شهد قطاع الجمال في منطقة الخليج، وتحديداً في الإمارات العربية المتحدة، نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة ومن المتوقّع أن يستمرّ في التوسّع عاماً بعد عام. ومع تنامي العلامات التجارية الناشئة والفاخرة واندفاع العملاء إلى إنفاق المزيد على منتجات الجمال والعناية بالبشرة، تحوّلت الإمارات إلى بؤرة من الفرص حيث يزدهر الابتكار وتنطلق الطموحات والأحلام إلى آفاق لا حدود لها.
السرّ وراء النمو السريع
يمكن تفسير النمو السريع الذي يشهده قطاع الجمال بالإشارة إلى العديد من الجوانب:
من جهة أولى، يتميّز العملاء في منطقة الخليج والإمارات باهتمامهم الكبير بالجمال واستعدادهم لإنفاق مبالغ كبيرة على منتجات المكياج والعناية بالبشرة والعطور. ونتحدث هنا عن النساء والرجال على حد سواء، حيث أصبحت العناية الجمالية جزءاً من أسلوب الحياة.
من جهة ثانية، أدّت مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصّة من خلال المؤثرين والمؤثرات، دوراً كبيراً في دفع هذا النمو، حيث تُوجّه تفضيلات العملاء وتزيد من الطلب على المنتجات.
بالإضافة إلى ذلك، يعود جزء من هذا النمو إلى أبناء الجيل زد وجيل الألفية الذين يميلون نحو إنفاق أموالهم على منتجات الجمال المتميّزة وعالية الجودة، لا سيّما التركيبات النظيفة المدعومة بالأبحاث العلمية والمعدّة بدون استخدام الوحشية على الحيوانات، هذا إلى جانب اهتمامهم بالمجموعات محدودة الإصدار التي تقدّمها العلامات التجارية العالمية.
فلنتعمّق إذاً بكل جانب!
مكانة راسخة للعلامات التجارية الفاخرة
تحافظ العلامات التجارية العالمية الفاخرة على مكانتها في منطقة الخليج وسوق الإمارات. ولذلك، تواصل توسّعها وبذل المزيد من الجهود لتعزيز الروابط بينها وبين العملاء الذين يقدّرون الجمال أكثر من أي مكان حول العالم. فعلى سبيل المثال، تطلق هذه العلامات مجموعات حصرية للمنطقة وتحتفل في بعض الأحيان بمناسباتها الخاصة بإصدارات محدودة، هذا بالإضافة إلى خدمات العناية بالبشرة والمكياج الشخصية في متاجرها لتقديم تجارب جمالية فريدة ومخصّصة.
مواقع التواصل الاجتماعي تدفع عجلة التغيير
لا شكّ في أنّ مواقع التواصل، وأبرز مواقعها Instagram و TikTok و Snapchat، تؤدي دوراً كبيراً في نمو قطاع الجمال، وذلك من خلال المؤثرين بشكل خاص إذ يشاركون تجاربهم مع المنتجات التي يستخدمونها ويعرضون فيديوهات تعليمية ويعرّفون بالروتين الجمالي الذي يتّبعونه، ما يقود المستهلكين نحو استكشاف منتجات جديدة. كذلك، يعزّز هذا النمو أيضاً الشراكات التي تقوم بها العلامات مع الشخصيات المحلية أو العالمية لابتكار مجموعات حصرية.
وقد ساهم ذلك بالطبع في زيادة التجارة الإلكترونية، لا سيّما أنّ العلامات أصبحت تولي اهتماماً للفعاليات الجمالية عبر الإنترنت للتفاعل مع عملائها ودفعهم إلى تجربة منتجاتها.
التجارب الخاصة محطّ اهتمام المستهلكين
نلاحظ أنّ المستهلكين في منطقة الخليج أصبحوا يهتمّون أكثر بكل ما هو حصري ومخصّص، ولذلك أصبحنا نسمع أكثر وأكثر عمّا يُسمّىPersonalized Beauty. فالعملاء مستعدّون لإنفاق مبالغ أكبر للحصول على منتجات مصمّمة خصيصاً لهم ولاحتياجاتهم، سواء كانت مستحضرات مكياج أو عطور أو منتجات للعناية بالبشرة.
