النظام الغذائيّ النباتيّ وعلاقته بالبشرة الصحّيّة

ليس سرّاً أنّ تنويع الفواكه والخضروات مهمّ في وجبتك، وتجنّب منتجات اللحوم المصنّعة مفيد لجسمك. ولكن هل النظام الغذائيّ النباتيّ ضروريّ لبشرة صحّيّة أيضاً؟

يقول الكثير من المشاهير أنّ ذلك حقيقيّ. فقد لاحظت الممثّلة الشهيرة ناتالي بورتمان والمغنّية بيلي إيليش تحسّناً كبيراً في بشرتيهما منذ أن أصبحتا نباتيّتين واستغنتا عن منتجات الحليب. وصرّحت بورتمان في صحف أجنبيّة قائلةً: "أنا نباتيّة ولقد أصبحت بشرتي أفضل بكثير ممّا كانت عليه، عندما أصبحت نباتيّة. لقد توقّفت عن تناول منتجات الحليب والبيض، ولم تظهر أيّ بثور بعد ذلك". وقالت بدورها إيليش في منشور لها على Tumblr عام 2018: "أنا لا أتحمّل اللاكتوز ومنتجات الحليب سيّئة لبشرتي، وبشرتي مدركة جدّاً لذلك".

لكن ليس المشاهير وحدهم من يعتقدون أنّ اتّباع نظام غذائيّ نباتيّ مفيد للبشرة، بل يتّفق الخبراء على أنّه يمكن الاستغناء عن المنتجات الحيوانيّة لاتّباع نظام غذائيّ نباتيّ صحّيّ. وتقول دراسات عدّة أنّ التخلّي عن منتجات الحليب يمكن أن يساعد المصابين بحبّ الشباب. وهناك نظريّات مختلفة حول ما يجعل منتجات الحليب تسبّب في ظهور حبّ الشباب. إذ تشير بعض الدراسات إلى أنّ الهرمونات الموجودة في حليب البقر هي السبب وراء ذلك. وتهدف هذه الهرمونات إلى تحفيز نموّ العجل وعندما يبتلعها البشر، فإنهم يطلقون الأنسولين، ممّا قد يؤدّي إلى ظهور البثور. ووفقاً لمقال طبّيّ على موقع Healthline، "في بعض الأحيان يمكن للهرمونات الموجودة في الحليب أن تتفاعل أيضاً مع هرموناتنا، ممّا يؤدّي إلى إرباك نظام الغدد الصماء في أجسامنا والتسبّب بظهور البثور".

تأثير منتجات الحليب على البشرة:

لقد تبيّن أنّ تناول الحليب ومنتجاته يزيد هرموناً مسبّباً بنموّ حبّ الشباب، يسمّى عامل النمو المشابه للأنسولين IGF-1. ومع ذلك، لم يتمّ ربط كلّ منتجات الحليب بنموّ حبّ الشباب، على غرار اللبن والجبنة.

إنّ بروتين مصل اللبن هو أحد البروتينات الأساسيّة الموجودة في الحليب. وهو الجزء السائل من الحليب الذي ينفصل عن الجبنة أثناء إنتاجها. ولتحويله إلى مسحوق بروتين، يخضع مصل اللبن لعمليّة تصفية وتجفيف متعدّدة الخطوات. ونظراً إلى أنّ مصل اللبن هو بروتين حليب، وإلى الصلة بين منتجات الحليب وحبّ الشباب، يعتقد الكثيرون أنّ مكمّلات بروتين مصل اللبن تسبّب حبّ الشباب. وبصرف النظر عن العدد القليل من التقارير حول ارتباط ذلك بمكمّلات بروتين مصل اللبن المستهلَكة لكمال الأجسام، لا يوجد دليل قاطع يدعم المزاعم بأنّ هذا البروتين يسبّب حبّ الشباب.

ومع ذلك، أفادت تقارير Healthline أنّ "81٪ ممّن يعانون من حبّ الشباب لديهم تاريخ عائلي في ذلك ويعود ذلك إلى عوامل وراثيّة". وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بحبّ الشباب إذا تناولوا أطعمة معيّنة، بما في ذلك بروتين مصل اللبن. علاوةً على ذلك، ترتبط البشرة الدهنيّة والبيئات الرطبة والاضّطرابات الهرمونيّة وقلّة النوم والسمنة وارتفاع نسبة الدهون والوجبات الغذائيّة التي تحتوي على كمّيّات كبيرة من السكر، بزيادة خطر الإصابة بحبّ الشباب. ويمكن أن يساعد النظام الغذائيّ النباتيّ الأشخاص الذين يعانون من الإكزيما. وهي حالة تلتهب فيها بقع على البشرة وتتسبّب بالحكّة والتشقّق. وتمّ ربط الأطعمة النباتيّة أيضاً بتخفيف الصدفيّة، وهي مرض مناعيّ. وعلى غرار الأكزيما، يتسبّب بظهور بقع حمراء قشريّة وبارزة على البشرة.

فقد عانت نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان من الصدفيّة لأكثر من عقد وتمّ تشخيصها مؤخّراً بالتهاب المفاصل الصدفيّ. وناقشت ذلك مع شقيقتها على موقعها الإلكترونيّ Poosh وشرحت كيف ساعدها التحوّل إلى نظام غذائيّ نباتيّ، وقالت: "أحبّ الحياة الصحّيّة وأحاول أن أتناول الطعام النباتيّ قدر الإمكان وأشرب عصائر طحالب البحر"، مضيفةً أنّها تحاول أيضاً الحفاظ على مستويات التوتّر لديها عند الحدّ الأدنى. وقالت: "آمل أن تساعد قصّتي أيّ شخص آخر مصاب بأحد أمراض المناعة الذاتيّة على الشعور بالثقة بأنّ هناك ضوء في آخر النفق". إنّ المرضى الذين يتّبعون نظاماً غذائيّاً نباتيّاً يحقّقون نتائج جلديّة فائقة مقارنةً بمن لا يفعلون ذلك. فلديهم المزيد من الطاقة وينامون بشكل أفضل. 

 
شارك