العناية بالبشرة للمرأة الحامل: دليل شامل مفيد لكلّ أم مع الطبيبة الجلديّة ديانا مزهر

من أهمّ الأدوار التي تؤدّيها المرأة في حياتها، دور الأمومة! وما من كلمات تفي الأم وكلّ ما تمرّ به بدءاً بالحمل وصولاً إلى الرضاعة وتربية الطفل. وفي الحالات جميعها، على الأمّ أن تعتني دائماً بجمالها، لا سيّما ببشرتها حتّى تشعر بالراحة تجاه نفسها وبالسعادة الداخليّة التي ستنعكس من دون شكّ على علاقتها بأسرتها. ومع الطبيبة الجلديّة د. ديانا مزهر، نركّز اليوم على أهمّيّة العناية بالبشرة خلال فترة الحمل وما بعده ونسلّط الضوء على أبرز القواعد الواجب اتّباعها والالتزام بها في هذا الإطار.

فيما تلاحظ بعض النساء أنّ مظهر البشرة يتحسّن خلال فترة الحمل، تواجه نساء أخريات مشاكل جماليّة. فما هي أبرز التحدّيات التي تواجهها المرأة الحامل في ما يتعلّق ببشرتها؟

تشعر نساء كثيرات، بمجرّد علمهنّ بالحمل، بالقلق تجاه ما يستخدمنه على البشرة ويتوقّفن مباشرةً عن استعمال أيّ منتج، وهذا في الواقع أمر صائب. لكن، في المقابل، كثيرة هي المعلومات المضلّلة التي يقدّمها بعض الأطبّاء، ما يُعتبر طبيعيّاً بشكل أو بآخر نظراً إلى قلّة البحوث والدراسات على المكوّنات التي قد تضرّ فعلاً بالجنين. لكن لا داعي أن تتوقّف المرأة عن استعمال جميع المنتجات على بشرتها، بخاصّة أنّ الحمل يمتدّ على 9 أشهر وتتبعه فترة الرضاعة. وإن لم تعتنِ المرأة ببشرتها، ستواجه حتماً الكثير من المشكلات. بالتالي، يُنصح بالعناية بالبشرة خلال هذه الفترة إنّما مع مراعاة المنتجات والتركيبات الآمنة.

وتشير بعض النساء إلى أنّ بشرتهنّ تزداد جمالاً وتألّقاً خلال الحمل، إنّما تبقى نسبتهنّ قليلة لأنّ معظم الأمّهات يعانين من مشاكل وأبرزها البثور، لا سيّما اللواتي يعانين من حَبّ الشباب قبل الحمل. ومن مشاكل البشرة التي يمكن ذكرها أيضاً، فرط التصبّغات ويُعرف أيضاً باسم «كلف الحمل» أو «قناع الحمل» نتيجة تعزيز إنتاج الميلانين، علماً بأنّ التصبّغات تطال أيضاً بعضاً من مناطق الجسم كتحت الإبط مثلاً. تجدر الإشارة إلى أنّ العامل الوراثيّ يؤثّر على المشكلات التي قد تعاني منها المرأة في بشرتها. وينبغي فعلاً تعزيز حماية البشرة من أشعّة الشمس خلال فترة الحمل، مع اختيار كريم حماية فيزيائيّ لا كيميائيّ على الرغم من محدوديّة الدراسات حول أثر التركيبات الكيميائيّة على الجنين.

ويُعتبر جفاف البشرة الشديد من المشاكل التي تواجه الحامل أيضاً. وفي حال كانت المرأة تعاني من أيّ مشاكل قبل الحمل، قد تزداد سوءاً خلال هذه الأشهر التسعة.

لماذا نخشى استعمال تركيبات غير آمنة خلال الحمل، ما دام استعمالها يقتصر فقط على تطبيقها على البشرة ولا يعني دخولها إلى الجسم مباشرةً؟

في الواقع، متعدّدة هي المواد الكيميائيّة التي تستطيع تجاوز طبقات الجلد وبلوغ الأوعية الدمويّة وبالتالي الوصول إلى الجنين. لكن ما من دراسات كافية عن الكثافة أو النسبة التي قد تبلغ الدم والدورة الدمويّة، إذ لا تجري الاختبارات على المرأة الحامل لأسباب أخلاقيّة. وعلى الرغم من أنّنا لا نعلم مقدار الضرر الذي قد تتسبّب به بعض المنتجات للجنين، نفضّل أخذ الحذر من المكوّنات التي تستطيع اختراق طبقات الجلد والوصول إلى الدم.