في المقابل، تركّز المراكز التجميلية والمنتجعات الصحية على تقديم خيارات فاخرة من علاجات البشرة لمواكبة متطلبات عملاء المنطقة، مثل علاج الوجه بالذهب أو تجارب العافية الفخمة أو الحلول المدعومة بالتكنولوجيا لمكافحة التقدّم في السنّ.
ويدفع هذا التوجّه العلامات التجارية إلى إجراء المزيد من الأبحاث والابتكار لتقديم الجديد والمميّز في كل مرة.
التوجّه المتزايد نحو الاستدامة والجمال النظيف
أصبحت الاستدامة ركيزة من الركائز الأساسية في قطاع الجمال، تماماً كما في العديد من القطاعات الأخرى. فالمستهلكون، بخاصّة من الأجيال الأصغر والأجيال الجديدة، يهتمّون أكثر وأكثر بكلّ ما يتعلّق بالبيئة والموارد وبكيفية حمايتها لإحداث أثر. كذلك، وبمرور الوقت، يزداد الوعي بالمكوّنات التي تدخل إلى التركيبات والتي نستخدمها على بشرتنا، ولم نعد نمرّ مرور الكرام على المنتجات المقدّمة لنا في السوق، بل نتوقّف عند كل منتج منها ونتعرّف على المواد التي تتداخل فيه لتمنحنا النتائج الموعودة. ولذلك، أصبح الجمال النظيف بدوره أيضاً توجهاً سائداً، مع رغبة الجميع في الابتعاد عن المواد الكيميائية واختيار التركيبات الطبيعية والعضوية التي يمكن أن تمنح نتائج أفضل.
وبالتالي، تحرص العلامات التجارية إلى جعل الاستدامة والجمال النظيف جزءاً من قيمها، فتعتمد على التوريد والإنتاج الأخلاقي وعلى التجارة العادلة وتستخدم مواداً قابلة لإعادة التدوير وتحدّ من استخدام المواد الكيميائية الضارة.
التكنولوجيا والابتكار
لا شكّ في أنّ للتكنولوجيا دوراً في تطوّر سوق الجمال محلياً وعالمياً أيضاً. فبفضل الأجهزة الذكية وتحليلات البشرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقات تجربة المنتجات افتراضياً تسهّل على العملاء إيجاد ما يلبّي احتياجاتهم ومتطلباتهم. حتّى أنّ العديد من العلامات التجارية تستعين بقدرات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات خاصة لكل عميل بحسب نوع البشرة ومشكلاتها والتفضيلات.
وبالتالي، بفضل التحوّل الرقمي، أصبحت تجربة التسوّق الجمالي أكثر سهولة وراحة.
الإمارات أرض خصبة للمواهب
تُعدّ الإمارات أرض الفرص وتدفع الكثير من المواهب إلى تحقيق طموحاتهم وابتكار مشاريع وعلامات تجارية جمالية مستوحاة من تقاليد المنطقة والمكونات المحلية. وقد نجحت الكثير من هذه العلامات في تحقيق شهرة عالمية والتنافس مع أسماء راسخة منذ سنوات.
واليوم، اخترنا أن نحتفل بأبرز النساء الإماراتيات اللواتي وضعن بصمتهنّ الخاصة في عالم الجمال.
آمنة الحبتور، صاحبة علامة Arcadia للعطور

أسّست آمنة الحبتور علامتها Arcadia رغبةً منها في تحويل العطور إلى ذكريات وفي تحويل الذكريات إلى نفحات عطرية، لتوقظ مشاعر النوستالجيا والحنين. وفيما سعت وراء تحقيق حلمها، استطاعت آمنة أن تقدّم وجهاً جديداً لثقافة العطور في الشرق الأوسط، حيث تبتكر عطوراً عصرية ومنتجات صديقة للبيئة وتعزّز الاستدامة. حتّى أنّ زجاجات العطور مصنوعة من مواد معاد تدويرها وقابلة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
لقاء الزعابي، صاحبة علامة Leqa Cosmetics

اختارت رائدة الأعمال الإماراتية أن تحوّل شغفها في المكياج إلى علامة تجارية ملموسة تمكّن النساء والفتيات وتعزّز ثقتهنّ بأنفسهنّ. رافقها شغفها في عالم الجمال منذ الصغر، حيث كانت تستمتع بمشاهدة والدتها وخالاتها وجدّتها أثناء تجهيز أنفسهنّ. وقد قرّرت خوض هذا العالم بنفسها من خلال أوّل مجموعة من توقيعها باسم Motherhood. وتتحمور رسالتها حول حب النفس واستخدام المكياج لتعزيز الجمال الطبيعي.
