسيس ومشاعر مختلفة لدى العملاء.