ما هي المكوّنات التي يُفضّل إذاً تجنّب استعمالها خلال فترة الحمل؟

المكوّنات التي نخشى استعمالها على بشرة المرأة الحامل تشمل الريتينويد والريتينول، أي مشتقّات الفيتامين A على أنواعها، وحمض الساليسيليك بخاصّة حين تتجاوز كثافته 2% والبنزويل بيروكسايد والهيدروكينون. فهي قادرة على الوصول إلى الدم وبالتالي قد تؤثّر على الجنين. تجدر الإشارة إلى أنّنا أحياناً لا نقرأ اسم أيّ من هذه المكوّنات على الغلاف الخارجيّ الرئيس، إذ يقتصر ذكره في قائمة المكوّنات. كما وأحياناً، وهذا أمر مؤسف، تسمّي العلامات التجاريّة المكوّنات كما تشاء، بخاصّة أنّه يشار أحياناً إلى المكوّن الواحد بتسميات متعدّدة.

الطبيبة الجلديّة د. ديانا مزهر

هل من مكوّنات معيّنة يوصى باستخدامها لبشرة المرأة الحامل؟

في كلّ مرّة، تشهد الأسواق طرح منتجات جديدة ونلاحظ أنّ الأنظار تتحوّل نحو مكوّن معيّن ويبدأ الجميع باستعماله. لكن من وجهة نظري، أنصح باستعمال منتجات أو مكوّنات تكون مفيدة للبشرة ولاحتياجاتها ومشاكلها. ولأنّ المرأة لا تمتلك دائماً المعرفة الكافية في هذا الإطار، ينبغي ما إن تعلم بحملها استشارة طبيب جلديّ يتمتّع بخبرة في العمل مع الحامل والأم المرضّعة لتوجيهها في استعمال ما يناسبها، أوّلاً لحماية الجنين وثانياً للحفاظ على صحّة بشرتها. وفي الحالات جميعها، لا ينبغي إهمال العناية بالبشرة لضمان استمتاع المرأة بحملها وعدم تأثير مظهرها على الثقة بذاتها.

نلاحظ أنّ البيانات محدودة بشأن المكوّنات الآمنة وغير الآمنة، حتّى على الإنترنت. فهل تحتاج العلامات التجاريّة برأيك للتركيز أكثر على هذا الجانب عند إعداد توصيفات منتجاتها؟

صحيح، فكما سبق وذكرنا، الدراسات والبحوث في هذا الإطار محدودة. لذلك، نعتمد كأطبّاء جلديّين على المعلومات الطبّيّة التي نمتلكها، ما يجعلنا مرجعاً موثوقاً وأفضل طبعاً من جوجل. ففي بعض الأحيان، تبدو المنتجات آمنة للحامل والمرضّعة، إنّما الحقيقة لا تكون كذلك. وبالنسبة إليّ، أتمنّى شخصيّاً أن تركّز العلامات التجاريّة أكثر على هذا الجانب، لا سيّما أنّ نساء كثيرات يعانين من مشكلة إيجاد طبيب أو اختصاصيّ يوافق على متابعتهنّ. وآمل فعلاً أن تعرض الماركات نوعاً من الشهادات أو المؤشّرات التي تؤكّد إمكانيّة استعمال المنتجات على بشرة الحامل. لكن في الحالات جميعها، تبقى استشارة المختصّين في المجال أساسيّة.

ما هي الخطوات التي على المرأة الحامل اتّباعها للعناية ببشرتها؟

على الرغم من اختلاف المنتجات، لا تختلف خطوات روتين العناية بالبشرة وأبرزها: تنظيف البشرة وتطبيق الكريم الواقي من الشمس والسيروم والعلاج المخصّص لأيّ مشكلة. 

 
شارك