سلامة محمد، صاحبة علامة Peacefull

أطلقت سلامة محمد علامتها Peacefull لتقدّم من خلالها منتجات فعّالة للعناية بالبشرة ومعالجة مشكلاتها في منطقتنا. وبالاعتماد على التقنيات العلمية، تبتكر تركيبات تناسب جميع أنواع البشرة.
عليا الخفاجي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لموقع OKTA للمنتجات النظيفة

أسّست عليا الخفاجي منصة OKTA لبيع منتجات الجمال النظيفة بالتعاون مع علامات تجارية عالمية، حيث تقدّم للعملاء في دولة الإمارات فرصة للارتقاء بالروتين الجمالي. وقد أجرينا معها مقابلة سريعة كموهبة من أبرز المواهب النسائية الإماراتية في قطاع الجمال.
ما الذي دفعكِ إلى دخول عالم الجمال؟
لطالما أحببت استكشاف العلامات التجارية، سواء للجمال أو الأزياء أو العافية أو الديكور. وبفضل سفري إلى العديد من البلدان، استطعت التعرّف على منتجات مختلفة عمّا نستخدمه في العادة، وقد كان ذلك ملهماً ومرحاً بالنسبة إليّ. وهكذا، تحوّل الفضول إلى مشروع أكبر ساعدني أيضاً على التعامل مع بشرتي الحساسة ومشكلتي مع إيجاد حلول لطيفة وفعّالة.
ابتكرت إذاً منصة OKTA لتكون مساحة للشفافية والمسؤولية البيئية والتفكير في الغد، وذلك من خلال تسليط الضوء على علامات نظيفة وأخلاقية أيضاً في كل خطوة من خطوات ابتكار منتجاتها.
كيف تعكسين العادات والثقافة الإماراتية من خلال OKTA؟
إنّ ثقافة الإمارات متجذّرة في الضيافة والرعاية والاهتمام بالتفاصيل، وهي جميعها قيم أحرص على الالتزام بها في OKTA. فدائماً ما نعكس الدفء والرقي، سواء عبر تجربة العميل أو طريقة اختيار منتجاتنا أو حتّى طريقة تغليف طلباتنا. كذلك، نحاكي الطقوس المتوارثة في منطقتنا جيلاً بعد جيل من خلال العطور وممارسات الجمال والعافية.
ما الفرص التي قدّمها ويقدّمها لكِ سوق الإمارات؟
لطالما كانت الإمارات مكاناً يشجّع الابتكار مع التمسّك بالجذور. فهي سوق مفتوحة لتجربة كل جديد، وقد شهدت تحوّلاً حقيقياً في كيفية تعامل الأشخاص مع الجمال والعافية خلال السنوات القليلة الماضية. ويزداد الوعي حول المنتجات النظيفة والاستهلاك الواعي وأهمية دعم الشركات الملتزمة بالمبادئ الأخلاقية. وهذا تماماً ما أعطاني الثقة لإطلاق منصة OKTA، ناهيكِ عن كوني محظوظة بالانتماء إلى منظومة تدعم رائدات الأعمال والشركات الصغيرة وسط عالم زاخر بالإمكانيات.
ماذا تقولين لكل امرأة وفتاة عربية تسعى إلى تحقيق طموحاتها وأحلامها؟
لا تحتاجين إلى معرفة جميع الإجابات عن أسئلتكِ لتبدئي. انطلقي من النقطة التي تشغل شغفكِ، مهما كانت بسيطة، والأهم هو أن تفهمي الجمهور الذي تتوجّهين إليه، أمّا الباقي، فتبنينه بمرور الوقت. كل امرأة عربية منّا تملك الكثير من القوة والإبداع والحدس، ولذلك لا تستهيني بقدراتكِ وبما يمكنكِ تحقيقه. احجزي لكِ مكانة خاصة، واستمرّي في تقدّمك!
اقرئي أيضاً: الأصالة في عالم الجمال وتغيّر المعايير بالنسبة إلى الجيل الجديد