سناء دياب-بيروت
قد لا تعلّقين أهميّة كبيرة على الاهتمام اليومي بصحّة بشرتك لأنّك ترين أنّ هذا لا يعود عليها بأيّ فائدة وأنّ الشيخوخة آتية لا محالة أو لأنّك لا تملكين الوقت الكافي لذلك أو تعتبرين أنّ العناية بالبشرة من الكماليات أو لأنّك سرعان ما تصابين بالملل بعد استخدامك المستمر لأحد كريمات الليل أو النهار ولا سيّما إن كانت تلك الكريمات تحتاج إلى وقت طويل نسبياً لتعطيك النتائج المطلوبة. لذا فإنّك تفضلين وضع الماكياج لتخفي الشوائب التي تظهر على سطح بشرتك، فهل أنت على حقّ؟
إن كنت لا تشعرين بالأهمية التي تكتسبها العناية اليوميّة ببشرتك، فقد تجدين في بعض العوامل التي تمنعك من ذلك وسيلة الخلاص الأفضل، وعندما تُسألين عن سبب إهمالك للمشكلات التي تعاني منها بشرتك مثل الجفاف أو الشحوب أو ظهور البقع والشوائب تجيبين:
لأنّني لا أملك الوقت الكافي: إذاً إليك الحل. يمكنك أن تستخدمي المحارم المرطّبة المزيلة للماكياج لتنظفي بشرة وجهك بالكامل وتستغرق هذه العمليّة أقلّ من 30 ثانية، كما أنّك تحتاجين إلى ثانيتين أو 3 لتضعي القليل من الكريم المرطّب على باطن يدك ومن 10 إلى 15 ثانية لتضعي هذا الكريم على بشرة وجهك. ويعني هذا أنّك لا تحتاجين إلى أكثر من دقيقتين لتعتني بوجهك يومياً.
لأنّني أنسى ذلك: إذاً إليك الحل. ضعي مستحضرات العناية ببشرة وجهك حيث يمكنك أن تريها في الصباح والمساء. مثلاً اتركي علبة المحارم المرطبة وكريم العناية الليليّة على الطاولة المجاورة لسريرك بحيث يمكنك أن تريها عند خلودك إلى فراشك. كذلك نقترح عليك أن تضعي مستحضرات العناية النهارية إلى جانب آلة صنع القهوة مثلاً وهكذا لن تنسي الاهتمام ببشرتك يوماً.
لأنّ العناية بالبشرة أمر مكلف مادياً: ليس ضرورياً أن تختاري الكريمات باهظة الثمن أو تلك التي تحمل اسم ماركات شهيرة كي تحصلي على أفضل النتائج، فثمّة خلاصات يمكنك صنعها بنفسك في المنزل من خلال تطبيق وصفات تجدينها على صفحات بعض المواقع الإلكترونيّة المتخصّصة والموثوق بها.
عاجل… اعتني بصحّة بشرتك
لا يسعك الاختيار بين العناية ببشرتك وعدمه، ذلك أنّ الاهتمام بصحّتها يُعتبر أمراً ضرورياً
للأسباب التالية:
الوقاية خير من العلاج: فإن كنت من النساء اللواتي يعتنين بصحّة بشرتهنّ منذ صغرهنّ فإنّ ذلك سيظهر جلياً على بشرتك في سنوات عمرك المتقدّمة، إذ يساعدك الاهتمام المبكر بها على الحفاظ على شبابها وتألقها ونعومتها وإشراقها وتماسكها لوقت أطول، كما أنّه يحدّ من احتمال تعرّضها للكثير من المشاكل.
لماكياج أكثر تميّزاً: لا يمكن مستحضرات الماكياج الخاصّة بك أن تضفي الجاذبيّة والتألق على ملامحك إن لم تحضّري بشرتك بشكل جيّد لاستقبالها، فإن كنت لا تهتمين بإزالة الماكياج بشكلٍ صحيح قبل أن تخلدي إلى النوم أو لا تهتمين بترطيب بشرتك، فلا شكّ في أنّ بقع الجلد الميت ستظهر بوضوح عندما تضعين كريم الأساس. وفي هذه الحالة لا بدّ لك من أن تستخدمي المقشّر ثمّ الماسك المرطب قبل نحو 20 دقيقة من وضعك للماكياج.
عناية منتظمة يعني تكلفة أقلّ على المدى البعيد: ألا تصدقين ذلك؟ إذاً اعتني ببشرتك بشكل منتظم وجاد في منزلك ولن تحتاجي لزيارة عيادة طبيبة البشرة أو الاختصاصيّة بشكل دائم، ما يعني أنّك ستحصلين على أفضل النتائج من دون أن تنفقي مبالغ طائلة من المال، ولا سيّما أنّ العناية المنزلية ستساعدك على التخلّص من النقاط السوداء ولون البشرة الباهت… وفي هذه الحالة قد لا تحتاج بشرة وجهك سوى إلى التنظيف والترطيب مرتين يومياً إضافة إلى الحماية من أشعة الشمس.
