يمكن القول إنّ عام 2025 كان عام العافية بامتياز! فعلى مدار الأشهر الماضية، لاحظنا كم تحدث الجميع عن الصحة الجسدية والنفسية وكم برزت صيحات مختلفة في عالم الرفاه والعافية. وبما أنّنا شارفنا على بداية العام الجديد، وبما أنّه أنسب وقت لإعادة التفكير في عاداتنا وممارساتنا الحياتية وللاستفادة من الانطلاقة الجديدة لاستعادة التوازن الجسدي والنفسي والعاطفي والروحي، نستعيد معك أبرز اتجاهات العافية التي كانت رائجة والتي يمكن أن نحملها معها في عام 2026.
المكمّلات الغذائية

لطالما شكّلت المكمّلات الغذائية جزءاً أساسياً من الحياة الصحية، وعلى الرغم من أنّها متواجدة في السوق منذ وقت طويل، لاحظنا أنّ التركيز عليها ازداد بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة. ويمكن القول إنّ الأمر هذا طبيعي، لا سيّما أنّنا نعيش في عالم تتزايد فيه الحالات المرضية مع كثرة التلوّث والخيارات غير الصحية في سوق المأكولات أو الجمال أو أي قطاع آخر. وبما أنّ الجيل الجديد هو جيل “الوقاية”، أي أنّ الشباب في أيامنا هذه يحاولون اتّخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على صحتهم لليوم وللمستقبل، أصبحت المكمّلات محط اهتمام بارز للكثيرين، وبالتالي من أبرز اتجاهات العافية الرائجة في عام 2025. ولأنّ الاهتمام بها لن يتوقّف خلال الأشهر اللاحقة، طرحنا مجموعة من الأسئلة على Lucy Goff، مؤسسة علامة LYMA التي تُعتبر رائدة في مجال المكمّلات الغذائية.
- هل المكمّلات الغذائية فعّالة أم مجرّد منتج تسويقي؟
يمكن القول إنّ معظم المكمّلات الغذائية لا تجدي نفعاً لأنّها تستخدم مكونات عامة وبجرعات قليلة جداً. لذلك، من الضروري البحث عن المنتجات التي تتّبع نهجاً معاكساً، أي تُستخدم مواد ومكونات مثبتة فعاليتها وبكميات دقيقة. فحين تُبنى المكمّلات الغذائية على أساس علمي بدلاً من تسويقي، تحقّق نتائج ملموسة بالتأكيد.
وبشكل عام، تقدّم لنا المكملات ما نعجز عن الحصول عليه من خلال النظام الغذائي، مهما كان صحياً وسليماً. فعلى سبيل المثال، يجب تعويض النقص في الحديد أو الفيتامين د أو حمض الفوليك أو غيرها بالمكمّلات.
- لماذا لا يمكننا أحياناً الحصول على جميع العناصر الغذائية من الطعام؟
لقد صُمّمت أجسامنا لعالم لم يعد موجوداً. ففي أيامنا هذه، أصبحنا أكثر كسلاً، وأكثر توتّراً، نستهلك أطعمة ذات جودة غذائية أدنى. وبالتالي، أصبح من الصعب الوصول إلى المعدلات الصحية من خلال النظام الغذائي وحده، وباتت المكمّلات الغذائية ضرورية لدعم عملية الأيض أو المناعة أو القدرات الإدراكية أو الصحة بشكل عام.
- هل هناك عمر محدّد لبدء تناول المكمّلات؟
كلّا بصراحة، فالأمر لا يتعلّق بالعمر بل بالحاجة. قد يكون ذلك في العشرينات أو الثلاثينات أو الأربعينات، فتزويد الجسم بالعناصر الغذائية المناسبة يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً. وبالطبع، كلّما تقدّمنا في العمر، كلّما أصبحت المكمّلات الغذائية أكثر أهمية لتعزيز طاقة الجسم ودعم الكتلة العضلية والمساعدة في الحفاظ على صحة البشرة، بما يهيّئ الجسم لمستقبل صحي.
الماتشا
كان الماتشا بالفعل نجم المشروبات، وتحديداً المشروبات الصحية، هذا العام! فهل نجد واحدة منّا لم تجرب الماتشا ولم تندفع نحو هذه الموجة الصحية؟ فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لم نعد نجد صورة بدون هذا المشروب الأخضر، هذه مؤثرة تخرج من صف الرياضة وفي يدها الكوب الزجاجي وفي داخله الماتشا، وتلك مؤثرة أخرى استيقظت منذ الصباح الباكر واختارت أن تبدأ نهارها بتحضير خلطة الماتشا أمامنا مباشرةً. والأمثلة كثيرة بالفعل!
لكن، هل الماتشا مفيد بالفعل؟
أوّلاً، الماتشا هو نوع من أنواع الشاي الأخضر الياباني، يُستخرج من أوراق نبتة الكاميليا. غير أنّ ما يميّزه عن الشاي العادي الذي نشربه، فهو أنّه لا يُحضّر من الأوراق مباشرةً أو الأكياس، بل من خلال المسحوق المطحوق الذي يُخلط مباشرةً مع الماء أو الحليب. ومن المعلومات التي قد لا تعرفينها عن الماتشا، يُقال إنّه يُستخرج من نفس شجرة الشاي الأخضر إنّما تُزرع في الظل لزيادة مادة الكلوروقيل ومواد أخرى في أوراقها.