التعرّض المكثّف لأشعة الشمس قد يؤدّي إلى إصابتك بسرطان الجلد: إنّه سبب كاف لتسارعي إلى حماية بشرتك من التعرّض المباشر لهذه الأشعة من خلال استخدامك مستحضراً واقياً لا تقلّ درجة حمايته عن 30 ومن الضروري أن تجدّدي وضع ذلك المستحضر كلّ ساعتين إن كنت تتعرّضين بشكل دائم لأشعة الشمس، علماً بأنّه يمكنك شراء الكريمات الواقية من أشعة الشمس أياً تكن ميزانيّتك. ولكيّ تشعري بحماس أكبر في هذا السياق، اعلمي أنّ 90% من علامات الشيخوخة تظهر نتيجة تعرّضك لتلك الأشعة. ولا تشمل هذه العلامات التجاعيد والخطوط الرفيعة فقط، بل تتعدّاها إلى البقع الداكنة وخسارة البشرة للونها وترهلها.
أخيراً إن كنت لا تهتمين ببشرتك فإنّ الأوان لم يفت بعد. يكفي أن تستخدمي مستحضراً منظفاً وآخر مرطباً وبعد ذلك استعدّي لاستخدام الكريم المهدّئ للبشرة ومستحضرات التقشير والأقنعة والسيروم…
آراء الاختصاصيين
هل يجب أن تعتني المرأة اليوم بصحّة بشرتها أكثر من السابق وأكثر من اهتمامها بماكياجها؟ للاختصاصيّين آراؤهم في هذا الشأن.
الاختصاصيّة في الأمراض الجلديّة والتجميل الدكتورة جنان جرباقة
«من الطبيعي أن يزداد اهتمام المرأة بصحّة بشرتها لأنّنا نعيش في عصر الصورة، إلا أنّ العوامل المسبّبة لشيخوخة البشرة المبكرة ما زالت هي نفسها اليوم كما في السابق ومنها اتباع حميات غذائيّة قاسية وخاطئة والتعرّض للتلوث والضغط النفسي والتوتّر وعدم شرب كمية كافية من الماء وغير ذلك، فالعوامل التي تؤثّر على صحّة البشرة لم تتغيّر بل أصبحت أكثر حدّة وتأثيراً. لذا يتعيّن على المرأة اليوم أن تولي بشرتها عناية إضافيّة لأنّها باتت أكثر عرضة للكثير من تلك العوامل ولا سيّما الضغط النفسي والتعرّض لأشعة الشمس فضلاً عن كثرة استخدامها لمستحضرات الماكياج وما يتطلّبه ذلك من عناية مسبقة ولاحقة بالبشرة. وفي هذه السياق نجد أنّ مشاكل البشرة التي تعاني منها المرأة اليوم لم تتغيّر أيضاً، ولكن بات يتمّ تسليط الضوء عليها بشكل أفضل بفعل تطوّر طرق وتقنيات علاجها وسبل الوقاية منها.
كذلك يخضع اهتمام المرأة بصحّة بشرتها لعوامل عدّة كالمستوى الثقافي والعلمي والاقتصادي الذي تتمتّع به إضافةً إلى البيئة المجتمعيّة المحيطة بها وطريقة فهمها لموضوع العناية بالبشرة، فبعض النساء يعتبرن ذلك مسألة كماليّة ولا سيّما إن كنّ لا يتمتّعن بمستوى معيشي جيّد، كما يدخل في صلب ثقافة نساء أخريات أنّ صحّة البشرة لا تشكّل جزءًا من الصحّة العامّة. وبالرغم من ذلك أرى أنّ الكثير من النساء في العالم العربي أصبحن يولين اهتماماً كبيراً لصحّة بشرتهنّ، لا بل إنّ الكثير من المراهقات يتمتّعن بالوعي الكافي لأهمية هذا الموضوع. ولا عجب في ذلك لأنّ المرأة العربيّة أصبحت أكثر اطلاعاً على آخر الصيحات في مختلف المجالات ولا سيّما في ما يتعلّق بأساليب الحفاظ على سلامة البشرة كاللجوء إلى العلاجات والتقنيات المتطوّرة والمتنوّعة للوقاية من الإصابة بالأمراض الجلديّة، ويعود الفضل في ذلك طبعاً إلى وسائل الإعلام والدعاية والتواصل التي تقدّم الكثير من المعلومات والنصائح في هذا الشأن. لذا أرى أنّ المرأة العربيّة لم تعد تلجأ إلى مستحضرات الجمال لتخبّئ عيوب بشرتها، بل إنّها تدرك أنّ العناية الصحيحة تساعد على نجاح عمليّة وضع مستحضرات الماكياج وعلى جعلها أكثر جاذبيّة. ولا خوف من أن يتحوّل روتين العناية اليومي إلى عادة مملّة قد تدفع المرأة إلى الإقلاع عنه، فتحسّن وضع البشرة واستعادتها لحيويّتها لا بدّ من أن يشجّعها على المواظبة على الاهتمام بها. وهنا أشدّد على ضرورة أن تعتاد الفتاة الاهتمام بصحّة بشرتها في سنّ مبكرة وقد يبدو ذلك سهلاً بالنسبة إليها إن كانت والدتها تقوم بذلك. وتجدر الإشارة إلى أنّنا حين نتحدّث عن العناية بالبشرة لا نستثني بشرة الجسم التي يكتسب الاهتمام بها أهمية كبيرة أيضاً.