كما سبق وقلنا، حقّق شاي الماتشا انتشاراً واسعاً بين الجيل الجديد خلال الأشهر الماضية، وأصبح جزءاً أساسياً من الروتين الصحي الذي يتّبعه كثيرون. ويعود ذلك طبعاً إلى الفوائد الكثيرة التي يقدّمها الماتشا، وأبرزها:
- تعزيز قدرات التركيز وزيادة الانتباه
- خفض خطر الإصابة بالسرطان، بفضل مضادات الأكسدة التي تمنع نمو الخلايا السرطانية والأورام
- المساعدة في الحماية من أمراض القلب
- المساعدة في خفض الوزن
- تقوية جهاز المناعة
وبالطبع، ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث للتحقّق أكثر من النتائج أو الفوائد التي يمكن أن يقدّمها الماتشا.
العلاج الوريدي NAD+
سمعت كثيراً في الآونة الأخيرة عبارة NAD+، أليس كذلك؟ فما هو هذا العلاج الوريدي الذي اكتسح عالم العافية؟
ولنقدّم لك المعلومات الصحيحة، اخترنا أن نستشير د. Raquel Fernandez de Castro من عيادة Hortman Clinics في دبي وطرحنا عليها أهم التساؤلات التي تراودنا عن هذا العلاج الشهير.

- ما هو العلاج الوريدي NAD+؟
NAD+ هو اختصار لـNicotinamide Adenine Dinucleotide أو ثنائي نوكليوتيد النيكوتيناميد الأدينين، وهو الأنزيم المساعد لتفاعلات الأكسدة والاختزال، ويُعدّ أساسياً في العمليات الحيوية لاستخلاص الطاقة ولعدد كبير من الوظائف الخلوية الرئيسية، بما في ذلك الأيض، وإصلاح الحمض النووي، وإعادة تشكيل الكروماتين، والشيخوخة الخلوية، والمناعة.
- ما أهمية هذا العلاج؟
يؤدي هذا العلاج دوراً محورياً في عملية الأيض الخلوية، وهي ركيزة أساسية للأنزيمات المرتبطة بمسار الشيخوخة، ما يعني أنّ علاج NAD+ يمكن أن يساعد في إبطاء الشيخوخة، وهذا ما يجله منه خياراً وقائياً مثالياً للحدّ من الأمراض والاضطرابات المتعلّقة بالتقدّم في السنّ، وإطالة العمر، وتحسين الصحة بشكل عام.
- كيف يختلف علاج NAD+ عن العلاجات الوريدية الأخرى؟
تبيّن أنّ علاج NAD+ يؤثر إيجاباً على العديد من جوانب شيخوخة الخلايا، أي أنّه لا يؤدي فقط دوراً أساسياً في إبطاء شيخوخة الجلد، بل أيضاً في تحسين جوانب متعدّدة من التدهور المرتبط بالعمر في مختلف أنحاء الجسم. وبالتالي، لا يدعم فقط المظهر الخارجي، بل أيضاً الصحة والعافية على المدى الطويل.
- لماذا يجذب انتباه الجيل الجديد؟
نعلم جميعنا أنّ أبناء الأجيال الجديدة على وعي كبير بالصحة والوقاية، ويتفوّقون بذلك على الأجيال السابقة الأكبر سناً. ولذلك، يهتمّون بالاستفسار عن هذا النوع من العلاجات سعياً إلى حماية أنفسهم وتحسين نمط حياتهم. والسؤال الذي يطرحه نفسه، هل علاج NAD+ مناسب لهذه الفئة العمرية؟ يعتمد ذلك على كل حالة. فنظراً إلى احتياجات الجسم، يمكن تكييف العلاج وفقاً لنمط الحياة والنظام الغذائي.
البيلاتس
رياضة البيلاتس هي من الرياضات الهادئة إنّما عالية الفعالية، وهي تقوم على ممارسة حركات محدّدة تقوّي العضلات وتعزّز المرونة والقدرة على التحمّل. وتتميّز هذه الرياضة بأنّها مناسبة للمبتدئين أيضاً، حيث يمكن التقدّم في مسار ممارستها تدريجياً. وتركّز البيلاتس بشكل خاص على استخدام عضلات البطن وأسفل الظهر والوركين والفخذين، ويتضمّن روتينها بشكل عام من 25 إلى 50 تمريناً. ومن أبرز فوائد رياضة البيلاتس:
- تحسين التوازن وقوة الجسم الأساسية
- تحسين وضعية الجسم
- تعزيز المرونة
- المساعدة في علاج آلام الظهر والوقاية منها
اللاغري
تماماً كما رياضة البيلاتس، لاحظنا الشهرة الكبيرة التي حظيت بها رياضة اللاغري (Lagree). في الواقع، ليست هذه الرياضة الجديدة، بل ظهرت منذ أكثر من 20 عاماً مع المدرّب Sebastien Lagree، وتهدف إلى ممارسة تمارين متعبة ومفيدة في آن. وتجمع اللاغري ما بين تمارين القوة، وتمارين الكارديو، وتقوية العضلات، بما يمرّن الجسم على التحمّل ويعزّز مرونته. وتُمارس جميع التمارين على آلة واحدة تُعرف باسم Megaformer، وعادةً ما تمتدّ الجلسة الواحدة على 50 دقيقة. ولا بدّ من القول إنّ اللاغري أثبتت فعاليتها في التخفيف من التوتّر وتحسين التنفّس.
اقرئي أيضاً: الفخامة في عالم الجمال: معادلة جديدة ومفاهيم غير تقليدية
