ولا يسعنا أن ننكر أنّ ثمّة معوّقات قد تحول أحياناً دون عناية المرأة ببشرتها، ومن ذلك ضيق الوقت ولا سيّما لدى النساء العاملات، إضافةً إلى كثرة الانشغالات العائليّة كالاهتمام بشؤون المنزل والأولاد. كما أنّها تواجه أحياناً العقليّة السائدة في مجتمعها ولا سيّما في وسطها الأسري حيث قد يعارض زوجها مثلاً تخصيصها جزءًا من وقتها للاهتمام بجمال بشرتها. وفي ظلّ هذه العقليّة قد لا يسع المرأة أن تقتني مستحضرات العناية إن لم تكن تتمتّع بالاستقلاليّة المادية. وأذكّر بأنّ أبرز مشاكل البشرة التي تواجهها النساء اليوم هي الكلف والتبقعات وحبّ الشباب والتجاعيد والمسامات المفتوحة والترهلّ وظهور الشعر الزائد (على بشرة الوجه)».
خبير تجميل النجوم فادي قطايا
«من الضروريّ أن تعتني المرأة بصحّة بشرتها قبل أن تضع الماكياج، فإن كانت بشرتها متعبة وغير صحيّة فلا يمكن أن تظهر مشعّة ومتألقة من خلال المستحضرات الجماليّة، وفي هذه الحالة يتعيّن عليها أن تضع طبقة كثيفة من هذه المستحضرات، الأمر الذي يخالف أسس الماكياج الحديث. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدداً لا يستهان به من النساء لا يولين بشرتهنّ العناية الكافية، إذ أنّهنّ يعتمدن على الماكياج في إخفاء الشوائب التي تظهر عليها،ما يُعتبر عادةً خاطئة، فالماكياج الكثيف لا يدوم لوقت طويل ولا يخفي بعض المشاكل التي تعاني منها البشرة مثل التقشّر، بل يُظهرها بشكل أكثر وضوحاً، كما أنّه لن يبرز جمالها في حال كانت تظهر عليها آثار أشعة الشمس. لذا أنصح كلّ السيّدات بأن يعتنين ببشرتهنّ أولاً من خلال زيارة خبيرة العناية بالبشرة مرّة كلّ أسبوع أو أسبوعين واستخدام الكريمات الضروريّة. ولا بدّ من أن يشكّل ذلك عادةً تكتسبها الفتاة منذ صغرها عن طريق التربية المنزلية، أيّ من خلال أساليب العناية التي تتّبعها والدتها، فبالرغم من أنّه يمكن إخفاء معظم الشوائب بواسطة الماكياج، إلا أنّني عادةً ما أنصح السيّدات اللواتي يعانين من مشاكل البشرة باتباع طرق عناية معيّنة وقد أطبق بعض هذه الطرق على بشرتها قبل وضع الماكياج. أمّا إن كانت المرأة تتمتّع ببشرة صحيّة فإنّ الماكياج يجعلها أكثر إشراقاً وتألقاً.
ولكيّ تحافظ السيّدة أو الفتاة على جمال ماكياجها، أقدّم لها بعض النصائح مثل عدم تعرّضها لحرارة الشمس أو للحرّ بعد أن تضع الماكياج وعدم بذلها أيّ جهد جسدي (التعرّق) وتعرّفها إلى الطرق التي تساعدها على الاهتمام بماكياجها قبل أن يحين موعد حضورها حفلاً أو مناسبة ما كأن تضع بعض البودرة إن كانت تتمتع ببشرة دهنيّة أو الـPapier Poudre أو الـPoudre Compact… ومن الأفضل أن تتعلّم كيف تُصلح أحمر شفاهها وتنظّف بقايا الماكياج التي قد تظهر أسفل عينيها وتضيف إليه البودرة.
على أيّة حال أرى أنّ مسألة وضع الماكياج تتوقّف على شخصيّة المرأة و«اللوك» الذي ترغب في اعتماده، علماً بأنّني لا أحبّذ المبالغة في وضع الماكياج سواء في ما يتعلّق بقوّة الألوان وكثافتها أو بطريقة رسم الحاجبين أو تحديد الـContour أو «البلاش»… أمّا الأمرالأكثر أهمية فيبقى أولاً وأخيراً مدى ملاءمة الماكياج لشخصيّة كل امرأة ومدى تعبيره عنها».